إعلان تربوي رسمي فلسطيني بالعامية ! بقلم : حماد صبح
وزارات التربية والتعليم في العالم قلاع منيعة للغات الوطنية ، وبقدر مناعة هذه القلاع تتطور اللغة ، وتتسع غنى ، وتقوى حيوية . ومن وسائل مناعة هذه القلاع محافظتها على اللغة الفصيحة الموحدة لهوية البلاد وثقافتها ، والتي تفهمها طبقاتها المتعلمة والمثقفة ، وتتخذها أداة لإبداع الأدب ، وإنتاج الفكر وبحوث العلم والمعرفة . ويحدث أن يجنح بعض الكتاب والشعراء والروائيين والمسرحيين إلى استعمال العامية في كتاباتهم إلا أن المدارس والجامعات وسائر مؤسسات التعليم تتمسك بالفصيحة في ما تعلمه وما تكتبه . ومدارس التعليم العام بسنيه الاثنتي عشرة هي الحاضنة الأولى العظيمة التأثير في تعليم الفصيحة ، وتعويد الطلاب عليها ، وتحبيبها إليهم ، ويقدر أنها لا تتسامح في هذا الجانب أدنى تسامح . المفاجأة الجارحة للقلب أن وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية في رام الله غادرت هذه المسلمة المتبعة ، ونشرت إعلانا بالعامية في الصفحة الأخيرة من صحيفة " الأيام " الفلسطينية ، عدد الأحد التاسع عشر من الشهر الحالي ، وربما نشرته في صحف أخرى ، يقول الإعلان على لسان طالبتين أرفقت به صورتهما : " احنا أول جيل رح يقدم امتحان الثانوية بالنظام الجديد . فهمنا النظام منيح .. نظام يخفف عنا العبء والتوتر لأنه قدملنا كتير تسهيلات . بدكم تعرفوا أكثر عن النظام زوروا موقع وزارة التربية والتعليم العالي الإلكتروني " . هكذا كأن الوزارة محل جوالات أو ملابس أو مطعم . من صاغ هذا الإعلان ؟! ومن أجاز نشره ؟! هل تجوز هذه القبيحة من وزارة تربية وتعليم ؟! وهل يليق مخاطبة طلاب الثانوية العامية ، السنة الفيصل ، السنة الجسر ، السنة المصيرية في حياة الطالب ، بهذا الإعلان ؟! الإعلان بما حواه من منكر بشع مثال لما في حياتنا من منكرات بشعة على المستوى الوطني ، ومع هذه المنكرات ، لم يخطر على القلب أن هذه المنكرة قد تصدر عن وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية .
***
حالما أطلعت الإعلامي الفلسطيني عوض أبو دقة على الإعلان بادر بالاتصال بوزارة التربية والتعليم العالي في رام الله لإبداء استنكاره له ، ولم يرد عليه أحد . عزتني مبادرته لما فيها من غيرة على لغتنا العظيمة .
وزارات التربية والتعليم في العالم قلاع منيعة للغات الوطنية ، وبقدر مناعة هذه القلاع تتطور اللغة ، وتتسع غنى ، وتقوى حيوية . ومن وسائل مناعة هذه القلاع محافظتها على اللغة الفصيحة الموحدة لهوية البلاد وثقافتها ، والتي تفهمها طبقاتها المتعلمة والمثقفة ، وتتخذها أداة لإبداع الأدب ، وإنتاج الفكر وبحوث العلم والمعرفة . ويحدث أن يجنح بعض الكتاب والشعراء والروائيين والمسرحيين إلى استعمال العامية في كتاباتهم إلا أن المدارس والجامعات وسائر مؤسسات التعليم تتمسك بالفصيحة في ما تعلمه وما تكتبه . ومدارس التعليم العام بسنيه الاثنتي عشرة هي الحاضنة الأولى العظيمة التأثير في تعليم الفصيحة ، وتعويد الطلاب عليها ، وتحبيبها إليهم ، ويقدر أنها لا تتسامح في هذا الجانب أدنى تسامح . المفاجأة الجارحة للقلب أن وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية في رام الله غادرت هذه المسلمة المتبعة ، ونشرت إعلانا بالعامية في الصفحة الأخيرة من صحيفة " الأيام " الفلسطينية ، عدد الأحد التاسع عشر من الشهر الحالي ، وربما نشرته في صحف أخرى ، يقول الإعلان على لسان طالبتين أرفقت به صورتهما : " احنا أول جيل رح يقدم امتحان الثانوية بالنظام الجديد . فهمنا النظام منيح .. نظام يخفف عنا العبء والتوتر لأنه قدملنا كتير تسهيلات . بدكم تعرفوا أكثر عن النظام زوروا موقع وزارة التربية والتعليم العالي الإلكتروني " . هكذا كأن الوزارة محل جوالات أو ملابس أو مطعم . من صاغ هذا الإعلان ؟! ومن أجاز نشره ؟! هل تجوز هذه القبيحة من وزارة تربية وتعليم ؟! وهل يليق مخاطبة طلاب الثانوية العامية ، السنة الفيصل ، السنة الجسر ، السنة المصيرية في حياة الطالب ، بهذا الإعلان ؟! الإعلان بما حواه من منكر بشع مثال لما في حياتنا من منكرات بشعة على المستوى الوطني ، ومع هذه المنكرات ، لم يخطر على القلب أن هذه المنكرة قد تصدر عن وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية .
***
حالما أطلعت الإعلامي الفلسطيني عوض أبو دقة على الإعلان بادر بالاتصال بوزارة التربية والتعليم العالي في رام الله لإبداء استنكاره له ، ولم يرد عليه أحد . عزتني مبادرته لما فيها من غيرة على لغتنا العظيمة .