الأخبار
(هيئة البث الإسرائيلية): التعديلات المقترحة في رد حماس تشكّل تحدياً لقادة إسرائيلشهداء وجرحى في سلسلة غارات للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزة
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

صوت للبياض بقلم:فاطمة البار

تاريخ النشر : 2017-02-15
صوت للبياض
سأحدثكم عن لغتي و جمالها من جهة تبهر المشاعر وتحلق بالفكر ، فكم هي غنية ثرية نقية كنقاء البياض الذي سيحل ضيفا ممتعا على قلمي اليوم .
قلتُ
كم ناصعٍ نطقَ البياضُ بحسنهِ حتى تراءى في السماء منيرا

فكم للبياض من لغةٍ و جمال ، وكم له من دهشةٍ وسمو ، تصّاعد منه أنفاس الخُلّو، وتبتعد عنه دهشة الفتنة وفتنة اللحظة ولحظة الالتقاء .
لونٌ يغمرُ بحسنه الأحياءَ فيرقى بهم لمراتب النصاعة والجمال والنظافة و الصفاء ؛ و يلف الأموات تاركا لهم اللاشيء والفناء والضعف واللاحيلة .
لو نطق البياض لقلّت حروفه واتسعت دائرةُ سناه ، فلا حديث غير الصمت يلف تكويناته ، كيف لا وهو الشيء واللاشيء !
هو الأساس في درجات تكوين بقية الألوان .
ينير بضعفه ويحجب بقوته ، لذا فجبروته بين قوته وضعفه حيث لا يوازيه لونٌ سواه .
قيل أنّه يرمز لعدم الاتساخ ، وأضيفُ أنّ الاتساخ الأشمل ليس المحسوس المنظور ؛ لكنه الاتساخ القلبي النفسي الجسدي الخُلقي اللفظي الروحي إذا ما شئنا أن نعمم ، نعم فلكم أن تبحثوا عن زوايا لهذا البياض ، ولكم أن تُعلنوا أنه شيء لا شيء مثله ، فلا هو من الأشكال الهندسية المنحية ولا التي بدون زوايا ، تبرأت منه الأشكال كما فعلت قبل الألوان !
لو تركنا لأنفسنا فرصة لتأمل اللون حقيقة و صدقا لوجدنا عجبا!
فهذا بريقه يشتد ليعبر لنا عن معانيه ويعبر بنا بحاره فنسكن في موانيه حيث هو السكون التام ، وهذا ما جعله حلّة الأموات في عالم السكون ، فلون لاصخب فيه ولا حديث غير الصمت لهو الجدير بهذه الحياة التي تصمت فيها الأشياء و تنام من كل شيءٍ إلا من سنا روحها الذي تدبّ فيه حياةٌ في برزخٍ لا نعلم عن لونه غير البياضِ الذي يلف أهله .
أرأيتم كيف هو اللون الذي علينا أن نخرج به ونُخرج له قبل عدة وعملا !
البياض الذي يتحدث باللاحيلة هو ذاته البياض الذي يصرخ في أول الحياة ، فغالبا يُلَف المواليد الجدد في لفائف بيضاء خالية من كل شيء سوى روائحهم العطرة الجديدة في هذه الحياة .
ولو تأملنا لحظات الإشراق كل يوم حيث يولد يوم جديد ولحظات جديدة لكل مخلوق لوجدنا السنا الأبيض يدب في كل شيء ليدفعه لكل الأشياء ، ففي ظلمة الليل قبله سكون مريع ينجلي بأوائل إشعاعات البزوغ ، ولعل في صلاة الإشراق معان مثيرة لشكر هذا البزوغ في الروح وفي الكون ببياض يقول ( أنا يوم جديد ولعملك شهيد ) .
من البياض اشتقت أجمل الكلمات ورد ذكرها في القرآن الكريم كجزاء حسن للمتقين ( بيضاء لذة للشاربين ) ( بيض مكنون ) و ورد في وصف النبي الكريم عليه صلاة الله وسلامه ( وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه ) و ( إذا تبسم كأنه القمر المنير ) فيا لجماليات البياض هنا حيث ينصع بكل حسن .
قال البحتري

‎إِلى أَبيضِ الأَخلاقِ ما مرّ أَبيضٌ
‎من الدهر إلاعن جدى منه أَو رفد

يقال في لغتي للأبيض المتصف بالبياض ، و للفضة ، ويقال موت أبيض لمن مات فجأة ، ويد بيضاء للدلالة على الإحسان والإنعام ، و يقال لانبلاج بياض الفجر الخيط الأبيض ، و يقال للرقيق أبيضا إذا كان من غير الجنس الأسود المعتاد ، و يقال للماء أبيضا إذا كان كمرض في العين ، و يقال فتحت صفحة بيضاء إذا طوي الماضي ، و يقال الذهب الأبيض للبلاتين ، و يقال الأبيضان للماء و اللبن ، و يقال نهارك أبيض تحية بمعنى سعد نهارك ، و من الأبيض اشتقت كلمات جمّة ذات صلة.
و هذا غيض من فيض جمال لغتي التي تزدهي بها كتاباتي فهي المعبر بصدق عن مكنونات الأنفس .
دمتم بنقاء البياض و جمال العربية .

فاطمة البار
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف