الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بين حانا و مانا -الحلقة الثانية -بين الأسر والمنفى بقلم:يحيى عزام

تاريخ النشر : 2017-02-20
بين حانا و مانا -الحلقة الثانية -بين الأسر والمنفى بقلم:يحيى عزام
بين حانا و مانا
الحلقة الثانية
وصل الباص المخصص لنقل الأسرى الى باحة المعتقل و ترجل عامر مقيد المعصمين ، معصوب العينين، أمسك به أحد الحراس المرافقين و قاده إلى الداخل، سلم أوراقه. لاحد حراس المعتقل الذي أقتاده بدوره إلى الزنزانة. على باب الزنزانة تم نزع عصبة العينين و فك قيده، فتح الحارس الباب ودفع بعامر داخل الزنزانة ثم أَوْصَدَ الباب .
صرخ عامر بصوت متعب و بعينين مجهدتين بعد رحلة الباص التي استغرقت ساعتين و نصف الساعة، أشعل النور من فضلك الزنزانة في المعتقل التي كنت فيه لم تكن مظلمة كهذه الزنزانة.
أحمد : مرحبا بك، هل أناديك يا أخ أم يا رفيق؟
محسوبك أحمد.....
تنهد عامر وقال الآن بدات الرؤية أوضح يا رجل لماذا لا تقول زميلان نحن.
مكثت في المعتقل الأول و الثاني 3 سنوات، قضيت حوالي السنة في أراضي 1948 و سنتان في الضفة الغربية لم أرى سوى الزنزانة و أسوار المعتقل، نقلت مرة للعلاج خارج السجن و مرة تم نقلي إلى معتقل آخر و أليوم نقلت إلى هذا المعتقل وكل مرة كنت معصوب العينين و مكبل اليدين و الرجلين ولم أرى سوى غرف و حراس يتناوبون على مراقبتي.
قل لي من أين أنت يا زميل أحمد و ما الذي جاء بك إلى هنا.
مرحبا بك مرة أخرى أنا من أردت أن أسألك من أنت و مع ذلك أنا من هنا، من هذه الأرض الطيبة، زرعت فيها كشجرة زيتون من بلدنا، عصت على كل من حاول اقتلاعها، بعد أن استوغل الاستيطان منعوني من حرث الأرض و ذَرَ حَبَّ القمح وقطف زيتوني، هم يدركون أنني سازرع مزيدا من الزيتون و أني لباذِر مزيدا من الحب في الأرض لتنبت حنطة تشبه ملامحنا.
كنت كلما اقتلعوا شجرة أزع عشرة، سبب وجودي هنا ليس هو المهم، كل من يعارض سياسة الأحتلال و الاستيطان هو مقاوم في زمن أصبح فيه المقاوم بين مطرقة الأحتلال و سندان من ينسق مع الأحتلال. سبب وجودي هنا؟ لا أدري حتى الآن لم يحققوا معي.
لحد الآن لم تقل لي ما أسمك يا زميل؟
عامر: يمكن مخبي الهيكل ب أرضك ( هاي مثلا تهمة ) محسوبك عامر أبن البحر.
أحمد : هيكل مين يا زميل عامر و الناس نايمة أن شاء الله؟
عامر : هيكل سليمان
أحمد : يكون سليمان اللي بالي بالك؟
عامر : يا زلمة مين اللي بالي بالك و الناس تعبانة و مشحرة.
أحمد : كان لي صديق من أحدى مخيمات لبنان زميلي في الجامعة أسمه سليمان أعطاني نسخة عن ملكية أرضهم في الجليل (طابو) و ضممتها لبحث قمت به في جامعة بير زيت عن حق العودة.
عامر: يا ه تذكرت أبني الذي تم نفيه خارج الوطن و هو الآن في لبنان أصبح عنده ثلاث
أولاد هو منفي و أنا في المعتقل.
قال الشاعر : سأحفر كل ما عندي في ذاكرتي
و أكتبها في التاريخ لكي لا ننسى
سأحفر كل قسيمة من أرضنا سلبت
و بيوت أهاليها التي نسفت
و موقع قريتي و حدودي
و أشجار التي اقتلعت
وكل زهرة برية سحقت
عامر: أنظر أنظر أنها سمكة كبيرة شد معي حوت علقان بالشبك
ما تخذلني هالمرة يا زميل هيلا .. هوب .. هيلا .. هوب ...
أحمد : كل مرة شد و شد و بعد الشد و الرخي بيطلع فيشنج
عامر : اللي ما بشوف بالغربال بكون أعمى
أحمد : حتى الآن ما عرفت سبب اعتقالك
عامر : مخبي سر كبير بالبحر شو؟ أرتحت ؟
أحمد : طيب يا رجل أخبرهم عن السر و أكسب حريتك.
عامر : سر شو يا أبن الحلال وعدهم زي وعد أبليس بالجنة.
هم يبحثون في أرضك عن الهيكل و في بحر غزة عن كنز سليمان
قاربي أين و بوارجهم أين... خليها على الله.... أنا مش لاعب معهم
قلت لهم عندما تفتحوا المعابر و ترفعوا الحصار و تطلقوا سراح الأسرى
أطلعكم على السر. قالوا أحلم على قدك .....
أنا يا عزيزي أحمد مالي بالحرث ولا بالزرع، كل ما ورثته عن أبي عبارة عن قارب صغير، و شباك الصيد و شربت حرفة و مهارة صياد البحري من أيام الكنعانيين. لا أستخدم كيماوي ولا عندي مفاعل نووي.
أحمد: ممكن تكون تهمتك أنك تستخدم بيولجي.
عامر: شد معي ..... شد .... هيلا ... هوب .... هيلا.. هوب ....
أحمد: سمك شو و الناس بالخيام لا كهرباء ولا مياه ...
عامر: بلا مساعدتك طلعت سمكة صغيرة ، طلع صيدنا ما بستاهل التعب
حتى السمك سرقوه من بحرنا. وين صرنا؟ توهتني
أحمد: صرنا عند الحوت
عامر : بدون مسخرة صرنا عند أبني البكر الموجود حاليا في مخيمات لبنان.
كان طالب بالجامعة و كان يساعدني في رحلات الصيد البحرية عندما كان الخير كثير في البحر.
لا أدري ما هو السر حيث في كل مرة يرافقني تعترضنا زوارقهم الحربية وتطلق النار علينا علما أننا نصطاد في المياه الأقليمية، مجبرين نعود إلى البر.
و في أحدى المرات اعتقلوه ثم نفوه إلى لبنان.
أشتاق إليه أشتاق لابنائه الثلاثة الذين لم أرهم سوى بالصور.
إلى متى هذا الظلم و العالم لا يحرك ساكنا.
لن نستسلم، هذا وطننا، هذه أرضنا، كنا هنا، باقون هنا، وسيعود أبناؤنا الذين شردوا قسرا إلى هنا.
ألقاكم في الحلقة القادمة مع قصة من قصص - بين حانا و مانا- لابن لوبية
يحيى عزام ( أبن لوبية )
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف