الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ترامب و نتنياهو و اللقاء الأزرق بقلم: د. لبنى لطيف

تاريخ النشر : 2017-02-19
ترامب و نتنياهو و اللقاء الأزرق  بقلم: د. لبنى لطيف
د.لبنى لطيف 
وقف يوم الأربعاء الفارط ، و هو في أوج صراعاته مع مخابرات بلده و تراشق الاتهامات و النعوت بينهما ، رئيس الولايات المتحدة الامريكية دونالد ترامب رفقة زوجته ميلانيا عند باب البيت الأبيض في استقبال رئيس وزراء الكيان اليهودي المحتل بنيامين نتنياهو مع زوجته ، في يوم حمل الكثير من التكهنات حول ما سيدور بين الاثنين و ما سيسفر عليه اللقاء ، غير أن اللقاء في أوله عند باب الاستقبال قد أوحى إلينا بمؤشرات تؤيد صحة بعض التكهنات التي أجزمت أن مشروع " حل الدولتين " بعيد المنال في ضَل السياسة الخارجية الترامبية .
فمن المثير للانتباه ، أن الرجلان على درجة عالية من التواصل الإنساني عبر لغة الجسد ، اذ يرتدي نتنياهو في يوم مميز كهذا ربطة عنق زرقاء فاتحة اللون تعكس علم دولته الإسرائيلية ، فيبادله الطرف الآخر دونالد ترامب نفس الفكرة و المشاعر و المعنى المشترك ليضع هو الآخر على عنقه ربطة زرقاء فاتحة ، في دلالة واضحة على أن ما جاء من أجله نتنياهو سيلقى القبول و المساندة و اللين .
إلا أن وقفة ترامب مع زوجته لفترة عند مدخل البيت الأبيض في انتظار وصول سيارة نتنياهو و زوجته يثير هو أيضا الانتباه ، حيث لا يفصلنا سوى أسبوع فقط على حادثة شبيهة بحدث اليوم ، و هي زيارة نتنياهو لبريطانيا ، بربطة عنق زرقاء ( طبعا ) ، إلا أنه هناك لم يحض باستقبال محترم كهذا حيث لم يجد أحدا في استقباله و اضطر الى الوقوف لبعض من الوقت أمام مدخل رئاسة الوزراء البريطانية الى حين تم فتح الباب له .. و اليوم ، يعزم ترامب على رد الاعتبار لنتنياهو فيخصه باستقبال لطيف للغاية .
هكذا دخل نتنياهو الى البيت الأبيض ، فشكل مع شريكته زوجا شرقيا ساطع الملامح الأوسطية ، في مقابل الزوج الآخر ، و اللذان كانا باديا عليهما ثقافة الغرب الأطلنطية ، فمن طريقة المصافحة و السلام و الترحيب اتضح جليا على نتنياهو و زوجته ثقافة المشرق من حميمية المصافحة و التقبيل و حرارة أول اتصال مرتبطة بشيء من قلة الثقة و الارتباك ، مقابل برود و رسمية الزوج الآخر التي تنم عن ثقافة الغرب .
و ماذا بعد ذلك ؟ !
إن اجتماع ( ترامب-نتنياهو) جاء من أجل مناقشة مطالب الكيان اليهودي في المنطقة و السعي قدما نحو تجسيدها بعيدا عن أجندة الدبلوماسية العالمية التي أعلنت في وقت سابق إجماعا دوليا على حل الدولتين ، بيد أن هذا الاجماع الدولي لم يرق لنتنياهو البتة ، فباغت و داهن حتى أبان عن نواياه المبطنة في رفض حل الدولتين ، و وافق ذلك نزعة ترامب المشاكلة له في بحث السلام في المنطقة و لكن بعيون يهودية .. و حل الدولتين معناه أن يكون على أرض فلسطين التاريخية دولتين واحدة فلسطينية منزوعة السلاح و الاخرى إسرائيلية .
و من دون أدنى شك ، قد شهد تواجد نتنياهو بالبيت الأبيض لقاء حميما مع مستشار البيت الأبيض في شؤون الشرق الأوسط الشاب اليهودي " جيراد كوشنر " و هو زوج ابنة ترامب الكبرى ايفانكا ، الذي نزع مئزَر رجل الاعمال و المال ليرتدي عباءة الدبلومسي للبحث في حلول لمشاكل الشرق الأوسط لاسيما المشكل الأول و هو الصراع العربي - الاسرائيلي ..
كل هذا يحدث ، في الوقت الذي يدندن فيه من الجهة المقابلة وزير بلا حقيبة في حكومة نتنياهو بخبر تسليم مصر أرض سيناء للفلسطينيين ، بيد أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد خرج سابقا مصرحا و مفندا لهذا الخبر زاعما أن ذلك كان مشروعا بين يدي حكم الاخوان المسلمين في السابق و انتهى ، و أن ما تروجه وسائل الاعلام الإسرائيلية لهو ضرب من الكذب و الافتراء ، الا أن حكومة نتنياهو عادت لتردد نفس الكلام عبر هذا الوزير المدعو أيوب قرا ، فيصبح بذلك اجتماع ترامب - نتنياهو واضح المعالم إذ يفكر الرجلان في طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية نحو الغرب أين يتواجد قطاع غزة و حيث الحدود المصرية و ارض سيناء ، ليخلو الشرق جهة الاْردن لليهود ، و هذا بيت القصيد .. حينها ستقع القدس كاملة في يد هؤلاء و هي المطمع الكبير المراد الوصول اليه من خلال رفض حل الدولتين و المراوغة لكسب بديل آخر يمكنهم من الاستيلاء على المسجد الأقصى ... لننتهي الى القول أننا أمام مشروع الدولة اليهودية و ليس الدولة الإسرائيلية ، و بين هذه و تلك بون واضح .
د/ لبنى لطيف
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف