أردوغان يكرر الصفعة لبوتين في طهران !!
بقلم الكاتب محمد فخري جلبي
تحدثنا مرارا وتكرارا من خلال مقالات سابقة عن الدور التركي المريب في منطقة الشرق الأوسط ، وعن براعة أردوغان وفريقه السياسي بالقفز فوق الحواجز وممارسة الأنعطافات السياسية الحادة والتي من شأنها أن تخلق حالة من التوتر بالنسبة لحلفاء تركيا وخصومها . ولنترك جانبا دور أردوغان في الأزمة السورية ، مع التنويه بدور تركيا الأنساني في موضوع أستقبال اللاجئين السوريين الهاربين من الموت وتهيئة الأماكن الأمنة لهم مع منح البعض منهم تسهيلات بالأقامة ودفع الرواتب للبعض الأخر . ولكن من الناحية الأخرى كان ملف اللاجئين السوريين يشكل ورقة ضغط يبتز بها الجانب التركي الدول الأوربية من أجل الحصول على مكاسب عدة وذلك من خلال ..
* المساعدات المالية الضخمة التي تدفقت إلى الخزينة التركية
* مناقشة عقبة دخول تركيا في الأتحاد الاوربي بالأضافة لطلب الجانب التركي من الأتحاد الأوربي بأعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى أوربا .
وفي السياق ذاته فلقد شكل الصراع السوري جملة فؤائد تراكمية أستطاع الجانب التركي الأستفادة منها بأقصى درجة ممكنة ، وبما أن السياسة لاتتعرف بالمحرمات فليس من المعيب أن يحصل الجانب التركي على بعض المزايا هنا وهناك لقاء عمله الأنساني ، ولكن السؤال السهل الممتنع هل يمكن التعويل على الجانب التركي بالتدخل بالأزمة السورية بما فيه مصلحة السوريين ؟؟
وهل ينضم اللاعب التركي إلى اللاعبين الأخرين العابثين بالملف السوري لأطالة أمد الأزمة لتحقيق أعلى مستوى من المكاسب ؟؟
وللأجابة عن هذا السؤال يجب أن نقوم بسرد بعض التورايخ ومارافقها من تقلبات تركية بالمواقف أربكت أعنى المحلليين السياسيين في العالم !!
ولنبدأ بأنصياع اللاعب التركي لحاضنته الأساسية واشنطن عن طريق أشعال فتيل الأزمة مع الكرملين من خلال إسقاط مقاتلة سوخوي 24 روسية عندما أطلقت قوات الدفاع الجوية التركية النار عليها في 24 نوفمبر 2015 ، مما أغضب ساسة الكرملين ووضع بوتين في حالة أحراج شديدة حول كيفية الرد على الصفعة التركية ، وفي حال الرد ماهي أبعاد ردات فعل الناتو والبيت الأبيض !! حيث كان اردوغان في تلك المرحلة المتحدث الرسمي والفاعل الرئيس لتلك القوى في المنطقة . ليتابع أردوغان قفزاته المعهودة وبعد عدة حوادث داخلية عصفت بالبيت التركي بقلب الطاولة على الحلفاء بلمح البصر والألتحاق بمدار الكرملين عقب أعتذاره من بوتين في عقر داره ، والمتغيرات الداخلية في تلك الفترة والتي دفعت أردوغان ليدير ظهره لأصدقاء الأمس هي ..
* محاولة الأنقلاب الفاشلة على حكمه ، وعدم تقديم واشنطن الدعم الحقيقي في تلك الفترة الحرجة ، وجنوح بعض الدول الأوربية كألمانيا لأتهام أردوغان وحاشيته بممارسة الأجراءات التعسفية بحق المعارضين عقب الأنقلاب ممايعني نسف فكرة أنضمام تركيا للاتحاد الأوربي .
* قطع موسكو العلاقات مع أنقرة وماخلفته تلك القطيعة من ضغوط أقتصادية وغضب شعبي ، حيث تم أيقاف الوفود السياحية الروسية والتي كانت تضخ الحياة في بعض المدن التركية ، وتجميد الصادرات التركية إلى روسيا والتي تقدر بمليارات الدولارات .
وهنا أردوغان حصل على الميدالية البرونزية بالشقلبات السياسية الرهيبة ، ليواظب أردوغان بعد تلك المراوغة على النهج المدورس بسياسة التقلبات اللولبية لينال بعد فترة وجيزة الميدالية الذهبية وذلك من خلال سلسلة الضغوطات التي مورست على الفصائل المرابطة في مدينة حلب ليقوموا بالأنسحاب من المدينة من أجل لألتحاق بمعسكر درع الفرات ، وعلى لسان قادة بعض الفصائل المطرودة من حلب بأن أردوغان قام بخديعة الثوار بل وأكثر من ذلك قيامه بطعن جسد الثورة (على لسان القادة والأفراد المنسحبين من حلب ) مما أدى لفقدان جسد الثورة قلبها النابض في الخريطة السورية ، وللتوضيح فأن خسارة تلك المدينة شكل هزات أرتدادية مازال صداها حتى الأن يتردد في الأوساط الفاعلة في الأزمة السورية .
ولايخفى على المتابعين للسياسة العالمية صعوبة قراءة الموقف التركي وأستحالة جدولة ثوابت السياسة التركية !! فأردوغان الحليف القوي للثورة السورية يتنحى عن موقعه في مساندة الثورة ، ولقد تبلورت تلك الصورة لدى بعض المعارضين السوريين في مسألة خسارة مدينة حلب ، ليقوم ( أردوغان ) بعد ذلك بمغادرة قاعة الثورة السورية وأغلاق باب الجدال حول موقفه حول تلك الثورة وهذه المرة عبر سلسلة الضغوطات التي طبقها أردوغان على هيكل المعارضة المتربعة في تركيا على ضرورة وحتمية المشاركة بأجتماعات الأستانة والجلوس جنبا إلى جنب بقرب الجانب الإيراني بل والأنصياع لطلبات طهران وتنفيذها !!! عند هذه النقطة بالذات أحاط غموض رهيب حول حقيقة دور اللاعب التركي في الأزمة السورية ، بل أن بعض المعارضين السوريين قد غادر تركيا خشية القاء القبض عليه في ظل ليونة الموقف التركي من فكرة بقاء الأسد عبر تصريحات بعض متحدثي الحكومة التركية "بأن تسوية الأزمة السورية بدون الرئيس السوري بشار الأسد، تعد في الوقت الراهن، أمرا غير واقعي " ، ولقد وضعت تلك التصريحات المتلاحقة المعارضين السوريين في مفترق طرق ليقوم أردوغان بأزلة سوء الفهم حول موقف تركيا والتراجع عن تطلعاته في سورية وتأكيده هذا التراجع بشكل واضح عندما قال “بشار الأسد يمكن أن يشكل جزءا من مرحلة أنتقالية في أطار حل سياسي للأزمة في بلاده” .
وعلى ضوء ذلك نستطيع أن نستنتج بأن الثعلب التركي ( أردوغان ) يمتهن المراوغة والخداع من خلال تدوير زوايا الخلاف ليحقق في نهاية المطاف جملة مكاسب في المنطقة ، حيث لايترك مسافة واحدة مع الخصوم والأصدقاء بل أنه يقفز حتى النهاية مباشرة دون الأكتراث بالتحولات الحاصلة جراء ذلك مادامت بوصلة عربة المكاسب تتجه نحو أنقرة . ومن خلال متابعة رياضة القفز فوق الحواجز التي يتقنها اللاعب التركي في الحلبة السياسية نستطيع من خلال تلك المشاهدات فهم حقيقة أنقلاب أنقرة على طهران في الأيام القليلة الماضية دون سابق أنذار وتعطيلها سلسلة التفاهمات مع طهران وموسكو جملة وتفصيلا !!
حيث بدأ أنعطاف الموقف التركي من خلال تصريح وزير الخارجة مولود جاويش أوغلو حول سعي طهران إلى تقسيم المنطقة على أساس طائفي وقومي ، ليكمل أردوغان
سحب ورقة التفاهم مع طهران ومن خلفها موسكو بشكل كلي !! فقد أشار أردوغان خلال زيارته إلى البحرين إن إيران تسعى إلى "التوسع الفارسي" في سوريا والعراق، مجددا رفضه لتوجهات "البعض" لتقسيم سوريا والعراق ، وضرورة "عدم الوقوف مكتوفي الأيدي أمام الظلم الحاصل هناك" ، لترد طهران عبر مساعد وزير الخارجية الإيراني إبراهيم رحيم بور بأستدعاء سفير أنقرة في طهران رضا هاكان تكين عقب تصريحات الرئيس التركي الأخيرة .
ومن خلال رصد سرعة أنقلاب المواقف التركية ، وعدم أمكانية تحديد سقف لخداعها المستمر ، ترغمنا المعضلة المطروحة على صعوبة التكهن بموقف تركيا القادم كما ويتكون في وعينا الياطني سؤال مركزي لاأجابة له على ضوء ذبذبة مواقف اللاعب التركي !!!
هل يمكن التعويل على الجانب التركي في القضية السورية وبقية القضايا المتأزمة في الشرق الأوسط ؟؟؟
وهل عباءة الأسلام التي يتباهى يها أردوغان تمنحه الفتوى المناسبة بأنشاء قواعد إسرائيلية وأمريكية في الأراضي التركية لتحاصر الدول المسلمة في المنطقة ؟؟
وللتذكير فقد نوهت منذ بداية الثورة السورية المجيدة بواسطة عدة مقالات بضرورة عدم التسرع بقراءة موقف أردوغان والكشف عن أبعاد هذا التدخل بالثورة السورية ، بالأضافة إلى تثبيت جملة أولويات للتعامل مع الجانب التركي من شأنها أن تدعم قوى الثورة وليس الجانب التركي على حسابها ، لتدور الدوائر وتتبدل المواقف ليقوم من أتهمني في حينها من المعارضيين السوريين بتشويه دور أردوغان ( النبي ) باللعبة السورية
بصب سيل من الشتائم تجاه أردوغان وتحميله وزر أنتكاسة الثورة وأضعافها ، كما فعل أوباما مانع مضادات الطيران ، وكما فعلت روسيا عندما دفعت بقواتها إلى الأراضي السورية .
وللحقيقة والتاريخ ينبغي علينا الفصل بين الدور التركي المشرف نوعا ما وبين مواقف بعض الدول العربية المصابة بالشلل ، ولكن أن وراء الأكمة ماوراءها !!
على مايبدو بأن الغباء السياسي لدى البعض مستفحل ويستحيل علاجه ، ولكن وللأسف لاولئك المصابين بالمرض أتباع ومريدين يصدقون كل مايقال لهم دون التفكير والتدقيق حول حقيقة مايجري .
فلقد رضوا وأسترضوا وكان جزءاهم ماأصابهم ، والنجاة للمتيقظين !!
بقلم الكاتب محمد فخري جلبي
تحدثنا مرارا وتكرارا من خلال مقالات سابقة عن الدور التركي المريب في منطقة الشرق الأوسط ، وعن براعة أردوغان وفريقه السياسي بالقفز فوق الحواجز وممارسة الأنعطافات السياسية الحادة والتي من شأنها أن تخلق حالة من التوتر بالنسبة لحلفاء تركيا وخصومها . ولنترك جانبا دور أردوغان في الأزمة السورية ، مع التنويه بدور تركيا الأنساني في موضوع أستقبال اللاجئين السوريين الهاربين من الموت وتهيئة الأماكن الأمنة لهم مع منح البعض منهم تسهيلات بالأقامة ودفع الرواتب للبعض الأخر . ولكن من الناحية الأخرى كان ملف اللاجئين السوريين يشكل ورقة ضغط يبتز بها الجانب التركي الدول الأوربية من أجل الحصول على مكاسب عدة وذلك من خلال ..
* المساعدات المالية الضخمة التي تدفقت إلى الخزينة التركية
* مناقشة عقبة دخول تركيا في الأتحاد الاوربي بالأضافة لطلب الجانب التركي من الأتحاد الأوربي بأعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى أوربا .
وفي السياق ذاته فلقد شكل الصراع السوري جملة فؤائد تراكمية أستطاع الجانب التركي الأستفادة منها بأقصى درجة ممكنة ، وبما أن السياسة لاتتعرف بالمحرمات فليس من المعيب أن يحصل الجانب التركي على بعض المزايا هنا وهناك لقاء عمله الأنساني ، ولكن السؤال السهل الممتنع هل يمكن التعويل على الجانب التركي بالتدخل بالأزمة السورية بما فيه مصلحة السوريين ؟؟
وهل ينضم اللاعب التركي إلى اللاعبين الأخرين العابثين بالملف السوري لأطالة أمد الأزمة لتحقيق أعلى مستوى من المكاسب ؟؟
وللأجابة عن هذا السؤال يجب أن نقوم بسرد بعض التورايخ ومارافقها من تقلبات تركية بالمواقف أربكت أعنى المحلليين السياسيين في العالم !!
ولنبدأ بأنصياع اللاعب التركي لحاضنته الأساسية واشنطن عن طريق أشعال فتيل الأزمة مع الكرملين من خلال إسقاط مقاتلة سوخوي 24 روسية عندما أطلقت قوات الدفاع الجوية التركية النار عليها في 24 نوفمبر 2015 ، مما أغضب ساسة الكرملين ووضع بوتين في حالة أحراج شديدة حول كيفية الرد على الصفعة التركية ، وفي حال الرد ماهي أبعاد ردات فعل الناتو والبيت الأبيض !! حيث كان اردوغان في تلك المرحلة المتحدث الرسمي والفاعل الرئيس لتلك القوى في المنطقة . ليتابع أردوغان قفزاته المعهودة وبعد عدة حوادث داخلية عصفت بالبيت التركي بقلب الطاولة على الحلفاء بلمح البصر والألتحاق بمدار الكرملين عقب أعتذاره من بوتين في عقر داره ، والمتغيرات الداخلية في تلك الفترة والتي دفعت أردوغان ليدير ظهره لأصدقاء الأمس هي ..
* محاولة الأنقلاب الفاشلة على حكمه ، وعدم تقديم واشنطن الدعم الحقيقي في تلك الفترة الحرجة ، وجنوح بعض الدول الأوربية كألمانيا لأتهام أردوغان وحاشيته بممارسة الأجراءات التعسفية بحق المعارضين عقب الأنقلاب ممايعني نسف فكرة أنضمام تركيا للاتحاد الأوربي .
* قطع موسكو العلاقات مع أنقرة وماخلفته تلك القطيعة من ضغوط أقتصادية وغضب شعبي ، حيث تم أيقاف الوفود السياحية الروسية والتي كانت تضخ الحياة في بعض المدن التركية ، وتجميد الصادرات التركية إلى روسيا والتي تقدر بمليارات الدولارات .
وهنا أردوغان حصل على الميدالية البرونزية بالشقلبات السياسية الرهيبة ، ليواظب أردوغان بعد تلك المراوغة على النهج المدورس بسياسة التقلبات اللولبية لينال بعد فترة وجيزة الميدالية الذهبية وذلك من خلال سلسلة الضغوطات التي مورست على الفصائل المرابطة في مدينة حلب ليقوموا بالأنسحاب من المدينة من أجل لألتحاق بمعسكر درع الفرات ، وعلى لسان قادة بعض الفصائل المطرودة من حلب بأن أردوغان قام بخديعة الثوار بل وأكثر من ذلك قيامه بطعن جسد الثورة (على لسان القادة والأفراد المنسحبين من حلب ) مما أدى لفقدان جسد الثورة قلبها النابض في الخريطة السورية ، وللتوضيح فأن خسارة تلك المدينة شكل هزات أرتدادية مازال صداها حتى الأن يتردد في الأوساط الفاعلة في الأزمة السورية .
ولايخفى على المتابعين للسياسة العالمية صعوبة قراءة الموقف التركي وأستحالة جدولة ثوابت السياسة التركية !! فأردوغان الحليف القوي للثورة السورية يتنحى عن موقعه في مساندة الثورة ، ولقد تبلورت تلك الصورة لدى بعض المعارضين السوريين في مسألة خسارة مدينة حلب ، ليقوم ( أردوغان ) بعد ذلك بمغادرة قاعة الثورة السورية وأغلاق باب الجدال حول موقفه حول تلك الثورة وهذه المرة عبر سلسلة الضغوطات التي طبقها أردوغان على هيكل المعارضة المتربعة في تركيا على ضرورة وحتمية المشاركة بأجتماعات الأستانة والجلوس جنبا إلى جنب بقرب الجانب الإيراني بل والأنصياع لطلبات طهران وتنفيذها !!! عند هذه النقطة بالذات أحاط غموض رهيب حول حقيقة دور اللاعب التركي في الأزمة السورية ، بل أن بعض المعارضين السوريين قد غادر تركيا خشية القاء القبض عليه في ظل ليونة الموقف التركي من فكرة بقاء الأسد عبر تصريحات بعض متحدثي الحكومة التركية "بأن تسوية الأزمة السورية بدون الرئيس السوري بشار الأسد، تعد في الوقت الراهن، أمرا غير واقعي " ، ولقد وضعت تلك التصريحات المتلاحقة المعارضين السوريين في مفترق طرق ليقوم أردوغان بأزلة سوء الفهم حول موقف تركيا والتراجع عن تطلعاته في سورية وتأكيده هذا التراجع بشكل واضح عندما قال “بشار الأسد يمكن أن يشكل جزءا من مرحلة أنتقالية في أطار حل سياسي للأزمة في بلاده” .
وعلى ضوء ذلك نستطيع أن نستنتج بأن الثعلب التركي ( أردوغان ) يمتهن المراوغة والخداع من خلال تدوير زوايا الخلاف ليحقق في نهاية المطاف جملة مكاسب في المنطقة ، حيث لايترك مسافة واحدة مع الخصوم والأصدقاء بل أنه يقفز حتى النهاية مباشرة دون الأكتراث بالتحولات الحاصلة جراء ذلك مادامت بوصلة عربة المكاسب تتجه نحو أنقرة . ومن خلال متابعة رياضة القفز فوق الحواجز التي يتقنها اللاعب التركي في الحلبة السياسية نستطيع من خلال تلك المشاهدات فهم حقيقة أنقلاب أنقرة على طهران في الأيام القليلة الماضية دون سابق أنذار وتعطيلها سلسلة التفاهمات مع طهران وموسكو جملة وتفصيلا !!
حيث بدأ أنعطاف الموقف التركي من خلال تصريح وزير الخارجة مولود جاويش أوغلو حول سعي طهران إلى تقسيم المنطقة على أساس طائفي وقومي ، ليكمل أردوغان
سحب ورقة التفاهم مع طهران ومن خلفها موسكو بشكل كلي !! فقد أشار أردوغان خلال زيارته إلى البحرين إن إيران تسعى إلى "التوسع الفارسي" في سوريا والعراق، مجددا رفضه لتوجهات "البعض" لتقسيم سوريا والعراق ، وضرورة "عدم الوقوف مكتوفي الأيدي أمام الظلم الحاصل هناك" ، لترد طهران عبر مساعد وزير الخارجية الإيراني إبراهيم رحيم بور بأستدعاء سفير أنقرة في طهران رضا هاكان تكين عقب تصريحات الرئيس التركي الأخيرة .
ومن خلال رصد سرعة أنقلاب المواقف التركية ، وعدم أمكانية تحديد سقف لخداعها المستمر ، ترغمنا المعضلة المطروحة على صعوبة التكهن بموقف تركيا القادم كما ويتكون في وعينا الياطني سؤال مركزي لاأجابة له على ضوء ذبذبة مواقف اللاعب التركي !!!
هل يمكن التعويل على الجانب التركي في القضية السورية وبقية القضايا المتأزمة في الشرق الأوسط ؟؟؟
وهل عباءة الأسلام التي يتباهى يها أردوغان تمنحه الفتوى المناسبة بأنشاء قواعد إسرائيلية وأمريكية في الأراضي التركية لتحاصر الدول المسلمة في المنطقة ؟؟
وللتذكير فقد نوهت منذ بداية الثورة السورية المجيدة بواسطة عدة مقالات بضرورة عدم التسرع بقراءة موقف أردوغان والكشف عن أبعاد هذا التدخل بالثورة السورية ، بالأضافة إلى تثبيت جملة أولويات للتعامل مع الجانب التركي من شأنها أن تدعم قوى الثورة وليس الجانب التركي على حسابها ، لتدور الدوائر وتتبدل المواقف ليقوم من أتهمني في حينها من المعارضيين السوريين بتشويه دور أردوغان ( النبي ) باللعبة السورية
بصب سيل من الشتائم تجاه أردوغان وتحميله وزر أنتكاسة الثورة وأضعافها ، كما فعل أوباما مانع مضادات الطيران ، وكما فعلت روسيا عندما دفعت بقواتها إلى الأراضي السورية .
وللحقيقة والتاريخ ينبغي علينا الفصل بين الدور التركي المشرف نوعا ما وبين مواقف بعض الدول العربية المصابة بالشلل ، ولكن أن وراء الأكمة ماوراءها !!
على مايبدو بأن الغباء السياسي لدى البعض مستفحل ويستحيل علاجه ، ولكن وللأسف لاولئك المصابين بالمرض أتباع ومريدين يصدقون كل مايقال لهم دون التفكير والتدقيق حول حقيقة مايجري .
فلقد رضوا وأسترضوا وكان جزءاهم ماأصابهم ، والنجاة للمتيقظين !!