الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

زيارة نتنياهو لواشنطن..قراءة من زاوية مختلفة بقلم:د. سمير مسلم الددا

تاريخ النشر : 2017-02-19
بسم الله الرحمن الرحيم

زيارة نتنياهو لواشنطن.....قراءة من زاوية مختلفة

د. سمير مسلم الددا
[email protected]

"ما زالت الولايات المتحدة بكل تأكيد تدعم حل الدولتين ولكنها تفكر في بدائل لاحراز تقدم من اجل السلام" كان هذا تصريح لافت ادلت به نيكي هايلي المندوبة الامريكية الدائمة لدى الامم المتحدة يوم أمس الجمعة ليلقي بظلاله على العاصفة التي اثيرت يوم الاربعاء الماضي في المؤتمر الصحفي لدونالد ترامب وبنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني والذي ادلى خلاله الرئيس ترامب بتصريحه المثير للجدل والذي قال فيه انه لن يجبر الفلسطينيين والاسرائيليين على أي خيار سياسي لتحقيق السلام بينهما وعبر عن "امانيه" في رؤية السلام يتحقق بين الفلسطينيين والاسرائيليين كيفما كان سواء بحل الدولتين او بحل الدولة الواحدة او أي حل اخر يتفق عليه الطرفان وان يراهما سعداء حسب قوله, علق الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش على تصريحات ترامب بقوله "يجب فعل أي شيئ للحفاظ على حل الدولتين" وكذلك مفوضة الاتحاد الأوروبي السامية للسياسة الخارجية، فيديريكا موغيريني ابدت دعم الاتحاد الاوروبي لحل الدولتين.
كان من الملفت ان الرئيس ترامب اضاف قبيل نهاية مؤتمره الصحفي مع نتنياهو بانه سيقوم بدراسة حل الدولتين وكذلك خيار الدولة الواحدة...!!!!, وهذا يعني ببساطة ان الرجل غير مطلع بما فيه الكفاية على الخيارين السياسيين اللذين يتحدث عنهما......اي لا يعرف عما يتحدث .......وهنا وجه الغرابة.
هيئة الرئيس ترامب في المؤتمر الصحفي كانت تدعو الى الشفقة, لم تبدو على الرجل هيبة رئيس أهم دولة في العالم, كان واضحا ان هيبته هذه تعرضت للمساس بها, واغلب الظن انها تأثرت كثيرا بما وجهته له السلطة القضائية (والتي يسيطر عليها اليهود) اثر اصدار قراره التنفيذي الارعن اواخر شهر يناير الماضي بمنع رعايا سبع دول مسلمة من دخول الولايات المتحدة والذي لم يتم تنفيذه بعد ان عطله القضاء واثار عاصفة هوجاء من ردود الفعل الغاضبة داخليا وخارجيا, ويبدو ان نتنياهو استغل هذا الوضع جيدا ليحقق مكاسب شخصية وسياسية, وشخصيا لا استبعد ان يكون لنتنياهو ضلع فيما حدث لترامب وتوريطه في هذا الوضع الذي لا يحسد عليه من خلال الفريق المنحاز الى اسرائيل بقوة بهدف كسر الرئيس نفسيا وهزيمته امام نفسه وشعبه وامام العالم كله وبالتالي تطويعه وتهيئته لتبني المواقف الاسرائيلية.
لا ادري وانا اقرا كلمات هذا التصريح لماذا قفزت الى ذاكرتي واقعة مستغربة بعض الشيء وردت في السيرة الذاتية لجارد كوشنر التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز ابان ترشيحه ليكون عضوا مهما في فريق البيت الابيض وهي أن نتنياهو عند زيارته الى مدينة نيويورك كان ينام في غرفة أولاد شارلز كوشنر قطب العقار اليهودي المعروف ووالد جارد كوشنر زوج ابنة دونالد ترامب والذي كلفه بملف الشرق الاوسط.
وايضا في نفس السياق استحضر ما تتداوله بقوة هذه الايام الاوساط السياسية والاعلامية في تل ابيب من تهم فساد ورشاوي خطيرة موجهة الى نتنياهو والذي خضع على اثرها للتحقيق عدة مرات والتي وصفها احد وزراء حكومته واحد منافسيه السياسيين بانها تفوق عدة مرات التهم التي أسقطت ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي من منصبه في شهر سبتمبر عام 2008, ومن ثم زجت به في السجن فيما بعد ولازال, ويضيف المسؤول الاسرائيلي انه يتوقع ان يكون مصير نتنياهو نفس مصير سلفه اولمرت لخطورة التهم التي يواجهها.
من الجدير بالذكر ان اولمرت يأتي من نفس الخلفية الأيديولوجية السياسية التي يعتنقها نتنياهو وهي عقيدة اليمين الاسرائيلي المتطرف حيث نشأ وترعرع في كنف حزب الليكود رمز التطرف والعنصرية والتي جاء منه كذلك اريل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق والذي اتهم ايضا بقضايا فساد، غير أن القضاء قرر عدم فتح تحقيق رسمي، بسبب الوضع الصحي الذي عاناه في أواخر حياته وايضا هناك العديد من الوزراء وكبار المسؤولين الاسرائيليين الذين تم اتهامهم بالفساد وتم التحقيق معهم وابرزهم وزير الحرب الاسرائيلي الحالي افيغدور ليبرمان عام 2012 واريه درعي وزير الداخلية الذي تم سجنه قبل ذلك لمدة ثلاث سنوات وغيرهم الكثير.
الربط بين ما حدث في واشنطن يوم الاربعاء الماضي (المؤتمر الصحفي والعلاقة مع كوشنر) وتصريحات المسؤول الاسرائيلي المشار اليه اعلاه يمكن تفسيره في سياق ادراك نتنياهو لخطورة موقفه الجنائي وما ينتظره من مصير قاتم بعد عودته الى تل ابيب, فاستغاث بربيبه جارد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترامب ومسؤول ملف الشرق الاوسط في ادارته, بان يصنع له معروفا بأن يصنع له انتصارات وان كانت غير حقيقية بهدف تسويقه كبطل قومي في اسرائيل استطاع ان يرد للفلسطينيين الضربة الموجعة التي تلقاها الاسرائيليون الشهر الماضي اثر قرار مجلس الامن الدولي رقم 2334 والقاضي بتجريم جميع الانشطة الاستيطانية التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية التي احتلتها عام 1967 وخصوصا في القدس, والتأكيد على عدم شرعية كافة المستوطنات التي اقيمت في تلك الاراضي بما فيها القدس و ضرورة وقف الاستيطان بكافة صوره واشكاله, لعل وعسى ان يشفع له ذلك النصر المزعوم لنتنياهو عند المجتمع الاسرائيلي في صرف النظر عن جرائم الاخير وجرائم اسرته من فساد ورشاوي او على الاقل التخفيف من وطأتها كما يحلم, الايام القليلة الماضية قد تحمل اجابة لهذا التساؤل.
في سياق متصل, تصريحات دونالد ترامب في مؤتمره الصحفي الاخير مع نتنياهو حول الشرق الاوسط (خصوصا حول جزئية الصراع العربي الاسرائيلي) كما ذكرنا انفا بدون سابق معرفة عما يتحدث, يدل على ان الرجل لا يعبر عن قناعة داخلية والتي لا تكون في الغالب الا عن سابق معرفة معمقة ومفصلة.
انظر شخصيا الى هذه التصريحات ضمن الاطار العام الذي يميز شخصية الرجل المضطربة ونوعية خبرته السياسية الغير ناضجة ناهيك عما يعانيه البيت الابيض في عهده من فوضى وضبابية وعدم استقرار, وبالتالي على الرغم من وجوب التعامل مع هذه التصريحات بكل جدية الا انني لا اميل الى التسليم بقطعيتها واعتبارها موقف نهائي ومن ثم رسم استراتيجيات مستقبلية بناءا عليها لانها ببساطة تفتقر الى النضج والوضوح الكافيين.
اما نتنياهو فعاد في المؤتمر ليكرر اسطوانته المشروخة ليشترط حتمية اعتراف الفلسطينيين بما يسميه "يهودية الدولة" وهذا مصطلح ناهيك عن كونه ينضح بالعنصرية والتطرف وكره للاخر, فهو غير قانوني وغير شرعي كونه مخالف للقانون الدولي, حيث ان قرار التقسيم الصادر عن الامم المتحدة عام 1947 والذي يعتبر شهادة ميلاد اسرائيل ينص على دولتين, واحدة عربية واخرى اسرائيلية (ليس يهودية) وتكون كل منهما لكل مواطنيها من مسيحيين ومسلمين ويهود, وكل الدول التي اعترفت باسرائيل اعترفت بها على هذا الاساس وخصوصا الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل في بداية التسعينات من القرن الماضي تم على هذا الاساس وقضي الامر.
ويشترط نتنياهو ايضا وجوب ان تكون السيادة والسيطرة الامنية على جميع فلسطين من النهر الى البحر لإسرائيل, بما فيها الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وهذا ايضا موقف غير قانوني وغير شرعي وخرق فاضح للقانون الدولي ولقرارات الامم المتحدة واخرها قرار 2334 المشار اليه اعلاه.
أخر الكلام:
مهما كان مستوى الضبابية والفوضى التي تعصف بالإدارة الامريكية الا انني اشك في انها ممكن ان تذهب بعيدا وتخرق القوانين والقرارات الدولية بهذه الفجاجة.
هذا الموقف يوجب على الساسة الفلسطينيين التحرك المدروس ولكن على عجل للتواصل مع الرئيس ترامب شخصيا سواءا مباشرة ان تسنى لهم ذلك او من خلال وسطاء عرب موثوقين وقادرين على توصيل الموقف الفلسطيني بوضوح وشمولية, ان حصل ذلك (يجب ان يحصل فورا) اتوقع (على وجه شبه اليقين) ان الرئيس ترامب سيكون له موقف مخالف لمواقفه السابقة لم يرد على بال احد.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف