الأخبار
الولايات المتحدة تفرض عقوبات على مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية(أكسيوس) يكشف تفاصيل محادثات قطرية أميركية إسرائيلية في البيت الأبيض بشأن غزةجامعة النجاح تبدأ استقبال طلبات الالتحاق لطلبة الثانوية العامة ابتداءً من الخميسالحوثيون: استهدفنا سفينة متجهة إلى ميناء إيلات الإسرائيلي وغرقت بشكل كاملمقررة أممية تطالب ثلاث دول أوروبية بتفسير توفيرها مجالاً جوياً آمناً لنتنياهوالنونو: نبدي مرونة عالية في مفاوضات الدوحة والحديث الآن يدور حول قضيتين أساسيتينالقسام: حاولنا أسر جندي إسرائيلي شرق خانيونسنتنياهو يتحدث عن اتفاق غزة المرتقب وآلية توزيع المساعدات"المالية": ننتظر تحويل عائدات الضرائب خلال هذا الموعد لصرف دفعة من الراتبغزة: 105 شهداء و530 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعةجيش الاحتلال: نفذنا عمليات برية بعدة مناطق في جنوب لبنانصناعة الأبطال: أزمة وعي ومأزق مجتمعالحرب المفتوحة أحدث إستراتيجياً إسرائيلية(حماس): المقاومة هي من ستفرض الشروطلبيد: نتنياهو يعرقل التوصل لاتفاق بغزة ولا فائدة من استمرار الحرب
2025/7/10
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مــن الـــذي دفـــع للـــزمَّــــــار ؟بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2017-02-22
مــن الـــذي دفـــع للـــزمَّــــــار ؟بقلم:حسن زايد
حــســـــن زايـــــــــد ... يـكـتـب :
مــن الـــذي دفـــع للـــزمَّــــــار ؟ ! .

هل يمكن أن تصاب معي بالفزع ؟ ! . الحقيقة أنني أشعر بالفزع لسبيين قد تعجب من فزعي منهما ، الأول : ويتعلق بوجود ما يسمي بـ : " نظرية المؤامرة " . الثاني : يتعلق بمدي الجهل والعَمَه اللذين أصيب بهما مثقفينا . أما عن السبب الأول ، والمتعلق بنظرية المؤامرة ، فسبب فزعي منه ، أنني أجد بين ظهرانينا من يختلف حول وجود هذه النظرية من عدمه . وكل من الفريقين يرجع وجودها من عدمه إلي أسباب متعلقة به هو، حيث يغلب عليها الطابع الشخصي . فإذا كان القول بوجودها يخدم وجهة نظره ، ذهب إلي القول بوجودها . وإذا كان القول بعدم وجودها يخدم تلك الوجهة ، قال بعدم وجودها . وسر فزعي من هذا التوجه أنه يمثل تعمية علي الحقيقة . فقد تكون المصائب التي تنصب كالرصاص المغلي فوق رؤوسنا ، والمآسي التي تعتصرحياتنا عصراً ، من وراءها جهلنا وتخلفنا وخيبتنا ، وقد يكون وراءها مؤامرة قد حيكت لنا بليل ، داخل الغرف المغلقة ، ممن لا يريد بنا خيراً . وقد يجتمع الأمران معاً . وقد يكون أحدهما سبباً ، والآخر نتيجة . ومن ثم فلا محل لنفي نظرية المؤامرة في الأمور التي تحتمل ذلك . لأن النفي يفضي في النهاية إلي التشخيص الخطأ للداء ، وبالتالي الخطأ في وصف الدواء . والتاريخ ـ بطوله وعرضه وعمقه ـ لا يخلو من المؤامرات استقرائيا . وهنا نتجابه بموقفين يمثلان تطرفاً يتعين بموجبه إقصائهما ، الأول ـ من يقول بنظرية المؤامرة مطلقاً . الثاني ـ من ينفي تلك النظرية مطلقاً . والسبب الثاني للفزع ، والمتعلق بمدي الجهل والعمه ـ وربما الخيانة علي نحو ما ذهب المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد في كتابه خيانة المثقفين ـ اللذين أصيب بهما مثقفينا . إذ ربما بجهلهم وعمههم ـ مع فرض حسن النية ـ أو بخيانتهم ، يصبحون أدوات وأبواق ومعاول هدم وتكسير وتفتيت لمجتمعاتهم ، في أيدي أصحاب المؤامرة الأصليين . يستوي في ذلك منهم ، كاتب المقال ، أو القصة ، أو الرواية ، أو المسرحية ، أو قصيدة الشعر ، أو المخرج ، أو المنتج ، أو الداعية في المسجد ، أو في الكنيسة ، أو الحقوقي المدافع عما يسمي حقوق الإنسان ، أو السياسي ، أو العالم والباحث في العلوم الإنسانية . كل هؤلاء الذين يمثلون الطليعة في مجتمعاتهم ، قد يصبح أي منهم ـ بوعي أو بغير وعي ـ أداة من أدوات المؤامرة علي مجتمعاتهم . وأنا قد لا استثني نفسي ـ إذا اعتبرني البعض مثقفاً ـ من هذا الحكم . وقد يمثل الفزع في هذا الجانب الفزع الأكبر بالنسبة لي ؛ لأنني قد جهلت هذا الأمر جهلاً مطبقاً . والواقع أن الذي لفت نظري إلي ذلك ، حلقة من برنامج : " بين السطور " ، الذي تقدمه الإعلامية / أماني الخياط من خلال شاشة قناة " ON tv " ، وكان ضيفها المخرج الكبير / محمد فاضل . وقد كان المحور الرئيس للحوار حول ما إذا كان يمكن استخدام الفن في المؤامرات السياسية علي المجتمعات من عدمه ؟ ! . وقد ذهب المخرج الكبير إلي القول بأن الفن يعد أداة من أدوات بناء المجتمعات ودفعها للأمام ، وفي ذات الوقت أداة من أدوات هدمها ، وتغيير وجهتها في اتجاه القوي المتآمرة . وقد ضرب مثلاً للتدليل علي ما ذهب إليه بمسلسل : " أنا وانت وبابا في المشمش " الذي تناول بقوة ـ بقلم السيناريست العبقري / أسامة أنور عكاشة ـ ملفات من ملفات الفساد ، التي تطاردها الرقابة الإدارية الآن ، بعد ربع قرن من إذاعة المسلسل في التلفاز المصري . ثم نوه عن نوعية الأفلام والمسلسلات والأغاني ، التي انتشرت علي الساحة المصرية بعد ثورة يناير 2011م . والتي تحس فيها بخيوط المؤامرة ، علي منظومة القيم والأخلاق الحاكمة ، في المجتمع المصري . فقد قدم نماذج شائهة للشباب ، والفتيات ، والرجل ، والمرأة ، والأسرة المصرية ، باعتبارهم النماذج السائدة ، هذا بخلاف التسطيح والتفاهة في القضايا المطروحة . وقدم البدائل في المسلسلات التركية ، والهندية ، والأفلام الغربية والأمريكية . والقصد ضرب الهوية المصرية ، وإعطاب النواة الأولي للمجتمع وهي الأسرة المصرية ، التي حافظت علي تماسك وبقاء الدولة المصرية علي مدار آلاف السنين . ومن الأمور المضحكة إلي حد البكاء أن المخرج الكبير قد كشف عن اسم كتاب يؤصل لنظرية المؤامرة التي نشير إليها ، فأسرعت بتسجيل اسم الكتاب حتي يتسني لي البحث عنه . وبالبحث في مكتبتي الإلكترونية اكتشفت وجود الكتاب ، إلا أنني لم أقرأه لسبب أو لآخر . واعتقد أن هذا حال معظم مثقفينا . والكتاب هو : من الذي دفع للزمار ؟ ! . الحرب الباردة الثقافية . المخابرات المركزية الأمريكية وعالم الفنون والآداب ، كتاب من تأليف : فرانسيس ستونر سوندرز . ترجمة : طلعت الشايب . المركز القومي للترجمة . الطبعة الرابعة : 2009م . وقد طبع بمطابع الهيئة العامة للمطابع الأميرية . وقد قدم له المؤرخ الكبير الدكتور / عاصم الدسوقي . ولم يتسن لي سوي قراءة تلك المقدمة حتي الآن ، إلا أنني بقراءتها ، اتضحت امام عيني ، بعض ملامح الصورة الغائمة ، لأمور كثيرة عرفناها ، وعاصرناها ، وعايشناها ، وخبرناها دون أن ندرك لها سبباً ، فكنا نرجعها إلي فكرة المؤامرة . فهل قرأ هذا الكتاب أحد من مثقفينا ، حتي يقول لنا : من الذي دفع للزمار ؟ ! .
حــســــــن زايــــــــــد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف