
الإسرائيليون وعلى رأسهم نتنياهو ويمينه المتطرّف يشعرون بسرور بالغ لوجود ترامب في البيت الأبيض . الرجل صهيوني الهوى لا مبادىء له ، ويريد أن ينجح كرئيس أمريكي بأيّ وسيلة ممكنة ، ولا يهمّه إنتقاد العالم له لأنه في الحقيقة يمثل غطرسة وإستعلاء وعنصريّة اليمين الأمريكي بأبشع صورها ومعانيها . العالم بما في ذلك أغلبيّة أبناء الشّعب الأمريكي لا يتوقّعون من هذه الإدارة الترامبيّة خيرا ، ويشعرون بالخوف لأنها بتهوّرها قد تسبّب صراعات وحروب في أكثر من مكان ، وتعرّض السلام العالمي للخطر .
نتنياهو يعرف من أين تؤكل الكتف ، ولهذا فإنّه من أكثر السياسيين في العالم تأييدا لترامب لقناعته أنه هو ويمينه المتطرّف سيقرّرون ... السياسة الترامبيّة ... في الشرق الأوسط وخاصّة ما يتعلّق منها بالفلسطينيين ... من تل أبيب ... كما يشاؤون ، وسيستخدمون نفوذهم في البيت الأبيض لخلق العقبات أمام الفلسطينيين على الصعيد الدولي ، وفي المنظمات الدولية الهامة وعلى رأسها المنظمة الأمميّة .
في أقل من شهر على تسلّم ترامب مهامّه الرئاسيّة أحبطت إدارته تعيين سلامه فيّاض وسيطا للأمم المتحدة في ليبيا ، وتجنّبت التعامل المباشر مع الفلسطينيين ، وأجّلت قرارها بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس بناء على طلب نتنياهو لقناعته أن إتخاذ هذا القرار الآن لا يخدم المصالح الإسرائيلية وقد يسبّب لترامب مشاكل في تعامله مع العرب والعالم . ترامب كما أفادت المعلومات المسرّبة من البيت الأبيض إتّخذ قرار النقل وكان جاهزا لتوقيعه وأعلانه رسميّا ... ولكن صدرت له الأوامر من نتنياهو ... بالتريث وتأجيل التنفيذ بعض الوقت ووافق على ذلك ! لقد أوقف معارضة الولايات المتحدة السابقة الخجولة للتوسّع الإستيطاني ، وتبنّى وجهة نظر نتنياهو بأن الإستيطان لا يهدّد التوصل لحل ، وقال له بدلال في المؤتمر الصحفي أريدك ... أن تبطىء ... البناء الإستيطاني قليلا " a little bit " ، لا أن توقفه كما كانت الإدارات الأمريكية السابقة تقول .
في لقاء ترامب ونتنياهو يوم الأربعاء الموافق 15-2- 2017 كان من الملاحظ أنّهما كانا على آخر إنسجام ، وعقدا مؤتمرا صحفيا في البيت الأبيض قبل اجتماعهما الرسميّ وهو تصرّف غير مسبوق يشير إلى تفاهم كامل بين الطرفين ، وأدليا بتصريحات تدعم ممارسات إسرائيل العنصريّة ضدّ الفلسطينيين ، وموقفها من الإحتلال والمستوطنات ، وترفض الحل السلمي بوضوح لا لبس فيه .
نتنياهو كرّر أكاذيبه المعروفة بأنه يعمل من أجل السلام ، وإن الإستيطان لا يعيق التوصّل إلى حلّ سلميّ ، وإنه جاهز لإجراء مباحثات سلام مباشرة غير مشروطة مع الفلسطينيين ، ويريدهم أن يعترفوا بإسرائيل كدولة يهوديّة ، ويوقفوا التحريض ضد الصهاينة كما يدّعي ، ويقبلوا بسيطرة إسرائيل الأمنية من النهر إلى البحر ... أي أن يقبلوا بكذبة إسمها دولة فلسطينية لا سيادة لها على أرضها وحدودها وسمائها ، ويعيش فيها حوالي مليون مستوطن تستطيع إسرائيل أن تعيد إحتلالها عندما تشاء خلال ساعات بدون مقاومة تذكر .
ترامب عدوّ لدود لنا كفلسطينيين وعرب ، وإن التغيير المزعوم في موقفه من الإستيطان ونقل السفارة لا أساس له ، وإنه ليس إلا تكتيك الهدف منه فقط خداعنا والضحك على ذقوننا . الحقيقة التي لا شكّ فيها هي إنه نسف حل الدولتين ، ووجه ضربة قاصمة للجهود الدولية المؤيدة لحل سلمي ، وترك شؤون الإحتلال والإستيطان والسلام بيد اسرائيل لتتصرّف بها كما تشاء وبدعم وحماية أمريكية ، وهذا هو بالضبط ما يريده نتنياهو وحكومته .
إسرائيل تعمل بأقصى سرعة ممكنة لتهويد ماتبقّى من الضفة وزيادة عدد المستوطنين فيها بشكل كبير دون ضجّة دولية ، وتشارك سرا وعلانيّة في الحروب الدائرة في المنطقة العربية لزيادة شرذمنها وضعفها ، وبعد ذلك ستفرض ... الإستسلام ... الذي تريده هي على الفلسطينيين والعرب . ولهذا فإنه من المتوقع أن يعمل الثنائي المتطرف نتنياهو وترامب على محاصرة الفلسطينيين وإضعاف السلطة ، ودفع بعض الدول العربية إلى الإعتراف بإسرائيل والتطبيع معها قبل إيجاد حل صهيوني يقررّه ويقبله اليمين الإسرائيلي ، وتتبنّاه أمريكا ، ويفرضه الحليفان على الفلسطينيين والعرب لإنهاء الصراع وفتح أبواب الوطن العربي للتغلغل والهيمنة الصهيونية - الأمريكية .
الدول العربية قبائل يحكمها قادة لا ينتمون إلى هذا العصر وتسكن في مضاربها شعوب مهزومة مستسلمة . إنها تتهاوى بسرعة وتفقد قدرتها على حماية نفسها ، وتسلّم مصيرها لإسرائيل ، وأمريكا ، ولمرتزقة أجانب ، ولأحزاب ومؤسسات دينيّة متصارعة هدفها شرذمة الأمّة دينيّا وجغرافيّا واجتماعيّا .
إذا لم تتحرّك الشعوب العربية لتغيير هذا الواقع ، فإن هذا الجنون الدائر في أوطانها يستستمر حتى يحرق كل شيء ، ويغيّر التركيبة السكانيّة والسياسيّة واللغويّة للمنطقة بأسرها ، وسيشهد التاريخ أن ... مشيخات قبائليّة كانت تسمى دولا عربية ... ، عاشت في المنطقة في الماضي ، واندثرت بسبب خلافات ومآمرات حكّامها ، ونفاق وشقاق رجال دينها ومفكّريها ، وجهل وتخاذل شعوبها .
نتنياهو يعرف من أين تؤكل الكتف ، ولهذا فإنّه من أكثر السياسيين في العالم تأييدا لترامب لقناعته أنه هو ويمينه المتطرّف سيقرّرون ... السياسة الترامبيّة ... في الشرق الأوسط وخاصّة ما يتعلّق منها بالفلسطينيين ... من تل أبيب ... كما يشاؤون ، وسيستخدمون نفوذهم في البيت الأبيض لخلق العقبات أمام الفلسطينيين على الصعيد الدولي ، وفي المنظمات الدولية الهامة وعلى رأسها المنظمة الأمميّة .
في أقل من شهر على تسلّم ترامب مهامّه الرئاسيّة أحبطت إدارته تعيين سلامه فيّاض وسيطا للأمم المتحدة في ليبيا ، وتجنّبت التعامل المباشر مع الفلسطينيين ، وأجّلت قرارها بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس بناء على طلب نتنياهو لقناعته أن إتخاذ هذا القرار الآن لا يخدم المصالح الإسرائيلية وقد يسبّب لترامب مشاكل في تعامله مع العرب والعالم . ترامب كما أفادت المعلومات المسرّبة من البيت الأبيض إتّخذ قرار النقل وكان جاهزا لتوقيعه وأعلانه رسميّا ... ولكن صدرت له الأوامر من نتنياهو ... بالتريث وتأجيل التنفيذ بعض الوقت ووافق على ذلك ! لقد أوقف معارضة الولايات المتحدة السابقة الخجولة للتوسّع الإستيطاني ، وتبنّى وجهة نظر نتنياهو بأن الإستيطان لا يهدّد التوصل لحل ، وقال له بدلال في المؤتمر الصحفي أريدك ... أن تبطىء ... البناء الإستيطاني قليلا " a little bit " ، لا أن توقفه كما كانت الإدارات الأمريكية السابقة تقول .
في لقاء ترامب ونتنياهو يوم الأربعاء الموافق 15-2- 2017 كان من الملاحظ أنّهما كانا على آخر إنسجام ، وعقدا مؤتمرا صحفيا في البيت الأبيض قبل اجتماعهما الرسميّ وهو تصرّف غير مسبوق يشير إلى تفاهم كامل بين الطرفين ، وأدليا بتصريحات تدعم ممارسات إسرائيل العنصريّة ضدّ الفلسطينيين ، وموقفها من الإحتلال والمستوطنات ، وترفض الحل السلمي بوضوح لا لبس فيه .
نتنياهو كرّر أكاذيبه المعروفة بأنه يعمل من أجل السلام ، وإن الإستيطان لا يعيق التوصّل إلى حلّ سلميّ ، وإنه جاهز لإجراء مباحثات سلام مباشرة غير مشروطة مع الفلسطينيين ، ويريدهم أن يعترفوا بإسرائيل كدولة يهوديّة ، ويوقفوا التحريض ضد الصهاينة كما يدّعي ، ويقبلوا بسيطرة إسرائيل الأمنية من النهر إلى البحر ... أي أن يقبلوا بكذبة إسمها دولة فلسطينية لا سيادة لها على أرضها وحدودها وسمائها ، ويعيش فيها حوالي مليون مستوطن تستطيع إسرائيل أن تعيد إحتلالها عندما تشاء خلال ساعات بدون مقاومة تذكر .
ترامب عدوّ لدود لنا كفلسطينيين وعرب ، وإن التغيير المزعوم في موقفه من الإستيطان ونقل السفارة لا أساس له ، وإنه ليس إلا تكتيك الهدف منه فقط خداعنا والضحك على ذقوننا . الحقيقة التي لا شكّ فيها هي إنه نسف حل الدولتين ، ووجه ضربة قاصمة للجهود الدولية المؤيدة لحل سلمي ، وترك شؤون الإحتلال والإستيطان والسلام بيد اسرائيل لتتصرّف بها كما تشاء وبدعم وحماية أمريكية ، وهذا هو بالضبط ما يريده نتنياهو وحكومته .
إسرائيل تعمل بأقصى سرعة ممكنة لتهويد ماتبقّى من الضفة وزيادة عدد المستوطنين فيها بشكل كبير دون ضجّة دولية ، وتشارك سرا وعلانيّة في الحروب الدائرة في المنطقة العربية لزيادة شرذمنها وضعفها ، وبعد ذلك ستفرض ... الإستسلام ... الذي تريده هي على الفلسطينيين والعرب . ولهذا فإنه من المتوقع أن يعمل الثنائي المتطرف نتنياهو وترامب على محاصرة الفلسطينيين وإضعاف السلطة ، ودفع بعض الدول العربية إلى الإعتراف بإسرائيل والتطبيع معها قبل إيجاد حل صهيوني يقررّه ويقبله اليمين الإسرائيلي ، وتتبنّاه أمريكا ، ويفرضه الحليفان على الفلسطينيين والعرب لإنهاء الصراع وفتح أبواب الوطن العربي للتغلغل والهيمنة الصهيونية - الأمريكية .
الدول العربية قبائل يحكمها قادة لا ينتمون إلى هذا العصر وتسكن في مضاربها شعوب مهزومة مستسلمة . إنها تتهاوى بسرعة وتفقد قدرتها على حماية نفسها ، وتسلّم مصيرها لإسرائيل ، وأمريكا ، ولمرتزقة أجانب ، ولأحزاب ومؤسسات دينيّة متصارعة هدفها شرذمة الأمّة دينيّا وجغرافيّا واجتماعيّا .
إذا لم تتحرّك الشعوب العربية لتغيير هذا الواقع ، فإن هذا الجنون الدائر في أوطانها يستستمر حتى يحرق كل شيء ، ويغيّر التركيبة السكانيّة والسياسيّة واللغويّة للمنطقة بأسرها ، وسيشهد التاريخ أن ... مشيخات قبائليّة كانت تسمى دولا عربية ... ، عاشت في المنطقة في الماضي ، واندثرت بسبب خلافات ومآمرات حكّامها ، ونفاق وشقاق رجال دينها ومفكّريها ، وجهل وتخاذل شعوبها .