
تقوم منظومتنا الإسلامية على أن الله سبحانه و تعالى خلق الأنسان من طين و جعله في أحسن تقويم و زوده بالعقل و أخذ عليه العهد بأنه ربه و خالقه ورازقه و أقر الإنسان بذلك، و حذره من الشيطان و من نفسه الأمارة بالسوء, و هيأ له الكون ليعيش فيه و أمره بالتفكر في كل ما حوله و التدبر في حكمة وجوده و السعي لتسخيره لتيسير سبل حياته و أنه لا حدود ممنوعة أمامه فلينفد من أقطار السماوات والأرض إن استطاع, و أمره بالإحسان الي كل شيء علي أن يكون به مستعينا و عليه متوكلا و منه طالبا، و وعده أن يرسل له رسلا يعودوا به الي الطريق المستقيم كلما ضل أو حاد ، فمن التزم نجا و فاز بالجنان و من خالف هلك و عذب في النيران.
و ظل الإنسان يتنقل من مرحلة إلى مرحلة و تزداد معلوماته، و تتسع دائرة اهتماماته، و تتقدم وسائل استخداماته، و تتنوع علاقاته فوضع قوانينا تحكمه و التزامات تلزمه, فتارة يوافق الفطرة السليمة, و تارة يحيد به هواه وشيطانه عن الحق و التنكر للرب فأدا عم البلاء وساد الفحش والداء أرسل الحق سبحانه رسلا منذرين ومبشرين و هادين فمن كذب هلك و مضي، و من استجاب نجا وبقى، و توالت الأحقاب و تعددت الأمم و كثرت الرسل وكلما جاء رسولا أخبر عمن سيأتي بعده ، و كانت جميع الرسالات خاصة كل رسول الي قومه حتي جاء نبي الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أخبر بأنه خاتم الرسل و الأنبياء و ان رسالته عامة لكل البشر حيث تقر كل ما جاء فيما سبق من صحيح الأديان و تتمم ما بقي مما تحتاجه سلامة و أمن حياة و آخرة الإنسان، و ارسل الله معه كتابا تكفل بحفظه و ضمنه من البلاغة و الفصاحة و البيان و القصص و العظات ومكارم الأخلاق و الشرائع ما يحفظ نظام الحياة، ومن العلوم و المعجزات ما يكفي لإقناع البشر بأنه من عند الله و أن للكون إله.
و بمضي القرون حمل هدا الدين أتباعه متبعين لسنة نبيهم و شريعة قرآنهم داعين إليه بإحسان، و إذا شط أحدهم او نبذ عن الدين كان له العلماء مبينين و ناصحين ورادعين ، تعددت علوم الدين ما بين تأصيل للغته و تفسير للقرآن وعلومه و مصطلحاته، و ما بين توثيق للحديث بعد تنقيحه و تصحيح متنه و إسناده و تميزت علوم الإسلام بعلم لم يتوفر في أي دين و لا لأي أمة هو علم التعديل و التجريح ينفي كل دخيل عن الدين ويبين الصادق في النقل من الضليل.
و في كل زمان كان يجد أهله في القرآن ما يثبت قلوبهم إليه و يقنعهم بأنه ليس من قول البشر فمن تميز في البلاغة والبيان اقتنع، و من تميز في العلوم والكشوف مهما تعددت شعبها و مجالاتها و وجد لأصولها في القرآن دليلا صدق و ارتدع، إذ كيف لأمي في بيئة صحراوية لا علم فيها ولا مختبرات أن يأتي بمثل ما تم الكشف عنه بعد عصر التكنولوجيا و تقدم اختراع الوسائل و الأجهزة والمعدات.
ومع كل ذلك يظل هناك من يتأبى و يعاند و يكابر و يدعي أن الكون محض صدفة ليتبع هواه و يتخلص من التزامات الطاعة لله ، و ليته قصر على نفسه بلواه بل يسعى لنشر فكره الملعون ويدعي أن الدين للشعوب أفيون ، و أنه ما دمنا نستطيع أن نحلل كل شيء بشكل علمي منطقي و نجد حلا لكل ألغاز الكون فما حاجتنا إلى الإقرار بإله متناسيا أن هذا الإله هو من خلق هذا الكون و خلقه وخلق عقله و أنه هو من وعده بأنه سيكشف له كل أسرار خلقه و أمره الا يغتر بعلمه لأنه ما خلق عبثا و انه محاسبا.
و ليت البلوى قاصرة على غير المسلمين إلا أنه في ظل هذا الانفتاح المعلوماتي و التواصل الإلكتروني نشط الناشطون ممن يريدون نشر الرذيلة و أسبابها و التخلص من فكرة الدين و الإله ، وقد وجدوا الكثير من الآذان الصاغية و القلوب الخالية من العقيدة والدين التي لم تجد من يرسخ دينها في نطاق أسرتها فالأب إما مسافر خارج البلاد و إما مشغول في طلب ما يكفي حاجة الأولاد، و الأم أما محدودة الحيلة و إما غير قادرة على حسن التربية و التوجيه.
لذا أصبح لزاما على من من الله عليه بالعلم وفتح لهم أفاق طلبه و نشره أن يركزوا اهتماماتهم علي الزود عن هذا الدين و المسارعة في الحفاظ على أبنائه قبل أن ينفرط عقد الكثيرين و ذلك بالتركيز على الأسرة و حسن تربيتها متخذين القرآن الكريم والسنة النبوية منطلقا ومنهجا ، و مسخرين كل الوسائل التي تصل الي الجيل التائه بين العقيدة الصحيحة والأفكار الإلحادية الدخيلة لرد الشاردين و إقناع المترددين وتعليم الجاهلين.
و خاصة أن كثيرا من هده الأفكار يبث تحت مجالات متسترة وقد وجدوا فيما يسمى بمجال التنمية البشرية مدخلا واسعا لتغيير الاعتقاد و الإقناع بتبني الكثير من الأفكار غير الإسلامية و في هدا تحول بالمجال عن غايته من تنمية قدرة الإنسان ليرتقي بأدائه و يطور ذاته في كل المجالات على اسس سليمه ترجع قدرة الفعل و الكشف و التوفيق الي الله الى قدرات ذاتية و وحدة كونية و جلسات تخيلية و رياضة بدنية و إرهاصات علمية.
لكل ما سبق ارى أن في كشف المضامين التربوية التي يتضمنها الاسلام بوحييه لتربية الأسرة وبناءها بناء عقليا و نفسيا قويما و دافعا ، باعتبارها وحدة بناء المجتمع الدي اذا صلحت صلح المجتمع كله وأدا فسدت فسد المجتمع كله هي المدخل الصحيح لترسيخ عقيدتها و تقويم اخلاقياتها و تنمية وازع المراقبة لله بها فتعرف غاية تفضيلها بأن حملها الله رسالة الإسلام لكي تنشره بين البشر و تنقذهم من الظلمات الى النور ولن يكون ذلك إلا اذا اصبح لها وجودا حضاريا منافسا من خلال التمكن من آليات العصر و علومه و الوصول في كل علم من العلوم الى أعلى غاياته ، فتكون هي القائدة و السائدة تعطي ويؤخذ منها فيستجيب الخلق لها ، ويعرفوا أن ما رفعهم الى هذا الا دينهم واستعانتهم بخالقهم وربهم.
احلام الجندي
13/2/2017
و ظل الإنسان يتنقل من مرحلة إلى مرحلة و تزداد معلوماته، و تتسع دائرة اهتماماته، و تتقدم وسائل استخداماته، و تتنوع علاقاته فوضع قوانينا تحكمه و التزامات تلزمه, فتارة يوافق الفطرة السليمة, و تارة يحيد به هواه وشيطانه عن الحق و التنكر للرب فأدا عم البلاء وساد الفحش والداء أرسل الحق سبحانه رسلا منذرين ومبشرين و هادين فمن كذب هلك و مضي، و من استجاب نجا وبقى، و توالت الأحقاب و تعددت الأمم و كثرت الرسل وكلما جاء رسولا أخبر عمن سيأتي بعده ، و كانت جميع الرسالات خاصة كل رسول الي قومه حتي جاء نبي الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أخبر بأنه خاتم الرسل و الأنبياء و ان رسالته عامة لكل البشر حيث تقر كل ما جاء فيما سبق من صحيح الأديان و تتمم ما بقي مما تحتاجه سلامة و أمن حياة و آخرة الإنسان، و ارسل الله معه كتابا تكفل بحفظه و ضمنه من البلاغة و الفصاحة و البيان و القصص و العظات ومكارم الأخلاق و الشرائع ما يحفظ نظام الحياة، ومن العلوم و المعجزات ما يكفي لإقناع البشر بأنه من عند الله و أن للكون إله.
و بمضي القرون حمل هدا الدين أتباعه متبعين لسنة نبيهم و شريعة قرآنهم داعين إليه بإحسان، و إذا شط أحدهم او نبذ عن الدين كان له العلماء مبينين و ناصحين ورادعين ، تعددت علوم الدين ما بين تأصيل للغته و تفسير للقرآن وعلومه و مصطلحاته، و ما بين توثيق للحديث بعد تنقيحه و تصحيح متنه و إسناده و تميزت علوم الإسلام بعلم لم يتوفر في أي دين و لا لأي أمة هو علم التعديل و التجريح ينفي كل دخيل عن الدين ويبين الصادق في النقل من الضليل.
و في كل زمان كان يجد أهله في القرآن ما يثبت قلوبهم إليه و يقنعهم بأنه ليس من قول البشر فمن تميز في البلاغة والبيان اقتنع، و من تميز في العلوم والكشوف مهما تعددت شعبها و مجالاتها و وجد لأصولها في القرآن دليلا صدق و ارتدع، إذ كيف لأمي في بيئة صحراوية لا علم فيها ولا مختبرات أن يأتي بمثل ما تم الكشف عنه بعد عصر التكنولوجيا و تقدم اختراع الوسائل و الأجهزة والمعدات.
ومع كل ذلك يظل هناك من يتأبى و يعاند و يكابر و يدعي أن الكون محض صدفة ليتبع هواه و يتخلص من التزامات الطاعة لله ، و ليته قصر على نفسه بلواه بل يسعى لنشر فكره الملعون ويدعي أن الدين للشعوب أفيون ، و أنه ما دمنا نستطيع أن نحلل كل شيء بشكل علمي منطقي و نجد حلا لكل ألغاز الكون فما حاجتنا إلى الإقرار بإله متناسيا أن هذا الإله هو من خلق هذا الكون و خلقه وخلق عقله و أنه هو من وعده بأنه سيكشف له كل أسرار خلقه و أمره الا يغتر بعلمه لأنه ما خلق عبثا و انه محاسبا.
و ليت البلوى قاصرة على غير المسلمين إلا أنه في ظل هذا الانفتاح المعلوماتي و التواصل الإلكتروني نشط الناشطون ممن يريدون نشر الرذيلة و أسبابها و التخلص من فكرة الدين و الإله ، وقد وجدوا الكثير من الآذان الصاغية و القلوب الخالية من العقيدة والدين التي لم تجد من يرسخ دينها في نطاق أسرتها فالأب إما مسافر خارج البلاد و إما مشغول في طلب ما يكفي حاجة الأولاد، و الأم أما محدودة الحيلة و إما غير قادرة على حسن التربية و التوجيه.
لذا أصبح لزاما على من من الله عليه بالعلم وفتح لهم أفاق طلبه و نشره أن يركزوا اهتماماتهم علي الزود عن هذا الدين و المسارعة في الحفاظ على أبنائه قبل أن ينفرط عقد الكثيرين و ذلك بالتركيز على الأسرة و حسن تربيتها متخذين القرآن الكريم والسنة النبوية منطلقا ومنهجا ، و مسخرين كل الوسائل التي تصل الي الجيل التائه بين العقيدة الصحيحة والأفكار الإلحادية الدخيلة لرد الشاردين و إقناع المترددين وتعليم الجاهلين.
و خاصة أن كثيرا من هده الأفكار يبث تحت مجالات متسترة وقد وجدوا فيما يسمى بمجال التنمية البشرية مدخلا واسعا لتغيير الاعتقاد و الإقناع بتبني الكثير من الأفكار غير الإسلامية و في هدا تحول بالمجال عن غايته من تنمية قدرة الإنسان ليرتقي بأدائه و يطور ذاته في كل المجالات على اسس سليمه ترجع قدرة الفعل و الكشف و التوفيق الي الله الى قدرات ذاتية و وحدة كونية و جلسات تخيلية و رياضة بدنية و إرهاصات علمية.
لكل ما سبق ارى أن في كشف المضامين التربوية التي يتضمنها الاسلام بوحييه لتربية الأسرة وبناءها بناء عقليا و نفسيا قويما و دافعا ، باعتبارها وحدة بناء المجتمع الدي اذا صلحت صلح المجتمع كله وأدا فسدت فسد المجتمع كله هي المدخل الصحيح لترسيخ عقيدتها و تقويم اخلاقياتها و تنمية وازع المراقبة لله بها فتعرف غاية تفضيلها بأن حملها الله رسالة الإسلام لكي تنشره بين البشر و تنقذهم من الظلمات الى النور ولن يكون ذلك إلا اذا اصبح لها وجودا حضاريا منافسا من خلال التمكن من آليات العصر و علومه و الوصول في كل علم من العلوم الى أعلى غاياته ، فتكون هي القائدة و السائدة تعطي ويؤخذ منها فيستجيب الخلق لها ، ويعرفوا أن ما رفعهم الى هذا الا دينهم واستعانتهم بخالقهم وربهم.
احلام الجندي
13/2/2017