الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة حماس للواقع السياسي الفلسطيني في ظل غياب (الربيع العربي)بقلم:أحمد أحمد مصطفى الأسطل

تاريخ النشر : 2017-02-18
قراءة حماس للواقع السياسي الفلسطيني في ظل غياب (الربيع العربي)بقلم:أحمد أحمد مصطفى الأسطل
يبدو أن هنالك معطيات دولية جديدة تجتاح منطقة الشرق الأوسط، ويبدو أن حماس تقرأ هذه المعطيات على الصعد المختلفة (المحلية والإقليمية والدولية) بشيء من التفكير والتدقيق والتحليل، وينتاب العالم رؤية من الضبابية تجاه سياساته واللاعبين المؤثرين فيه.
فعلى المستوى المحلي؛ كل يوم يمر يتعمق الانقسام، وعلى ما يبدو أن كل طرف ينتظر متغيرات في إطار رؤيته سواء على المستوى الداخلي أو على المستوى الخارجي؛ فالنظرة المتبادلة بين طرفي الصراع (حماس وفتح) حتى الآن إقصائية.
إن فوز الرئيس محمد مرسي زاد من مساحة المناورة لدى حماس، وعندما وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي للسلطة زادت مساحة المناورة لحركة فتح، ولم يعنهم مطلقا الوقت المقتول لصالح مصلحة الكل، وكل ما يعنيهم فقط تحقيق أهدافهم وفقا للمبدأ الميكافيلي (الغاية تبرر الوسيلة)، ويتضح من إدارتهم المتكررة لمعضلة الانقسام أن الشعب ليس من معطياتهم أبدا، وهو على الأقل بتقديرهم مصنف مع أو ضد...!
أما على المستوى الإقليمي؛ فقد خسرت حماس حليفاتها(سوريا وإيران) في بداية ما يسمى بالربيع العربي خاصة بعد وصول الرئيس محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين للسلطة في مصر، ومن هنا تبدلت أولوية حماس وزادت مساحة تفكيرها بتغير شامل بالمنطقة الإقليمية يغير المعادلة لصالح رؤيتها في إنهاء الانقسام والقضية الفلسطينية، ولذلك قطعت علاقتها مع سوريا بقوة المد الربيعي، وموقف القيادة المصرية الجديدة نفسه، وما زاد هذه المساحة الفكرية هو نجاح التجربة الإخوانية في مصر وتونس، ونجاح التغيير في ليبيا.
والحقيقة أنها لم تفقد سوريا وحدها، بل فقدت إيران في محور الصراعات الإقليمية؛ إذ حاولت التقارب مع المملكة العربية السعودية في الملف اليمني على حساب إيران في مقابل توقعاتها بتقدير المملكة لها هذه الخطوة، ولكن قد بلغت المعادلة الصفرية بامتياز. ويعد ما فعلته تجاه حليفاتها هو خطأ استراتيجي وفقا لنظرية المصلحة التي تحكم العلاقات الدولية، وهو أشبه ما يكون بخطأ رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات عندما وقف مع العراق على حساب الكويت لتحقيق انجازات على مستوى القضية الفلسطينية؛ فخسر المعادلة _أيضا_ وما تبعها من تداعيات سلبية.
وعلى المستوى الدولي؛ تحولت المنطقة الإقليمية لحالة من الحرب الباردة برعاية القطبين (الأمريكي والروسي)، ويلاحظ أن القطب الروسي يتقدم بقوة في إعادة دوره وتأثيره الدولي بينما بقي القطب الأمريكي متقوقعا حول ذاته، ولربما سينكفأ على نفسه مستقبلا، وهنا ظهرت مجموعة من المتناقضات في سياسة التحالفات الدولية؛ فهنالك التقارب الروسي التركي، والتقارب الروسي المصري، والتقارب المصري السوري، وها هي تتقارب تركيا مع إيران.
إن التقارب التركي الروسي رغم الموقفين المختلفين من الملف السوري إنما يدل على التوجه الجديد لكلا البلدين خاصة بعد شعور تركيا بالعزلة بعيد حادثة الطائرة الروسية (السوخوي)، ومقتل طيارها؛ فلم تساندها الولايات المتحدة الأمريكية أو حتى حلف الأطلسي، ولكن حجم المصالح الثنائية يستوجب إغلاق الملف، ولربما التقارب التركي الإيراني من تداعياته، ومن المتوقع أن تحذو المملكة العربية السعودية حذو تركيا بهذا الاتجاه؛ لأن سياسات الولايات المتحدة لم تراعِ مصالح حلفائها التقليديين، ولم يتأتَ التقارب الروسي المصري إلا لشعور مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي بأن الولايات المتحدة الأمريكية تأكل حلفاءها كما حدث مع الرئيس السابق حسني مبارك، وهنا بدأت العلاقات تتحول مع الروس على كافة الصعد لترتبط بمصالح مشتركة سياسية وعسكرية واقتصادية، ولربما أسهم ذلك في التقارب المصري السوري فيما بعد.
هذه التقاربات المتناقضة تدفع حماس بقوة لإعادة تفكيرها، وتوجيه سلوكها السياسي وفقا لرؤية تنسجم مع المعطيات الجديدة، ومن هذه المعطيات ترى أن المحور القديم (سوريا وإيران) التي كانت جزء منه هو اللاعب الإقليمي المؤثر اليوم، ولو رجعت عقارب الساعة للخلف لما تجاوزته.
إن انتخابات حماس الداخلية جاءت نتاج هذه القراءة باعتقادي، ولم تكن نتائج انتخاباتها إلا توافقية، وأقرب إلى التزكية؛ ليسهم التغيير الجديد بالقيادة نحو فتح آفاق جديدة لحماس في ظل بحر من الرمال السياسي المتحرك إن صح التعبير من جهة، ومن جهة أخرى رسالة (للاحتلال الإسرائيلي) بأن التطرف لا يقابله إلا تطرف أشد.

بقلم: أحمد أحمد مصطفى الأسطل.
(كاتب ومحلل سياسي)
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف