الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المظاهر الكاذبة ..حرفة مرضى النفوس بقلم : ابراهيم شواهنة

تاريخ النشر : 2017-02-18
المظاهر الكاذبة ..حرفة مرضى النفوس بقلم : ابراهيم شواهنة
بعض خلق الله   أجارنا الله منهم  يحبون  المظاهر أكثر من حبهم  للحياة  انهم يعيشون  "عقدة النقص" فلا يستطيعون العيش  دون أن يستخدموا  المظهر الزائف

يوهمون أنفسهم  بتقمص الدور بحرفية ..وقد يضطرون أن يدفعوا من جيوبهم لكي ينجحون  في سبك الدور ..الكذاب ..انها عقدة المقام وهالة  الزمن الماضي .وعلو الشأن في سالف الآيام .

     انها عقدة المنصب ..وأي منصب بعد أن تأفل شمسهم  في المجتمع فيحاولون وبكل  ما لديهم من أمكانات استعادة  تلك الهالة السحرية  الماضية من حقبة حياتهم المهنية ..وأغلب من يعيش تلك الآوهام  الوزراء ووكلاء الوزراء  والرتب العالية في الجيش .
فهم يحبون أن يبقى  ذكرهم  على كل الآلسنة ..ويتعمدون  الجلوس في الصف الأول في كل أحتفال ومناسبة   وطنية أوعامة   والويل كل الويل لو دست على طرف أحدهم ..لصاح بك قائلا ..:(عمى بقلبك مو عارف أنا مين ؟؟ ..)  وستحس بأنك أصغر من حشرة وسوف تتجه كل أنظار الحضور إليك ...

نعم هؤلاء الفئة من البشر ..ومن عميت أبصارهم  الكبرة والعنطزة ..وهم في حقيقة الآمر لا يساوون قشرة بصلة .

يعيشون الآعلام  ويحبون كميرات التصوير ..ويصادقون الصحفييين ..والويل كل الويل أن  لم تظهر صورهم على وسائل  التواصل والجرائد  والمجلات ..وفي التلفزيون  والآذاعة ..

مرضى ..حين يلوحون بأيديهم  لعامة الناس اثناء حضورهم الاحتفلات ظانين أن أحدا   يكترث لوجودهم ..وكم يسعدهم..حين يسأل الناس عنهم . يسعون للشهرة  والذكر بأبتسامتهم النصفية .

في السيارة تجدهم يجلسون في المقاعد  الخلفية  يتخيلون أنفسهم الرؤوساء

فقد اعتادوا الشهرة، وعاشوا تحت الأضواء سنيناً، يحترمهم الناس، ويقومون على خدمتهم، والقيام بشؤونهم، وتيسير حاجاتهم، متواضعين أمامهم، محبين لهم، لقداسة ما يحملون من قضايا وأمانات.

ويتأخرون في سياراتهم الفارهة حتى ينزل السائق ويفتح لهم باب السيارة، حاملاً حقيبته، وأحياناً كثيرة خضاراً وفواكه وأغراض المطبخ، ومستلزمات الأطفال، ودوماً والأولاد، وحاجات البيت المختلفة، ولا يبالون إن ارتفعت أصواتهم غضباً أو سخطاً، على عاملٍ مسكين، أو  مساعدٍ بسيط، إذا تأخر في الخدمة، أو قصر في العمل. بعضهم، وهم كثير، قد فقدوا مسؤولياتهم، وانتهت مهماتهم، وذهبت حقائبهم، وسقطت ملفاتهم، وتراجعت أدوارهم، وأصبحوا ماضٍ قديم، ومسؤولين سابقين، وهم يعرفون أنهم ليسوا فاعلين، وأنهم لم يعودوا مسؤولين، أو مقدمين وبارزين، ولا يستحقون ما يطلبون، ولا يحق لهم ما يتطلعون، ولكنهم يصرون على الصفات القديمة، والمواقع السابقة، بتبجحٍ وكبرياء، وصفاقةٍ وقلة أدبٍ ولباقة.

فهذا مدير عامٌ سابق، يصر على حقيبته التي كانت، ويوزع البطاقة التي تحمل صفته القديمة، ويتعمد تقديم نفسه بها، ويتجنب كلمة سابقٍ، بل لا يحبها، ويغضب في وجه من يذكرها، أو يُذِّكره بها، وهو يعلم أنها لم تعد له، وأن غيره قد استحقها منه، وأصبحت له، بحكم الانتخاب، أو نتيجة الاختيار، وهذه سنة الحياة، ومن طبائع البشر، وعادات الخلق التي اعتاد عليها الناس. وهذا يدعي أنه عضو مكتبٍ سياسي، أو عضو القيادة المركزية، ويصر على المسمى، وهو يعلم أنه كاذبٌ ومدعي، فبعضهم لم يكونوا يوماً أعضاء مكاتب سياسية، وآخرون كانوا ثم فقدوا مواقعهم، وخسروا مناصبهم وصفاتهم، وجاء من بعدهم غيرهم، ولكنهم يتشبتون ويصرون، ويكابرون ويدعون، ويوهمون من لا يعرف أنهم هنا، بذات الصفة ونفس الموقع. وذاك يدعي أنه يحمل ملفاً، ويدير مكتباً، وعنده لجنة، ولديه فريقاً، مسؤولاً عن علاقاتٍ، أو إدارة إعلامٍ، أو تشغيل مؤسسة، وغير ذلك مما يوهم به نفسه، أو يرضي به غروره، معتقداً أنه يخدع غيره، وينجح في تمرير نفسه، عله يجلب لنفسه الاحترام، ويدفع الآخرين لتقديمه أو إبراز مكانه، والحديث معه أو عنه.

وكلهم يستغل ما هو متاحٌ بين يديه من وسائل وآلياتٍ، إعلامية ومالية وخدمية، قد لا تكون له، بل تتبع وظيفته السابقة، وتتعلق بمنصبه القديم، ولكنه استبقاها لخدمته، واحتفظ بها لحاجته، وسخرها لأغراضه ومصالحه، واستخدمها ليوهم الآخرين، ويرضي بها غرور نفسه، ويعمق فساد خلقه، واعوجاج طبعه. بل إن منهم من يحرص على إفشال اللاحقين، وإظهار عجز التالين، ممن جاؤوا بعدهم، وخلفوهم في أدوارهم، فيضعون في طريقهم العقبات، ويخلقون لهم المشاكل والتحديات، ويسحبون ما يستطيعون من أصحاب المواهب والقدرات، ومن حملة الشهادات والكفاءات، ليفشلوا الخلف، ويظهروا عجزه، بل إنهم يتعمدون إحراجهم، ولفت أنظار الآخرين إلى غيابهم، أو بيان عدم قدرتهم، ولسان حالهم يقول، نحن الأكفأ والأفضل، نحن الأقوى والأكثر قدرة، والأجدر بالصفة والوظيفة والمكانة.

يظن هؤلاء الناس الذين يعشقون المظاهر، ويحبون المناصب، أن الناس أغبياء لا يفهمون، وأنهم دهماء لا يعقلون، وأنهم لا يميزون بين السابق واللاحق، وبين الصادق والكاذب، وبين المدعي والأصيل، وبين الغث والسمين، فيصرون على استغباء العقول، واستعلاء الظهور، وخداع الناس، وجلد الضعفاء المصدقين. بعضُ الناس لا قيمة لهم إلا بمناصبهم، ولا احترام لهم إلا من أجل مواقعهم، ولا تبجيل لهم إلا في وظائفهم، فهم من الصنف الذين يكبرون بمناصبهم، ويستغلون مواقعهم، ويأخذون منها أكثر مما يعطونها، ويستفيدون منها أكثر مما يفيدونها، ويسخرونها لأنفسهم دون العامة، ويشغلونها لأشخاصهم والخاصة، مستغلين القدرات والامتيازات والعطاءات التي يتيحها المنصب والمركز، وهم يعلمون أنهم لا شيء خارج الوظيفة، ودون الصفة، ولا قدرات لديهم أو عندهم تميزهم، أو تؤهلهم وتقدمهم، وكل الذي كان لهم وعندهم، ليس إلا التزلف والكذب، والنفاق والدجل، فما أحسنوا صنعةً غير التصفيق للمسؤول، والتطبيل لصاحب السلطة والسطوة، والتسبيح بحمده، وتعداد صفاته وتمجيد قدراته، في  الذي تنعدم فيه قدراتهم، وتضمحل مواهبهم، وتظهر سطحية مؤهلاتهم، وحقيقة ادعاءاتهم.

نسي الباحثون عن الأضواء، المتمسكون بالمناصب والأهواء، المحبون للشهرة والأضواء، أن القيمة في الذات، والاحترام للجوهر، وأن الإنسان الصادق مقدمٌ ومحترم، بالأفكار التي يؤمن بها، والمهام التي يحملها، والقضايا التي يناضل من أجلها، والأهداف التي يسعى لتحقيقها، وقيمته تكبر بمدى تضحيته وتجرده، وبصدق عطائه وبذله، وبحقيقة زهده وعفافه، وأن الله يبارك في عمل الأخفياء الأنقياء، الأجلاء الأتقياء، الذين لا تهمهم الجعجعات، ولا تعطل قدراتهم المظاهر والهيئات، ما أخلصوا لله عملاً ونية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف