الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

«أم جهاد».. منارة الوعي بقلم:محمد السمالوسي

تاريخ النشر : 2017-02-15
الوعي هو القدرة على إدراك المواقف والأحداث وفهمها فهمًا صحيحًا وتقديم الأطروحات والمعالجات المناسبة للتعامل معها .

والشخصيات المربية الواعية في وقتنا المعاصر نادرة وشحيحة العطاء والتعاطي المباشر مع المواقف، بيد أنه كان من فضل الله عليّ أن ساق في طريقي في أعقاب ثورة 25يناير، سيدة مُربية فاضلة، عبقرية الفكر والقلم، درّة زمانها، ومِشكاة أيّامها، وإن كان ليس لها نصيب من الشهرة بيد أن فضلها يفوق فضل الكثيرين والكثيرات ممن يتصدرون المشاهد وتفسح لهم المساحات وتُهدى إليهم الفرص.

هذه السيدة الفاضلة، هي باحثة جادة، وأديبة حصيفة، ومفكرة عميقة.. عندما تقرأ لها، كأنك تقرأ لابن المقفع في زمانه، فهي صاحبة حِكمة، سطرها جرجاني بلاغي بياني، وكلامها جاحظي جزل، وعباراتها تيمية أصيلة، قلمها أقرب للفقه، وفكرها أقرب للأدب.

هذه السيدة الكريمة، أعدها أمًا فاضلة تتلمذت على فكرها، وجنيت من ثماره الكثير، هي الباحثة والأديبة والمفكرة ماجدة شحاتة.

حقيقة ودون مبالغة، لو أردنا أن نتحدث عن ما أنتجته السيدة الفاضلة "ماجدة شحاتة" ما استطعنا أن نُوفيها حقها، ولكن يكفينا أن نقول أنها كاتبة (موسوعية) تصدت بقلمها لقضايا عديدة في مجالات شتى. فلقد أنهكت السياسيين في فهم تحليلاتها، وأرهقت الأدباء والشعراء ليعرفوا مرامي عباراتها، وأرشدت المجتمع وقدمت العديد من الحلول لمشكلاته التي ربما استعصت على غيرها، ذلك كله بأسلوب وسطي معتدل اتفق عليه الجميع وأشادوا به وشهدوا له داخل الوطن وخارجه .

ويكفينا أن نعرف أن السيدة ماجدة شحاتة، كانت تُراسل وتكتب في مجلة المجتمع الكويتية وهي في الخامسة عشر من عمرها، وحصدت الكثير من الجوائز في سنواتها المبكرة، كانت وثابة منذ طفولتها، عميقة منذ رشدها، معطاءة منذ نعومة أظافرها.
كانت بداية معرفتي بالباحثة ماجدة شحاتة، عقب ثورة 25يناير عن طريق موقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، وتوطدت علاقتي بها وبأسرتها على أرض الواقع، وهي من الحسنات الافتراضية النادرة التي تعد وسمًا على عقلي وتكويني الإدراكي للكثير من المواقف.

أعطتني الأديبة الحصيفة مساحة كريمة من الدرس والمناقشة، مُحللة ومُصوبة، ومُربية، ومُدعمة.. كثيرًا من الأحداث كانت تقع وفق ما تراه وما تتوقعه، كانت تستخدم أدواتها البحثية في الاسترشاد في التوعية، فلم تكن موعية تلقائية أو انفعالية، فهي تملك رؤية شموليّة في ربط الأحداث، كما أن الأثر الفقهي كان واضحًا في استخدام أدوات الاستدلال والاحتمال والمظان.

رعت الوالدة الفاضلة قلمي، وبخاصة في التحليل والإدراك، وصار من مساعي طريقي أن أصل إلى تسطير قطعة فريدة من فرائدها.

والمفكرة القديرة، ليست منتجة أدبًا وفكرًا فقط، بل إنها أنجبت للمجتمع وللأمة زهرات ناجحة متألقة في كافة المجالات.

السيدة الكريمة، هي زوج الوالد الغالي، والخطيب المُفوه، والطبيب الإنسان الدكتور أحمد الأعصر، هذا الرجل إنسان كريم حنون مخلص، ويعد داعمًا قويًا لـ(الماجدة) في مسيرتها، أراه دائمًا حريصًا على التشجيع لها، ومعززًا لرؤيتها..

فالدكتور أحمد الأعصر، والأديبة المفكرة، ماجدة شحاتة، هما أبناء مدرسة تربوية عميقة، لها امتداد وأطر وقيم ورؤى، وهذه المدرسة خرَّجت كثيرين، هذه المدرسة هي مدرسة الصبر والجهاد..

وكلماتي هذه تقديرًا وعرفانًا لهما واعتزازًا بهما .
وختامًا أقول:
إنني أتعجب كثيرًا عندما أرى كثيرات من متصدرات المشهد، كل إمكانياتهم الولاءات لا الكفاءات، وهذه الدرة مكنونة في أصدافها، قابعة في محرابها. فلو علم القوم مِعشار ماعند الباحثة الفاضلة "ماجدة شحاتة" من علم ووعي وفكر، لجعلوها تاجًا فوق رؤوسهم، ولأفسحوا لها المجالات ولكانت لها صولات فوق صولاتها وجولات فوق جولاتها ولأغدقت على الجميع مما حباها الله به.
فصبرًا يا أم جهاد، فيكفيك تاريخك الحافل ومنزلتك عند ربك ومكانتك التي تحظين بها في قلوب من عرفوا قدرك.. فيكفي أننا نراك منارة للوعي.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف