الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الصمت لغة عظماء الثوار بقلم:يوسف رشيد حسين الزهيري

تاريخ النشر : 2017-02-20
الصمت لغة عظماء الثورات
بقلم: الكاتب يوسف رشيد حسين الزهيري
الله سبحانه وتعالى خلق الانسان في احسن تقويم وعلمه الكتاب والحكمة والتاويل والموعظة الحسنى واتاه من العلم مالم يكن للانسان له سبيلا . الله سبحانه وتعالى وهبنا نعم كثيرة مسخرة بمشيئته الإلهية ومنحنا حرية التصرف بهذه النعم بما أرشدنا وعلمنا ان نستخدم تلك النعم والفضائل والعقل والحواس بشكل غريزي بكل حركاتها وتفاعلاتها الحسية وعواطفها حسب مرضاته وغاياته النبيلة والإنسانية لخدمة الإنسان والمجتمع والبشرية .لتحقيق اسمى الاهداف في العمل على كافة المستويات والمسؤوليات والواجبات الدينية والمجتمعية والمعيشية وكان الله سبحانه وتعالى رقيب على أفعالنا وتصرفاتنا وسلوكنا في الحياة ومن ضل فانما يضل عل نفسه ومن اهتدى فذلك هو الفوز العظيم . وأمام عظمة الله سبحانه وتعالى وقدرته التي وسعت كل شيء فان الإنسان عاجز ببصيرته وعقله ولسانه ان يدرك صفات الخالق العظيم وقدرة سلطانه التي تجلت فوق كل شيء وان سمة هذا العجز للمخلوق الضعيف انما هي وقفة صمت عظيمة ورهيبة أمام سمو وهيبة وعظمة ذو الجلال والاكرام مالك الملك يؤتي الملك لمن يشاء يعز من يشاء ويذل من يشاء .فجاء هنا الصمت ابلغ من الحديث بما يعجز اللسان بالنطق به امام عظمة الخالق العظيم فكل أمر عظيم يستحق امامه الصمت والتفكر حيث يمنحك طاقه قويه للتفكير بعمق في كل ما يحصل حولك
والتركيز بعقلانية على كل مجريات الحدث العظيم واحيانا حسب رؤية علمية نفسية ان الصمت يجعلك تسيطر على من أمامك من خلال نظرات محملة بمعان غير منطوقة تجعل من الآخرين في حيرة وذهول ماوراء هذه اللغة المجهولة وحتى المصحوبة ببعض الحركات والإيماءات يولد لدى الآخرين شعورا بالغيظ الشديد لأنهم يعتبرونه هجوما مستترا فتكون الأقوى من دون النطق بالكلام .وتستخدم هذه اللغة من قبل عقلاء الناس وافقهم علما وورعا وذكاء فالصمت درس من دروس التهذيب النفسي والفكري والروحي
فهو يكون في أغلب الأحيان الحل الأفضل أمام الكثير من المشاكل والتحديات اليومية التافهة وكما جاء بالحديث الشريف (ان تقل خيرا او تصمت) وفي المواقف الصعبة يولد الاحترام
بعكس الصراع و الجدل الذي يولد التنافر والحقد ويدمر أسلحة من تتشاجر معهم ويجردهم من القدرة على مواصلة التحدي والشجار. وليس كل من يلجأ الى الصمت هو جبان فهنالك مواقف تثبت فيها معادن الرجال بالشجاعة والاقدام وان من يلجئون الى الصمت بنوايا الحكمة والشجاعة حينها يترجمون لغة الصمت الى لغة الاقوياء في فعلهم ومواقفهم الرافضة للظلم والاستعباد . وحين تظل صفحات البوح فارغة لا تملؤها كل تلك الثرثرة التي يثرثر بها الاخرون ويجعجع بها طلاب ساسة اليوم
تظل الصفحات فارغة إلا من سطور الدمع التي تذرها أعين المعاناة والالم ونشيج العبرات لما اقترفته تلك الأصابع البريئة التي خدعها الآخرون بحبر اكاذيبهم وزيفهم وادعاءاتهم الباطلة
سطور في صفحات الروح تئن بلا أنين و تصرخ حرقة بلا آهات
ولا ملاذ حين يحتاج الكلام إلى حروف غير تلك التي أعتادها في النطق بها امام أسوار البلهاء
إلى كلمات لا تشبه التي سمعها الآخرون وهم قابعون في قصورهم الحمراء
إلى معانٍ أعمق من تلك التي نستطيع الوصول إليها وتعبر حدود مساحات الخضراء
نصمت لأن الصمت هو القرار الرشيد ،هو الحل الوحيد هو الكهف الذي نلوذ به من صخب البوح و ضجيجه امام اصوات العواء. نصمت بسكينة وهدوء لكي نتضرع للرب بالدعاء
نصمت لاننا موغلون بالجراح وعلى ضفاف شاطى دجلة تنزف الدماء
نصمت لكي نغادر حصار اللغة و نتمرد على قيود النطق ونمضي إلى مناطق امنة حيث ينادي مناديا من السماء . اخلع نعليك فانت في الوادي المقدس حيث لا يسمع سوى ذلك النداء حيث امضي الى فرعون العصر فانه تمادى وطغى وكفر يذبح الرجال ويستحيي النساء . سنمضي نحمل عصا موسى وكرامة يده الناصعة البيضاء.
حيث لا حدود و لا قيود ولا دروع ولا حواجز ولا اسلاك شائكة ولا قنابل تثير الدموع والبكاء. نصمت حين تكون الكلمة خطوة إلى مجهول لا نريد ان نمضي إليها.والقدر يجرنا اليها لكي نمضي اليها بالتحدي نصمت لأن الأرض اليوم مستباحة وبات يحكمها من هو غارق في النجاسة . الحقيقة أصبحت في زمننا كالخرافة والناس تساق كالعبيد الى سوق النخاسة ولا جدوى من الكلام فقد استباحت الارض قوى الظلام .وتلاشت الاحلام. واصبحت الاعباء حمل ثقيل على ظهور الجمال. نصمت لأن الحدث امامنا مأساة انهارت لها قوى الكلمات وتجلت امامها العبرات وانسكبت على فواجعها الدموع الساخنات .الحقيقة مرة وكلما قاومت نفسها بالنهوض من جديد خذلتهاالأقدام فسقطت تتمتم إنها مأساة رفعت عنها الصحف وجفت لها الأقلام ..نصمت لأن في العروق أسى و في الحنايا لوعة هي أثقل من أن تحملها سطور الكلمات .نصمت فالصمت لغة العظماء لا يدركها الا البلغاء .
نصمت لان الآخرين غارقون في الملذات صم بكم لا يسمعون ولا يفقهون نداء ثورة الإصلاح . الصمت احتجاج على ظلم ليس بالإمكان رده إلا بثورة السلاح . ونحن نسمو ونترفع فوق كل الجراح .نصمت وربما في الصمت كأس من الصبر ان نفذ فقد حلت عاصفة الاشباح او اشرقت السماء بنور السموات
انه صمت الثوار الذي اذهل العالم بأسره ..صمت يتكلم صمت يتحدى عروش الظالمين ..صمت...ارعب الفاسدين صمت ....أوقظ النائمين ..صمت..طرق أسماع الغافلين .صمت...اعاد الامل في نفوس المستضعفين. وبعد كل هدوء هنالك عاصفة تدك اوكار الفاسدين.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف