الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التربية الحديثة تستظل بالمعلم الأول بقلم:أ.عبد القادر مدلل

تاريخ النشر : 2017-02-18
 " التربية الحديثة تستظل بالمعلم الأول"

إن التجارب البشرية الدموية وعصور الظلام والدكتاتوريات  التي مرت بها أوروبا قد أفرزت نظريات تربوية رسمت أرقى أشكال التعامل الإنساني، عندما سبرت أعماق النفس من خلال الأبحاث العلمية في مجالات علم النفس والاجتماع والسلوك

لتجد أن تقدير الذات وتلبية الحاجات النفسية والعاطفية والوجدانية والعقلية والجسمية

 هي الأساس في تحقيق الامن والسلام وحالة الرضا للفرد كي يبدع وينتج في نسيج محكم البناء يقوم فيه  كل فرد بتأدية ما عليه من واجبات  واخذ ما له من حقوق

تحت مظلة القانون ... لا شك ان هذه المجتمعات المتطورة قد اوجدت نظرية في الاخلاق والقيم بالرغم من تنكرها للدين أسهمت في ازدهارها على مستويات مختلفة

في حين أن اتباع الديانات الأخرى أخفقوا في بلورة نظرية تربوية أخلاقية موحدة مستمدة من الدين بالرغم من أن مصدر التعاليم الدينية واحد وهو الله عزوجل، أضف الى ذلك أن جميع الديانات السماوية تركز في جل تعاليمها على الاخلاق والقيم الفاضلة.

والواقع ان النظريات التربوية الغربية الحديثة ،أخذت تغزو مجتمعاتنا العربية والإسلامية، ليظهر نوع من التباين في المواقف اتجاهها، ولتصطدم مع موروث ثقافي شعبي بائد وفهم ديني بال يمجد القسوة والعنف ويعتبرها طريقة الله في الإصلاح والتغيير نحو الأفضل!!!! ولقد انعكست هذه التصورات التربوية في مدارسنا قديما، حيث كان الطالب يهان ويضرب ويمارس ضده جميع اشكال العنف بمباركة الاهل التي اعتقد أنها مباركة  زائفة خانعة للتيار الإرهابي السائد، فلقد  تفنن المعلمون بممارسة شتى أنواع التعذيب ضد الطلبة لأتفه الأسباب، أو قل لقد ارتكبت الجرائم ضد الأبرياء من الطلبة بحجة مصلحتهم ومستقبلهم التعليمي، وكانت النتيجة هي هروب عدد كبير من الطلبة  وتسربهم من ظلمات العلم وقبو الصفوف الى ساحات الجهل ولكن الى بيئة اكثر امنا واستقرارا،فهما- حسب رأيي - هما حاجتان فطريتان تأتيان بالمرتبة الأولى عند الانسان. لكن يبدو وبمرور الوقت، فإننا أصبحنا أكثر تقبلا  واستجابة للنظريات التربوية الغربية الحديثة  بل وأكثر إعجابا بها، خاصة وبعد أن  أصبحت تدرس للمربين والمربيات من أجل نقل هذا النمط من التربية للأطفال وطلبة المدارس، فلقد عُقدت الدورات في التربية والتعليم وسُنت القوانين والتشريعات المدرسية التي تهدف الى عدم المس بمقدسات الطالب النفسية والعاطفية والجسدية والعقلية والوجدانية، وأصبحنا نمجد ثقافة اللاعنف أو الحد من العنف على المستوى الرسمي...فالعنف ببساطة كل فعل او قول او سلوك او ايماء يسبب الأذى المعنوي أو المادي او كليهما سواء صدر بقصد أو دون قصد، ولقد أوجدت هذه المفاهيم التربوية الحديثة ومفهوم العنف خاصة حالة من الانقسام في المواقف بين المعلمين بين مؤيد ومعارض ومحايد، وليس الاختلاف مقتصرا على القناعات بل أيضا يظهر في مدى الالتزام  بتطبيق هذه القناعات وممارستها، لكن لا شك ان مستوى العنف في مدارسنا أخذ يتراجع والحمد لله.

إن النظريات التربوية الحديثة، التي تنطلق في التعامل مع الطالب، على أنه إنسان مكرم محترم صالح، له حاجات فطرية نمائية وجدانية عاطفية ...وهو إنسان عنده من المواهب والقدرات المتعددة والتي لا يمكن ان يخلو منها أي طالب، وإنه قابل للتشكل والتغيير نحو الأفضل خاصة في هذه المرحلة العمرية، وان العلاقة التي لا بد أن تنسج بين المعلم والطالب هي علاقة مودة ومحبة واحترام وثقة متبادلة بحيث يصبح المعلم بمثابة الاب  الحاني أو الام الثاني الرؤوم تحنو على ابنائها، والمدرسة بيته الثاني الذي يجد فيه متعته وراحته ...... إن هذه النظريات لهي فعلا تستظل بتعاليم هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن واجبنا الان أن نتحرك سريعا لنبين أن تعاليم الإسلام هي التي سبقت كل هذه النظريات وبشكل أشمل وأعمق وأجمل، وهذا هو المبتغى لهذه السلسلة التربوية....  مع شكرنا وامتنانا لأصحاب هذه النظريات وتجاربهم وفضلهم على مؤسساتنا التعليمية والتربوية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف