الأخبار
الاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوعنعيم قاسم: لن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال في لبنان ولن نقبل بالتطبيعفتوح: تهجير عشرات العائلات من عرب المليحات امتداد مباشر لسياسة التطهير العرقي والتهجيرالنيابة والشرطة تباشر إجراءاتهما القانونية في واقعة مقتل شابة في مدينة يطا
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شــمـاعــة الــوزراء فـي مصــر بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2017-02-20
شــمـاعــة الــوزراء فـي مصــر بقلم:حسن زايد
حــســــــن زايــــــــد .. يكتب :
شــمـاعــة الــوزراء فـي مصــر

هالني الزخم الإعلامي ، المواكب للتغيير الوزاري في مصر ، قبل وأثناء وبعد التغيير . فقد فاقت التوقعات كل تصور ، حيث جلس كل إعلامي متكئاً علي أريكته الإعلامية ، يفند بين أصابعه أوراق اللعب ، أو يلعب بخيوط عرائس الماريونيت ، ويحرك قطع لعبة الشطرنج كيفما شاء . هذا الوزير يبقي ، وهذا ينتظر ، وذاك يذهب إلي غير رجعة غير مأسوف عليه . والأسباب التي يسوقها هؤلاء الإعلاميون للبقاء أو الإنتظار أو الذهاب قد تبدو للعامة منطقية ، ومقبولة ، ومعقولة ، بحسب ما يتراءي له ، أو يتصور أنه نبض الشارع ، أو إحساس الجماهير . ولا ريب أن البناء علي أحاسيس الجماهير فقط بناء في غير محله ، خاصة لو كانت هذه المشاعر ملتهبة ، ومتذبذبة . فالمشاعر والأحاسيس الهادئة والمستقرة تعكس قدراً من العقلانية والمنطقية ، وهي فقط التي يمكن التعويل والبناء عليها . هذا فضلاً عن أن اختيار وزير أو مغادرة آخر ، لا تخلوا من أسباب وجيهة للإختيار أو المغادرة . مع الأخذ في الإعتبار وجود نسبة انحراف في أي سلوك أو اختيار بشري . ولذا فإنني أجد بعض المحللين والساسة والإعلاميين يقولون بأنه يتعين معرفة لماذا جاء الوزير في مصر ؟ ! ، ولماذا غادر وزارته ؟ . وربط هذه المعرفة بدرجة الشفافية السياسية المتوفرة في النظام القائم . وهو مطلب أظنه غير منطقي ـ رغم أنني أدعو إليه ، من باب قطع الطريق علي المزايدين ـ لأن الوزير الذي جاء ، جاء لتنفيذ برنامج الحكومة ، لا للتغريد ببرنامج خاص به مغاير لبرنامج الحكومة . والوزير الذي غادر الوزارة غادرها لأنه قد استنفد كل أغراضه ، وقصر جهده عن البذل والعطاء ، وأصبح يمثل عبئاً لا تحتمل الحكومة احتماله . وبرنامج الحكومة خالي من البنود السرية ، إلا تلك السرية بطبيعتها ، وقد عرض علي مجلس النواب ، ويتم محاسبة الحكومة بناءًا عليه . ومن هنا كانت غرابة المطلب ، خاصة أنه لا يوجد ما يقضي بذلك ـ فيما أعرف من دول ـ تتبني أكثر درجات الشفافية منهجاً وسلوكاً . ويبقي التساؤل الأهم معلقاً بغير إجابة ، أو محاولة البحث عن إجابة ومؤداه : لماذا يأتي الوزراء في مصر ويذهبون ولا نلمس لهم فعلاً أو عملاً ، يُحدث التغيير المنشود ؟ . يأتي الوزراء ويذهبون ، ونحن نمشي في المحل ، دون تقدم خطوة للأمام في الطريق الصحيح ، وكأننا مقيدين بأقدار السير في المحل ، بلا فكاك . هل العيب في الوزراء ؟ . إن معظم الوزراء لدينا عندما تقرأ سيرهم الذاتية ، تضرب كفاً بكف ، لأن سيرهم تؤهلهم للعمل ، الذي يشق ممرات في الجرانيت ، والصخور ، والجبال . وعندما يتحركون علي الأرض تجدهم مكبلين بالأصفاد ، يجروُّن في أرجلهم جوالات من الملح . وكأن أدمغتهم قد سقطت منهم في عجائن الجبس ، إزاء ما يواجهه المجتمع من مشكلات . وهنا يأتي تساؤل آخر مشروع مفاده : لماذا يندفع وزراء مصر في هذا الإتجاه بقوة قد تكون غاشمة ؟ . هناك عوامل كثيرة قد تجتمع لتشكيل هذا المشهد العبثي ، الذي يتمثل في حالة العجز والشلل ، الذي يصيب من يملك السلطة والقرار والرؤية . ويعد أهم هذه العوامل ، حالة التصور المجتمعي القائم علي اعتبار أن الوزير بيده كل شيء ، وكل الأدوات اللازمة ، وعصا موسي التي ضرب بها الحجر فانبجست منه اثني عشر عيناً ، ورماها فابتلعت الحيات التي رآها الناس تسعي ، أو انشق لها البحر شقاً . فإذا بهذا الوزير ـ واقعياً ـ لا يملك من أمره شيئاً . المالك الحقيقي للقرارت الوزارية هم وكلاء أول ، ووكلاء الوزارة ، ورؤساء الإدارات المركزية ، ومديرو العموم ، والمدراء ، ورؤساء الأقسام . جيش بيروقراطي عتيق ، لا تحكمه حتي قواعد البيروقراطية ، ولا ينشغل بالقوانين واللوائح ، وإنما الأهواء والأمزجة ، والعلاقات الشخصية ، والتربيطات ، والمصالح الخاصة ، والرشوة ، واستغلال النفوذ . ومصادر المعرفة الحاكمة يستقيها هذا الجيش ، ليس من مصادر علمية ، وإنما ممن هم أعلي منه من الموظفين ، سواء في الدرجة ، أو في السن ، أو في الوظيفة . خبرات متراكمة من خليط يمثل في مجمله ـ بحلوه ، ومره ـ قيحاً معرفياً قميئاً . وحتي لو حاولت الدولة تدبير ، وتوفير ، دورات تدريبية ، بقصد الإصلاح ، تحولت هذه الدورات إلي فرصة للتكسب ، أو فرصة للتحلل من بعض الإلتزامات الوظيفية ، إن وجدت . وهنا ينبجس سؤال ثالث : هل يعني هذا وجود خلل في تركيبة الشخصية المصرية ؟ . والإجابة بالقطع لا . لأن هذا المصري حين تراه وهو يعمل في الخارج ، تراه قد بز في ميدانه ، علي رفقاء العمل من الأجانب . القصة ليست قصة وزير ، فالوزير يجيء ويذهب ، ومهما بلغت مهارته ، فلن تجدينا نفعاً . وكفانا تعليقاً لمشكلاتنا وهمومنا علي شماعة الوزراء . القيح يسبح تحت الجلد وليس فوقه ، وعلاجه لن يأتي من خارجه ـ فوق الجلد ـ بتغيير وزير أو الإبقاء عليه . لابد من التدخل الجراحي ، وإفراغ الجسد المجتمعي من قيحه ، وتطهيره ، وعلاج مصادره، حتي يتعافي المجتمع مما يعانيه ، ساعتئذ لن نكون في حاجة إلي شماعة .
حــســــــن زايـــــــــــد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف