الأخبار
الاحتلال يستدعي 15 محامياً للتحقيق لمشاركتهم في انتخابات النقابةفلسطين تقدم أول سفير لها لدى "الكاريكوم"البايرن يتلقى ضربة قوية.. الكشف عن حجم إصابة موسيالا ومدة غيابهصحيفة: إيران ضربت خمس منشآت عسكرية إسرائيلية بشكل مباشر خلال الحربريال مدريد يكمل المربع الذهبي لكأس العالم للأنديةفقه التفاوض الإسرائيليّ: من أسطرة السياسة إلى الابتزاز المقدس"الإعلامي الحكومي" بغزة: مؤسسة غزة الإنسانية متورطة في مخطط تهجير جماعي لسكان قطاع غزة(حماس): يجب أن يكون ضمانات حقيقية من الإدارة الأميركية والوسطاء لسريان وقف النارارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.418إسرائيل تقر مشروع قانون يمنع توظيف المعلمين الذين درسوا في جامعات فلسطينيةمستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلالعائلات أسرى الاحتلال تطالب الوفد بتسريع إنجاز الصفقة خلال هذا الأسبوعنعيم قاسم: لن نكون جزءاً من شرعنة الاحتلال في لبنان ولن نقبل بالتطبيعفتوح: تهجير عشرات العائلات من عرب المليحات امتداد مباشر لسياسة التطهير العرقي والتهجيرالنيابة والشرطة تباشر إجراءاتهما القانونية في واقعة مقتل شابة في مدينة يطا
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أين العقلاء والراشدون؟ بقلم:فهمي هويدي

تاريخ النشر : 2017-02-20
أين العقلاء والراشدون؟ بقلم:فهمي هويدي
أغلب الظن أنها مصادفة، أن يزور الرئيس الإيرانى حسن روحانى سلطنة عمان والكويت، يوم الأربعاء 15/2، وهو نفس اليوم الذى أجرى فيه رئيس الوزراء الإسرائيلى مباحثاته فى واشنطن مع الرئيس الأمريكى الجديد. ورغم أن ذلك لم يكن مرتبا، إلا أن ثمة علاقة بين الزيارتين. فإيران تستشعر أنها مستهدفة من جانب الرئيس الجديد الذى أصبح يتصيد لها ويريد أن يوقع بها فى أى فرصة. ونتنياهو لم يتخل عن سعيه إجهاض المشروع النووى الإيرانى. وفى الوقت ذاته فإن طهران خسرت العلاقة مع دول الخليج، فضلا عن أغلب الدول العربية الأخرى، وبالنتيجة فإن الخليج وجد نفسه مصطفا إلى جانب إسرائيل فى مواجهة إيران، واستغلت تل أبيب ذلك الاصطفاف لتدعى أنها أصبحت تقف إلى جانب دول الاعتدال السنى فى مواجهة المد الشيعى. وأن العالم العربى أدرك أن الخطر الذى يهدده مصدره إيران وليس إسرائيل. وهو خطاب انطلى على قطاعات لا يستهان بها فى المشرق العربى، فضلا عن أنه يطرب كثيرا الرئيس الأمريكى الجديد وإدارته.

إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلى قد تطلع إلى لقاء الرئيس الأمريكى كى يختبر وعوده إحداث «نقلة تاريخية» فى مسيرة إسرئيل فلست أشك فى أن الرئيس روحانى كان متطلعا بدوره لزيارة الخليج لوصل ما انقطع مع طهران ومحاولة ترميم الجسور مع دول الخليج جراء ما وصفه بـ«فوبيا إيران والشيعة». وإذا كانت عوامل نجاح زيارة نتنياهو مرجحة، لأن الأرض ممهدة له وأبواب واشنطن مفتوحة أمامه على مصاريعها. إلا أننى أزعم أن طريق طهران إلى الخليج حافل بالأشواك والألغام، لذلك فإننى أشك كثيرا فى أن زيارة الرئيس روحانى يمكن أن تحقق مرادها قبل إزالة تلك الألغام، أو البدء فيها على الأقل.

أدرى أن ذلك ملف كبير حافل بالفصول والتحفظات، وأن الكلام فيه يطول، لكن هناك نقاطا أساسية يتعين وضعها فى الاعتبار عند التفكير فى الموضوع هى:

< أكرر الدعوة إلى ضرورة التفرقة بين السياسة الإيرانية والمذهب الشيعى، إذ لنا أن نختلف مع الأولى ونخاصمها، إلا أننا نرتكب خطأ جسيما إذا استسلمنا لدعوات الغلاة الذين يريدون تحويلها إلى حرب مقدسة ضد الشيعة، تعيدنا إلى الصراعات التاريخية بين الصفويين والعثمانيين.

< إن إسرائيل تظل العدو التاريخى والاستراتيجى للأمة العربية، ليس فقط لاغتصابها فلسطين، ولكن أيضا لأنها تمثل رأس حربة للهيمنة الغربية التى تستهدف استمرار إخضاع العالم العربى وتكريس تبعيته لسلطانها.

< إن ثمة أخطاء متبادلة بين بعض الدول العربية وإيران، إلا أننى أزعم أن أخطاء طهران أكبر وهو ما تمثل فى أمرين أولهما السعى إلى التمدد فى العالم العربى على نحو هدد بعض دوله (العراق وسوريا والسعودية مثلا) ــ وثانيهما التخلى عن مبادئ الثورة الإسلامية لصالح التطلعات الإقليمية. وقد ذكرت فى مقام سابق ــ فى طهران وفى بعض الكتابات ــ أن الثورة الإسلامية أسقطت الشاه فى إيران، ولكنها بعد ربع قرن ذهبت إلى سوريا لكى تقتل السوريين وهى تدافع عن شاه آخر.

< إن التمدد الإيرانى فى العالم العربى يتحمل قدرا من المسئولية عن تيسير الاختراق الإسرائيلى لبعض الأنظمة العربية. ولعب التدخل فى اليمن دورا حاسما فى ذلك، لأنه بمثابة تهديد مباشر للسعودية. وكان ذلك التهديد هدية قدمتها إيران لإسرائيل.

< أخيرا فإن ذلك الملف لا ينبغى أن يظل مغلقا أو محظورا. لأنه لا توجد فى التاريخ معارك سياسية أبدية، وعند العقلاء والراشدين فإن الصراع مع الأشقاء والجيران هو نوع من الانتحار، الكل فيه مهزوم فى نهاية المطاف. إن لم يكن عسكريا فتاريخيا. الأمر الذى يطرح السؤال التالى: أين هؤلاء العقلاء والراشدون على الجانبين ولماذا لا يسمع لهم صوت يصلح ما فسد فى علاقات الأشقاء؟
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف