يوم وعاظ السلاطين عربيا
بقلم : د. حسين الديك
لقد حظيت ظاهرة المدح والاطراء والغزل والتمجيد والتبجيل بحيزا كبيرا في تاريخ العرب ، اذ كانت سمة مميزة كثيرا لحقب وفترات تاريخية متتالية ومستمرة حتى عصرنا الحاضر، واقد كانت منذ عصر الجاهلية موجهة لمدح وتمجيد شيخ القبيلة وعلية القوم في القبيلة ، ومع ظهور الاسلام تتطورت هذه الظاهرة واخدت اشكالا متعددة ومتنوعة ولكنهت اتفقت على المدح والثناء والتعظيم والتبجيل للحكام والسلاطين على مر العصور، حتى تم اصباغ صبغة ربانية ودينية على الحاكم تمثل في وجوب الطاعة في كافة الاحوال وان التمرد عليه يعتبر محرم شرعا واغضابا لله .
وكثرا ما كانت المناسبات الدينية يوما حافلا للمدح والثناء والاطراء والتمجيد والتبجيل للحكام والسلاطين العرب ، ولن نتحدث طويلا في السياق التاريخي ، ولكن لا بد لنا من تحليل هذه الظاهرة في العصر الحديث وفي عالمنا المعاصر ، اذ نجد انها ظاهرة مرتبطة بالمجتمعات العربية فقط ، وهي جزء من التراث الديني والاجتماعي والسياسي العربي ، وهي ظاهرة منتشرة في اوساط المثقفين والعامة على حد سواء، وهي ظاهرة قد تكون مرتبطة بعائد مالي او غير مرتبطة به ، ولكنها تنتشر بشكل كبير في المجتمعات العربية حتى يومنا هذا .
وقد اصبح يوم الجمعة من كل اسبوع في المجتمعات العربية هو يوم خاص لوعاظ السلاطين ، اذ يعتلي هؤلاء الوعاظ منابر المساجد ، ويقومون بعزف سمفونية ما بات يعرف ( بالتسحيج ومسح الجوخ والتعظيم والتبجيل والتمجيد )للحكام والامراء العرب والحديث عن انتصارات عظيمة لهؤلاء الحكام وهي في الحقيقة نوع من السراب والانتصارات الوهمية ، ومن جانب اخر نجد اصغاء كاملا من قبل الناس المجتمعين في المساجد لتلك السمفونية والتي تبث عبر الفضائيات الى شتى بقاع الارض ، فنجد ان هناك نوع من التوحيد في الخطاب الاساسي وهو المدح والثناء والتبجيل للحكام والامراء في العالم العربي.
وهذا التغير الملحوظ في يوم الجمعة من يوم الطاعة والعبادة والاستراحة اصبح يوم خاص لهؤلاء الوعاظ الذين يعتلون المنابر ويطلقون خطاباتهم الرنانة والبراقة في محدح الانظمة الديكتاتورية العربية زعمائها ؟؟ وفي المقابل فاننا لا نرى هذه الظاهرة في دول العالم الاخرى وكانها براءة اختراع عربية وماركة مسجلة في المجتمع العربي فقط.
ومن هنا تنشغل الامم والشعوب في الابداع والانجاز والتخطيط للمستقبل ، ويستمر العرب في الاجترار لظاهرة عمرها الاف السنين في مدح وتمجيد الحكام والسلاطين من على منابر المساجد ، فقد اصبح يوم الجمعة هو يوم لوعاظ السلاطين في عالمنا العربي.
بقلم : د. حسين الديك
لقد حظيت ظاهرة المدح والاطراء والغزل والتمجيد والتبجيل بحيزا كبيرا في تاريخ العرب ، اذ كانت سمة مميزة كثيرا لحقب وفترات تاريخية متتالية ومستمرة حتى عصرنا الحاضر، واقد كانت منذ عصر الجاهلية موجهة لمدح وتمجيد شيخ القبيلة وعلية القوم في القبيلة ، ومع ظهور الاسلام تتطورت هذه الظاهرة واخدت اشكالا متعددة ومتنوعة ولكنهت اتفقت على المدح والثناء والتعظيم والتبجيل للحكام والسلاطين على مر العصور، حتى تم اصباغ صبغة ربانية ودينية على الحاكم تمثل في وجوب الطاعة في كافة الاحوال وان التمرد عليه يعتبر محرم شرعا واغضابا لله .
وكثرا ما كانت المناسبات الدينية يوما حافلا للمدح والثناء والاطراء والتمجيد والتبجيل للحكام والسلاطين العرب ، ولن نتحدث طويلا في السياق التاريخي ، ولكن لا بد لنا من تحليل هذه الظاهرة في العصر الحديث وفي عالمنا المعاصر ، اذ نجد انها ظاهرة مرتبطة بالمجتمعات العربية فقط ، وهي جزء من التراث الديني والاجتماعي والسياسي العربي ، وهي ظاهرة منتشرة في اوساط المثقفين والعامة على حد سواء، وهي ظاهرة قد تكون مرتبطة بعائد مالي او غير مرتبطة به ، ولكنها تنتشر بشكل كبير في المجتمعات العربية حتى يومنا هذا .
وقد اصبح يوم الجمعة من كل اسبوع في المجتمعات العربية هو يوم خاص لوعاظ السلاطين ، اذ يعتلي هؤلاء الوعاظ منابر المساجد ، ويقومون بعزف سمفونية ما بات يعرف ( بالتسحيج ومسح الجوخ والتعظيم والتبجيل والتمجيد )للحكام والامراء العرب والحديث عن انتصارات عظيمة لهؤلاء الحكام وهي في الحقيقة نوع من السراب والانتصارات الوهمية ، ومن جانب اخر نجد اصغاء كاملا من قبل الناس المجتمعين في المساجد لتلك السمفونية والتي تبث عبر الفضائيات الى شتى بقاع الارض ، فنجد ان هناك نوع من التوحيد في الخطاب الاساسي وهو المدح والثناء والتبجيل للحكام والامراء في العالم العربي.
وهذا التغير الملحوظ في يوم الجمعة من يوم الطاعة والعبادة والاستراحة اصبح يوم خاص لهؤلاء الوعاظ الذين يعتلون المنابر ويطلقون خطاباتهم الرنانة والبراقة في محدح الانظمة الديكتاتورية العربية زعمائها ؟؟ وفي المقابل فاننا لا نرى هذه الظاهرة في دول العالم الاخرى وكانها براءة اختراع عربية وماركة مسجلة في المجتمع العربي فقط.
ومن هنا تنشغل الامم والشعوب في الابداع والانجاز والتخطيط للمستقبل ، ويستمر العرب في الاجترار لظاهرة عمرها الاف السنين في مدح وتمجيد الحكام والسلاطين من على منابر المساجد ، فقد اصبح يوم الجمعة هو يوم لوعاظ السلاطين في عالمنا العربي.
