الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عرب بلا سلاح تمهيداً لدولة الحلم الصهيوني بقلم : حماد صبح

تاريخ النشر : 2017-02-20
عرب بلا سلاح تمهيدًا لدولة الحلم الصهيوني بقلم : حماد صبح
منذ بداية ظهورها دولة في مايو/ أيار 1948، حتى لا نقول قبله ، اهتمت إسرائيل أقصى اهتمام بأن تتفوق عسكريا على كل العرب متخطية مشكلة قلتها العددية وَضآلة إمكاناتها المادية قياسا بالعرب مجتمعين . ومن وسائل هذا التفوق منع أي دولة عربية منفردة أو عدة دول عربية مجتمعة من التغلب عليه في صورة استقواء بالتوحد معا ، أو بامتلاك سلاح يكسره. وفي هذا التوجه ، شاركت في العدوان البريطاني _ الفرنسي على مصر في 29 أكتوبر / تشرين الأول 1956 للإجهاز على إمكانية تنامي قوة الجيش المصري بعد صفقة الأسلحة التشيكية في 1955 . وحين توحدت مصر وسوريا دولة وجيشا في 1958 قال بن جوريون رئيس الوزراء يومئذ : " إسرائيل الآن بندقة بين فكي كماشة " ، وسعت مع القوى الغربية ودولة خليجية إلى القضاء على هذه الوحدة دون إغفال فاعلية ما شابها ذاتيا من عيوب وأخطاء عجلت بنهايتها في1961. وحرب 1967 تأتي في هذا السياق ، وسجل إسرائيل كله ينتمي إليه . وبظهور المقاومة الفلسطينية ثم اللبنانية ، واجهت إسرائيل مشكلة جديدة : إنها لا تستطيع ضرب هذه المقاومة بالأسلوب العسكري التقليدي لإدامة تفوقها العسكري وقدرتها على الردع والحسم . وحتى هزيمة قوات منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان في 1982 ، ورغم ما اتسمت به من حسم لصالح إسرائيل ؛ فإنها أسهمت بتأثير حقيقي في تصاعد المقاومة في غزة والضفة لاقتناع الفلسطينيين فيهما بانتقال عبء المقاومة كليا عليهم . ولما لم ينفع تفوق إسرائيل العسكري في القضاء على مقاومة غزة والضفة لاختلاف نوعية المواجهة ؛ لجأت إلى السياسة ، فكانت نكبة أوسلو . وفور وصول قوات منظمة التحرير إلى غزة شرعت تجمع السلاح القليل فيها ؛ فهو لم يعد شرعيا بمقتضى بنود أوسلو التي توجب التخلي الفلسطيني عن السلاح في السعي للحل مع إسرائيل . وبعد أن قهر حزب الله الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان ، وأجبر قواته على الفرار بليل في 25 مايو /أيار 2000، صارت مواجهة خطر الحزب العسكري على رأس أولويات إسرائيل . وعندما انفجرت خرافة الربيع العربي ، انتهزتها إسرائيل متضافرة مع قوى الغرب ممثلة في أميركا وبريطانيا وفرنسا للقضاء على الجيوش العربية في البلدان التي اجتاحتها عاصفة هذه الخرافة ، فتلاشى الجيش الليبي في سرعة تلاشي فقاعة ، ونكب الجيش السوري بحرب داخلية فتحت فيها كل حدود البلاد للإرهابيين والسلاح من كل العالم ، وأنهك الجيش العراقي " الجديد " في حرب داخلية مع داعش ، وأغرق الجيش المصري في " شبر ماء " في سيناء مظهرا ضعفا يجسد فضيحة كبيرة حتى لجيش دولة صغيرة ، وتزوده إسرائيل في حربه التي مضت عليها قرابة أربعة أعوام بالمعلومات الاستخبارية ، وأحيانا تقاتل معه بطائرات الدرون ، وهي في الحقيقة تضلله وتعمق انغماره في مأزقه . وشغل فوق الحرب بالنشاط الاقتصادي والتجاري مغالاة في صرفه عن مهمة الجيوش الوحيدة التي هي حماية البلاد من الخطر الخارجي ، وأكبره الإسرائيلي . وفي تهور خالص ، جرت السعودية أكثر من عشر دول عربية وأفريقية إلى حرب عقيم على الشعب اليمني ، تقترب من عامها الثالث ، وكل ما أنتجته قتل أكثر من 10 آلاف يمني ، وإصابة عشرات الآلاف ، وأكثرهم _ قتلى ومصابين _ من المدنيين ، وتدمير واسع للبنى التحتية اليمنية ، وفوق القتل والإصابات والتدمير ، خسارة مئات المليارات من الدولارات ، وقتل وإصابة أعداد من الجنود السعوديين تتكتم عليها ، واشتداد الحاجة للغرب تسليحا وتأييدا سياسيا ودبلوماسيا وغض بصر عما في هذه الحرب الخرقاء من جرائم ومآسٍ ، وكل مساوئها للعرب مكاسب لإسرائيل . والآن ، وسيرا على نفس النهج الإسرائيلي المتضافر مع الغرب لتحطيم الجيوش العربية وصرف وجهتها عن إسرائيل ، تعد أميركا ترامب وإسرائيل لناتو عربي يبدأ بأربع دول هي مصر والسعودية والأردن والإمارات سيكون مفتوحا لأي دولة عربية ، وسيوجه هذا الناتو العربي اسما والغربي _الإسرائيلي وظيفة للتصدي لإيران ، وسيقتصر _ مثلما ذكر _ دور إسرائيل على تزويده بالمعلومات الاستخبارية عن إيران ! بوضوح : تريد إسرائيل وأميركا من العرب محاربة إيران نيابة عنهما بلا ثمن ، وكل هذا سير على نفس نهج إسرائيل الأساسي الذي يستهدف أن تكون هي القوة الوحيدة المتفوقة عسكريا في المنطقة ، وأن يكون أعداؤها وأولهم العرب بلا سلاح حقيقي في مواجهتها ، بل يحاربون نيابة عنها متوهمين أنهم يحاربون عن أنفسهم ، أو مجبرين على هذا التوهم خضوعا لمشيئة الغرب وإسرائيل . ولم يبق الآن أمام إسرائيل من سلاح عربي سوى سلاح المقاومة في لبنان وغزة ، وقد جعلته إسرائيل شغلها الشاغل، وتعمل متعاونة مع القوى الغربية وبعض الدول العربية على التخلص منه إما حربا وإما سياسة ، ومن السياسة عرض ليبرمان وزير دفاع إسرائيل الأخير لجعل غزة سنغافورة ثانية ازدهارا ورفاهة عيش إذا وافقت المقاومة فيها على نزع صواريخها وردم أنفاقها لتكتمل نكبة " عرب بلا سلاح " تمهيدا لدولة الحلم الصهيوني الممتدة من نيل مصر إلى فرات العراق والشام . إنهم يحلمون ، ويكدون جادين على طريق حلمهم ، ونحن أقوى وسائلهم لبلوغ هذا الحلم الذي لن يصبح واقعا إلا على أنقاضنا بشريا وحضاريا .
عرب بلا سلاح تمهيدًا لدولة الحلم الصهيوني بقلم : حماد صبح
منذ بداية ظهورها دولة في مايو/ أيار 1948، حتى لا نقول قبله ، اهتمت إسرائيل أقصى اهتمام بأن تتفوق عسكريا على كل العرب متخطية مشكلة قلتها العددية وَضآلة إمكاناتها المادية قياسا بالعرب مجتمعين . ومن وسائل هذا التفوق منع أي دولة عربية منفردة أو عدة دول عربية مجتمعة من التغلب عليه في صورة استقواء بالتوحد معا ، أو بامتلاك سلاح يكسره. وفي هذا التوجه ، شاركت في العدوان البريطاني _ الفرنسي على مصر في 29 أكتوبر / تشرين الأول 1956 للإجهاز على إمكانية تنامي قوة الجيش المصري بعد صفقة الأسلحة التشيكية في 1955 . وحين توحدت مصر وسوريا دولة وجيشا في 1958 قال بن جوريون رئيس الوزراء يومئذ : " إسرائيل الآن بندقة بين فكي كماشة " ، وسعت مع القوى الغربية ودولة خليجية إلى القضاء على هذه الوحدة دون إغفال فاعلية ما شابها ذاتيا من عيوب وأخطاء عجلت بنهايتها في1961. وحرب 1967 تأتي في هذا السياق ، وسجل إسرائيل كله ينتمي إليه . وبظهور المقاومة الفلسطينية ثم اللبنانية ، واجهت إسرائيل مشكلة جديدة : إنها لا تستطيع ضرب هذه المقاومة بالأسلوب العسكري التقليدي لإدامة تفوقها العسكري وقدرتها على الردع والحسم . وحتى هزيمة قوات منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان في 1982 ، ورغم ما اتسمت به من حسم لصالح إسرائيل ؛ فإنها أسهمت بتأثير حقيقي في تصاعد المقاومة في غزة والضفة لاقتناع الفلسطينيين فيهما بانتقال عبء المقاومة كليا عليهم . ولما لم ينفع تفوق إسرائيل العسكري في القضاء على مقاومة غزة والضفة لاختلاف نوعية المواجهة ؛ لجأت إلى السياسة ، فكانت نكبة أوسلو . وفور وصول قوات منظمة التحرير إلى غزة شرعت تجمع السلاح القليل فيها ؛ فهو لم يعد شرعيا بمقتضى بنود أوسلو التي توجب التخلي الفلسطيني عن السلاح في السعي للحل مع إسرائيل . وبعد أن قهر حزب الله الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان ، وأجبر قواته على الفرار بليل في 25 مايو /أيار 2000، صارت مواجهة خطر الحزب العسكري على رأس أولويات إسرائيل . وعندما انفجرت خرافة الربيع العربي ، انتهزتها إسرائيل متضافرة مع قوى الغرب ممثلة في أميركا وبريطانيا وفرنسا للقضاء على الجيوش العربية في البلدان التي اجتاحتها عاصفة هذه الخرافة ، فتلاشى الجيش الليبي في سرعة تلاشي فقاعة ، ونكب الجيش السوري بحرب داخلية فتحت فيها كل حدود البلاد للإرهابيين والسلاح من كل العالم ، وأنهك الجيش العراقي " الجديد " في حرب داخلية مع داعش ، وأغرق الجيش المصري في " شبر ماء " في سيناء مظهرا ضعفا يجسد فضيحة كبيرة حتى لجيش دولة صغيرة ، وتزوده إسرائيل في حربه التي مضت عليها قرابة أربعة أعوام بالمعلومات الاستخبارية ، وأحيانا تقاتل معه بطائرات الدرون ، وهي في الحقيقة تضلله وتعمق انغماره في مأزقه . وشغل فوق الحرب بالنشاط الاقتصادي والتجاري مغالاة في صرفه عن مهمة الجيوش الوحيدة التي هي حماية البلاد من الخطر الخارجي ، وأكبره الإسرائيلي . وفي تهور خالص ، جرت السعودية أكثر من عشر دول عربية وأفريقية إلى حرب عقيم على الشعب اليمني ، تقترب من عامها الثالث ، وكل ما أنتجته قتل أكثر من 10 آلاف يمني ، وإصابة عشرات الآلاف ، وأكثرهم _ قتلى ومصابين _ من المدنيين ، وتدمير واسع للبنى التحتية اليمنية ، وفوق القتل والإصابات والتدمير ، خسارة مئات المليارات من الدولارات ، وقتل وإصابة أعداد من الجنود السعوديين تتكتم عليها ، واشتداد الحاجة للغرب تسليحا وتأييدا سياسيا ودبلوماسيا وغض بصر عما في هذه الحرب الخرقاء من جرائم ومآسٍ ، وكل مساوئها للعرب مكاسب لإسرائيل . والآن ، وسيرا على نفس النهج الإسرائيلي المتضافر مع الغرب لتحطيم الجيوش العربية وصرف وجهتها عن إسرائيل ، تعد أميركا ترامب وإسرائيل لناتو عربي يبدأ بأربع دول هي مصر والسعودية والأردن والإمارات سيكون مفتوحا لأي دولة عربية ، وسيوجه هذا الناتو العربي اسما والغربي _الإسرائيلي وظيفة للتصدي لإيران ، وسيقتصر _ مثلما ذكر _ دور إسرائيل على تزويده بالمعلومات الاستخبارية عن إيران ! بوضوح : تريد إسرائيل وأميركا من العرب محاربة إيران نيابة عنهما بلا ثمن ، وكل هذا سير على نفس نهج إسرائيل الأساسي الذي يستهدف أن تكون هي القوة الوحيدة المتفوقة عسكريا في المنطقة ، وأن يكون أعداؤها وأولهم العرب بلا سلاح حقيقي في مواجهتها ، بل يحاربون نيابة عنها متوهمين أنهم يحاربون عن أنفسهم ، أو مجبرين على هذا التوهم خضوعا لمشيئة الغرب وإسرائيل . ولم يبق الآن أمام إسرائيل من سلاح عربي سوى سلاح المقاومة في لبنان وغزة ، وقد جعلته إسرائيل شغلها الشاغل، وتعمل متعاونة مع القوى الغربية وبعض الدول العربية على التخلص منه إما حربا وإما سياسة ، ومن السياسة عرض ليبرمان وزير دفاع إسرائيل الأخير لجعل غزة سنغافورة ثانية ازدهارا ورفاهة عيش إذا وافقت المقاومة فيها على نزع صواريخها وردم أنفاقها لتكتمل نكبة " عرب بلا سلاح " تمهيدا لدولة الحلم الصهيوني الممتدة من نيل مصر إلى فرات العراق والشام . إنهم يحلمون ، ويكدون جادين على طريق حلمهم ، ونحن أقوى وسائلهم لبلوغ هذا الحلم الذي لن يصبح واقعا إلا على أنقاضنا بشريا وحضاريا .
عرب بلا سلاح تمهيدًا لدولة الحلم الصهيوني بقلم : حماد صبح
منذ بداية ظهورها دولة في مايو/ أيار 1948، حتى لا نقول قبله ، اهتمت إسرائيل أقصى اهتمام بأن تتفوق عسكريا على كل العرب متخطية مشكلة قلتها العددية وَضآلة إمكاناتها المادية قياسا بالعرب مجتمعين . ومن وسائل هذا التفوق منع أي دولة عربية منفردة أو عدة دول عربية مجتمعة من التغلب عليه في صورة استقواء بالتوحد معا ، أو بامتلاك سلاح يكسره. وفي هذا التوجه ، شاركت في العدوان البريطاني _ الفرنسي على مصر في 29 أكتوبر / تشرين الأول 1956 للإجهاز على إمكانية تنامي قوة الجيش المصري بعد صفقة الأسلحة التشيكية في 1955 . وحين توحدت مصر وسوريا دولة وجيشا في 1958 قال بن جوريون رئيس الوزراء يومئذ : " إسرائيل الآن بندقة بين فكي كماشة " ، وسعت مع القوى الغربية ودولة خليجية إلى القضاء على هذه الوحدة دون إغفال فاعلية ما شابها ذاتيا من عيوب وأخطاء عجلت بنهايتها في1961. وحرب 1967 تأتي في هذا السياق ، وسجل إسرائيل كله ينتمي إليه . وبظهور المقاومة الفلسطينية ثم اللبنانية ، واجهت إسرائيل مشكلة جديدة : إنها لا تستطيع ضرب هذه المقاومة بالأسلوب العسكري التقليدي لإدامة تفوقها العسكري وقدرتها على الردع والحسم . وحتى هزيمة قوات منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان في 1982 ، ورغم ما اتسمت به من حسم لصالح إسرائيل ؛ فإنها أسهمت بتأثير حقيقي في تصاعد المقاومة في غزة والضفة لاقتناع الفلسطينيين فيهما بانتقال عبء المقاومة كليا عليهم . ولما لم ينفع تفوق إسرائيل العسكري في القضاء على مقاومة غزة والضفة لاختلاف نوعية المواجهة ؛ لجأت إلى السياسة ، فكانت نكبة أوسلو . وفور وصول قوات منظمة التحرير إلى غزة شرعت تجمع السلاح القليل فيها ؛ فهو لم يعد شرعيا بمقتضى بنود أوسلو التي توجب التخلي الفلسطيني عن السلاح في السعي للحل مع إسرائيل . وبعد أن قهر حزب الله الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان ، وأجبر قواته على الفرار بليل في 25 مايو /أيار 2000، صارت مواجهة خطر الحزب العسكري على رأس أولويات إسرائيل . وعندما انفجرت خرافة الربيع العربي ، انتهزتها إسرائيل متضافرة مع قوى الغرب ممثلة في أميركا وبريطانيا وفرنسا للقضاء على الجيوش العربية في البلدان التي اجتاحتها عاصفة هذه الخرافة ، فتلاشى الجيش الليبي في سرعة تلاشي فقاعة ، ونكب الجيش السوري بحرب داخلية فتحت فيها كل حدود البلاد للإرهابيين والسلاح من كل العالم ، وأنهك الجيش العراقي " الجديد " في حرب داخلية مع داعش ، وأغرق الجيش المصري في " شبر ماء " في سيناء مظهرا ضعفا يجسد فضيحة كبيرة حتى لجيش دولة صغيرة ، وتزوده إسرائيل في حربه التي مضت عليها قرابة أربعة أعوام بالمعلومات الاستخبارية ، وأحيانا تقاتل معه بطائرات الدرون ، وهي في الحقيقة تضلله وتعمق انغماره في مأزقه . وشغل فوق الحرب بالنشاط الاقتصادي والتجاري مغالاة في صرفه عن مهمة الجيوش الوحيدة التي هي حماية البلاد من الخطر الخارجي ، وأكبره الإسرائيلي . وفي تهور خالص ، جرت السعودية أكثر من عشر دول عربية وأفريقية إلى حرب عقيم على الشعب اليمني ، تقترب من عامها الثالث ، وكل ما أنتجته قتل أكثر من 10 آلاف يمني ، وإصابة عشرات الآلاف ، وأكثرهم _ قتلى ومصابين _ من المدنيين ، وتدمير واسع للبنى التحتية اليمنية ، وفوق القتل والإصابات والتدمير ، خسارة مئات المليارات من الدولارات ، وقتل وإصابة أعداد من الجنود السعوديين تتكتم عليها ، واشتداد الحاجة للغرب تسليحا وتأييدا سياسيا ودبلوماسيا وغض بصر عما في هذه الحرب الخرقاء من جرائم ومآسٍ ، وكل مساوئها للعرب مكاسب لإسرائيل . والآن ، وسيرا على نفس النهج الإسرائيلي المتضافر مع الغرب لتحطيم الجيوش العربية وصرف وجهتها عن إسرائيل ، تعد أميركا ترامب وإسرائيل لناتو عربي يبدأ بأربع دول هي مصر والسعودية والأردن والإمارات سيكون مفتوحا لأي دولة عربية ، وسيوجه هذا الناتو العربي اسما والغربي _الإسرائيلي وظيفة للتصدي لإيران ، وسيقتصر _ مثلما ذكر _ دور إسرائيل على تزويده بالمعلومات الاستخبارية عن إيران ! بوضوح : تريد إسرائيل وأميركا من العرب محاربة إيران نيابة عنهما بلا ثمن ، وكل هذا سير على نفس نهج إسرائيل الأساسي الذي يستهدف أن تكون هي القوة الوحيدة المتفوقة عسكريا في المنطقة ، وأن يكون أعداؤها وأولهم العرب بلا سلاح حقيقي في مواجهتها ، بل يحاربون نيابة عنها متوهمين أنهم يحاربون عن أنفسهم ، أو مجبرين على هذا التوهم خضوعا لمشيئة الغرب وإسرائيل . ولم يبق الآن أمام إسرائيل من سلاح عربي سوى سلاح المقاومة في لبنان وغزة ، وقد جعلته إسرائيل شغلها الشاغل، وتعمل متعاونة مع القوى الغربية وبعض الدول العربية على التخلص منه إما حربا وإما سياسة ، ومن السياسة عرض ليبرمان وزير دفاع إسرائيل الأخير لجعل غزة سنغافورة ثانية ازدهارا ورفاهة عيش إذا وافقت المقاومة فيها على نزع صواريخها وردم أنفاقها لتكتمل نكبة " عرب بلا سلاح " تمهيدا لدولة الحلم الصهيوني الممتدة من نيل مصر إلى فرات العراق والشام . إنهم يحلمون ، ويكدون جادين على طريق حلمهم ، ونحن أقوى وسائلهم لبلوغ هذا الحلم الذي لن يصبح واقعا إلا على أنقاضنا بشريا وحضاريا .
عرب بلا سلاح تمهيدًا لدولة الحلم الصهيوني بقلم : حماد صبح
منذ بداية ظهورها دولة في مايو/ أيار 1948، حتى لا نقول قبله ، اهتمت إسرائيل أقصى اهتمام بأن تتفوق عسكريا على كل العرب متخطية مشكلة قلتها العددية وَضآلة إمكاناتها المادية قياسا بالعرب مجتمعين . ومن وسائل هذا التفوق منع أي دولة عربية منفردة أو عدة دول عربية مجتمعة من التغلب عليه في صورة استقواء بالتوحد معا ، أو بامتلاك سلاح يكسره. وفي هذا التوجه ، شاركت في العدوان البريطاني _ الفرنسي على مصر في 29 أكتوبر / تشرين الأول 1956 للإجهاز على إمكانية تنامي قوة الجيش المصري بعد صفقة الأسلحة التشيكية في 1955 . وحين توحدت مصر وسوريا دولة وجيشا في 1958 قال بن جوريون رئيس الوزراء يومئذ : " إسرائيل الآن بندقة بين فكي كماشة " ، وسعت مع القوى الغربية ودولة خليجية إلى القضاء على هذه الوحدة دون إغفال فاعلية ما شابها ذاتيا من عيوب وأخطاء عجلت بنهايتها في1961. وحرب 1967 تأتي في هذا السياق ، وسجل إسرائيل كله ينتمي إليه . وبظهور المقاومة الفلسطينية ثم اللبنانية ، واجهت إسرائيل مشكلة جديدة : إنها لا تستطيع ضرب هذه المقاومة بالأسلوب العسكري التقليدي لإدامة تفوقها العسكري وقدرتها على الردع والحسم . وحتى هزيمة قوات منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان في 1982 ، ورغم ما اتسمت به من حسم لصالح إسرائيل ؛ فإنها أسهمت بتأثير حقيقي في تصاعد المقاومة في غزة والضفة لاقتناع الفلسطينيين فيهما بانتقال عبء المقاومة كليا عليهم . ولما لم ينفع تفوق إسرائيل العسكري في القضاء على مقاومة غزة والضفة لاختلاف نوعية المواجهة ؛ لجأت إلى السياسة ، فكانت نكبة أوسلو . وفور وصول قوات منظمة التحرير إلى غزة شرعت تجمع السلاح القليل فيها ؛ فهو لم يعد شرعيا بمقتضى بنود أوسلو التي توجب التخلي الفلسطيني عن السلاح في السعي للحل مع إسرائيل . وبعد أن قهر حزب الله الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان ، وأجبر قواته على الفرار بليل في 25 مايو /أيار 2000، صارت مواجهة خطر الحزب العسكري على رأس أولويات إسرائيل . وعندما انفجرت خرافة الربيع العربي ، انتهزتها إسرائيل متضافرة مع قوى الغرب ممثلة في أميركا وبريطانيا وفرنسا للقضاء على الجيوش العربية في البلدان التي اجتاحتها عاصفة هذه الخرافة ، فتلاشى الجيش الليبي في سرعة تلاشي فقاعة ، ونكب الجيش السوري بحرب داخلية فتحت فيها كل حدود البلاد للإرهابيين والسلاح من كل العالم ، وأنهك الجيش العراقي " الجديد " في حرب داخلية مع داعش ، وأغرق الجيش المصري في " شبر ماء " في سيناء مظهرا ضعفا يجسد فضيحة كبيرة حتى لجيش دولة صغيرة ، وتزوده إسرائيل في حربه التي مضت عليها قرابة أربعة أعوام بالمعلومات الاستخبارية ، وأحيانا تقاتل معه بطائرات الدرون ، وهي في الحقيقة تضلله وتعمق انغماره في مأزقه . وشغل فوق الحرب بالنشاط الاقتصادي والتجاري مغالاة في صرفه عن مهمة الجيوش الوحيدة التي هي حماية البلاد من الخطر الخارجي ، وأكبره الإسرائيلي . وفي تهور خالص ، جرت السعودية أكثر من عشر دول عربية وأفريقية إلى حرب عقيم على الشعب اليمني ، تقترب من عامها الثالث ، وكل ما أنتجته قتل أكثر من 10 آلاف يمني ، وإصابة عشرات الآلاف ، وأكثرهم _ قتلى ومصابين _ من المدنيين ، وتدمير واسع للبنى التحتية اليمنية ، وفوق القتل والإصابات والتدمير ، خسارة مئات المليارات من الدولارات ، وقتل وإصابة أعداد من الجنود السعوديين تتكتم عليها ، واشتداد الحاجة للغرب تسليحا وتأييدا سياسيا ودبلوماسيا وغض بصر عما في هذه الحرب الخرقاء من جرائم ومآسٍ ، وكل مساوئها للعرب مكاسب لإسرائيل . والآن ، وسيرا على نفس النهج الإسرائيلي المتضافر مع الغرب لتحطيم الجيوش العربية وصرف وجهتها عن إسرائيل ، تعد أميركا ترامب وإسرائيل لناتو عربي يبدأ بأربع دول هي مصر والسعودية والأردن والإمارات سيكون مفتوحا لأي دولة عربية ، وسيوجه هذا الناتو العربي اسما والغربي _الإسرائيلي وظيفة للتصدي لإيران ، وسيقتصر _ مثلما ذكر _ دور إسرائيل على تزويده بالمعلومات الاستخبارية عن إيران ! بوضوح : تريد إسرائيل وأميركا من العرب محاربة إيران نيابة عنهما بلا ثمن ، وكل هذا سير على نفس نهج إسرائيل الأساسي الذي يستهدف أن تكون هي القوة الوحيدة المتفوقة عسكريا في المنطقة ، وأن يكون أعداؤها وأولهم العرب بلا سلاح حقيقي في مواجهتها ، بل يحاربون نيابة عنها متوهمين أنهم يحاربون عن أنفسهم ، أو مجبرين على هذا التوهم خضوعا لمشيئة الغرب وإسرائيل . ولم يبق الآن أمام إسرائيل من سلاح عربي سوى سلاح المقاومة في لبنان وغزة ، وقد جعلته إسرائيل شغلها الشاغل، وتعمل متعاونة مع القوى الغربية وبعض الدول العربية على التخلص منه إما حربا وإما سياسة ، ومن السياسة عرض ليبرمان وزير دفاع إسرائيل الأخير لجعل غزة سنغافورة ثانية ازدهارا ورفاهة عيش إذا وافقت المقاومة فيها على نزع صواريخها وردم أنفاقها لتكتمل نكبة " عرب بلا سلاح " تمهيدا لدولة الحلم الصهيوني الممتدة من نيل مصر إلى فرات العراق والشام . إنهم يحلمون ، ويكدون جادين على طريق حلمهم ، ونحن أقوى وسائلهم لبلوغ هذا الحلم الذي لن يصبح واقعا إلا على أنقاضنا بشريا وحضاريا .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف