الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أرثي للقاتل والمقتول بقلم:يوسف حمدان

تاريخ النشر : 2017-02-18
لن يصل الإنسانُ الحيُّ
إلى جوهر معناهْ
إلا حين يقدّس كلَ حياةْ..
يمضي المقتولُ
وقد سُلبت منه حياتهْ..
لكن المقتولَ سيبقى
ظلاً للقاتلِ
حتى يوم وفاتهْ..
سيظل يلازمهُ
والأيام تدورْ..
لن يحمي القاتلَ من مقتولٍ
أيُّ سياجٍ أو سورْ..
لن يشفع للقاتل أن ضحيتَه
في التربة مقبورْ..
سيظل يلاحق قاتله..
في العتمة والنورْ..
حتى لو هرب القاتلُ
من درع العدل المبتورْ..
لن ينعم بالراحة يوماً
لن يتمتع بالحريةْ..
لن يعرف لحظات أمانْ..
ما نفع حياةٍ يصبح فيها الإنسانُ
ضريحا للذات؟
فالقاتل حين يقوم بفعلته
يقتل في داخله الإنسانْ.
سيعيش بلا أهلٍ
حين يكون وحيداً
أو بين الأهلْ..
سيعيش حياةً ظاهرها الكبرُ
وباطنها الذّلْ..
حتى لو هنأه البعضُ
على قتل الآخرْ..
لن يبقى شيءٌ يعتز به
أو يتفاخرْ..
لن يعرف أين الحد الفاصل
بين حرامٍ وحلالْ
لن يعرف أيَّ نبيٍّ أو ربْ..
لن تلمع في قلب القاتل
ومضةُ إعجابٍ أو حُبْ..
سيرى وجه ضحيتهِ
حين يواجه نظرات الأطفالْ
لن يهرب من بؤس حياةٍ..
لا نبض حياةٍ فيها..
بل تجثم شاخصةً كالأطلالْ.
***
لا ينتصر الموتُ
إذا اغتالوا الأشجارْ..
فسيسقطُ غصنٌ..
يُحرَق تحت ثراهُ
فيصبح فحماً حياً..
إذ تبقى في داخله
جذوة نارْ.
وإذا قتلوا سنبلةً
فستسقط في التربة حبةُ قمحٍ
كي تنبت ثانيةً في آذارْ..
قد يُبتر عمر فتاةٍ
في عمر الأزهارْ..
لم تفعل شيئاً
غير ممارسة الحق الإنسانيِّ
بأن تختارْ..
ستضيئ على ذاكرة الأجيالِ
كنبراسٍ يختطف الأنظارْ
وسيبقى القاتل
موصوما بالعارْ..
أقبح من مجتمع الغابةِ
في دنيا.. دوما تتغيرْ..
مجتمعٌ بشريٌّ لا يتطورْ..
لن يصلَ الأنسان الحيُّ
إلى جوهر معناهْ..
إلا حين يقدّس كل حياةْ.
***
قد لا يبحثُ عني
علماء الآثارْ..
لكن.. لو حفروا
في أعماق الأرضِ
فلن يجدوا إلا أجدادي
وجدودَ الأجدادْ
وسيكشف معولهم..
تحت تراب الموتْ..
عن صاجٍ لرقاق الخبزِ
وخابيةً للزيتْ..
ستحطُ على أعينهم
أحذيةُ الخيلِ المصقولةِ
في كوخ الحدّادْ.
وسيكشف معولهم
عن طاحونٍ لدقيق الزعترِ
والحمُّصِ والكمّونْ..
وستكشفُ أعينهم
عن كنزٍ مدفونْ..
فيه مسابح من خرزٍ
مصنوعٍ ببذور الزيتون..
وسيكتشف الحفَّارونَ
نُقوشاً صخريّةْ
كتبت بحروفٍ كنعانيةْ..
لن يصل الإنسانُ الحيُّ
إلى جوهر معناهْ
إلا حين يقدّس كل حياةْ..
يحزنني القاتل والمقتولْ..
تفرحني أرضٌ يتنفس فيها
كل الناس هواء الحريةْ..
ثروتها العظمى
أطفالٌ يلهونْ..
يتعايش فيها الحبُّ مع الصبرِ
ولا ينفذ فيها الزعترُ والزيتون.

يوسف حمدان - نيويورك
17/2/2017
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف