محنةٌ زيتونة
بقلم: محمد الجنافي.. ليبيا
هوى بفأسه المشحوذ على أغصان شجرة الزيتون..
لم تمضي ساعات حتى غرق إلى ركبتيه بين أغصانها المبعثرة حول جذعها الضخم..
جاس بحذائه الثقيل خلال أعرافها المثقلة بزيتونها اليانع، ملاحقا ما بقى من أغصانها المتدلية، قبل أن يعتلي جذعها، كتيس جائع، ليجهز على فروعها العلوية..
هرع أخوه لثنيه..
صرخ في وجهه مستنكرا:
لا تقطع الشجرة التي سقاها أبيك وجدي دماً وماء. كيف تلقي بجسدها لسعير الطوابين ولحومنا من خيره؟.. سقتنا، وأطعمتنا؛ غذاء ودواء، ووقتنا بظلالها قيظ الهجير.
لم يلقي بالا لتوسلات أخيه. أمسك ذراع الفأس بكلتا يديه ومضى يهوي بعنف على قمة جذعها العملاق حتى عري من أغصانه.
تجهشت الزيتونة ببكاء حزين
تراخت قبضتاه حول ذراع الفأس. جال بنظرة متعجبة إلى الأسفل حيث خليط الأعواد الغضة، بأوراقها الخضر الآخذة في الذبول، وحبات الزيتون الأسود المنثور في الأرجاء. قبل أن يعقب مندهشا:
ألمك الفأس أخيرا، وبعد طول مكابرة.
ردت بحرقة:
ضربات الفأس لم تؤلمني, ما آلمني أن ذراع فأسك من خشبي.
بقلم: محمد الجنافي.. ليبيا
هوى بفأسه المشحوذ على أغصان شجرة الزيتون..
لم تمضي ساعات حتى غرق إلى ركبتيه بين أغصانها المبعثرة حول جذعها الضخم..
جاس بحذائه الثقيل خلال أعرافها المثقلة بزيتونها اليانع، ملاحقا ما بقى من أغصانها المتدلية، قبل أن يعتلي جذعها، كتيس جائع، ليجهز على فروعها العلوية..
هرع أخوه لثنيه..
صرخ في وجهه مستنكرا:
لا تقطع الشجرة التي سقاها أبيك وجدي دماً وماء. كيف تلقي بجسدها لسعير الطوابين ولحومنا من خيره؟.. سقتنا، وأطعمتنا؛ غذاء ودواء، ووقتنا بظلالها قيظ الهجير.
لم يلقي بالا لتوسلات أخيه. أمسك ذراع الفأس بكلتا يديه ومضى يهوي بعنف على قمة جذعها العملاق حتى عري من أغصانه.
تجهشت الزيتونة ببكاء حزين
تراخت قبضتاه حول ذراع الفأس. جال بنظرة متعجبة إلى الأسفل حيث خليط الأعواد الغضة، بأوراقها الخضر الآخذة في الذبول، وحبات الزيتون الأسود المنثور في الأرجاء. قبل أن يعقب مندهشا:
ألمك الفأس أخيرا، وبعد طول مكابرة.
ردت بحرقة:
ضربات الفأس لم تؤلمني, ما آلمني أن ذراع فأسك من خشبي.