الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لماذا يحاكم الجندي الؤور آزاريا بقلم : د. محمد خليل مصلح

تاريخ النشر : 2017-02-23
لماذا يحاكم الجندي الؤور آزاريا بقلم : د. محمد خليل مصلح
بقلم : د. محمد خليل مصلح

قبل ان يظن البعض ويخطأ في فهم ما حدث للجندي آزاريا الذي قتل فلسطينيا،وهو ملقى على الارض بدم بارد؛ بان اخلاق جيش الاحتلال تمنع أو تحرم ذلك، او تتناقض مع ذلك السلوك الذي سلكه هذا الجندي؛ فالأمر مختلف كليا عن الظاهر؛ انها ليست المرة الاولى الذي يقتل فيها فلسطيني على ايدي جنود الاحتلال وبتعليمات من رؤسائهم رابين لما امر بتكسير عظام الفتيان وأوامر اطلاق النار على المنتفضين والقتل ومنح الجندي تقدير الموقف، وفلسفة الامن اقتله قبل ان يقتلك كلها تصب في تكوين نزعة القتل عند جنود الاحتلال.

لماذا جرت المحاكمة للجندي الؤور آزاريا وأخذت هذه التغطية والجدل  في المجتمع الاسرائيلي ؟

لا شك انه لو لم يصور الجندي من قبل فلسطيني لعملية القتل لما وصل الموضوع الى الاعلام ولا الى المحاكم هذا اولا وثانيا وهم الاهم ان محاكمة الجندي جاءت في وقت صراع داخل  مؤسسات الدولة المدنية  والعسكرية وداخل العسكرية نفسها . الشعور بالخوف من قبل اليمين المتطرف والذي سبق وقتل بدم بارد من اليهود انفسهم والتهديد والترهيب لليهود الذي يخالفونهم الرأي والتخوين الذي اصبح الثقافة التي توجه فكريا وعمليا جماعات داخل اسرائيل منها جماعات تدفيع الثمن وظهور افكار المتطرف  مائير كاهانا الذي تدعوا لقتل العرب واعتبارهم اقل درجة من الادميين وقتل رابين وتهديد نتنياهو في مناسبات عدة جعلت من هذه المحاكمة شأنا قوميا داخل اسرائيل فرض نفسه على الرأي العام الاسرائيلي .

فالمؤسسة السياسية؛ والتي جزء منها يشارك اليوم في الائتلاف الحكومي والتي تتبع لليمين المتطرف؛ جماعة البيت اليهودي وديغل هتوراه وبعض قيادات الليكود دفعت بعدم محاكمة الجندي؛ بذريعة امن المواطن اليهودي والجندي؛  رئيس البيت اليهودي الوزير نفتالي بينت قال “إن الحرص على أمن مواطني الدولة إنما يستوجب منح العفو عن المحكوم عليه أزاريا لأن الدولة هي التي كلفته بالدفاع عن المواطنين “.  وهذه النظرة اصبحت الان جزء من الاشكالية في العلاقة بين المؤسستين العسكرية والمدنية ؛ فالرقابة المدنية على الجيش الاسرائيلي والحد من اتخاذ القرارات التي تعتبر في جوهرها مدنية او سياسية عسكرية، وتؤثر على ادارة الدولة وطبيعتها الديمقراطية لمنع سيطرة العسكر لإدارة الحياة المدنية في اسرائيل محل اتفاق عام تم التوافق عليه من بداية اصطناع هذه الدولة، وان المؤسسة المدنية في الدولة مع القضاء والكنيست واللجنة الامنية يتعاونون فيما بينهم للحفاظ على هذه التوليفة بينهم؛ ألا انه يتولد اليوم قلق؛ من تمرد افراد من الجيش والمستوى المتدني في سلم القيادة على الاوامر السياسية المتعلقة بالمستوطنين، وقمع العرب الفلسطينيين بعد ان تغلل اليمين في صفوف الجيش ووحدات النخبة، وازدادت الممارسات المخالفة للأوامر واستخدام السلاح في مواجهة العرب الفلسطينيين، وإزهاق ارواح مدنيين يهود على ايدي افراد تابعين لجماعات متطرفة ومنهم من هو في الجيش الاسرائيلي.

كل ذلك ولد القلق والخوف لدى المؤسسة السياسية والدستورية وحتى العسكرية منها وهذه ما عكسه رئس الهرم في المؤسسة العسكرية يعالون لما تسلم وزارة الجيش وكانت اوامره بمعاقبة الجندي ومحاكمته ؛ ما يعكس طبيعة المشكلة؛ بأن محاكمة الجندي هي رسالة داخلية للسيطرة على سلوك افراد الجيش والجماعات وان هذا الحدث الاشكالي يجب استبعاده عن السلوك الاستغلال الدعائي من قبل البعض خاصة احزاب اليمين و بعض قيادات في المؤسسة العسكرية.

خلاصة الفكرة من مسرحية محاكمة الجندي الؤور ازاريا؛ بعد ان تحولت الى صراع بين مكونات مجتمع الكراهية الاسرائيلي و تحدي بين الجماعات المتطرفة والمؤسسة السياسية والقانون والدستور كان السؤال لماذا لا نوظفها لمصلحة الجيش من جهة واحترام الدستور وتعزيز الرقابة المدنية والعدلية على ممارسة افراد الجيش الخارجة عن ما يسمى( اخلاقيات جيش الاحتلال) وتحويلها الى عنصر دعائي اخلاقي بعد ان تلوثت قيادة الجيش والجيش نفسه من حروبه الذي شنها اخيرا على قطاع غزة الاعزل وملاحقة القيادات في المحاكم والمحافل الدولية لتغيير نظرة العالم حول الجندي الاسرائيلي وشفافية المؤسسة القضائية ومساندة المؤسسة المدنية والسياسية للرقابة لأنها ايضا هدفا بحد ذاته لضبط العلاقة وبين مؤسسات الدولة وحماية طابعها الديمقراطي المدني ورفض فكرة عسكرية الدولة اليهودية .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف