الأخبار
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحب والإنسان .. لا يحجزه مكان أو زمان بقلم أ . عاطف صالح المشهراوي

تاريخ النشر : 2017-02-18
الحب والإنسان .. لا يحجزه مكان أو زمان بقلم أ . عاطف صالح المشهراوي
الحب والإنسان ..

لا يحجزه مكان أو زمان

بقلم / أ . عاطف صالح المشهراوي _ كاتب وإعلامي أكاديمي

حين طلب مني أن أكتب مقالاً عن الحب والإنسان كنت متردداً نوعاً ما , رغم أن ما أكتبه لا يحتاج إلى جهد كبير في الكتابة أو التفكير والمتابعة والتواصل والمعرفة نظراً لأننا جميعاً من بني الإنسان ونعيش حياتنا بإيجابياتها وسلبياتها كما وردتني قصص كثيرة وحكايات متنوعة حول الحب ومكانته بين المحبين , فمنا من يهنأ بالعيش المزدوج والممزوج بهذا الحب , ومنا من يخسر محبوبه نتيجة البعد أو الحواجز , ومنا من يفقده نتيجة حالة وفاة , ومنا من يفشل نتيجة عوامل خارجة عن الإرادة , ولكن في النهاية يجب علينا أن نجعل الأمل طريقاً للوصول للحب النقي الصافي الطاهر .

وبما أنني أكتب مقالي هذا عن الحب ومكوناته في الإنسان فإنني سأخصص مساحة لا بأس بها لتعريف الحب بمكوناته وطبيعته وتقديم بعض الحلول المناسبة والملائمة للإبقاء على حفظ هذا الحب نقياً وطاهراً لبناء أسر مجتمعية ناجحة , فالإنسان بطبيعته له عقل يدرك وقلب يحب ونفس تحس وروح متألقة بجسم يتحرك غذاؤه المعنوي هو الحب والود والإخلاص والهمة العالية والإرادة القوية والنفس المجاهدة فالصبر وصدق النية وعدم الاستسلام لأي حب خسرناه وفقدناه يعيد لنا الحياة بمعناها الجميل .

الحب كلمة مكونة من حرفين لكن هذه الكلمة الصغيرة في كتابتها والكبيرة في مكوناتها ومعانيها جمعت كل معاني الإنسانية والجمال , فحرف الحاء يعني حب الإنسان وكيانه وحنانه وقربه ودفئه وانسجامه ورقة قلبه وحلمه وصبره ورفقته ورحمته وهدوءه وسكينته .. وحرف الباء يعني البر وبهاء الجمال والكمال والعطاء والإحسان والطيبة التي تنبع من حنايا القلب والإشراق والنضارة والبهجة والسرور والفرح والسعادة والبسمة والأمل والتفاؤل والنشاط والحيوية وكل معاني الجمال ..

فالحب حاسة جميلة ممتعة وهبنا إياها الله لنعالج من خلالها أي مرض نفسي أو عصبي أو جسدي يلم بنا , والحب يعني لنا الخير والجمال والصبر والبصر للحق وأهله , فهو عبارة عن وعاء لا يقبل الباطل أو الشر أو الجحود , وهو أيضاً الإخلاص الممزوج بالشعور المتبادل بين طرفين يجسد الصبر والثقة والاحترام والوفاء والصدق فإذا كان الإخلاص غير متبادل فهو ضلالة وجريمة وخيانة .

لا شك أن اهتمام الطرف الأول بالطرف الثاني شيء عظيم وكبير ورائع وحياة جميلة يحتاج إلى الضمير الحي والثقة المتبادلة والصدق والأمانة والابتعاد عن الكذب والمهانة , فالحب إذا تخلخله الخداع والكذب يبقى مصيره الفشل فهو عاطفة تفوق الإعجاب بالمحبوب الذي يدفع المحب إلى السعي نحو التودد والتقرب منه لأن صفات المحبوب الجميلة تسعد قلب المحب بالفرح والسعادة التي لا يشعر بها إلا المحبين المخلصين وهو أعلى درجات الإعجاب المشحون بالعطف والحنان , فحبيبك سيظل يحبك إن طال انتظارك فأنت قدره واختياره , وإن مل وضجر فما لك إلا الصبر وتأكد أنكما الأجمل .

لا يكون الحب متينا أو قوياً إلا إذا اعتمد على معرفة الحبيب للمحبوب فالحب الحقيقي هو بناء معرفي عاطفي أعلى من مستوى التعبير ويفهم بالفطرة وليس بالوصف لأنه كيان ممزوج بالتأثير والشعور والإحساس بالمشاعر منبعه القلب لا يمكن وصفه , لكن ممكن أن يكون له جذور قديمة متعددة فكلما ازدادت أعداد الجذور كلما كان الحب مترابطاً أكثر وأكبر بالفرح والسعادة والهناء , لا يتخلله مصالح إلا مصلحة واحدة هي إسعاد الحبيب , حيث أن لمسات الحب والعطف والحنان لمحبيكم تشعرهم بسعادة الحياة وهذا يسمى بتأديب المحبين بالحب فقد أثبتت الدراسات أهمية ذلك في النمو الجسدي والعاطفي للمحبين . 

بقي لي أن أستخلص القول بأن الحب في أصله هو بداية إيمان لنهوض حكم القلب على المحبوب وليس العين فقط , فاحتمال أن يحب الإنسان عن بعد دون أن ترى العين محبوبها , فالحب الحقيقي أن تزرع في طريق من تحب زهوراً وورداً وياسميناً وتزرع أيضاً في خيال من تحبه حكايات جميلة ونبضات صادقة , فإن صبر الحبيب على البعد فاز ونال حبيبه وازدادت المحبة بينها , فأنت أيها المحب تعد بالنسبة لمحبوبك نصف روحه ونصف عقله وكل قلبه , ففي قلبك له مكان لا يعرفه أحدا غيره , وتأكد بأنك ستجعل حياتك معه أجمل وستتجمل أكثر بلقائكما لبناء أسرة سعيدة متكاملة يغمرها الإيمان والحنان والحب والخير والسعادة والهناء .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف