الأخبار
رابطة الدوري الإسباني تعلن مواعيد الجولة الأولى من الموسم الجديدكم بلغت أرباح الهلال بعد وداع مونديال الأندية؟نجوم الرياضة يودعون ديوغو جوتا في مراسم مهيبة وأجواء حزينةلماذا تظهر الآن بوادر صفقة بين حماس وإسرائيل؟ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 57.338الرئيس الأمريكي.. وتحدي القضاء الإسرائيليتأثير العوامل النفسية على البشرةالاحتلال يقتحم عناتا وضاحية السلام ويخرب منازل وممتلكات المواطنينبرنامج الأغذية العالمي: سكان غزة يواجهون مستويات حادة من الجوعإعلام بريطاني: ماكرون سيضغط على ستارمر للاعتراف بدولة فلسطينالرئاسة التركية تنفي مزاعم تصدير بضائع لإسرائيل بقيمة 393.7 مليون دولارالأمم المتحدة: مقتل 613 شخصاً قرب مراكز الإغاثة في غزة خلال شهراستشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين في قصف الاحتلال جنوب لبنان(كابينت) الاحتلال يجتمع مساء اليوم لبحث تطورات صفقة التبادل المُرتقبةترامب: إيران لم توافق على التفتيش والتخلي عن تخصيب اليورانيوم
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الثورة السورية تقتل بأيدي مفاوضيها !!بقلم محمد فخري جلبي

تاريخ النشر : 2017-02-17
الثورة السورية تقتل بأيدي مفاوضيها !!
بقلم الكاتب محمد فخري جلبي 

الثورة السورية شكلت منعطفا جديدا في تاريخ الثورات ، وبنت حائطا أسمنتيا بوجه أي ثورة قادمة في العالم !! وذلك أن تم الغوص في مستنقعها المشبع بالخيانة والتواطؤ مع الدول الفاعلة على الساحة الدولية من قبل (بعض )الناطقين بأسم تلك الثورة . 
كيف لعربة الثورة السورية أن تصل وجهتها وجميع الركاب طامعون بالقيادة ؟؟ 
كيف سيكتب التاريخ مجريات هذه الثورة والمتسلقين على ظهور البسطاء يطمحون ببطاقة طائرة وبعض الصور الفوتوغرافية في المؤتمرات الدولية الهشة ؟؟ 
لقد تبدد حلم الشعب السوري بالخروج من دائرة العنف المحاصر بداخلها منذ عدة سنوات بصخرة (بعض) المعارضين السوريين ،  حيث داء السلطة توغل في نفوسهم (الكوادر الثورية) متغاضين عن ألام المعذبين متناسين ثقل الملف المطرج بالدماء الملقى بين أيديهم  منذ بدء تلك الثورة .
وضمن مسلسل الثورة السورية الممتد إلى مالانهاية والعصي على كاتب السيناريو حياكة نهاية تريح كاهل الشعب المنهك ، تلوح في الأفق أضواء مؤتمر جنيف الرابع في 23 فبراير الجاري ، لتطفو للسطح المبارزات العلنية حول أسماء الأعضاء المشاركين بالوفد بعد أن أستولت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للائتلاف الوطني المنبثقة عن منصة الرياض للمعارضة على حصة "الأسد" في تشكيلة الوفد !! 
حساء مقزز من الكلمات ماسوف أقوم بطرحه ولكن ذلك هو واقع الحال وللأسف ، ولكي لاننسى ونلقي اللوم على الظروف المحيطة بالثورة وحسب ، فأن الكوادر المعارضة أو أعمدة الثورة السورية لم تشهد في أي مرحلة من المراحل السابقة أي تقارب حقيقي يذكر يمكن التعويل عليه من أجل الوصول إلى هيئة موثوقة وفاعلة يمكن أن تقارع بأوجاع السوريين أحصنة أعداء الثورة !!
ولكي يتضح الأمر جليا فلنسرد التناقضات الأخيرة في مواقف الهيئات التي تشكل المعارضة السورية ، وكيف تم قنص جسد الثورة بأيدي مفاوضيها من خارج حدود الدولة السورية !!
حيث بدأت الخلافات من قبل الزعبي الرئيس السابق للوفد المفاوض إلى جنيف ، حيث نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن “الزعبي” الرئيس السابق للوفد المفاوض إلى جنيف رفضه تشكيل الوفد الجديد بالصيغة الأخيرة على أعتبار تقديم الساسة على العسكريين لقيادة دفة التفاوض وعدم وجود جديد في مسببات وقف المفاوضات في جنيف ، كما ونوه إلى أن العسكريين أكثر تأهيلاً لهذه المهمة بأعتبار أنهم من يديرون المعركة في الميدان بشكل مباشر ، والزعبي بتلك الكلمات أبتاع البندقية التي سوف يتم بها أتمام المهمة . ليكمل جهاد مقدسي حشو البندقية المصوبة تجاه جسد الثورة من خلال رفضه تشكيلة الوفد المفاوض إلى جنيف التي أعلنت عنها الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للائتلاف الوطني لعدم مشاورة أعضاء منصة القاهرة بوضع الأسماء ، وأضاف أن منصة القاهرة أقترحت تشكيل "وفد متوازن" يضم ممثلين عن المنصات الثلاث في موسكو والقاهرة والرياض  معتبرا أن إعلان الأئتلاف الوطني عن قائمته إلى مفاوضات جنيف-4 يعني رفض هذا المقترح . 
ليتبرع قدري جميل رئيس ما يعرف بمنصة موسكو بضغط الزناد وأطلاق الرصاصة القاتلة على حصان الثورة السورية المترنح !! فلقد صرح (قدري جميل ) بأن تشكيل الهيئة العليا للمفاوضات أكثرية داخل وفد المعارضة إلى جنيف يعيق عمل المفاوضات ، وأتهم قدري جميل مجموعة الرياض بتعطيل عملية السلام وطالب بـ"تمثيل عادل ومتوازن" لجميع قوى المعارضة خلال تشكيل وفدها إلى مفاوضات جنيف، مضيفا أن مجموعته تنظر إلى تشكيلة الوفد التي أُعلن عنها "كمقترح من جماعة الرياض، ويجب أن يخضع للبحث والاتفاق . 
ويجدر الأشارة هنا وعلى ضوء ماسبق ذكره بأن الثورة السورية تشهد أخر فصولها وكما أراد لها أعدائها !! فمن شأن تلك المعطيات تسميم الجو العام للمفاوضات وأستغلال الأطراف المناهضة للثورة تلك الظروف لأطالة أمد الأزمة أو للقضاء عليها بشكل نهائي وذلك بعد تصدير تلك الصورة المشينة عن المتحدثين بأسم الثورة للمجتمع الدولي .
حرب الساعات الأخيرة تشتعل بين الأطراف المعارضة ، والجميع يلهث خلف ملىء سلته بمكاسب مادية ومعنوية على حساب الثورة المفجوعة بمن تسلم زمامها . وللتذكير فلقد رفضت المعارضة السورية من خلال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات (رياض حجاب) في وقت سابق تهديدات المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بتشكيل وفد بديل لمفاوضات جنيف التي تم تأجيلها حتى نهاية هذا الشهر ، معتبرة أن الموضوع من خارج اختصاصه ويتناقض مع قرار مجلس الأمن 2254 !! المخزي بالواقعة بأن ديمتسورا المبعوث الدولي كان يملك بصيرة نافذة كشفت له عمق الخلافات وتردي حال المطبخ السياسي للمعارضة السورية مما جعله يدلي بذلك التصريح بكل ثقة . 
ومن المفترض بنا كأبناء لتلك الثورة  أدراك بأن حل لغز المعضلة السورية هو بمعالجة أسباب أنتكاسها من خلال  تشكيل معارضة منسجمة فيما بينها تعترف بأنتمائها للقضية السورية قبل أي جهة أخرى ، وتتحدث بأسم المضطهدين في الداخل وتعبر عن تطلعاتهم وأن تكون جامعة للرؤى المشتركة المرجوة من تلك الثورة وأن لاتكون مجرد أبواق لمرؤوسيهم الجدد ، كما وينبغي علينا عدم الأصطفاف خلف فريق معارض ضد الأخر !! فالجميع يتحمل تبعات تلك المهازل ، كما ويجب التحقيق على مستوى شعبي مع تلك القيادات (الثورية) التي أجهضت حلم الثورة من خلال الأنزواء خلف منصات خارجية لايشكل كم الدمار الهائل وأعداد الشهداء المتزايد بالنسبة لها أي هاجس حقيقي . 
عزيزي القارىء أنه ليس من السابق لأوانه التكهن بثمار مؤتمر جنيف الرابع ، ولمن ستكون الغلبة في نهاية المؤتمر !! مادام الطرف المعارض لمعسكر الأسد يتعارك على جني الثمار قبل البدء في حرث الأرض ، ويشير بأصايع الأتهام للطرف الأخر قبل البدء بالمفاوضات ، ولاسيما بأن أمزجة التشكيك في ثقل المعارضة السورية في الخارج قد بدأ بالتلاشي على وقع تلك الخلافات المعيبة . 
كان الله بعون الشعب السوري حيث لم يكفيه حلفاء الأسد في تقطيع لحمه ليقوم (بعض) المتحدثون بأسم ثورته بالمرواغة والخداع في سبيل الحصول على مكاسب وقتية ،  ليرفعوا شعار الولاء للداعم قبل الولاء للداخل !!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف