غُرابُ البين...بقلم سهيل كعوش

أقولُ لطفلتي والليلُ سُـــــهدُ
أبعدَ تجمُعِ الأحبابِ بُــــــعدُ

فرَّوعنا غُـــــرابُ البينِ نعباً
وصاحت طفلتي: البينُ وعدُ

أقررتِ الوداعَ, فَدتكِ روحــي
وفي آتِ الزمانِ أسىّ وفقـْــــدُ

سـأدلجُ في غرابيبِ الليالي 1
غريبَ الروحِ ما وافاهُ سَــــعدُ

أعوجُ بغربتي العشواءِ خبطاً 2
وكاســــاتُ الهوى وصلُّ وصَدُّ

أنا من تاهَ في شُعَبِ الغواني 3
يُســـــاهِرُهنَ, لا يُثنيهِ رُشـــــدُ

ســـــــقتني الفاتناتُ الغُرُّ راحاً 4
ثغورُ البيـــضِ تِحنانُّ وشَـــــــهدُ

وسُمرُ الخودِ جازنّي سُـــــلافاً 5
وقطــــفي في الرُبى زهرُّ ووردُ

لِحاظُ الغيدِ كم دقتْ بصــدري
رماحاً لا تُصَدُّ ولا تُــــــــــعَدُّ

محضتُ ودادهنَّ وصنتُ عهدي 6
فما أوفى صـــــــــــــفاءَ الودِ عَهدُ

ألا من يشتري عبداً بعطــــــــفٍ
وودٍ لا يُهانُ ويســـــــــــــــــتردُ
ــــــــــــــ
1- الإدلاج: مسير الليل, وغرابيب الليالي سودها...
2- أعوج: أسير بالتواء, وخبط العشواء أي على غير
هدى,,,والمعنى أسير بغربتي ملتوياً على غير انتظام...
3- المراد بشُعَب الغواني علب الليل ونواديه...
4- الفاتنات الغُر: بيض النساء...
5- الخود: نواعم النساء...
6- محضت الود: جازيتهن وداً محضاً خالصاً...