بصمتٍ تبكي عينيّ على رمْسِكِ
عطا الله شاهين
لا أعي كيف أخفق في تركِكِ، أنا الذي أتفوّق في كل شيءٍ أبادرُ به فأنفذّه كما يناسب.. يبدو الحالُ عويصا للغاية. مغمّا لدرجة. مَنْ يُرغم على البكاءِ فوق الرّمسِ..ساكتا.. يقعدُ بهدوء، يتخيّل أنّه سيسلمُ ويبلغ إلى الجسدِ المتحلّل، ولكنه لا يبلغ، البتة..
لم نكن على وتيرةِ نفسِ تيّارِ الحُبّ. نفسي مفعمةٌ بالجوى، مثل روحِ صبيةٍ مراهقة، وروحكِ ممزّقة كشبكة حابلٍ يائس.. كيف تقدرين أن تكوني متيّبسة ورطيبة إلى هذه الدرجة؟ أعلم خطأي. كانت الأنوار اللامعة لسحركِ، قوية اللمعان، وقلبي خرنق لزِبٍ. نالَ بالضّرارة.. ياه لو أنّني رويتكِ العشق نقطة نقطة.. لكنني صببتُ الزُّجاجة السحرية، دفعةً واحدة في قدحِ مناماتكِ، وأمتكِ بشرْبةٍ زائدة. كان يجب أن أجرعكِ بتؤدة مثل نبيذٍ معتّق، لولا أنني رجلٌ متسرّع، يرغبُ كل شيء بعجلةٍ. رجلٌ لا يوثقُ بالمستقبلِ ولا يهواه.
بيننا الآن مئة هزيمة وكوخ وحيد من نصٍّ وأنتِ قصيّةٌ كأنكِ الجلَد الأخير. ما زلت أذكر ليلة أوجدتكِ. عملتكِ من وحلّ الحروف، وحين استقمتِ قبالتي بكلّ نشاطكِ، حاولتُ أنْ أنسمَ فيكِ الجوى. الجوى ؟ ذلك الذي يوجع باستمرار، كان أعظم منكِ.. هشّمكِ.. الجوى؟ ذلك الذي يُحدثُ دائما الكثير من الاضطراب والدّمار في انتقاله من الفؤادِ إلى العقلِ إلى الإهمال. وتبعثرتِ بين كفيّ. تحوّلت إلى ترابٍ. مسكتِ بجسدي. بهامتي. ببنطالي الممزّق . بمناماتي.. فهلْ من طريق إلى الانفصال هذا المساء منكِ غير أن أغتسلَ في سريّ الحروف؟
في كل مساء، أبدأ من لا شيء خطّة إهلاككِ. أتفوّق كيْ أهبَكِ قربانا لملكةٍ تسمى السهوة، ولأنني عامرٌ بالإبداع من وسط لُبّي إلى أعلى هوسي، أبدعُ في إهلاكِكِ.. أجهّز ما يهلككِ النّبيذ المعتّق
قطعَ اللحم المشوي. المُطالعة. الترنيم.التدخين.الكتابة. النوم. الابتسامات.. والهدوء. أخطّ كل مساء.. أخطّ أشياء سخيفة، غبية، وأحيانا عظيمة.. أخطُّ لكِ مكاتيب غرامٍ لنْ تقرئيها البتة.. البارحة كتبتُ لكِ بأنني لا أقدر على ملاقاتكِ، لأنني سقيمٌ بالزّكام، وأخاف أن أنقل لك المرض، وكتبت عن ترنيمتنا الأخيرة.. كانت رائعة رغم أنّك هتفتِ في أُذني مرات. وقهقهتِ وتأسّفتِ، ولمْ أرغبكِ أنْ تتأسّفي، فقدْ وددتُ الصّدى اللذيذ في أُذني..
في كل مساء، أرتّب اجتماع رثائكِ كما يرتبّ سلطانٌ معتكفا احتفال تسلّمه التّاج، الذي لن يأتي إليه أحد. أتلو على روحكِ توطئة التّلهّف.. أجهّز للبُكاءِ عليكِ أنهاراً من الدّموع. تحفرُ وجنتي، ترنّم دموعي قصيدةَ الفراق، تلحّنُ عينيّ نغمةً مكروبة، وبصمتٍ تبكي عينيّ على رمْسِكِ..
عطا الله شاهين
لا أعي كيف أخفق في تركِكِ، أنا الذي أتفوّق في كل شيءٍ أبادرُ به فأنفذّه كما يناسب.. يبدو الحالُ عويصا للغاية. مغمّا لدرجة. مَنْ يُرغم على البكاءِ فوق الرّمسِ..ساكتا.. يقعدُ بهدوء، يتخيّل أنّه سيسلمُ ويبلغ إلى الجسدِ المتحلّل، ولكنه لا يبلغ، البتة..
لم نكن على وتيرةِ نفسِ تيّارِ الحُبّ. نفسي مفعمةٌ بالجوى، مثل روحِ صبيةٍ مراهقة، وروحكِ ممزّقة كشبكة حابلٍ يائس.. كيف تقدرين أن تكوني متيّبسة ورطيبة إلى هذه الدرجة؟ أعلم خطأي. كانت الأنوار اللامعة لسحركِ، قوية اللمعان، وقلبي خرنق لزِبٍ. نالَ بالضّرارة.. ياه لو أنّني رويتكِ العشق نقطة نقطة.. لكنني صببتُ الزُّجاجة السحرية، دفعةً واحدة في قدحِ مناماتكِ، وأمتكِ بشرْبةٍ زائدة. كان يجب أن أجرعكِ بتؤدة مثل نبيذٍ معتّق، لولا أنني رجلٌ متسرّع، يرغبُ كل شيء بعجلةٍ. رجلٌ لا يوثقُ بالمستقبلِ ولا يهواه.
بيننا الآن مئة هزيمة وكوخ وحيد من نصٍّ وأنتِ قصيّةٌ كأنكِ الجلَد الأخير. ما زلت أذكر ليلة أوجدتكِ. عملتكِ من وحلّ الحروف، وحين استقمتِ قبالتي بكلّ نشاطكِ، حاولتُ أنْ أنسمَ فيكِ الجوى. الجوى ؟ ذلك الذي يوجع باستمرار، كان أعظم منكِ.. هشّمكِ.. الجوى؟ ذلك الذي يُحدثُ دائما الكثير من الاضطراب والدّمار في انتقاله من الفؤادِ إلى العقلِ إلى الإهمال. وتبعثرتِ بين كفيّ. تحوّلت إلى ترابٍ. مسكتِ بجسدي. بهامتي. ببنطالي الممزّق . بمناماتي.. فهلْ من طريق إلى الانفصال هذا المساء منكِ غير أن أغتسلَ في سريّ الحروف؟
في كل مساء، أبدأ من لا شيء خطّة إهلاككِ. أتفوّق كيْ أهبَكِ قربانا لملكةٍ تسمى السهوة، ولأنني عامرٌ بالإبداع من وسط لُبّي إلى أعلى هوسي، أبدعُ في إهلاكِكِ.. أجهّز ما يهلككِ النّبيذ المعتّق
قطعَ اللحم المشوي. المُطالعة. الترنيم.التدخين.الكتابة. النوم. الابتسامات.. والهدوء. أخطّ كل مساء.. أخطّ أشياء سخيفة، غبية، وأحيانا عظيمة.. أخطُّ لكِ مكاتيب غرامٍ لنْ تقرئيها البتة.. البارحة كتبتُ لكِ بأنني لا أقدر على ملاقاتكِ، لأنني سقيمٌ بالزّكام، وأخاف أن أنقل لك المرض، وكتبت عن ترنيمتنا الأخيرة.. كانت رائعة رغم أنّك هتفتِ في أُذني مرات. وقهقهتِ وتأسّفتِ، ولمْ أرغبكِ أنْ تتأسّفي، فقدْ وددتُ الصّدى اللذيذ في أُذني..
في كل مساء، أرتّب اجتماع رثائكِ كما يرتبّ سلطانٌ معتكفا احتفال تسلّمه التّاج، الذي لن يأتي إليه أحد. أتلو على روحكِ توطئة التّلهّف.. أجهّز للبُكاءِ عليكِ أنهاراً من الدّموع. تحفرُ وجنتي، ترنّم دموعي قصيدةَ الفراق، تلحّنُ عينيّ نغمةً مكروبة، وبصمتٍ تبكي عينيّ على رمْسِكِ..