ذكرى وأمل
بقلم د. أكرم إبراهيم حماد
هذه الخاطرة كنت قد كتبتها، ونشرتها جريدة العرب اللندنية بتاريخ 22/7/1991 ، وهآنذا أعيد نشرها من جديد لأن هناك أدباً لا يموت مع السنين .
" تعالي يا ابنتي الصغيرة لنصعد إلى جبل الزيتون لنطل على القرى العربية المجاورة من بعيد" هذا ما انطلق به لسان أحد وزراء اسرائيل قبل ما يقرب من ثلاثين سنة (الآن ستين سنة) أو يزيد .
لقد قرأت هذه العبارة التي لم يتبق في الذاكرة سواها من كتاب على ما أذكر ألف في عام 1965م ، ولم أعد استذكر اسم الكتاب ولا مؤلفه .
لماذا بقيت هذه العبارة فقط في ذاكرتي منذ ما يقرب من خمسة عشر عاماً(الآن ما يقرب من أربعين عاماً) ، لا أعرف أيضاً سبباً لذلك .
لم يعد هذا المسئول الآن بحاجة إلى صعود جبل الزيتون لمشاهدة القرى العربية ، بل يكفيه أن يقف على سطح إحدى البنايات في إحدى المستطونات المحيطة بأي قرية أو مدينة عربية
ليشرف على تلك القرية أو المدينة .
ثلاثون عاماً(والآن ستون عاماً) مضت ، والواقع العربي يزداد سوءاً .
ستون عاماً مضت كانت كافية لكثير من الأمم والشعوب لتعيد حساباتها ، وتبدأ من جديد .
وفعلاً نجحت كثير من الشعوب في تغيير أنماط حياتها سواء الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية ، أو الثقافية ، أو حتى الاجتماعية .
ستون عاماً لم يكن قبلها من السهل على مستوطن كائن من كان أن يطل على إحدى القرى العربية من قريب ، بل كان عليه أن يصعد إلى جبل الزيتون ليكون له نصيب وحظ مما أراد . ستون عاماً تغير خلالها في العالم الكثير إلا العالم العربي لم يتغير فيه شيء للأفضل اللهم إلا في البنيان المرصوص، بل أصابه الوهن والضعف والخور والترهل .
ستون عاماً مضت وستون عاماً آتيات لا نعرف ما تحمل في طياتها .
كل ما نملك هو الأمل ، الأمل في غد مشرق يشرق على أمتنا العربية وهي تنعم بالوحدة والاستقلال لكافة شعوبها المستعمرة ، والاستقرار بكافة أرجائها .
لقد تحقق ويتحقق هذا الأمل في كثير من بلدان العالم طوعاً أو كرهاً ، وكلنا أمل في أن يتحقق لعالمنا العربي ذلك دون الحاجة إلى إراقة الدماء أو قتل الأبرياء ،لأن أمتنا هي أحوج ما يكون الآن إلى الوحدة والتوحد .
" نعم هذه خاطرة أو إن شئت فقل مقالة سبق كتابتها قبل عقدين ونصف من الزمن ، واليوم نعيد ترديد إن أمتنا هي أحوج ما يكون اليوم إلى الوحدة والتوحد بعيداً عن إراقة الدماء وقتل الأبرياء " . والله المستعان .
بقلم د. أكرم إبراهيم حماد
هذه الخاطرة كنت قد كتبتها، ونشرتها جريدة العرب اللندنية بتاريخ 22/7/1991 ، وهآنذا أعيد نشرها من جديد لأن هناك أدباً لا يموت مع السنين .
" تعالي يا ابنتي الصغيرة لنصعد إلى جبل الزيتون لنطل على القرى العربية المجاورة من بعيد" هذا ما انطلق به لسان أحد وزراء اسرائيل قبل ما يقرب من ثلاثين سنة (الآن ستين سنة) أو يزيد .
لقد قرأت هذه العبارة التي لم يتبق في الذاكرة سواها من كتاب على ما أذكر ألف في عام 1965م ، ولم أعد استذكر اسم الكتاب ولا مؤلفه .
لماذا بقيت هذه العبارة فقط في ذاكرتي منذ ما يقرب من خمسة عشر عاماً(الآن ما يقرب من أربعين عاماً) ، لا أعرف أيضاً سبباً لذلك .
لم يعد هذا المسئول الآن بحاجة إلى صعود جبل الزيتون لمشاهدة القرى العربية ، بل يكفيه أن يقف على سطح إحدى البنايات في إحدى المستطونات المحيطة بأي قرية أو مدينة عربية
ليشرف على تلك القرية أو المدينة .
ثلاثون عاماً(والآن ستون عاماً) مضت ، والواقع العربي يزداد سوءاً .
ستون عاماً مضت كانت كافية لكثير من الأمم والشعوب لتعيد حساباتها ، وتبدأ من جديد .
وفعلاً نجحت كثير من الشعوب في تغيير أنماط حياتها سواء الاقتصادية أو السياسية أو العسكرية ، أو الثقافية ، أو حتى الاجتماعية .
ستون عاماً لم يكن قبلها من السهل على مستوطن كائن من كان أن يطل على إحدى القرى العربية من قريب ، بل كان عليه أن يصعد إلى جبل الزيتون ليكون له نصيب وحظ مما أراد . ستون عاماً تغير خلالها في العالم الكثير إلا العالم العربي لم يتغير فيه شيء للأفضل اللهم إلا في البنيان المرصوص، بل أصابه الوهن والضعف والخور والترهل .
ستون عاماً مضت وستون عاماً آتيات لا نعرف ما تحمل في طياتها .
كل ما نملك هو الأمل ، الأمل في غد مشرق يشرق على أمتنا العربية وهي تنعم بالوحدة والاستقلال لكافة شعوبها المستعمرة ، والاستقرار بكافة أرجائها .
لقد تحقق ويتحقق هذا الأمل في كثير من بلدان العالم طوعاً أو كرهاً ، وكلنا أمل في أن يتحقق لعالمنا العربي ذلك دون الحاجة إلى إراقة الدماء أو قتل الأبرياء ،لأن أمتنا هي أحوج ما يكون الآن إلى الوحدة والتوحد .
" نعم هذه خاطرة أو إن شئت فقل مقالة سبق كتابتها قبل عقدين ونصف من الزمن ، واليوم نعيد ترديد إن أمتنا هي أحوج ما يكون اليوم إلى الوحدة والتوحد بعيداً عن إراقة الدماء وقتل الأبرياء " . والله المستعان .