الأخبار
رابطة الدوري الإسباني تعلن مواعيد الجولة الأولى من الموسم الجديدكم بلغت أرباح الهلال بعد وداع مونديال الأندية؟نجوم الرياضة يودعون ديوغو جوتا في مراسم مهيبة وأجواء حزينةلماذا تظهر الآن بوادر صفقة بين حماس وإسرائيل؟ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.338الرئيس الأمريكي.. وتحدي القضاء الإسرائيليتأثير العوامل النفسية على البشرةالاحتلال يقتحم عناتا وضاحية السلام ويخرب منازل وممتلكات المواطنينبرنامج الأغذية العالمي: سكان غزة يواجهون مستويات حادة من الجوعإعلام بريطاني: ماكرون سيضغط على ستارمر للاعتراف بدولة فلسطينالرئاسة التركية تنفي مزاعم تصدير بضائع لإسرائيل بقيمة 393.7 مليون دولارالأمم المتحدة: مقتل 613 شخصاً قرب مراكز الإغاثة في غزة خلال شهراستشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين في قصف الاحتلال جنوب لبنان(كابينت) الاحتلال يجتمع مساء اليوم لبحث تطورات صفقة التبادل المُرتقبةترامب: إيران لم توافق على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيوم
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كفى لشق شوارع المزايدات بقلم تميم منصور

تاريخ النشر : 2017-02-17
كفى لشق شوارع المزايدات

تميم منصور

قبل أن ينهي رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة عرض فكرته بإقامة جبهة مشتركة ، مكونة من أطر وشخصيات وطنية عربية ، منها سياسية وأخرى شعبية ، بالاشتراك مع قوى يسارية يهودية ، من حركة ميرتس ومن خارجها ، بهدف التصدي والوقوف في وجه سياسة اليمين الفاشي التي تتسع دوائرها كل سوم ، بقيادة رئيس الحكومة نتنياهو الذي يرى بالمواطنين العرب عدوه الأول ، مدعوماً من كافة الأحزاب اليمينية .

قبل أن تنضح جوانب الفكرة ، تم سحب سكاكين المغرضين من داخل القائمة المشتركة وخارجها ، فجأة تذكر بعض أعضاء في التجمع الذين وصلوا " ترمب " على ظهر القائمة المشتركة الى الكنيست ، ومعهم أعضاء من الحركة الإسلامية أن حركة " ميرتس " هي حركة صهيونية ، وبدأوا يلوحون بأعلام العروبة من جديد ومعها الفلسطينية ، كما أخذوا يتباكون على الاجماع القومي وما الى ذلك من مخزون الشعارات المعهودة والمعروفة .

لقد رفعوا هذه الشعارات على رؤوس سكاكينهم التي شهروها لسلخ جلد القائمة المشتركة ، خاصة بعد أن وجدوا بعض المغرضين الحاقدين على القائمة المذكورة، يجترون كلماتهم ، ان الفكرة التي طرحها ايمن عودة بالعمل المشترك مع قوى يسارية يهودية ، أدت الى المزيد من التقارب في وجهات النظر بين بعض قادة الحركة الإسلامية المعروفين بتشنجهم وبين بعض أعضاء التجمع ، لانهم وجدوا في فكرة رئيس القائمة المشتركة قاسماً مشتركاً آخر يجمعهم ، إضافة الى القاسم المشترك الذي جمعهم منذ خمس سنوات ، وهو مناصبة العداء لمحور المقاومة ، والمشاركة في المؤامرة على دولة الممانعة سوريا .

كلنا نعرف علاقة حركة ميرتس بالحركة الصهيونية ، وكل الذين يدعمون فكرة رئيس القائمة المشتركة يعرفون ما هي الحركة الصهيونية ، ودورها السياسي والإعلامي والعسكري في نكبة شعبنا ، وهذه الحقيقة يعرفها رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة ، لكن قصده ونواياه كانت ولا تزال معروفة ، وقد تحدث عن هذا التعاون بحذر شديد ، لكنه لم يكفر عندما قال : بأننا بحاجة الى رص الصفوف ، بالاشتراك مع القوى اليسارية اليهودية لمواجهة أخطار حكومة اليمين التي تزيد من تضييق  الخناق حول أعناق المواطنين العرب في الداخل الفلسطيني ، وفي المناطق المحتلة .

ما هي الأضرار في حالة توفر مثل هذا التضامن في التصدي لسياسة التمييز القومي ، وهدم البيوت داخل المدن والقرى العربية ، ومصادرة الأراضي ، ووضع حد لاستمرار محاولات اصدار القوانين العنصرية ، ووقف الاستيطان .

ان مردود هذا الكفاح والنضال المشترك ، يصب في مصلحة المواطنين العرب ، ويثبت وجودهم وتمسكهم في تراب وطنهم ، أكثر مما يخدم مصالح القوى اليسارية ، الصهيونية منها ، وغير الصهيونية .

فالقوانين العنصرية الجديدة ، منها قانون الآذان ، الى سياسة هدم البيوت وقانون إبعاد أعضاء الكنيست ، إضافة الى قوانين مصادرة الأراضي والشح في الميزانيات وغيرها ، جميعها تسقط في خانة المواطنين العرب ، ولا تصيب اليسار اليهودي الا في حالات استثنائية ، فدعم أعضاء اليسار اليهودي لحقوق المواطنين العرب ومعارضتهم لهدم البيوت ومصادرة الأراضي وغيرها تنبع من دوافع أيديولوجية ليس إلا .

ان أي صوت يهودي يرفض هذه الممارسات العنصرية ، أو رفع أي يد ضدها من قبل أي عنصر من داخل اليسار ، جميعها تخدم المواطنين العرب ، في نفس الوقت فهي لا توقف مدهم وانتماءهم الوطني القومي  ولا يمكن اعتبارها تدخلاً في حياتهم السياسية ، ولا تشكل أي نوع من الخطر على أحزابهم القائمة ، خاصة القائمة المشتركة ، التي يجب ان تحافظ على وجودها واستمرارها في نفس الوقت يجب التصدي للمزايدين عليها ، ويجب استنكار جميع  حالات الطيش السياسي الذي يمارسه بعض أعضاء هذه القائمة دون حذر أو تفكير .

في رأيي أن التعاون مع اليسار بكل مسمياته ، لا يقلل من وزننا ورصيدنا الوطني ، ولا يغّير انتمائنا الفلسطيني ، العكس هو الصحيح ، فإن إقامة اطار متماسك من كافة القوى المعارضة لسياسة الابرتهايد الإسرائيلية سوف يعري سياسة هذه الحكومة أكثر ، وسوف يشجع من مواقف هذا اليسار ويزيد من ثقته بنفسه ، وفي نفس الوقت سوف يزيد من التفاهمات حول نقاط الخلاف التي لا زالت قائمة ، مثل مسألة عودة اللاجئين ، ، ومسألة توحيد القدس وغيرها ، كلنا نذكر فريق كرة السلة الأمريكي الذي زار فيتنام خلال العدوان الأمريكي على الشعب الفيتنامي ، كيف استطاع هذا الفريق تعبيد طريق التواصل بين الشعب الفيتنامي والمواطن في الولايات المتحدة ، وكانت نتيجة هذا التقارب انتهاء الحرب وانتصار الشعب الفيتنامي ، ولا ننسى  وقوف الفنانين والمطربين والرياضين اليساريين الأمريكان أيضاً ساعد في الخروج من المستنقع الفيتنامي .

كل من يعرف البعد الحقيقي لفكرة رئيس القائمة المشتركة ايمن عودة يدرك بأنه لم يتحدث عن تحالف استراتيجي بين أعضاء القائمة المشتركة وبين أعضاء حركة ميرتس ، لأن هذا مستحيل ، لم يتحدث عن تحالف أو وحدة حزبية ، إنما الموضوع يدور حول وضع برنامج عمل مشترك للعمل النضالي المشترك ، في الشارع وفي المواقع التي تحدث فيها مواجهات مع أجهزة القمع الإسرائيلية .

نقول لكل الذين لوحوا بسكاكينهم ، واعتبروا هذا الطرح خطاً أحمر قبل مناقشته ، ان بعض قادتهم قد تعاونوا وصادقوا قيادات صهيونية مثل شمعون بيرس الغني عن التعريف ، والمسؤول عن مذبحة قانا الأولى ومذبحة قانا الثانية ، والذي قاد غالبية حروب إسرائيل العدوانية .

والداعم الأول للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة . أما المستهترين بهذه الفكرة من أعضاء التجمع ، فإننا نذكرهم بالعرس الذي قاده عزمي بشارة ، عندما قرر ترشيح نفسه ليس لإقامة اطار نضالي مشترك مع اليسار اليهودي ، بل رشح نفسه لتولي رئاسة حكومة إسرائيل بمجملها .

بهذا تجاوز كل الخطوط الحمراء بالتعاون مع الصهيونية ، وبعد ان لمع نجمه في وسائل الاعلام ، عقد صفقة مع مرشح حزب العمل في حينه ايهود براك لدعمه ، ولا أحد يعرف حتى الآن ما هو ثمن تراجع عزمي بشارة  عن الترشح لرئاسة الحكومة والثمن الذي دفعه ايهود براك له  .

في السياسة هناك طرق التفافية وشوارع تٌشق وتعبد باللقاءات العلنية و السرية ، وبالنسبة لقضايانا ومشاكلنا الملحة ، الهامة ، لسنا بحاجة في هذا الوقت لشق شوارع مزايدات ، لأن شراسة اليمين وأنياب نهشه لن ولم تترك لنا الخيارات .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف