معادلة وما كل الظن إثم 20-2-2017
بقلم : حمدي فراج
نفهم ان يعقد السياسيون اجتماعات سرية ، فالسرية والدهاليز والتخفي والتماهي والتظاهر والانتحال والتماكر ، كلها مفردات مرادفة للسياسة ، بل ان افضل تعريف لكلمة السياسة هو جميع ما قيل آنفا ، وتاريخ السياسة قديمه وحديثه صنعه سياسيون امتازوا اكثر ما امتازوا بصفات من ذاك القبيل ، فقد قالوا عن نابليون بونابرت انه لبس صعيديا مصريا وادى الصلاة مع المسلمين في المساجد ، وسيقال عن نتنياهو ان شرطه الاساسي لاحلال السلام مع الفلسطينيين كان ان يعترفوا بيهودية دولته ، وهو الذي لا يحتكم في تسيير شؤون دولته لأي تشريع يهودي ، بما في ذلك زوجته سارة التي تختار فساتينها بدقة قصرها من فوق الركبة .
نفهم ان يعقد السيسي وعبد الله الثاني في العقبة اجتماعا سريا مع نتنياهو قبل سنة ، ونفهم ان يفشل الاجتماع بعد رفض نتنياهو لمقترحاتهما المتعلقة بوقف الاستيطان والانسحاب الى حدود الرابع من حزيران قبل خمسين سنة ، فالاجتماعات تنجح وتفشل ، لكن الذي لم نفهمه ، هو لماذا بقي خبر الاجتماع سريا لمدة سنة كاملة ، حتى قامت اسرائيل من خلال وسائل اعلامها "هآرتس" بكشفه ، وهنا بدى موقف القيادتين المصرية والاردنية موقفا ضعيفا بائسا مخجلا محزنا ، رغم ان الدولتين تقيمان علاقات ديبلوماسية كاملة مع اسرائيل ، ويحلق علمها علنا وعاليا في سماء القاهرة وعمان ، ولا داعي للتطرق الى ممارسات عملية علنية فاقت في فعاليتها عقد اجتماع على مستوى الرؤساء ، آخرها القرار المصري في الامم المتحدة سحب مشروع قرار ادانة الاستيطان في مجلس الامن نهاية العام المنصرم ، اي بعد مرور عشرة اشهر على اجتماع العقبة السري .
إن سرية الاجتماع التي لم تدم اكثر من عام ، هي التي تثير اليوم السؤال اكثر من اي شيء آخر ، ليس الاجتماع بحد ذاته ، وليس مكان انعقاده في العقبة ، ولا حتى نتائجه الفاشلة ، وليس أدل على ذلك الا ان تقوم اسرائيل بالكشف عنه و عن الكثير من تفاصيله ، فتضع النظام العربي كله في دائرة الحرج ، في حين تضع نتنياهو في دائرة البطولة والشرف ورفض الابتزاز العربي في عقر دار ضيافتهم العربية مدينة العقبة .
واهم المواطن العربي ، اذا اعتقد ان النظام العربي الذي يحكمه ويتحكم بمصيره وبمقدراته وتطلعاته انه سيتخذ ما يمكن اتخاذه من العبر إزاء هذه الفضيحة المجلجلة ، فيكف عن الاجتماعات السرية مع زعماء من هذا القبيل ، او على الاقل يوعز هو الى "الاهرام" او "الرأي" بأن تنزع فتيل سريته ، بل نظن ، وما كل الظن إثم ، ان انظمة جديدة تعقد الان اجتماعات سرية ليس لها علاقات ديبلوماسية بعد ، مع اسرائيل ، وبعد سنة او اقل سيتم الكشف عنها من خلال معاريف .
بقلم : حمدي فراج
نفهم ان يعقد السياسيون اجتماعات سرية ، فالسرية والدهاليز والتخفي والتماهي والتظاهر والانتحال والتماكر ، كلها مفردات مرادفة للسياسة ، بل ان افضل تعريف لكلمة السياسة هو جميع ما قيل آنفا ، وتاريخ السياسة قديمه وحديثه صنعه سياسيون امتازوا اكثر ما امتازوا بصفات من ذاك القبيل ، فقد قالوا عن نابليون بونابرت انه لبس صعيديا مصريا وادى الصلاة مع المسلمين في المساجد ، وسيقال عن نتنياهو ان شرطه الاساسي لاحلال السلام مع الفلسطينيين كان ان يعترفوا بيهودية دولته ، وهو الذي لا يحتكم في تسيير شؤون دولته لأي تشريع يهودي ، بما في ذلك زوجته سارة التي تختار فساتينها بدقة قصرها من فوق الركبة .
نفهم ان يعقد السيسي وعبد الله الثاني في العقبة اجتماعا سريا مع نتنياهو قبل سنة ، ونفهم ان يفشل الاجتماع بعد رفض نتنياهو لمقترحاتهما المتعلقة بوقف الاستيطان والانسحاب الى حدود الرابع من حزيران قبل خمسين سنة ، فالاجتماعات تنجح وتفشل ، لكن الذي لم نفهمه ، هو لماذا بقي خبر الاجتماع سريا لمدة سنة كاملة ، حتى قامت اسرائيل من خلال وسائل اعلامها "هآرتس" بكشفه ، وهنا بدى موقف القيادتين المصرية والاردنية موقفا ضعيفا بائسا مخجلا محزنا ، رغم ان الدولتين تقيمان علاقات ديبلوماسية كاملة مع اسرائيل ، ويحلق علمها علنا وعاليا في سماء القاهرة وعمان ، ولا داعي للتطرق الى ممارسات عملية علنية فاقت في فعاليتها عقد اجتماع على مستوى الرؤساء ، آخرها القرار المصري في الامم المتحدة سحب مشروع قرار ادانة الاستيطان في مجلس الامن نهاية العام المنصرم ، اي بعد مرور عشرة اشهر على اجتماع العقبة السري .
إن سرية الاجتماع التي لم تدم اكثر من عام ، هي التي تثير اليوم السؤال اكثر من اي شيء آخر ، ليس الاجتماع بحد ذاته ، وليس مكان انعقاده في العقبة ، ولا حتى نتائجه الفاشلة ، وليس أدل على ذلك الا ان تقوم اسرائيل بالكشف عنه و عن الكثير من تفاصيله ، فتضع النظام العربي كله في دائرة الحرج ، في حين تضع نتنياهو في دائرة البطولة والشرف ورفض الابتزاز العربي في عقر دار ضيافتهم العربية مدينة العقبة .
واهم المواطن العربي ، اذا اعتقد ان النظام العربي الذي يحكمه ويتحكم بمصيره وبمقدراته وتطلعاته انه سيتخذ ما يمكن اتخاذه من العبر إزاء هذه الفضيحة المجلجلة ، فيكف عن الاجتماعات السرية مع زعماء من هذا القبيل ، او على الاقل يوعز هو الى "الاهرام" او "الرأي" بأن تنزع فتيل سريته ، بل نظن ، وما كل الظن إثم ، ان انظمة جديدة تعقد الان اجتماعات سرية ليس لها علاقات ديبلوماسية بعد ، مع اسرائيل ، وبعد سنة او اقل سيتم الكشف عنها من خلال معاريف .