التناغم الامريكي الاسرائيلي نذير شؤم لا يبشر بالخير
مــــطيع كنعـــان
19/02/2017
يجمع غالبية الامريكيين ان ادارة الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما كانت الأكثر سخاء تجاه إسرائيل وان اتفاقية التفاهم التي حصلت هذه الاخيرة بمقتضاها على .83 مليار دولار تمثل أكبر حجم مساعدات وأكبر التزام مالي يتعهد به رئيس أميركي لاسرائيل ومع ذلك فقد بلغت الأزمة بين الحليفتين مراحل غير مسبوقة في تاريخ العلاقة بينهما نتيجة لامتناع ادارة اوباما في ايامها الاخيرة عن نقض قرار مجلس الامن عدد 2334 الذي يدين الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ويطالب بإيقافه فورا ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تلك الخطوة الأمريكية بأنها "مخزية" واتهم إدارة أوباما بالتواطؤ مع الفلسطينيين في تحرك الأمم المتحدة ضد المستوطنات وفي خضم المواجهة استمر نتنياهو في المراهنة على الجمهوريين كحلفاء يقدمون الولاء والطاعة الكاملة لاسرائيل وبتنصيب ترامب رئيسا في 20 كانون الثاني /يناير يبدو انه حصل على الرئيس الذي يحلم به معززا باحدى عشر مستشارا صهيونيا وبات يعتقد انه بإمكانه تلبية رغبات اليمين الاسرائيلئ جميعها وتأكيدا على ذلك ففي اليوم الأول لدونالد ترامب بالبيت الأبيض، غرّد نتنياهو عبر حسابه الرسمى على "تويتر"، مهنّئًا "ترامب"، بالقول: "أهنئ صديقى الرئيس ترامب وأتطلع إلى العمل معك بشكل وطيد من أجل جعل التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة أقوى من أى وقت مضى" وفى اليوم التالى لإتمام مراسم تسلم الإدارة الأمريكية الجديدة للسلطة من سابقتها علّق وزير التعليم الإسرائيلى نفتالى بينيت من حزب "البيت اليهودى" القومى المتطرف، قائلاً: "للمرة الأولى منذ 50 عاما لدى رئيس الوزراء الخيار: السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة أو دولة فلسطينية مستقلة" فيما أكد نائب رئيس بلدية القدس مائير ترجمان أن "قواعد اللعبة تغيرت ومع وصول دونالد ترامب للسلطة لم تعد أيدينا مقيدة مثلما كان عليه الامر زمن باراك أوباما"
لكن ذروة النشوة لنتنياهو تجلت خلال المؤتمر الصحفي المشترك بينه وبين ترامب وما بدى منهما من صفاقة ووقاحة تثبت ان الدولة الاقوى في العالم باتت في زمن قلب الحقائق وتسميتها بغير اسمائها وتصويرها بصور لا تعبر عن حقيقتها وان هذه السلوكيات المشينة انتجت معادلات قاسية تحمل الشيء ونقيضه والصورة وعكسها بروح عدوانية لم يعرف لها التاريخ مثيلا ومنها انتشار لغة المساواة بين الجلاد والضحية والظالم والمظلوم ولا ادل على ذلك ما قاله ترامب لنتنياهو "الشراكة بين بلدينا المبنية على قيمنا المشتركة ساهمت فى تقدم قضية الحرية الإنسانية، والكرامة والسلام وان بلدينا يواصلان تطورهما.. لدينا تاريخ طويل من التعاون فى مكافحة الإرهاب ومكافحة أولئك الذين لا يقدرون الحياة البشرية "داعيا الفلسطينيين إلى التخلص مما وصفه " بالكراهية"، معتبرا أن الأمم المتحدة عاملت إسرائيل بطريقة "ظالمة جدا"، وانه:"يود نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لكن الأمر يبحث بعناية كبيرة". كما أشاد بالعلاقات التى وصفها بـ"المنيعة" بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مضيفا "بهذه الزيارة، تؤكد الولايات المتحدة مرة أخرى ان علاقاتنا منيعة مع حليفنا الاستراتيجي إسرائيل".
وبدوره رد نتنياهو معتبرا أن ترامب يوفر "فرصة غير مسبوقة" لدفع السلام.. وانه على الفلسطينيين الاعتراف بيهودية الدولة ".وأضاف "ان إسرائيل ليس لديها أى حليف أفضل من الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك الولايات المتحدة ليس لديها حليف أفضل من إسرائيل، لافتاً إلى أن التحالف فيما بين البلدين كان قوياً بشكل كبير وبشكل ملحوظ ولكن تحت قيادة الرئيس ترامب سيصبح أقوى، موضحاً أنه يتطلع إلى العمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة من أجل تطوير التحالف فى كل المجالات ومنها الأمنية والتجارية ".
وهنا يحق لنا ان نتساءل عن أي قيم مشتركة يتحدث السيد ترامب اهي الفظائع الامريكية التي ارتكبت في العراق والتي اغرقت البلاد في دوامة العنف والصراع الطائفي اضافة الى التلوث باليورانيوم المنضب الذي مازال يمثل كارثة بيئية وصحية مستمرة ام جرائم الاحتلال الاسرائيلي المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني من خلال ممارساته اللانسانية اليومية كالاعدامات الميدانية المنظمة ومصادرة الاراضي واصدار القوانين العنصرية المخالفة لأبسط قواعد القانون الدولي الانساني وقرارات مجلس الامن اضافة الى سياسته الوحشية والعنصرية ضد الاسرى في السجون ......
ان مراهنة نتياهو على الجمهوريين كحلفاء يقدمون فروض الطاعة والولاء الكاملة لاسرائيل تذكرنا بطروحات الرجل سئ الصيت والسمعة الصهيوني ريتشارد نورمان بيرل والذي شغل العديد من المناصب في السابق كان آخرها رئيس مجلس السياسة الدفاعية (في عهد بوش الابن) والذي تقدم عام 1996 بخطة استراتيجية بعنوان " A CLEAN BREAK " التي تدعو نتنياهو الى التخلي عن اتفاقات اوسلو والتحول من مبدأ الارض مقابل السلام الى "السلام مقابل السلام" المستند الى توازن القوى واعتماد علاقة استراتيجية جديدة مع الولايات المتحدة الامريكية تستند الى الفلسفة التي تجمعهما معا وهي فلسفة السلام من خلال القوة وإعادة تشكيل الوضع في المنطقة بما يخدم امن اسرائيل.
هذا التناغم الامريكي الاسرائيلي هو نذير شؤم لا يبشر بالخير ويعني اننا على ابواب مرحلة جديدة يعتبرها الاحتلال فرصة تاريخية يجب اقتناصها لفرض املاءاته بتعزيز وتشريع الأنشطة الاستيطانية وتهرّبه من الاستحقاقات المطلوبة منه اضافة الى فرض يهودية الدولة وضم اجزاء من الضفة الغربية الامر الذي من شأنه جعل اقامة الدولة الفلسطينية ضربا من المستحيل وهو ما يؤكد ان قواعد اللعبة تغيرت فعلا وان فلسفة السلام من خلال القوة هي المبدأ وعلى من يدعي خلاف ذلك اثبات العكس.
امين سر اقليم فتح/تونس
مــــطيع كنعـــان
19/02/2017
يجمع غالبية الامريكيين ان ادارة الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما كانت الأكثر سخاء تجاه إسرائيل وان اتفاقية التفاهم التي حصلت هذه الاخيرة بمقتضاها على .83 مليار دولار تمثل أكبر حجم مساعدات وأكبر التزام مالي يتعهد به رئيس أميركي لاسرائيل ومع ذلك فقد بلغت الأزمة بين الحليفتين مراحل غير مسبوقة في تاريخ العلاقة بينهما نتيجة لامتناع ادارة اوباما في ايامها الاخيرة عن نقض قرار مجلس الامن عدد 2334 الذي يدين الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ويطالب بإيقافه فورا ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تلك الخطوة الأمريكية بأنها "مخزية" واتهم إدارة أوباما بالتواطؤ مع الفلسطينيين في تحرك الأمم المتحدة ضد المستوطنات وفي خضم المواجهة استمر نتنياهو في المراهنة على الجمهوريين كحلفاء يقدمون الولاء والطاعة الكاملة لاسرائيل وبتنصيب ترامب رئيسا في 20 كانون الثاني /يناير يبدو انه حصل على الرئيس الذي يحلم به معززا باحدى عشر مستشارا صهيونيا وبات يعتقد انه بإمكانه تلبية رغبات اليمين الاسرائيلئ جميعها وتأكيدا على ذلك ففي اليوم الأول لدونالد ترامب بالبيت الأبيض، غرّد نتنياهو عبر حسابه الرسمى على "تويتر"، مهنّئًا "ترامب"، بالقول: "أهنئ صديقى الرئيس ترامب وأتطلع إلى العمل معك بشكل وطيد من أجل جعل التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة أقوى من أى وقت مضى" وفى اليوم التالى لإتمام مراسم تسلم الإدارة الأمريكية الجديدة للسلطة من سابقتها علّق وزير التعليم الإسرائيلى نفتالى بينيت من حزب "البيت اليهودى" القومى المتطرف، قائلاً: "للمرة الأولى منذ 50 عاما لدى رئيس الوزراء الخيار: السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة أو دولة فلسطينية مستقلة" فيما أكد نائب رئيس بلدية القدس مائير ترجمان أن "قواعد اللعبة تغيرت ومع وصول دونالد ترامب للسلطة لم تعد أيدينا مقيدة مثلما كان عليه الامر زمن باراك أوباما"
لكن ذروة النشوة لنتنياهو تجلت خلال المؤتمر الصحفي المشترك بينه وبين ترامب وما بدى منهما من صفاقة ووقاحة تثبت ان الدولة الاقوى في العالم باتت في زمن قلب الحقائق وتسميتها بغير اسمائها وتصويرها بصور لا تعبر عن حقيقتها وان هذه السلوكيات المشينة انتجت معادلات قاسية تحمل الشيء ونقيضه والصورة وعكسها بروح عدوانية لم يعرف لها التاريخ مثيلا ومنها انتشار لغة المساواة بين الجلاد والضحية والظالم والمظلوم ولا ادل على ذلك ما قاله ترامب لنتنياهو "الشراكة بين بلدينا المبنية على قيمنا المشتركة ساهمت فى تقدم قضية الحرية الإنسانية، والكرامة والسلام وان بلدينا يواصلان تطورهما.. لدينا تاريخ طويل من التعاون فى مكافحة الإرهاب ومكافحة أولئك الذين لا يقدرون الحياة البشرية "داعيا الفلسطينيين إلى التخلص مما وصفه " بالكراهية"، معتبرا أن الأمم المتحدة عاملت إسرائيل بطريقة "ظالمة جدا"، وانه:"يود نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لكن الأمر يبحث بعناية كبيرة". كما أشاد بالعلاقات التى وصفها بـ"المنيعة" بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مضيفا "بهذه الزيارة، تؤكد الولايات المتحدة مرة أخرى ان علاقاتنا منيعة مع حليفنا الاستراتيجي إسرائيل".
وبدوره رد نتنياهو معتبرا أن ترامب يوفر "فرصة غير مسبوقة" لدفع السلام.. وانه على الفلسطينيين الاعتراف بيهودية الدولة ".وأضاف "ان إسرائيل ليس لديها أى حليف أفضل من الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك الولايات المتحدة ليس لديها حليف أفضل من إسرائيل، لافتاً إلى أن التحالف فيما بين البلدين كان قوياً بشكل كبير وبشكل ملحوظ ولكن تحت قيادة الرئيس ترامب سيصبح أقوى، موضحاً أنه يتطلع إلى العمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة من أجل تطوير التحالف فى كل المجالات ومنها الأمنية والتجارية ".
وهنا يحق لنا ان نتساءل عن أي قيم مشتركة يتحدث السيد ترامب اهي الفظائع الامريكية التي ارتكبت في العراق والتي اغرقت البلاد في دوامة العنف والصراع الطائفي اضافة الى التلوث باليورانيوم المنضب الذي مازال يمثل كارثة بيئية وصحية مستمرة ام جرائم الاحتلال الاسرائيلي المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني من خلال ممارساته اللانسانية اليومية كالاعدامات الميدانية المنظمة ومصادرة الاراضي واصدار القوانين العنصرية المخالفة لأبسط قواعد القانون الدولي الانساني وقرارات مجلس الامن اضافة الى سياسته الوحشية والعنصرية ضد الاسرى في السجون ......
ان مراهنة نتياهو على الجمهوريين كحلفاء يقدمون فروض الطاعة والولاء الكاملة لاسرائيل تذكرنا بطروحات الرجل سئ الصيت والسمعة الصهيوني ريتشارد نورمان بيرل والذي شغل العديد من المناصب في السابق كان آخرها رئيس مجلس السياسة الدفاعية (في عهد بوش الابن) والذي تقدم عام 1996 بخطة استراتيجية بعنوان " A CLEAN BREAK " التي تدعو نتنياهو الى التخلي عن اتفاقات اوسلو والتحول من مبدأ الارض مقابل السلام الى "السلام مقابل السلام" المستند الى توازن القوى واعتماد علاقة استراتيجية جديدة مع الولايات المتحدة الامريكية تستند الى الفلسفة التي تجمعهما معا وهي فلسفة السلام من خلال القوة وإعادة تشكيل الوضع في المنطقة بما يخدم امن اسرائيل.
هذا التناغم الامريكي الاسرائيلي هو نذير شؤم لا يبشر بالخير ويعني اننا على ابواب مرحلة جديدة يعتبرها الاحتلال فرصة تاريخية يجب اقتناصها لفرض املاءاته بتعزيز وتشريع الأنشطة الاستيطانية وتهرّبه من الاستحقاقات المطلوبة منه اضافة الى فرض يهودية الدولة وضم اجزاء من الضفة الغربية الامر الذي من شأنه جعل اقامة الدولة الفلسطينية ضربا من المستحيل وهو ما يؤكد ان قواعد اللعبة تغيرت فعلا وان فلسفة السلام من خلال القوة هي المبدأ وعلى من يدعي خلاف ذلك اثبات العكس.
امين سر اقليم فتح/تونس