
عمو رزقني, عمو اعطيني شيكل
بقلم الدكتور/ احمد هشام حلس
استشاري ومختص في قضايا المياه والبيئة
عمو رزقني", "عمو اديني شيكل", "عمو ساعدني باي حاجة"....اليوم وما ان نزلت من سيارتي حيث توقفت بها امام مقر بنك فلسطين "فرع الرمال", وقد كانت السماء تمطر, والرياح قوية, والجو شديد البرودة, والمكان شبه خال من المارة, واذ بتلك الطفلة الجميلة ابنة العشرة اعوام تقترب مني, وهي تنظر الي بحذر, وتمسح باصبعها الصغير على غطاء محرك السيارة خاصتي, وصلت الي, ثم توقفت وقالت: "رزقني يا عمو", "اديني شيكل", صوتها يكاد يسمع, وقد كان الخجل يعتريها, وشفتاها ترتعشان, لا اعرف ان كان ذلك من البرد ام من الخجل او من الخوف, نظرت اليها والدهشة تملؤني عن اخري, كنت ابتسم كاذبا حتى اشعرها بالامان, وقفت عاجزا امامها, والحيرة تلفني من حولي, لقد تلخصت بين ثنايا وجهها الحزين براءة الكون باسره, وجعلت كل القيم والمبادئ والقوانين تتبعثر من حولنا كانها قصاصت ورق تافهة تحملها الرياح الى العدم, لقد داست بشحوبة وجهها البائس ودموع عينيها الواسعتين على كل المناصب والمعالي والقمم. كيف لهذه اللعبة الجميلة ان تنتهك حقوقها الى هذه الدرجة, وان يمتهن ربيع عمرها وان تتعرض حياتها الى هذا الكم الهائل من الخطر و الاهانة, اين حقوق الطفولة, ورعاية البراءة, اين المؤسسات والحكومات والوزراء, واين المسؤولين واصحاب الكروش والاموال والقصور, اين المتشبهين والمتشبهات بعمر وعثمان وابن العاص, اين الشعارات والعبارات والاشعار والحكم, اين المناكفات والمجادلات على الاعلام والفضائيات... نزل اطفالي من السيارة واحطونا انا وتلك الطفلة, والرياح تضربنا من كل الجوانب,, دار بيننا حوار سريع, سالتها عن اسمها, فاخبرتني انها تدعى "اشواق", واخبرتني عن اسم والدها وعن عائلتها والتي تسكن بعيدا عن مدينة غزة, شعرت اشواق ببعض الامان, فتجاوبت مع استفساراتي, قلت لها كيف اتيتي الى هنا في هذا الجو القاسي, قالت انا هنا برفقة امي, فقلت لها واين اباكي وماذا يعمل وهل لك اخوة, اخبرتني ان لها اخوة يصغرونها سنا, وان اباها كان يعمل في البناء (طبرجي) وقد كسرت ساقه واصبح لا يقوى على العمل, قلت لها وهل تاتين الى هنا باستمرار, فقالت عندما ينفذ الطعام من المنزل, نتجه انا وامي الى الشارع حتى نجمع ما نستطيع من النقود لسد احتياجاتنا في المنزل, واذا ما حصلنا على احتياجنا من المؤن والطعام, اخذنا اجازة ... وهكذا تسير حياة اشواق,, اخبرتني انها في الصف السادس, وانها تحاول الجمع بين الامرين,,,,, وقفت انا واطفالي ونحن في ذهول, وطلبت من اطفالي ان يبتعدوا وزوجتي عنا قليلا, احتراما لمشاعر اشواق, واخبرتها اني ساعطيكي ما تريدين, ولكن, لن تنتهي القصة, ولن تحل المشكلة, طلبت منها ان تنقل مني رسالة الى والدها, واخبرتها ان تكف عن العمل في الشوارع مهما كلفها الامر, وان تحافظ على حياتها وان لا ترضخ لرغبة اباها,, وان تخبره بان عليه البحث عن بدائل, وانها لن تعود الى الشارع مهما كان, وان اصحاب اعاقة, قد تغلبوا على ظروفهم وعاشوا واسرهم حياة كريمة,, واعطيتها بعض التشجيع والدعم, وانها تستطيع الخروج من هذا النفق المظلم, تبسمت وتوسعت عيناها من الفرح, ووعدتني انها ستنقل رسالتي الى ذاك الاحمق المنحرف..
ابها الاب الفاشل, والذي اجتهدت لانجابها, واصريت على ذلك, لو كان في عروقك ذرة شرف او اخلاق لما تركتها وامها تتسولان بين القاصي والداني, وبين الطيب والخبيث, لتجمع لك ما تاكله, ان اشواق كما مئات الاطفال, والذين يجوبون شوارع غزة ليل نهار, يعملون او يتسولون, ويتعرضون لشتى انواع المخاطر والمحن, ولا ادري ما هو حالهم عند الكبر, وقد اصبح تعليمهم ونشاتهم في الشوارع, وهل سيضافوا الى قوائم المجرمين والمنحرفين والمدمنين واصحاب السجون ...
اين الحكومة في غزة؟؟؟ واين الحكام والقادة ؟؟ اين انتم من هؤلاء ؟؟ سوف تسالون يا هداكم الله,, اطالب وزارة الشؤون الاجتماعية, ووزارة العمل, والشرطة, بالعمل وبكل قوة على انهاء هذه الظاهرة المرعبة, والتي تنتهك فيها حقوق الاطفال بكل حقارة واجرام, وعليهم جمعهم كافة, والتحقق من صحة كونهم محتاجين ام لا, وايقاع اشد العقاب بالسجن والغرامة على اولياء الامور والذين يمتهنون التسول وهم ليسوا الى تلك الدرجة من العوز والفقر, وان يتم ضم كل من تثبت صحة اقواله بعد البحث الاجتماعي الميداني الى قوائم المحتاجين والفقراء....
الحكم مسؤولية, وامانة و دين في اعناق من طلب السلطة والح على ذلك لسنوات وسنوات, حتى كان له ما طلب....
بقلم الدكتور/ احمد هشام حلس
استشاري ومختص في قضايا المياه والبيئة
عمو رزقني", "عمو اديني شيكل", "عمو ساعدني باي حاجة"....اليوم وما ان نزلت من سيارتي حيث توقفت بها امام مقر بنك فلسطين "فرع الرمال", وقد كانت السماء تمطر, والرياح قوية, والجو شديد البرودة, والمكان شبه خال من المارة, واذ بتلك الطفلة الجميلة ابنة العشرة اعوام تقترب مني, وهي تنظر الي بحذر, وتمسح باصبعها الصغير على غطاء محرك السيارة خاصتي, وصلت الي, ثم توقفت وقالت: "رزقني يا عمو", "اديني شيكل", صوتها يكاد يسمع, وقد كان الخجل يعتريها, وشفتاها ترتعشان, لا اعرف ان كان ذلك من البرد ام من الخجل او من الخوف, نظرت اليها والدهشة تملؤني عن اخري, كنت ابتسم كاذبا حتى اشعرها بالامان, وقفت عاجزا امامها, والحيرة تلفني من حولي, لقد تلخصت بين ثنايا وجهها الحزين براءة الكون باسره, وجعلت كل القيم والمبادئ والقوانين تتبعثر من حولنا كانها قصاصت ورق تافهة تحملها الرياح الى العدم, لقد داست بشحوبة وجهها البائس ودموع عينيها الواسعتين على كل المناصب والمعالي والقمم. كيف لهذه اللعبة الجميلة ان تنتهك حقوقها الى هذه الدرجة, وان يمتهن ربيع عمرها وان تتعرض حياتها الى هذا الكم الهائل من الخطر و الاهانة, اين حقوق الطفولة, ورعاية البراءة, اين المؤسسات والحكومات والوزراء, واين المسؤولين واصحاب الكروش والاموال والقصور, اين المتشبهين والمتشبهات بعمر وعثمان وابن العاص, اين الشعارات والعبارات والاشعار والحكم, اين المناكفات والمجادلات على الاعلام والفضائيات... نزل اطفالي من السيارة واحطونا انا وتلك الطفلة, والرياح تضربنا من كل الجوانب,, دار بيننا حوار سريع, سالتها عن اسمها, فاخبرتني انها تدعى "اشواق", واخبرتني عن اسم والدها وعن عائلتها والتي تسكن بعيدا عن مدينة غزة, شعرت اشواق ببعض الامان, فتجاوبت مع استفساراتي, قلت لها كيف اتيتي الى هنا في هذا الجو القاسي, قالت انا هنا برفقة امي, فقلت لها واين اباكي وماذا يعمل وهل لك اخوة, اخبرتني ان لها اخوة يصغرونها سنا, وان اباها كان يعمل في البناء (طبرجي) وقد كسرت ساقه واصبح لا يقوى على العمل, قلت لها وهل تاتين الى هنا باستمرار, فقالت عندما ينفذ الطعام من المنزل, نتجه انا وامي الى الشارع حتى نجمع ما نستطيع من النقود لسد احتياجاتنا في المنزل, واذا ما حصلنا على احتياجنا من المؤن والطعام, اخذنا اجازة ... وهكذا تسير حياة اشواق,, اخبرتني انها في الصف السادس, وانها تحاول الجمع بين الامرين,,,,, وقفت انا واطفالي ونحن في ذهول, وطلبت من اطفالي ان يبتعدوا وزوجتي عنا قليلا, احتراما لمشاعر اشواق, واخبرتها اني ساعطيكي ما تريدين, ولكن, لن تنتهي القصة, ولن تحل المشكلة, طلبت منها ان تنقل مني رسالة الى والدها, واخبرتها ان تكف عن العمل في الشوارع مهما كلفها الامر, وان تحافظ على حياتها وان لا ترضخ لرغبة اباها,, وان تخبره بان عليه البحث عن بدائل, وانها لن تعود الى الشارع مهما كان, وان اصحاب اعاقة, قد تغلبوا على ظروفهم وعاشوا واسرهم حياة كريمة,, واعطيتها بعض التشجيع والدعم, وانها تستطيع الخروج من هذا النفق المظلم, تبسمت وتوسعت عيناها من الفرح, ووعدتني انها ستنقل رسالتي الى ذاك الاحمق المنحرف..
ابها الاب الفاشل, والذي اجتهدت لانجابها, واصريت على ذلك, لو كان في عروقك ذرة شرف او اخلاق لما تركتها وامها تتسولان بين القاصي والداني, وبين الطيب والخبيث, لتجمع لك ما تاكله, ان اشواق كما مئات الاطفال, والذين يجوبون شوارع غزة ليل نهار, يعملون او يتسولون, ويتعرضون لشتى انواع المخاطر والمحن, ولا ادري ما هو حالهم عند الكبر, وقد اصبح تعليمهم ونشاتهم في الشوارع, وهل سيضافوا الى قوائم المجرمين والمنحرفين والمدمنين واصحاب السجون ...
اين الحكومة في غزة؟؟؟ واين الحكام والقادة ؟؟ اين انتم من هؤلاء ؟؟ سوف تسالون يا هداكم الله,, اطالب وزارة الشؤون الاجتماعية, ووزارة العمل, والشرطة, بالعمل وبكل قوة على انهاء هذه الظاهرة المرعبة, والتي تنتهك فيها حقوق الاطفال بكل حقارة واجرام, وعليهم جمعهم كافة, والتحقق من صحة كونهم محتاجين ام لا, وايقاع اشد العقاب بالسجن والغرامة على اولياء الامور والذين يمتهنون التسول وهم ليسوا الى تلك الدرجة من العوز والفقر, وان يتم ضم كل من تثبت صحة اقواله بعد البحث الاجتماعي الميداني الى قوائم المحتاجين والفقراء....
الحكم مسؤولية, وامانة و دين في اعناق من طلب السلطة والح على ذلك لسنوات وسنوات, حتى كان له ما طلب....