الأخبار
"التربية" توضح طبيعة أسئلة امتحان الثانوية العامة لطلبة غزةسلطة النقد تصدر تعليمات للمصارف برفع نسبة الإيداعات الإلكترونية لمحطات الوقود إلى 50%يوم دامٍ في غزة: أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى والمفقودينإعلام إسرائيلي: نتنياهو يبحث "صيغاً مخففة" لإنهاء الحرب على غزةجيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمنأول اتصال هاتفي بين بوتين وماكرون منذ ثلاث سنواتبالأسماء.. الاحتلال يفرج عن 14 أسيرًا من قطاع غزةتوجيه تهم القتل والشروع به لـ 25 متهماً في قضية الكحول بالأردنالسعودية تسجل أعلى درجة حرارة في العالم خلال الـ24 ساعة الماضيةمصر: أمطار غزيرة تفاجئ القاهرة والجيزة رغم ارتفاع درجات الحرارةمسؤولون إسرائيليون: تقدم في محادثات صفقة المحتجزين.. والفجوات لا تزال قائمة(كان): قطر تسلّم إسرائيل مقترحًا جديدًا لوقف لإطلاق النار في غزةترامب: سأكون حازمًا مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة وأتوقع هدنة خلال أسبوعوزير الخارجية المصري: خلافات تعرقل الهدنة في غزة والفرصة لا تزال قائمة للتوصل لاتفاقجامعة النجاح الوطنية: الجامعة الفلسطينية الوحيدة في تصنيف U.S. News لأفضل الجامعات العالمية 2025/2026
2025/7/2
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تونس نموذج ديمقراطي ناجح ورؤية مستقبلية بقلم: تمارا حداد

تاريخ النشر : 2017-02-17
تونس نموذج ديمقراطي ناجح ورؤية مستقبلية بقلم: تمارا حداد
تونس نموذج ديمقراطي ناجح ورؤية مستقبلية .

بقلم الكاتبة : تمارا حداد .

استطاعت تونس أن تتجاوز الإرهاب وفق مسيرة مناهضة للعنف والتطرف الديني المتشدد ، وأعطت انطباعا ونموذجا جادا ورائدا للتصدي لهذه الظاهرة والتي توالت على كثير من الدول العربية ، بالرغم أن تونس كانت مهد الربيع العربي ولكن استطاعت التصدي لهذا الربيع وفق وحدة وطنية وسياسية وفي ظل حوار استطاعت أن تدمج الإسلاميون المعتدلون ومختلف القوى العلمانية بدلا من اللجوء إلى الكراهية والمواجهة .

تونس مجتمع مدني حي ويمتلك رؤية معاصرة مركبة تقوم على الديمقراطية الشفافة والتنمية ، يتجانس الشعب التونسي من حيث اللغة والعادات والتقاليد في ظل رؤية دينية داعمة للتسامح والاعتدال والتنوير والثقافة الوسطية .

استطاع الشعب التونسي الحفاظ على وحدته الوطنية ونبذ الخلافات السياسية بين فصائله لمواجهة عدو اكبر ألا وهو الإرهاب ، وقد دخلت تونس منعرجا قويا للتصدي لهذه الظاهرة ، استطاعت أن تقلص على الإرهاب ورفعت الصوت الديمقراطي الناجح .

وأبدت تونس وقياداتها الإرادة السياسية لمقاومة الإرهاب لإدامة الاستقرار ونبذ القمع وبلورة الفرصة الحقيقية للديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنين بما فيها النساء لتشكل نموذجا يحتذى به رغم المعيقات والتحديات .

ما يميز الحكومة التونسية ومؤسساتها إنها أرست نموذج يتعارض مع المصالح الإرهابية والتي لم تجد مكانا للفوضى والأنظمة المستبدة في تونس ، فقلصت الظواهر الإرهابية عبر نبذ مظاهر التطرف الديني التي تكون ناتجة عن التشدد في الأحكام التي تؤدي إلى التكفير ثم التصفية الجسدية .

استطاعت تونس أن تسيطر على الإرهاب بمراقبة المساجد ورقابة الجماعات المتطرفة المتشددة ومراقبة الخطاب الديني من خلال مراقبة الإطار الدعوي الديني ، وقامت تونس بتحسين الأوضاع المادية للمشرفين على المساجد خوفا من إغرائهم من طرف الجماعات السلفية المتشددة ، وأوجدت البرامج الدينية المعتدلة في وسائل الإعلام .

وضعت تونس خطة تنموية عاجلة للمناطق الأكثر تهميشا وفقرا فإيجاد حل للفقر هو حلا لمشكلة الإرهاب ، وأوجدت برنامج اقتصادي طويل الأمد لمعالجة الفقر والتهميش وتنمية اقتصادية مستديمة لتطوير البنية التحتية .

بادرت تونس بتطوير جهازها الاستخباراتي مع الدول المجاورة للتصدي لظاهرة الإرهاب وأوجدت إستراتيجية طويلة الأمد للأمن القومي  واستطاعت مراقبة الإرهابيين الذين رجعوا بعد خسارتهم في سوريا والعراق في ظل وجودهم في تنظيم داعش ، وتأهيل الجهاديين عن طريق القيام بمراجعات داخلية لفكرهم ويشارك في هذه المراجعات علماء دين وعلماء اجتماع ونفس عبر منهج الحوار والالتزام برؤية مستنيرة بعيدا عن حمل السلاح .

استطاعت عقد مؤتمر وطني للتصدي لظاهرة الإرهاب وشارك فيه التيارات المتشددة لينبثق عن المؤتمر الاتفاق حول مضمون الإرهاب وكيفية التصدي له وليصبح الميثاق ملزما لكافة الأطراف ، وراجعت تونس المنظومة التربوية في اتجاه التأكيد على مفاهيم التعايش والتسامح والاهتمام بالمدارس والجامعات وتوعيتهم ووضع سياسات شبابية تعمل على إشراك الشباب في سلطة القرار وتوفير لهم فرص العمل اللازمة .

شجعت تونس التيار الإسلامي المعتدل والعصري والحداثي يناسب المتغيرات الإقليمية ، ضمنت الحريات ومنها حرية الاختلاف واحترام الرأي الآخر وضمنت دولة القانون والقضاء العادل والإعلام الحر والانتخابات النزيهة والتعليم الجيد ونشرت التسامح الديني والمذهبي من اجل استقرار سياسي وامني .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف