دوناد ترامب .... القضية الفلسطينية....
كانت المؤشرات في الولايات المتحدة الامريكية في سباق الرئاسة تشير الى ارتفاع فرص فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في المنافسة الرئاسية، لذا راح العديد من الاطراف الخارجية ومن بينهم الطرف الفلسطيني الى ترتيب اوراقه وسياساته بناءا على تلك المؤشرات ; لكن بعد فوز دونالد ترامب المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الامريكية كان لذلك صداً من العيار الثقيل ليس لدى الامريكيين وحدهم بل لمعظم المهتمين في هذه الانتخابات .
مع قلة خبرة دونالد ترامب السياسية وتفوقه على المرشحة صاحبة الباع الطويل في عالم السياسة الخارجية خلط الكثير من الاوراق السياسية سواء على المستوى الداخلي او الخارجي للولايات المتحدة الامريكية من ناحية وإعادة ترتيب الملفات والبحث في الحلول والخيارات المناسبة للتعامل مع الادارة الامريكية الجديدة من ناحية اخرى في ظل الرئيس 45 .
بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الامريكية وفوز دونالد ترامب سيكون الرئيس بإدارته الجديدة مثله مثل أي رئيس للولايات المتحدة الامريكية في سياساته الخارجية حتى وان اختلف في الطريقة والأسلوب خاصة فيما يتعلق بموضوع القضية الفلسطينية وانحياز الادارات السابقة للطرف الاسرائيلي والتزامهم بالحفاظ على امنها ودعم سياساتها من تهويد ومصادرة للأراضي الفلسطينية والتوسع في الاستيطان كل ذلك تعبير عن مدى العلاقة والارتباط الاستراتيجي ما بين الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل.
تعددت السيناريوهات فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية تجاه القضية الفلسطينية وما سيتخذه الرئيس 45 من قرارات فيما يخص القضية الفلسطينية فمنهم من انطلق من النظرية الاسوأ لهذه السياسة نظرا ً للتصريحات التي اطلقها دونالد ترامب في الحملة الانتخابية من نقل للسفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس وان القدس كاملة هي عاصمة لدولة اسرائيل ، وتصريحه حول قيام الدولة الفلسطينية وانه ليس بالأمر الحتمي وبالتالي ينسف مبدأ حل الدولتين ومع تقليص للمساعدات الامريكية للدول الفقيرة ومن بينها السلطة الفلسطينية ، سيكون ذلك بمثابة وضع السلطة الفلسطينية في موقف الضعيف واختيارها ما بين المزيد من التنازلات للطرف الاسرائيلي او البقاء تحت الضغوط الامريكية في ظل سياسة الادارة الامريكية الجديدة.
اما اصحاب النظرية الاكثر ايجابية تجاه سياسة الادارة الامريكية الجديدة للرئيس دونالد ترامب والمتوقعة فقد عبرت عنه كطرف محايد فيما يخص القضية الفلسطينية من خلال ما صرحه حول الاستيطان الاسرائيلي وانه يمكن التوصل الى حل حول ذلك ، كما ان بعض التناغمات والغزل على استحياء ما بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين يمكن ان تلقي بظلالها الايجابي على القضية الفلسطينية من خلال التعاون بين الطرفين والسعي من اجل ايجاد الحلول المناسبة للقضية الفلسطينية وإنهاء الصراع.
نلاحظ من خلال السياق بأن السيناريوهات المتوقعة من الادارة الامريكية الجديدة برئاسة ترامب هي امتداد للسياسة الامريكية بشكل عام حتى وان اختلف الشخوص ، لكن في ظل الظروف السياسية الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية من انقسام بين شطري الوطن وغياب الرؤيا السياسية الواضحة وازدياد الاضطرابات في العديد من دول الشرق الاوسط وابتعاد الكثير من هذه الدول وقلة اهتمامهم بالقضية الفلسطينية ودعمها ، يشير في طياته الى مدى صعوبة المرحلة التي ستواجهها القضية الفلسطينية وذلك بسبب العديد من العوامل : -
أولاً : كانت الدعاية الانتخابية لدونالد ترامب تتمحور في كثير من خطاباته حول اسرائيل ودعمها على المستويات الامنية والسياسية في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية في حين لم تكن القضية الفلسطينية على سلم اولوياته في هذه المرحلة وهو ما يدل على قلة اهتمام ادارة ترامب القادمة بالقضية الفلسطينية.
ثانياً : سعى دونالد ترامب في المرحلة الانتخابية الى اظهار نوع من البراغماتية في خطاباته وان تعامله مع القضايا الخارجية الدولية ليست من اولوياته بحيث تكون المصالح الامريكية ذات الاولوية العظمى ووقوف الادارة الامريكية على الحياد تجاه العديد من القضايا الدولية في الفترة المقبلة ومن ضمنها القضية الفلسطينية مع الانحياز الكامل للطرف الاسرائيلي .
ثالثاً : الصراع الدائر في الشرق الاوسط والحروب الداخلية في العديد من الدول العربية سيجعل من هذه الدول تتخذ لنفسها سياسة التستر والانكفاء على ذاتها واصلاح امورها والسيطرة على صراعاتها الداخلية وهذا يجعل الطرف الفلسطيني وحيدا في ظل هذه المعمعة السياسية والذي سينعكس سلبا ً على القضية الفلسطينية وخيارات الفلسطينيين للحل السياسي.
من المرجح ان لا تشهد القضية الفلسطينية في فترة الادارة الامريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب تحولات سياسية كبيرة وان دخول دونالد ترامب الى البيت الابيض وفوزه بمقعد الرئاسة قد يحمل في طياته الكثير من القرارات تجاه العديد من القضايا الدولية حتى يتمكن الرئيس الجديد من ترتيب ملفاته الداخلية والخارجية وخاصة ملفات الشرق الاوسط بحيث تبقى القضية الفلسطينية على هامش الاولويات لهذه الادارة والذي يتطلب من القيادة الفلسطينية ان تقوم بترتيب اوراقها وملفاتها والتجهيز للمعركة السياسية المحتملة ووضع خياراتها من وحدة الجبهة الداخلية والمواقف من الاطراف الخارجية العربية والدولية من اجل وضع البدائل المناسبة لمواجهة هذه المرحلة ، فهل القيادة الفلسطينية لديها القدرة والإمكانيات على ادارة ملفاتها بشكل صحيح في ظل التعقيدات السياسية تجاه القضية الفلسطينية واهمالها من قبل الادارة الامريكية الجديدة بعد الانتخابات الأخيرة ؟؟؟…
بقلم سائد الجنيدي
كانت المؤشرات في الولايات المتحدة الامريكية في سباق الرئاسة تشير الى ارتفاع فرص فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في المنافسة الرئاسية، لذا راح العديد من الاطراف الخارجية ومن بينهم الطرف الفلسطيني الى ترتيب اوراقه وسياساته بناءا على تلك المؤشرات ; لكن بعد فوز دونالد ترامب المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الامريكية كان لذلك صداً من العيار الثقيل ليس لدى الامريكيين وحدهم بل لمعظم المهتمين في هذه الانتخابات .
مع قلة خبرة دونالد ترامب السياسية وتفوقه على المرشحة صاحبة الباع الطويل في عالم السياسة الخارجية خلط الكثير من الاوراق السياسية سواء على المستوى الداخلي او الخارجي للولايات المتحدة الامريكية من ناحية وإعادة ترتيب الملفات والبحث في الحلول والخيارات المناسبة للتعامل مع الادارة الامريكية الجديدة من ناحية اخرى في ظل الرئيس 45 .
بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الامريكية وفوز دونالد ترامب سيكون الرئيس بإدارته الجديدة مثله مثل أي رئيس للولايات المتحدة الامريكية في سياساته الخارجية حتى وان اختلف في الطريقة والأسلوب خاصة فيما يتعلق بموضوع القضية الفلسطينية وانحياز الادارات السابقة للطرف الاسرائيلي والتزامهم بالحفاظ على امنها ودعم سياساتها من تهويد ومصادرة للأراضي الفلسطينية والتوسع في الاستيطان كل ذلك تعبير عن مدى العلاقة والارتباط الاستراتيجي ما بين الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل.
تعددت السيناريوهات فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية تجاه القضية الفلسطينية وما سيتخذه الرئيس 45 من قرارات فيما يخص القضية الفلسطينية فمنهم من انطلق من النظرية الاسوأ لهذه السياسة نظرا ً للتصريحات التي اطلقها دونالد ترامب في الحملة الانتخابية من نقل للسفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس وان القدس كاملة هي عاصمة لدولة اسرائيل ، وتصريحه حول قيام الدولة الفلسطينية وانه ليس بالأمر الحتمي وبالتالي ينسف مبدأ حل الدولتين ومع تقليص للمساعدات الامريكية للدول الفقيرة ومن بينها السلطة الفلسطينية ، سيكون ذلك بمثابة وضع السلطة الفلسطينية في موقف الضعيف واختيارها ما بين المزيد من التنازلات للطرف الاسرائيلي او البقاء تحت الضغوط الامريكية في ظل سياسة الادارة الامريكية الجديدة.
اما اصحاب النظرية الاكثر ايجابية تجاه سياسة الادارة الامريكية الجديدة للرئيس دونالد ترامب والمتوقعة فقد عبرت عنه كطرف محايد فيما يخص القضية الفلسطينية من خلال ما صرحه حول الاستيطان الاسرائيلي وانه يمكن التوصل الى حل حول ذلك ، كما ان بعض التناغمات والغزل على استحياء ما بين الرئيس الامريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين يمكن ان تلقي بظلالها الايجابي على القضية الفلسطينية من خلال التعاون بين الطرفين والسعي من اجل ايجاد الحلول المناسبة للقضية الفلسطينية وإنهاء الصراع.
نلاحظ من خلال السياق بأن السيناريوهات المتوقعة من الادارة الامريكية الجديدة برئاسة ترامب هي امتداد للسياسة الامريكية بشكل عام حتى وان اختلف الشخوص ، لكن في ظل الظروف السياسية الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية من انقسام بين شطري الوطن وغياب الرؤيا السياسية الواضحة وازدياد الاضطرابات في العديد من دول الشرق الاوسط وابتعاد الكثير من هذه الدول وقلة اهتمامهم بالقضية الفلسطينية ودعمها ، يشير في طياته الى مدى صعوبة المرحلة التي ستواجهها القضية الفلسطينية وذلك بسبب العديد من العوامل : -
أولاً : كانت الدعاية الانتخابية لدونالد ترامب تتمحور في كثير من خطاباته حول اسرائيل ودعمها على المستويات الامنية والسياسية في حال فوزه في الانتخابات الرئاسية في حين لم تكن القضية الفلسطينية على سلم اولوياته في هذه المرحلة وهو ما يدل على قلة اهتمام ادارة ترامب القادمة بالقضية الفلسطينية.
ثانياً : سعى دونالد ترامب في المرحلة الانتخابية الى اظهار نوع من البراغماتية في خطاباته وان تعامله مع القضايا الخارجية الدولية ليست من اولوياته بحيث تكون المصالح الامريكية ذات الاولوية العظمى ووقوف الادارة الامريكية على الحياد تجاه العديد من القضايا الدولية في الفترة المقبلة ومن ضمنها القضية الفلسطينية مع الانحياز الكامل للطرف الاسرائيلي .
ثالثاً : الصراع الدائر في الشرق الاوسط والحروب الداخلية في العديد من الدول العربية سيجعل من هذه الدول تتخذ لنفسها سياسة التستر والانكفاء على ذاتها واصلاح امورها والسيطرة على صراعاتها الداخلية وهذا يجعل الطرف الفلسطيني وحيدا في ظل هذه المعمعة السياسية والذي سينعكس سلبا ً على القضية الفلسطينية وخيارات الفلسطينيين للحل السياسي.
من المرجح ان لا تشهد القضية الفلسطينية في فترة الادارة الامريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب تحولات سياسية كبيرة وان دخول دونالد ترامب الى البيت الابيض وفوزه بمقعد الرئاسة قد يحمل في طياته الكثير من القرارات تجاه العديد من القضايا الدولية حتى يتمكن الرئيس الجديد من ترتيب ملفاته الداخلية والخارجية وخاصة ملفات الشرق الاوسط بحيث تبقى القضية الفلسطينية على هامش الاولويات لهذه الادارة والذي يتطلب من القيادة الفلسطينية ان تقوم بترتيب اوراقها وملفاتها والتجهيز للمعركة السياسية المحتملة ووضع خياراتها من وحدة الجبهة الداخلية والمواقف من الاطراف الخارجية العربية والدولية من اجل وضع البدائل المناسبة لمواجهة هذه المرحلة ، فهل القيادة الفلسطينية لديها القدرة والإمكانيات على ادارة ملفاتها بشكل صحيح في ظل التعقيدات السياسية تجاه القضية الفلسطينية واهمالها من قبل الادارة الامريكية الجديدة بعد الانتخابات الأخيرة ؟؟؟…
بقلم سائد الجنيدي