الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عِشقٌ صامتٌ بقلم:د.عز الدين حسين أبو صفية

تاريخ النشر : 2017-02-17
عِشقٌ صامتٌ بقلم:د.عز الدين حسين أبو صفية
عِشقٌ صامتٌ ::

حالة حب وعشقٍ حقيقيةٍ و خاصة جداً  ::

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

في مثل هذا اليوم كان يُخططُ للقاء من عَشِقها قلبهُ قبل أن يراها أو يسمع صوتها   أو تسمع هي صوته أو  تراه  منذ أن إلتقاها صدفةً قبل عدة سنوات ، وكان يحلُم بهذا اللقاء لأن.  له وبه معانٍ كبيرةٍ وهو مناسبة وذكرى عيد الحب الذي يصادف يوم الرابع عشر من شهر فبراير ( شباط ) من كل عام ، فكان عليه أن يَنثر حبه لها ويترجمه على أرض الواقع ، فذهب إلى المُتَنَزَه الذي تعود على الذهاب إليه منذ عشرات السنين فَخَبِرَهُ و سَبِرَ أغوار ودروبه و ممراته وأزقة وزوايا أشجاره و زهوره ومقاعده الخشبية العتيقة التى أخذ منها الزمن مأخذه  ٠

كان الجوُ خريفياً بارداً وتلفه أعباق ورائحة الزهور والأشجار.  مُختلفة  الأشكال.  والألوان.   والتى بدى عليها ما فعله الخريف بها ، فتساقط الكثير من أوراقها إلى حيث جذوعها ولم ترغب فى مغادرتها ، فكانت تدور حولها بفعل بعضٍ من هبات الرياح الناعمة الخجولة  فتدورُ تلك الأوراق.  حول الجذوع وكأنها تؤدي مناسك كعِشقٍ وكأنها تردد ترنيماته بصوت حفيفها  ٠

مَرَ جورج من خلال.   بوابة المتنزه يسير بِخطىً ثابتة وبثقة الهادف للوصول إلى حيث ينوي الجلوس ، ويعبقه أملٌ وحنينٌ للقاء مع من عشقها٠

كان ممشوق القامة يمشي ملكاً يرتدي معطفاً صوفياً أسوداً يغطي معظم جسمه إلي ما دون الركبتين بمسافةٍ ليست بالقليلة ، وقد لفه المعطف الذى عليه من الأمام.  وبالطول صفين من الأزرار.   كبيرة الحجم وسوداء اللون أيضاً ، وصاحبها عدد من الأزرة.   الأصغر.  حجماً مثبة على طرفي كميّ المعطف الذى غطى من تحته قميصاً مخملياً باللون الأسود.  أيضاً ولكنه أقل سواداً من سواد المعطف  ، وقد لفَ عنقه شالٌ حريريٌّ خمريّ اللون مُعرق بألوان سوداء وتتدلى من  خلف ظهره ومن أمامه بشكل كبيرٍ نسبياً ، وكانت القبعة السوداء تُغطي رأسه شبه كامل.  ، إلى من بعضٍ من خصلات.  من شعره الطويل الممزوج ببعض الشيب تتدلى من على جوانب القبعة حتى أذنتيه ، وقد أكمل أناقته هذه بنظارةٍ سوداء معتمةً وبها شيء من الثراث وقدم الزمن ، وكان بيده عصاه السوداء ذات المقبض البنيّ الداكن والمنحنية للأمام. تسند طوله الممتد والمنتصب إلى الأعلى.  وكأنه يتخايل بهجةً. ثقةً بالنفس ويلوح بها تارة ًيسرى وتارةً أخرى يمنى وأحيانا ًيرفعها من أمامه للأعلى.  ٠

سارَ إلى الأمام.   عشرات الخطوات محسوبات عنده وكأنه كان يعدها وهو يتفحص الممرات داخل المتنزه ،وبعد عشرة دقائق إستدار إلى جهة اليسار ، وبعد ثلاثة.  خطوات من حافة الممر الذى كان يسير عليه لمس بيده مقعداً خشبياً تعود الجلوس عليه ،فجلس ، ووضع عصاه إلى يساره وهو يلاعب.   أصابع يده اليمنى فى الهواء وكأنه يعزف على أصابع بيانو ويصغى إلى أنغامه ويتبسم لها وكأنه يحدثها شوقاً وطرباً ٠

وأثناء ذلك كانت تمر عبر بوابة المتنزه تلك الفتاةُ  الأربعينية.    الممشوقة القد تفوح من بين جنباتها رائحة القرنفل وتمشى بخيلاء.  تنم عن حالة عشقها ، كانت ترتدي فستاناً بلون الزهور ، طويلٌ إلى ما دون ركبتيها وبيدها مظلة مقفلة تستخدمها وقت حاجتها ٱليها إذا ما نزل المطر وإضطرها لذلك ٠

كان يزين عنقها ذاك الشالُ الخمريُّ الذي تمر على طوله خيوطاً حريريةً سوداء وكان يلف رقبتها بشكل يعبر عن مدى أناقتها ، وكانت تستخدم جزمةً سوداء اللون مزينةً من أعلاها. ببعض الورود الصغيرة مختلفة الأشكال.  و الألوان.  وتسيرُ بخطاً ثابةً ومتزنةً وهي تلوح بالمظلة فى الهواء وكأننا تُداعبه ، وبعد عشرة دقائق من السير والمحسوبة لديها بدقةٍ ، إستدارت إلى جهة اليسار ، ثم سارت ثلاث.   خطواتٍ بعيداً عن حافة الممر وهى تمد أصابع يدها اليسرى تتحسس المقعد الخشب ّ الذى تعودت الجلوس عليه فإذا بها تُلامس أصابع جورج فضحكا وأجلسها إلى جانبه الأيمن ودار بينهما حديثاً مطولا عن الشوق والإشتياق.    وعن الطبيعة و الجمال و عن العشق و الأمل.  وعن الحب وعنها وعنه ، تحدثا في كل شئ حتى عن الطعام والشراب وعن البيت وعن المدينة وشوارعها وعن الشجر والنصب التذكاري في الميدان الرئسيّ فى المدينة ، وقد تخلل حديثهما ضحكات تعلو تارة وتنخفض تارة أخرى وتتوافق مع حركات أصابعهما  التى لم تتوقف ، حدثها عن لبسه وجماله وحدثته عن فستانها وجماله وعن وردتىّ الجوري اللتان أحضرتهما معها فأهدته واحده منهما وثبتتها فى المكان المخصص لها على ياقة معطفهِ الأسود.  الذي يرتديه ، وأعطته الوردة الثانية ليثبتها فى الجانب الأيسر.  من على قبعتها البيضاء المزينة بخيوط الحرير من كل ألوان قوس قزح  ٠

ضحكا طويلاً. وسمح لكفه أن يلامس.  وجنتيها ، فخجلت وأحمرتا وهمست له بنعومة أصابعها أٓحبك ، إقشعر جسمه وأثلجت أحاسيسه خجلاً.   وبادرها وأنا أعشقك ، وسكتا برهة من الزمن زادت من هدوء المكان الذى لم يُسمع فيه صوتاً غير صوت حركة أصابعهما الخافتة أصلاً.  و أصوات ضحكهما ، بادرها جورج وقال وأنا أعشقك ،  ثم سكتا برهةً اخرى من الزمن وهما يحسان بورق الشجر المتساقط على الأرض.تحت أقدامهما وكأن عشاق الكون من حولهما يتراقصون فرحاً  وكأنهم يعلمون سرهما الذى يخفيانه ٠

تجاسر جورج وقال جورجيت ،،، وأنا أحبك واحتضن يدها اليسرى بين كفيه وقبلها بلهفة العاشق بعد أن كان قد أخرج من جيب معطفه عُلبةً من القطيف الأحمر.  وفتحها و أخرج منها خاتماً ذهبياً مرصعاً بقطعٍ من ألماس وأمسك ببنصر يدها اليسرى وألبسها الخاتم وهو يقول لها أما آن الأوان.   أن نتوج حب السنين بالزواج ٠

ارتعش قلبها وزادت دقاته وأنتفضت أصابعها يدها وارسلتها تلاطف.   وجنتيه وشفتيه وأرسلت أصابع يدها اليسرى لتلتقى. مع أصابع يده اليمنى وهي تطبع قبلتها على جبينه ،. قالت له نتزوج ولا.   أحلى من هذا اليوم ، يوم عيد الحب ٠

لم يريدا مغادرة المكان  وأستمرت أصابعهما تداعب بعضها البعض تارةٌ تضع يدها فوق  يده وتارة أخرى  يضع هو يده فوق يدها وهى تتحدث عن إتفاقهما على الزواج وتتحدثان عن مراسم الزواج والكنيسة التى يرغبان اتمام الزواج فيها ٠

ضحكا مطولا.   وقال لها كم أعشق جمالك الذي لم أره ُ ولن أراه ، وكم أعشق صوتك و عذوبتة ،صوتك الذى لم أسمعه ولن أسمعه وكم أعشق أصابع يدك التى حدثت أصابع يدى عن كل شئ عنك وأخبرتنى منذ زمن طويل عن قلبك وعشقك وحبك لى ،٠

ضحكت جورجيت وقالت وكم أعشق أصابع يدك التى حدثتنى عن قلبك وحبك وجمال طلتك التى لم أراها ولن أراها وعن عذوبة صوتك وهو يشدو والذى لم أسمعه ولن أسمعه ٠٠

 

دكتور //عز الدين حسين أبو صفية ،،،
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف