الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رواية "أحببتك أكثر مما ينبغي" دراسة نقدية بقلم:حسين رحيِّم الحربي

تاريخ النشر : 2017-02-21
رواية "أحببتك أكثر مما ينبغي" دراسة نقدية بقلم:حسين رحيِّم الحربي
قراءة نقدية في رواية "أحببتك أكثر مما ينبغي" للكاتبة أثير النشمي.

الدكتور/ حسين رحيِّم الحربي

(ناقد وباحث)

"أحببتك أكثر مما ينبغي"؛ رواية لأثير عبد الله النشمي، صدرت عن دار الفارابي في بيروت سنة 2009 م.، عدد صفحاتها (326) صفحة.

المقطع الأول في الصفحة الأولى في متن الرواية يهيِّئ القارئ بأنه يقرأ رواية حُبٍّ، بطلتها امرأة ضَحَّت، وظَلَمَها رجل؛ لأنها لم ترَ طفلهما الذي كانت تحلم به يلعب بينهما أولاً، ثانياً إن ذلك الحبيب بات يخنقها بحُبِّه. "تجري الأيام مسرعة.. أسرع مما ينبغي.. ظننت بأننا سنكون في عمرنا هذا معًا وطفلنا الصغير يلعب بيننا.. لكنني أجلس اليوم إلى جوارك، أندب أحلامي الحمقى.. غارقة في حبي لك ولا قدرة لي على انتشال بقايا أحلامي من بين حطامك.. أشعر وكأنك تخنقني بيديك القويتين يا عزيز!.. وأنت تبكي حبًا..

لا أدري لماذا تتركني عالقة بين السماء والأرض!.. لكنني أدرك بأنك تسكن أطرافي وبأنك (عزيزٌ) كما كنت..

(أحببتك أكثر مما ينبغي، وأحببتني أقل مما أستحق!).."

يبدو (عزيز) شغفها حبَّاً؛ لدرجة أنها تندب أحلامها الحمقى، وهي مازالت غارقة في حبِّه، ولم تستطع أن تنتشل بقايا أحلامها من حطامه. يبدو أن الحبيب حاصرها بحبه وخنقها، فبدا وكأنه (عُطيل) بطل مسرحية شكسبير الشهيرة، التي تحمل نفس اسم البطل، والذي قتل حبيبته (ديسدمونا) خنقًا، لفرط حبه لها، وغيرته الشديدة عليها، عندما أوغرَ صدره (إياغو) الشرير.

منذ السطور الأولى للرواية ونحن أمام امرأة (مظلومة) تقاسي حَيْف الرجل وتسلطه، قدَّمتْ تضحيات لا يستحقها الرجل.  

البطلة (المظلومة) تصور (عزيزاً) بأنه طاغية متجبر لا يؤمن حتى بيوم الحساب، وأنه سيجزى يومًا ما على أفعاله. على العكس منها؛ فهي (مؤمنة) وموقنة بأن كل نفس ستجزى بما فعلت. وهذه القناعة تجلب لها راحة داخلية، حيث تقول في الصفحة (13):

"تسخر كثيرًا من منطق الجزاء والحساب، العقاب والثواب!.. تفعل كل شيء ولا تأبه لما سيجري يومًا.. ولا تفكر بما ستلقى من حساب.. تظن بأنك ستنفذ من كل شيء.. مؤمنة أنا بيوم الحساب أكثر من أي شيء، ويريحني هذا الإيمان كثيرًا، فلتقل بأنه ما يخفف عني وما أنتظره".

بطلة الرواية؛ (جمانة) تدافع عن نفسها بأنها فراشة رقيقة، تنقاد إلى حتفها، حينما يجذبها الضوء؛ الذي هو جميل الكلام من حبيبها (عزيز). وعزيز فاتك كعنكبوت يتربص بفريسته، وكاذب كثعلب. ففي الصفحة (22) تقول (جمانة):

"كنت تتباهي دائمًا بأنني (فراشتك) لكنك كنت كالعنكبوت يا عزيز، نسجت وخلال سنواتنا معًا خيوطًا متينة من حولي.. فلمْ تتمكن الفراشة من انتشال نفسها من بين خيوطك المتشابكة".

جمانة التقت (عزيز) لأول مرة في مقهى في كندا، في اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، التي أوفدتهما كمبتعثَيْن، عندما رآها (عزيز) تضع شماغًا حول عنقها كشال، ودار بينهما الحوار التالي:

"قلت لي بعد صمت: اسمي عبد العزيز، كالموحد.. وأنا جمانة..

سألتني باستفزاز: كجنية؟

تجاهلتك وتشاغلت بتفتيش حقيبتي، فسألتني: لماذا تضعين شماغًا، هل أنت مسترجلة؟..

رفعت رأسي نحوك مندهشة: نعم..؟!..

هل أنتِ مسترجلة؟! Lesbian..؟

سألتك: وهل أبدو مسترجلة؟

قلت ببراءة: لا ، لكنك قد تكونين ولهذا أسأل..".

هل يُعْقل أن يكون مثل هذه الحوار بين شاب وفتاة يلتقيان لأول مرة، حتى وأن كانا في بلاد الغربة؟! أجزم لو أن شخصًا قال مثل هذا الكلام لفتاة أوربية أو أجنبية في أول حوار لهما لصفعته على وجهه، فما بالك بفتاة سعودية مبتعثة، قد أسدى لها أهلها آلاف الوصايا؟! وشاب يقرأ كتابًا؟! إذًا هو شخص قارئ، والدليل أنه يمسك كتابًا، فلو كان يمسك زجاجة خمرٍ وكان ثَمِلاً ربما كان هذا الحوار مقنعًا بعض الشيء. والأدهى بأن (جمانة) تقول: " قلتَ ببراءة: لا ، لكنك قد تكونين ولهذا أسأل..". أين البراءة ههنا؟!.

قررت (جمانة) السفر إلى الرياض، وقضاء الصيف مع أهلها، فحجز لها (عزيز)، ولكنه قال لها بأنه لن يسافر، على الرغم من رجائها المتكرر له بالسفر معها. لكنها فوجئت بأنه رفيقها في المقعد. حاولت الكاتبة تبرير هذا الموقف، والباسه ثوبًا منطقيًا؛ فقالت بأن (عزيز) وصل قبلها، وصعد الطائرة قبلها؛ حينما قال (عزيز) لـ(جمانة) لقد تأخرنا بسببك، لكنها تعود وتقول بأن (عزيز) رأى (جمانة) في صالة المسافرين وتخفَّى عنها. كيف تكون هي معه بنفس الوقت في صالة المسافرين، ولا تصعد إلى الطائرة، ويتأخر الجميع بسببها؟! في هذا المقطع يكون البناء الفني للرواية ضعيفًا وغير مقنع.

ففي الصفحة (18-19) تقول الكاتبة على لسان بطلتها:

"رجوتك أن تسافر معي لكنك رفضت، غضبت كثيرًا.. لذا لم أودعك وركبت الطائرة وأنا أقاوم دموعي.. لتفاجئني بالمقعد المجاور لمقعدي وعلى وجهك ابتسامة خبيثة.. أشرت إلى ساعة يدك: تأخرتِ وأخرتينا، كنا بانتظارك؟

لكزتك بمرفقي وأنا أهمس: ما الذي تفعله هنا؟

لكزتني: هذه ليست طيارة الوالد!..

ضحكت فقبَّلت كفي بحب واحتضنتها بين كفيك القويتين: خشيت ألّا تعودي، هكذا أضمن أن تعودي معي..

سحبت يدي: ولد..!.. كيف لم أركَ في صالة المسافرين..؟..

لمعت عيناك بشقاوة: رأيتك أنا.. لكنني حاولت التخفي عنك قدر الإمكان..

لم أنتبه لوجودك!..".

تصور الكاتبة بطلتها (جمانة) بأنها متحررة من كثير من القيود الاجتماعية في المجتمع السعودي؛ إذْ تنام على كتف حبيبها مكشوفة الوجه طيلة الرحلة. والقارئ يدرك مدى حساسية هذا الموقف بالنسبة لفتاة نجديّة غير متزوجة، آتية في رحلة من مطار (هيثرو) في لندن إلى الرياض، فلا بد إلّا يكون أحد من الرياض على متن الرحلة، إلّا إن أعطاها من يقوم بتأكيد الحجز أسماء جميع الركاب، فأمِنَت فنامت. وللتدليل على ذلك ننقل ما قالته الكاتبة في الصفحة (19):

"ثرثرنا لساعات طوال حتى وصلنا إلى لندن.. كانت الرحلة طويلة للغاية فنمت حينما غادرنا هيثرو على كتفك حتى وصلنا إلى الرياض.. كنت نصف نائمة عندما طلبت من المضيف أن يأتي بغطاء لزوجتك.. مسَّت كلمتك شغاف قلبي يا عزيز..

لا أدري كم بقيت نائمة.. حتى أيقظتني: حبيبتي.. استيقظي..!..

ماذا؟

نحن على مشارف الوصول..

So?

بنت!.. أتنزلين لأرض المطار سافرة؟". 

الكاتبة تصور (عزيزاً) على لسان بطلتها بأنه شخصٌ عربيد، سِكِّير في واقعه، لكنه يتظاهر بحسن المسلك ودماثة الخُلق. شخصٌ بعدِّة وجوه؛ يكتب مقالة عن وجوب التزام المبتعثين بالأدب الرفيع والخُلق، وهو يفتقد ذلك. يَرِدُ ذلك في الصفحة (25):

"المضحك في الأمر أنك شاعر وكاتب.. لكنك غالبًا لا تناقش معي هذا، تتجنب دومًا مناقشة مقالاتك معي.. أو أن تقرأ لي قصيدة.. لا أقرأ لك إلا من خلال الإعلام وتعلل هذا دائمًا بأنه أمر يحرجك.. يحرجك أن تقرأ لي شيئاً!..

نشرت قبل أشهر مقالة عن أخلاقيات المغتربين، وعن ضرورة تحصين من يجب إرسالهم دينيًا وأخلاقياً قبل السفر، أضحكتني يا رجل!".

بطلة الرواية؛ (جمانة) مولعة بلعب دور الضحية دومًا، على الرغم من أنها إنسانة متعلمة، مبتعثة للدراسة في كندا، ولها شخصيتها واستقلاليتها، وقرارها.

ففي الصفحة (134) تقول:

"عرفتك وفي أعماقك تدور ألف حرب وحرب، ولم يكن في داخلي سوى فراشة صغيرة تطوف حول زهرة.. كيف يشوه إنسان إنساناً آخر إلى هذا الحد!.. كيف تجعل مني امرأة بائسة، تحفر في أعماقها آبار حزن وتحرث فيها مزارع الخوف..؟!..

إن كانت الكاتبة تقصد بأن (جمانة) فراشة صغيرة تدور حول زهرة، وتلك (الزهرة) تعني بها (عزيزاً)، فالتشبيه ههنا غير موفق، ولا يوحي بما لاقته منه؛ إذْ ماذا عساها تسيء الزهرة للفراشة؟! ولو أنها شبهت (عزيزاً) بلهب اجتذبها سناه ثم أحرقها، لكان أفضل بكثير.

تحكي (جمانة) عن ذكريات طفولتها وهي تخاطب (عزيزاً)، وكيف كان أبناء أقاربها يبعثون لها برسائل حب طفولي بريء، فيغار هو عليها، لأنها كبرت وهم كبروا أيضا، ومن المحتمل أن أحدهم مازال يحبها منذ عهد الطفولة، ويتقدم لخطبتها، وتطمئنه هي؛ بأن لا أحد من أبناء أقاربها يرغب في الاقتران بفتاة لها شخصية واستقلالية، وحرية قرار، مبتعثة تدرس في كندا. هنا نجد تناقضاً واضحاً بين ما قدّمت به الكاتبة عن شخصية (جمانة) بأنها فتاة منقادة، خائفة، مرتعدة، لا تملك من أمر نفسها شيئاً أمام حبيب يسومها سوء العذاب.

في الصفحة (156) من الرواية تقول (جمانة):

قلت لك ضاحكة: لا تقلق يا حبيبي.. لن يفكر رجل من عائلتي بامرأة متمردة تقيم لوحدها في الغربة..

قلت لي: وما أدراك؟!.. قد يفعل أحدهم..

عزيز لا تخف، أعرف كيف يفكر شباب العائلة!.. لن يرغب بي أحد.. ولا يهم إن رغب بي أحدهم، المهم هو بمن أرغب أنا!..".

هنا تبدو (جمانة) ليست صاحبة قرار فقط، بل امرأة متمردة، تعرف ماذا تريد، ولها القدرة للوصول إليه بإصرار.

ربما تظن أثير النشمي أن كثرة الجمل الإنجليزية في النص سيجعله عصرياً، ومن باب "البرستيج" أكثرت من تلك الجُمل دون شرح بالعربية، مع أن الناطقين بها من شخصيات الرواية كلهم عرب، فلا داعٍ لإيرادها، لكن ربما أغراها أسلوب رجاء الصانع في رواية "بنات الرياض"، وأسلوب أحلام مستغانمي في كتابة رواياتها.

  هناك شطحات غير منطقية في الرواية تُظْهِر تدخل الكاتبة بشكل واضح؛ وهي أن (عزيزاً) عندما تزوج من فتاة لبنانية اسمها (ياسمين)؛ تقطن في (مونتريال)، وقد كان على علاقة جنسية معها منذ بضع سنوات، ويسافر ليمضي أياماً بصحبتها أثناء علاقته بـ(جمانة). يرسل برسالة اليكترونية لـ(جمانة) يخبرها فيها بأنه مشتاق لها، ويبدي أسفه على ارتباطه رسمياً بـ(ياسمين)، وبأنه لم يمسّها أبداً طيلة أسابيع، منذ أن أصبحت زوجته. وهنا لا يستقيم المنطق؛ ألا تسأله زوجته لماذا لما يقدم على ذلك الشيء كأي شخص يتزوج؟!

"أتدرين ما الغريب في الأمر يا جمانة..؟؟.. الغريب بأنني لم ألمسها منذ أن تزوجنا.. رغبت بها بالحرام ولم أرغب بغيرك بالحلال مثلما لم أرغب بك بالحرام أبداً.. دائماً ما كنت أراك كحورية لا يستحق أن يدنّسها بشر!.." ص(173).

(زياد) هو صديق للحبيبين (جمانة) و (عزيز) يخبر جمانة بأنه أحبّها مذ رآها، حتى قبل أن تدخل في علاقة مع (عزيز). الكاتبة تظهره بأنه صاحب شخصية جدّية مواظبة على الدراسة منضبطة، يتحدث الإنجليزية في حواراته وحديثه حتى مع زملائه من الطلبة العرب، مثل (جمانة) و (هيفاء). عندما تخبره (جمانة) بأنها لا تريد أن تدخل معه في علاقة حب، يغضب، ويقول لها بأنك تودين الرجوع إلى (عزيز). في الصفحة (222) يجري حوار بينهما:

"قلت له بحزم: لكنني لا أرغب بالاستمرار في هذه العلاقة يا زياد!..

قال بخيبة: As you like Jumanah

آمل ألّا تستاء.. أرجوك..

I't is ok.. It's ok Jumanah,

أرجو أن تتفهم يا زياد بأنني أحاول تجنيبك الألم..

كنت على يقين من أنك ستعودين إليه!..

زياد.. لا شأن لعزيز بما أقوله لك.. أخشى أن تتورط معي بعلاقة لا ينقصك التورط فيها..

قال بمرارة: إنها قسمة ضيزى!..

زياد!..

صدقيني إنها لقسمة ضيزى.. كلاكما ظالمان..".

الكاتبة لم تشرح عشرات العبارات والجُمل الإنجليزية التي أوردتها في الرواية، مع أن شرحها ضرورة لفهم النص بشكل دقيق - لمن لا يجيد اللغة الإنجليزية-، لكنها وضعت حاشية - وهي الوحيدة في الرواية - وشرحت كلمة (ضيزى) بأنها؛ جائرة أو ظالمة. (زياد) الذي ترد معظم حواراته في الرواية باللغة الإنجليزية يتَقَعَّر في اللغة العربية، وتحتاج الكاتبة كي تشرح ما قال، وهذا يجانب الصواب والمنطق، يضعف الرواية فنيّا، ويُنْظَر له من باب (التثاقف على القارئ)، مثل إيراد أسماء عشرات الكُتَّاب من العرب والأجانب، وذِكر أسماء أفلام أجنبية، وممثلين وممثلات أجانب، بالإضافة إلى حشو كثير من قصائد نزار قباني، كل ذلك أضعف متن الرواية.  

الرواية فيها كثير من الأخطاء النحوية والإملائية؛ مثل استخدام (نَفذ) بمعنى انتهى، مع أن الكلمة الصحيحة هي (نَفد)، فالكلمة التي أوردتها الكاتبة بمعنى (اختراق)، لكن المراد في الرواية معنى (انتهى)، من الأغلاط أيضا استخدام (فلما) بمعنى (فَلِمَ) والمعنى بينهما مختلف تماماً. أما عن إضافة (أل التعريف) لكلمتي (كثير) و (قليل) فحدِّث ولا حرج. هناك مقاطع تتسم بالركاكة؛ مثل المقطع التالي، في الصفحة (227):

"كان خائفاً من المجهول وممّا يخبئه الطرف الأخر من العالم.. حتى غابت الفراشة عنه، انتظرها وانتظرها.. ومل الانتظار منه ومن فراشة كان من الواضح أنها نست صاحبها.. وفي لحظة يأس حطت الفراشة على يد، سعد بها وانشرحت سرائره لكنها طارت إلى القرية في الجهة المقابلة!..".

الرواية من أولها إلى آخرها رواية حُبٍّ تصوِّر مأزقاً عاطفياً لشاب مبتعث قديم في كندا، يدرس الماجستير، وله علاقات عاطفية متعددة مع فتيات ونساء كثيرات، والفتاة السعودية التي أحبته ليست متحجبة، تبدو منفتحة، لكن على الرغم منذ لك وطيلة اللقاءات التي كانت شبه يومية بينهما خلال ما يقارب السنوات الخمس، لم يفز منها الحبيب سوى بقبلة جبين، وهذا يناقض المنطق والسياق العاطفي للرواية، ولا يقنع القارئ، ويظهر تدخل الكاتبة جلياً.

إجمالاً الرواية فيها كثير من التكرار الممل؛ فالكاتبة تعيد الكلام بطرق مختلفة من أول الرواية إلى آخرها. كما انعدم استخدام أدوات الترقيم بشكل صحيح في الرواية كلها، وهذه ضرورة لفهم الكلام كما يجب. حيث بدت الرواية جملة واحدة ومقطعاً واحداً من أولها إلى آخرها، ولم تتم تجزئة الرواية إلى فصول وأجزاء كي يلتقط القارئ أنفاسه.    

[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف