الأخبار
(يسرائيل هيوم): هكذا حاولت حماس اختراق قاعدة سرية إسرائيلية عبر شركة تنظيفجندي إسرائيلي ينتحر حرقاً بعد معاناته النفسية من مشاركته في حرب غزةالهدنة على الأبواب.. وتجار الحرب إلى الجحيممسؤولون أميركيون: ترامب يريد الاتفاق مع نتنياهو على شروط إنهاء حرب غزةنتنياهو: لقائي مع ترامب قد يسهم في التوصل إلى اتفاق بغزةالاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينية
2025/7/7
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تضحيات بدون إنجاز بقلم:حمادة فراعنة

تاريخ النشر : 2017-02-21
تضحيات بدون إنجاز بقلم:حمادة فراعنة
تضحيات بدون إنجاز
حمادة فراعنة
لم تولد شجاعة بعد يمكن المباهاة بها وتسجيلها ، لدى تجارب الشعوب السياسية على مر التاريخ ، كما سجلها مجاهدو داعش والقاعدة ، فقد إنحط إهتمامهم بالحياة إلى مستوى الموت ، ولم تعد للحياة قيمة أو مكانة في نفوس مقاتليهم ، سواء لأنفسهم أو لخصومهم من التنظيمات الإسلامية ، أو لإعدائهم من القوميات والديانات والمذاهب الأخرى ، فقد سجلوا أرقاماً قياسية في عدد عملياتهم الجهادية ونوعيتها ما لم تسجله حركة سياسية عقائدية من قبل ، وسجلوا تفوقاً في حجم قتلهم وإعدامهم وتصفيتهم لخصومهم ولأعدائهم ما يمكن أن يكونوا في طليعة التنظيمات والحركات التي قامت بمثل أفعالهم ، ومع ذلك يطرح السؤال المشروع نفسه على الرغم مما إمتلكوه من قدرة وشجاعة وبسالة وتفاني ، لماذا لم ينتصروا ؟؟ .
فالإنتصار هدف الإنسان والحزب والتنظيم والحركة السياسية نحو الوصول إلى السلطة ، وتقديم نظام سياسي يتوسل رضى الناس وفائدتهم والإنحياز لهم ، وأن عقيدتهم أو فلسفتهم أو برنامجهم هو الأحق والأفضل والأرقى مما سبقهم وعما سيأتي من بعدهم ، ولكن القاعدة وداعش لم يجدوا لدى الشرائح الإجتماعية والشعبية التي حكموها أي تعاطف أو إحساس بالخسارة لغيابهم وهزيمتهم !! .
إذن ليست القوة والتضحية والفعل الجهادي وحده الكفيل بالحفاظ على السلطة وديمومتها ، بل العدالة والمساواة والإحساس بالكرامة وتوفير متطلبات الحياة وإحتياجاتها هي العوامل التي تُمسك بها الشعوب وتدفعهم للحفاظ على أنظمتهم والدفاع عنها والإستماتة من أجل بقائها ، وما حصل في العديد من البلدان التي إجتاحتها الجيوش الأجنبية كمحتلين لإسقاط أنظمتهم المحلية ، التي لم ترق لشعوبها إلى مستوى تحدي جيوش الإحتلال عند وقوع الأعتداء والإحتلال على البلد ، ذلك أن الظلم الذي فرضه نظامهم المحلي جعلهم في حالة مراقبة لا في حالة مواجهة ضد المحتلين ، وعندما تواصل الإحتلال ولم يقدم نموذجاً أرقى من نظامهم المحلي السابق ثاروا ضده وطردوه ، رغم إمكاناتهم المتواضعة أمام قوة وبطش عدوهم المحتل .
لقد سيطرت داعش بعد أن ورثت تراث القاعدة وتفوقت عليها ، العديد من المناطق الجغرافية في أسيا الإسلامية وإفريقيا ، ولكنها كما القاعدة لم تصمد أمام ضربات أعدائها وحط الأندحار والهزيمة عليها ، لأنها لم تقدم نموذجاً إسلامياً ينتمي إلى العصر ، بل إلى القرون الماضية وتخلفها ، فقد سعت إلى إعادة عجلة الحياة إلى القديم ، لذلك أخفقت ولن تُفلح ، لأن قيم العصر ليست من قيم الماضي ، وها هي تجربتا الحركة الإسلامية في كل من المغرب وتونس تسجلان نجاحاً لقدريتهما على التكيف وتقديم إجابات معقولة ومنطقية على أسئلة الجمهور والإستجابة لجزء من إحتياجاته ، وفق معايير العصر النسبية ، بينما لم تنجح حركة حماس الأخوانية في قطاع غزة في تقديم نموذج سياسي وإداري وتنظيمي يستحق الإحترام .
إذن علينا أن ندرك وأن نفهم معنى النضال وأهميته ، المقرون ببرنامج عملي ، وتطلعات واقعية يملك الشعب ثقة تحقيقها تعكس مصالحه وقيمه الجماعية ، حتى ولو كانت الظروف صعبة لا ترى من خلالها قطاعات واسعة في عدم القدرة على تحقيق الإنتصار ، في ظل المعيقات القائمة والظروف القاسية .
لقد حققت حركة فتح الفلسطينية تفوقاً ملموساً على خمسة أحزاب سياسية كانت تفوق إمكاناتها من الإخوان المسلمين والبعثيين والشيوعيين والقوميين العرب وحزب التحرير الإسلامي في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ، وتفوقت عليهم وغدت ببرنامجها وعملها وأهدافها هي برنامج الشعب وهي تنظيمه وقائدة نضاله والساعية لإستعادة حقوقه ، والمعبرة عن أمانيه وأحلامه الثلاثة في المساواة والإستقلال والعودة ، وبقيت كذلك حتى أخر إنجاز حققته بعودة العنوان الفلسطيني من المنفى إلى الوطن على أثر إتفاق أوسلو التدريجي المتعدد المراحل ، وبعد ذلك أخفقت تتأكل وتستكين على ما حصلت عليه من وظائف لقياداتها وكوادرها ومن سلطة محدودة باتت أسيرة لها ، بعد أن كانت هذه السلطة المقدمة الضرورية لقيام الدولة المستقلة .
ولم تكن حركة حماس أفضل حالاً ، فقد حققت نتائج مذهلة في الإنتفاضة شبه المسلحة الثانية عام 2000 ، بعد أن سجلت الإنتفاضة الأولى عام 1987 كعلاقة فارقة لحركة فتح ، وعبر فلسطينيو مناطق الإحتلال في الضفة والقدس والقطاع عن إنحيازهم لحركة حماس في الإنتخابات الثانية التي جرت عام 2006 ، وفازت بالأغلبية البرلمانية 75 مقعداً لصالح حماس ، مقابل 45 نائباً لصالح فتح ، من أصل 132 أعضاء المجلس التشريعي ، وتم تكليف إسماعيل هنية بتشكيل الحكومة ، وقادت حماس منفردة إلى أن قامت بالإنقلاب العسكري في عام 2007 لتستولي على قطاع غزة منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا لمدة عشر سنوات ، لم تقدم خلالها نموذجاً لإستمرار المقاومة ضد الإحتلال ، بل توصلوا إلى إتفاق التهدئة مع العدو الإسرائيلي ، أسوة بإتفاق التنسيق الأمني بين رام الله وتل أبيب ، كما لم يقدموا نموذجاً أفضل من الأدارة بل أسوأ مما هو سائد في الضفة الفلسطينية ، تجعل شعبنا العربي الفلسطيني يواجه ظُلماً وقسوة وتخلفاً مزدوجاً تارة من الإحتلال وعدوانيته وفاشيته وعنصريته ، وتارة من سوء إدارتي فتح وحماس ، وأنانيتهما من التسلط والتفرد والأحادية ، مما ترك للإحتلال الهامش الأوسع نحو مواصلة برنامجه الإستعماري التوسعي نحو التحقق وإلتهام الأرض وتمزيقها وجعلها طاردة لأهلها بهدف إفقاره ، وتهويد القدس ، وأسرلة الغور وعزل مناطق الإحتلال الثلاثة عن بعضها القدس عن الضفة ، وكلتاهما عن غزة ، وهكذا تتواصل المصيبة والأنحدار وتأكل الذات .
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف