الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مزاج غزة العاصف والسّوداويّة بقلم:محمد عمر يوسف القراعين

تاريخ النشر : 2017-02-19
محمد عمر يوسف القراعين:
مزاج غزة العاصف والسّوداويّة
صدر ديوان مزاج غزة العاصف للشاعر فراس حج محمد عام 2015 عن جمعية الزيزفونة لتنمية ثقافة الطفل في رام الله.

لم يرق لي هذا الديوان أوّل الأمر، كما لم ترق لي يوميات كاتب يدعى " X "، التي ناقشناها قبل سنتين، والتي اختبأ الكاتب فيها وراء نكرة، وأخذ يحدثنا عن خبرته في أمور كثيرة، حيث قال عن الكُتاب أنه يشاركهم بعض ما هم فيه من أنانية ونزق وجنون يفرّ به إلى حافة المجون، لذلك تكونت لدي فكرة سلبية عن الكتاب، متأثرا باعترافاته. ولما بدأت في القراءة الثانية، لفت نظري ما قدم به للقسم الأول وهو مزاج ما قبل الحرب، بأن قال: الحرب كائن بشري لا تولد دفعة واحدة، فتوقعت شيئا وانتظرت أن يصف لنا المزاج العام والأوضاع التي أدت لحرب غزة، مثل مقدمات حرب حزيران. وهنا يبدأ الشاعر متفلسفا في قصيدته "المكتئبون...كيف يفكرون"، عن الناس رجالا ونساء، فإذا حلّ الاكتئاب على أحد يكون رفيقه بالضرورة مكتئبا، والمرأة مكتئبة، وقصيدته مكتئبة وقراؤه مكتئبين،وحتى الهواتف الخلوية كذلك. وهذا يذكرني بابنة السفير الأمريكي في الثالث الابتدائي، حين طُلب منها أن تحكي قصة. قالت: كان هناك عائلة فقيرة، السائق عندهم فقير، والسفرجي فقير والخادمة فقيرة، لأنها لا تعرف عائلة بدون هؤلاء المساعدين، الذين يجب أن يكونوا فقراء.
و"للنساء" نصيب في الديوان كما اليوميات، فلم يكنّ في الماضي يُمضين النهار في متابعة آخر صرعات الموضة وقصات الشعر، حيث كانت الجدة تحرث بالبغل، وتحلب البقر وتجمع الحطب والماء وتسقي الزرع. كن شامخات أقرب للقمر والينابيع والخضرة؛ كانت النساء حوريات، أكثر نعومة بدون المُطَريات والمغريات العصرية والمكياج، كأنه يقول:
حسن المدينة مجلوب بتطرية وفي البداوة حسن غير مجلوب
ولكنه ينسى أن النساء الآن مجلببات بدون مكياج أو موضة، وأثبتن وجودهن في معظم الأعمال التي كانت وقفا على الرجال.
أما "سلام عليكِ" صفحة 20،عن المدن، فيبدأ بالفلسفة لنقرأ جعجعة لا نخرج منها إلا بهذا البيت، الذي يقول فيه بعد طول رغي:
يكفينا ما تحرك في أسافلنا مع الأسفلت من ذكريات حامضة
أي يكفينا الخازوق الذي ذكره نزار قباني. وهنا أتذكر وتريات المرحوم مظفر النواب، التي لم أفهم منها إلا بيت "القدس عروس عروبتكم يا أبناء ال...".
و"عند كل أحد"، يوجد الغباء المطلق في كل شيء، عند الحكومة والفرد والمريض والسليم، عند التاجر والسائق ومدعي الصيام – الكل مشغول بعَد الزبائن، لا شيء غيرك يا غباء، والأنبياء ذهبوا بلا عودة.
قصيدة "فرسان الزمن" جميلة: الماضي تعيس – فلا خُضرٌ مرابعنا، ولا حُمرٌ مواضينا ولا بيضٌ مواقعنا. نريد فوارس الفرسان، حتى يعيش الحق ماعاشت.
يستمر في سوداويته في "كل شيء قد يخون" إلا القصيدة لا تخون، فاحذر مخادعة الجميل، فجماله يسري إليك ويخدعنك طول عمرك، فكل شيء قد يخونك. لا شيء مؤتمن عليك غير قصيدة من بؤس لحنك.
وعلى الشاعر أن ينتبه للمعتوهين الذين أتوا إليه، فالتلاميذ كثيرون والشعراء عَدمْ، والمعاتيه بلا عدد.

يبلغ التشاؤم ذروته في قصيدته، "كن كيفما اتفق الجنون" عندما يقول:
غسلتْ يدا القدر المَهيبة كل رائحة الياسمين ؛ ليكون عطر من غبار.
ولكنه يسترجع قائلا: سنعيد لليل عينين من حدق السرور - رغما عن الموت الغَرور – فتُحقق أننا من حتفنا – نستجمع العيد عيدا من جديد.
والقصيدة هي ملاذه الأخير، هي أمه، هي معشوقته يهرب إليها ليخفف أوجاعه، فهي الملاذ والطهر الأخير.
أما مدينة غزة التي يقصد بها "وتلك مدينة"، فقد جاءت تحدثنا ولسانها مقصوص، وفيها تعرت روحنا.
وأخيرا يندب الشاعر حظه أنه ولد سنة 1973، فحياته كلها أشواك وحُفر.
كل هذه الأوضاع المختلطة والمختلة في مجتمعنا التي ذكرها، تشير أننا غير مهيئين لحرب أو قتال، لا نستطيع أن ندافع عن الدّيار أو نحمي الذّمار، وتكفي لأن تكون مقدمة لحرب غزة الفاتنة والمفتونة.

وهنا أتوقف وأكتفي بهذا الجزء من الديوان، وأختار من الحرب الفاتنة والمفتونة قصيدتين: هل سمعتم باسمها؟ ص 69، وكلهم في الحرب غرب ص 94. ومن ما بعد الحرب قصيدتين أيضا: نشيد الشعب ص 143، ووفاء لروح صديق ص 153. هذه القصائد جميلة للقراءة والترتيل.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف