الأخبار
ترامب: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام(هيئة البث الإسرائيلية): التعديلات المقترحة في رد حماس تشكّل تحدياً لقادة إسرائيلشهداء وجرحى في سلسلة غارات للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كيف نعود بقلم : أحلام الجندي

تاريخ النشر : 2017-02-15
كيف نعود بقلم : أحلام الجندي
تقوم منظومتنا الإسلامية على أن الله سبحانه و تعالى خلق الأنسان من طين و جعله في أحسن تقويم و زوده بالعقل و أخذ عليه العهد بأنه ربه و خالقه ورازقه و أقر الإنسان بذلك، و حذره من الشيطان و من نفسه الأمارة بالسوء, و هيأ له الكون ليعيش فيه و أمره بالتفكر في كل ما حوله و التدبر في حكمة وجوده و السعي لتسخيره لتيسير سبل حياته و أنه لا حدود ممنوعة أمامه فلينفد من أقطار السماوات والأرض إن استطاع, و أمره بالإحسان الي كل شيء علي أن يكون به مستعينا و عليه متوكلا و منه طالبا، و وعده أن يرسل له رسلا يعودوا به الي الطريق المستقيم كلما ضل أو حاد ، فمن التزم نجا و فاز بالجنان و من خالف هلك و عذب في النيران.

و ظل الإنسان يتنقل من مرحلة إلى مرحلة و تزداد معلوماته، و تتسع دائرة اهتماماته، و تتقدم وسائل استخداماته، و تتنوع علاقاته فوضع قوانينا تحكمه و التزامات تلزمه, فتارة يوافق الفطرة السليمة, و تارة يحيد به هواه وشيطانه عن الحق و التنكر للرب فأدا عم البلاء وساد الفحش والداء أرسل الحق سبحانه رسلا منذرين ومبشرين و هادين فمن كذب هلك و مضي، و من استجاب نجا وبقى، و توالت الأحقاب و تعددت الأمم و كثرت الرسل وكلما جاء رسولا أخبر عمن سيأتي بعده ، و كانت جميع الرسالات خاصة كل رسول الي قومه حتي جاء نبي الإسلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أخبر بأنه خاتم الرسل و الأنبياء و ان رسالته عامة لكل البشر حيث تقر كل ما جاء فيما سبق من صحيح الأديان و تتمم ما بقي مما تحتاجه سلامة و أمن حياة و آخرة الإنسان، و ارسل الله معه كتابا تكفل بحفظه و ضمنه من البلاغة و الفصاحة و البيان و القصص و العظات ومكارم الأخلاق و الشرائع ما يحفظ نظام الحياة، ومن العلوم و المعجزات ما يكفي لإقناع البشر بأنه من عند الله و أن للكون إله.

و بمضي القرون حمل هدا الدين أتباعه متبعين لسنة نبيهم و شريعة قرآنهم داعين إليه بإحسان، و إذا شط أحدهم او نبذ عن الدين كان له العلماء مبينين و ناصحين ورادعين ، تعددت علوم الدين ما بين تأصيل للغته و تفسير للقرآن وعلومه و مصطلحاته، و ما بين توثيق للحديث بعد تنقيحه و تصحيح متنه و إسناده و تميزت علوم الإسلام بعلم لم يتوفر في أي دين و لا لأي أمة هو علم التعديل و التجريح ينفي كل دخيل عن الدين ويبين الصادق في النقل من الضليل.

و في كل زمان كان يجد أهله في القرآن ما يثبت قلوبهم إليه و يقنعهم بأنه ليس من قول البشر فمن تميز في البلاغة والبيان اقتنع، و من تميز في العلوم والكشوف مهما تعددت شعبها و مجالاتها و وجد لأصولها في القرآن دليلا صدق و ارتدع، إذ كيف لأمي في بيئة صحراوية لا علم فيها ولا مختبرات أن يأتي بمثل ما تم الكشف عنه بعد عصر التكنولوجيا و تقدم اختراع الوسائل و الأجهزة والمعدات.

ومع كل ذلك يظل هناك من يتأبى و يعاند و يكابر و يدعي أن الكون محض صدفة ليتبع هواه و يتخلص من التزامات الطاعة لله ، و ليته قصر على نفسه بلواه بل يسعى لنشر فكره الملعون ويدعي أن الدين للشعوب أفيون ، و أنه ما دمنا نستطيع أن نحلل كل شيء بشكل علمي منطقي و نجد حلا لكل ألغاز الكون فما حاجتنا إلى الإقرار بإله متناسيا أن هذا الإله هو من خلق هذا الكون و خلقه وخلق عقله و أنه هو من وعده بأنه سيكشف له كل أسرار خلقه و أمره الا يغتر بعلمه لأنه ما خلق عبثا و انه محاسبا.

و ليت البلوى قاصرة على غير المسلمين إلا أنه في ظل هذا الانفتاح المعلوماتي و التواصل الإلكتروني نشط الناشطون ممن يريدون نشر الرذيلة و أسبابها و التخلص من فكرة الدين و الإله ، وقد وجدوا الكثير من الآذان الصاغية و القلوب الخالية من العقيدة والدين التي لم تجد من يرسخ دينها في نطاق أسرتها فالأب إما مسافر خارج البلاد و إما مشغول في طلب ما يكفي حاجة الأولاد، و الأم أما محدودة الحيلة و إما غير قادرة على حسن التربية و التوجيه.

لذا أصبح لزاما على من من الله عليه بالعلم وفتح لهم أفاق طلبه و نشره أن يركزوا اهتماماتهم علي الزود عن هذا الدين و المسارعة في الحفاظ على أبنائه قبل أن ينفرط عقد الكثيرين و ذلك بالتركيز على الأسرة و حسن تربيتها متخذين القرآن الكريم والسنة النبوية منطلقا ومنهجا ، و مسخرين كل الوسائل التي تصل الي الجيل التائه بين العقيدة الصحيحة والأفكار الإلحادية الدخيلة لرد الشاردين و إقناع المترددين وتعليم الجاهلين.

و خاصة أن كثيرا من هده الأفكار يبث تحت مجالات متسترة وقد وجدوا فيما يسمى بمجال التنمية البشرية مدخلا واسعا لتغيير الاعتقاد و الإقناع بتبني الكثير من الأفكار غير الإسلامية و في هدا تحول بالمجال عن غايته من تنمية قدرة الإنسان ليرتقي بأدائه و يطور ذاته في كل المجالات على اسس سليمه ترجع قدرة الفعل و الكشف و التوفيق الي الله الى قدرات ذاتية و وحدة كونية و جلسات تخيلية و رياضة بدنية و إرهاصات علمية.

لكل ما سبق ارى أن في كشف المضامين التربوية التي يتضمنها الاسلام بوحييه لتربية الأسرة وبناءها بناء عقليا و نفسيا قويما و دافعا ، باعتبارها وحدة بناء المجتمع الدي اذا صلحت صلح المجتمع كله وأدا فسدت فسد المجتمع كله هي المدخل الصحيح لترسيخ عقيدتها و تقويم اخلاقياتها و تنمية وازع المراقبة لله بها فتعرف غاية تفضيلها بأن حملها الله رسالة الإسلام لكي تنشره بين البشر و تنقذهم من الظلمات الى النور ولن يكون ذلك إلا اذا اصبح لها وجودا حضاريا منافسا من خلال التمكن من آليات العصر و علومه و الوصول في كل علم من العلوم الى أعلى غاياته ، فتكون هي القائدة و السائدة تعطي ويؤخذ منها فيستجيب الخلق لها ، ويعرفوا أن ما رفعهم الى هذا الا دينهم واستعانتهم بخالقهم وربهم.

احلام الجندي
13/2/2017
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف