بوش وترامب وخيار الدولتين
بقلم
ركاد سالم "أبو محمود"
أمين عام جبهة التحرير العربية
أعلن الرئيس الأميركي ترامب في مؤتمره الصحفي مع نتنياهو في البيت الأبيض 15/2م2017 انه يدعم السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وليس بالضرورة أن يكون بحل الدولتين, وقد أثار هذا الحديث نقاشاً حاداً حول تراجع أميركا عن خيار حل الدولتين.
وبالعودة إلى الوثائق نجد أن الرئيس الأميركي بوش الابن وفي موجة تصاعد الانتفاضة داخل الأراضي المحتلة وفي ربيع العام 2002 قرر تغيير جذري في سياساته, حيث دعا في حديث له في حديقة الورود في البيت الأبيض الى دولتان تعيشان جنباً إلى جنب وبأنه الطريق الوحيد لانجاز السلام, كما دعا الشعب الفلسطيني لانتخاب قيادة جديدة, قيادة ليست متورطة بالإرهاب على حد زعمه, وبناء ديمقراطية مبنية على التسامح والحرية واذا الشعب الفلسطيني أنجز هذه الأهداف فان أميركا والعالم سوف يساعد جهودهم. وكما يقول هو في مذكراته بأنه وضع خطة جريئة تساعد كلا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني لاتخاذ الخيارات الصعبة الضرورية للسلام.
ويتابع الرئيس بوش الابن ان الفكرة أشعلت نقاشاً حاداً بداية في الإدارة الأميركية , فبينما كانت كونداليزا رايس وستيف هدلي إلى جانب الفكرة فقد عارضها ديك تشيني ورمسفليد ومصدر قلقهم.
ان دعم أميركا لقيام دولة فلسطينية في أجواء الانتفاضة سيبدو وكأنه مكافأة للإرهاب كما كان كولن باول قلقاً من الدعوة لقيام قيادة فلسطينية جديدة وان هذا سوف يربك أبو عمار ويقلل فرص نجاح محادثات السلام, وفي قمة الدول الصناعية الثمانية فإن مقترحات بوش الابن وباستثناء توني بلير الذي ايد مقترحات بوش فان رؤوساء الدول الأخرى قد عارضت فكرة التخلص من ابو عمار الحائز على جائزة نوبل للسلام.
بالنهاية وعلى ضوء حديث الرئيس بوش الابن قام كولن باول بصياغة خارطة طريق وتحتوي على ثلاث مراحل.
المرحلة الأولى على الفلسطينيين وقف الهجمات الإرهابية ومحاربة الفساد وانجاز الإصلاح المالي والإداري في مؤسسات السلطة وانجاز انتخابات ديمقراطية في المقابل تنسحب إسرائيل من المستوطنات الغير شرعية وفي المرحلة الثانية يبدأ الطرفان محادثات ثنائية تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مؤقتة وفي المرحلة الثالثة يتفاوض الفلسطينيون والإسرائيليين لحل قضايا الوضع النهائي ومنها وضع القدس, حق العودة, والحدود. وبعد ذلك على الدول العربية أن تدعم المحادثات وتعمل على بناء علاقات طبيعية مع "إسرائيل"
وإذا استعرضنا خطة الطريق الأميركية وبعد 15 سنة على وضعها انها هدفت الى انهاء الانتفاضة, كما أن شارون وبالتنسيق مع الرئيس بوش الابن قد اجتاح مناطق أ في الضفة الغربية وحاصر الرئيس الرمز أبو عمار الذي استشهد مسموماً بقرار من بوش الابن وبتنفيذ من شارون, والديمقراطية الفلسطينية التي أصر عليها بوش فقد جاءت الانتخابات التشريعية بحركة حماس إلى السلطة وما تبع ذلك من أحداث دراماتيكية, ومفاوضات الوضع النهائي وبعد 23 عاماً من الرعاية الأميركية لم نصل الى اية نتيجة, بل هناك مطالب إسرائيلية بضم أراضي غرب نهر الأردن " الأغوار" والمستوطنات وبقاء المعسكرات الإسرائيلية في الضفة إلى جانب السيطرة الأمنية الإسرائيلية المستمرة في الضفة الغربية, كما ان هناك تأكيد إسرائيلي على ضرورة استمرار الاستيطان. وقرار ما سمي بالسماح الذي يشرعن المستوطنات القائمة على أراضي فلسطينية, ويسمح بمصادرة أراضي فلسطينية خاصة لبناء المستوطنات جاء لينهي أية فرصة, لحل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهو اتجاه واضح كما يقول الرئيس أبو مازن لقيام دولة واحدة بنظامين.
وإذا كان البعض قد اخذ من خطة طريق كولن باول فقط , دعوة الإدارة الأميركية لقيام دولة فلسطينية متجاهلاً الشروط التي تدرك أميركا خطورة تطبيقها الاثر الذي تخلفه على القيادة الفلسطينية والوضع الفلسطيني برمته وبما يخدم مخططات اسرائيل. لذا فان كلام ترمب ليس تراجعاً وانما متابعة لما انتهى اليه الجمهوري بوش الابن, حيث عاش شعبنا الفلسطيني في عهده اشد أزماته وعرفت امتنا العربية أقسى مصائبها.
بقلم
ركاد سالم "أبو محمود"
أمين عام جبهة التحرير العربية
أعلن الرئيس الأميركي ترامب في مؤتمره الصحفي مع نتنياهو في البيت الأبيض 15/2م2017 انه يدعم السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وليس بالضرورة أن يكون بحل الدولتين, وقد أثار هذا الحديث نقاشاً حاداً حول تراجع أميركا عن خيار حل الدولتين.
وبالعودة إلى الوثائق نجد أن الرئيس الأميركي بوش الابن وفي موجة تصاعد الانتفاضة داخل الأراضي المحتلة وفي ربيع العام 2002 قرر تغيير جذري في سياساته, حيث دعا في حديث له في حديقة الورود في البيت الأبيض الى دولتان تعيشان جنباً إلى جنب وبأنه الطريق الوحيد لانجاز السلام, كما دعا الشعب الفلسطيني لانتخاب قيادة جديدة, قيادة ليست متورطة بالإرهاب على حد زعمه, وبناء ديمقراطية مبنية على التسامح والحرية واذا الشعب الفلسطيني أنجز هذه الأهداف فان أميركا والعالم سوف يساعد جهودهم. وكما يقول هو في مذكراته بأنه وضع خطة جريئة تساعد كلا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني لاتخاذ الخيارات الصعبة الضرورية للسلام.
ويتابع الرئيس بوش الابن ان الفكرة أشعلت نقاشاً حاداً بداية في الإدارة الأميركية , فبينما كانت كونداليزا رايس وستيف هدلي إلى جانب الفكرة فقد عارضها ديك تشيني ورمسفليد ومصدر قلقهم.
ان دعم أميركا لقيام دولة فلسطينية في أجواء الانتفاضة سيبدو وكأنه مكافأة للإرهاب كما كان كولن باول قلقاً من الدعوة لقيام قيادة فلسطينية جديدة وان هذا سوف يربك أبو عمار ويقلل فرص نجاح محادثات السلام, وفي قمة الدول الصناعية الثمانية فإن مقترحات بوش الابن وباستثناء توني بلير الذي ايد مقترحات بوش فان رؤوساء الدول الأخرى قد عارضت فكرة التخلص من ابو عمار الحائز على جائزة نوبل للسلام.
بالنهاية وعلى ضوء حديث الرئيس بوش الابن قام كولن باول بصياغة خارطة طريق وتحتوي على ثلاث مراحل.
المرحلة الأولى على الفلسطينيين وقف الهجمات الإرهابية ومحاربة الفساد وانجاز الإصلاح المالي والإداري في مؤسسات السلطة وانجاز انتخابات ديمقراطية في المقابل تنسحب إسرائيل من المستوطنات الغير شرعية وفي المرحلة الثانية يبدأ الطرفان محادثات ثنائية تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مؤقتة وفي المرحلة الثالثة يتفاوض الفلسطينيون والإسرائيليين لحل قضايا الوضع النهائي ومنها وضع القدس, حق العودة, والحدود. وبعد ذلك على الدول العربية أن تدعم المحادثات وتعمل على بناء علاقات طبيعية مع "إسرائيل"
وإذا استعرضنا خطة الطريق الأميركية وبعد 15 سنة على وضعها انها هدفت الى انهاء الانتفاضة, كما أن شارون وبالتنسيق مع الرئيس بوش الابن قد اجتاح مناطق أ في الضفة الغربية وحاصر الرئيس الرمز أبو عمار الذي استشهد مسموماً بقرار من بوش الابن وبتنفيذ من شارون, والديمقراطية الفلسطينية التي أصر عليها بوش فقد جاءت الانتخابات التشريعية بحركة حماس إلى السلطة وما تبع ذلك من أحداث دراماتيكية, ومفاوضات الوضع النهائي وبعد 23 عاماً من الرعاية الأميركية لم نصل الى اية نتيجة, بل هناك مطالب إسرائيلية بضم أراضي غرب نهر الأردن " الأغوار" والمستوطنات وبقاء المعسكرات الإسرائيلية في الضفة إلى جانب السيطرة الأمنية الإسرائيلية المستمرة في الضفة الغربية, كما ان هناك تأكيد إسرائيلي على ضرورة استمرار الاستيطان. وقرار ما سمي بالسماح الذي يشرعن المستوطنات القائمة على أراضي فلسطينية, ويسمح بمصادرة أراضي فلسطينية خاصة لبناء المستوطنات جاء لينهي أية فرصة, لحل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهو اتجاه واضح كما يقول الرئيس أبو مازن لقيام دولة واحدة بنظامين.
وإذا كان البعض قد اخذ من خطة طريق كولن باول فقط , دعوة الإدارة الأميركية لقيام دولة فلسطينية متجاهلاً الشروط التي تدرك أميركا خطورة تطبيقها الاثر الذي تخلفه على القيادة الفلسطينية والوضع الفلسطيني برمته وبما يخدم مخططات اسرائيل. لذا فان كلام ترمب ليس تراجعاً وانما متابعة لما انتهى اليه الجمهوري بوش الابن, حيث عاش شعبنا الفلسطيني في عهده اشد أزماته وعرفت امتنا العربية أقسى مصائبها.