الأخبار
ضابط إسرائيلي: مقاتلو (حماس) يهاجموننا بعزم غير مسبوقترامب: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام(هيئة البث الإسرائيلية): التعديلات المقترحة في رد حماس تشكّل تحدياً لقادة إسرائيلشهداء وجرحى في سلسلة غارات للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الإخـــوان أمـريــكياً بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2017-02-15
الإخـــوان أمـريــكياً بقلم:حسن زايد
حــســــن زايـــــــد .. يكتب :
الإخـــوان أمـريــكياً

بعد أن حملت إدارة أوباما عصاها ورحلت عن البيت الأبيض ، كان لابد للإدارة الجديدة ، التي تبوأت مقعهدها من هذا البيت ، أن تحدد موقفها من رأس الحربة ـ الإخوان ـ التي خلفتها وراء ظهرها . وقد كانت ارهاصات هذا الموقف قد تبدت علي نحو مبكر ، أثناء الحملة الإنتخابية ، وتمثلت في الهجوم الضاري الذي شنه دونالد ترامب علي أوباما وإدارته ، بسبب سعي هذه الإدارة للتواصل مع هذه الجماعة ، وخطب ودها .
وقد كان ذلك الود والتقارب ، معروفاً لنا ، والهدف منه واضحاً أمام أعيننا ، وهو أن الجماعة كانت بمثابة رأس الحربة في المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد ، والأداة الفاعلة لصناعة الفوضي الخلاقة فيه . وذلك بخلاف الهجوم المباشر الذي كان يشنه ترامب ، علي الجماعة من خلال تغريداته علي مواقع التواصل . بل إنه قد ذهب إلي حد وصف ما تسرب بشأن تصرف إدارة أوباما ، بشأن عزمها علي إمداد مصر / مرسي بعشرين مقاتلة طراز F16 ، بأنه كارثة حقيقية .
وبالقطع فإن موقف الإدارة الأمريكية الجديدة المعلن من جماعة الإخوان ، ليس مرده أسباباً متعلقة بجوانب خارجية ، أو مجاملة لأحلاف قائمة أو محتملة ، أو من أجل سواد عيون العرب والمسلمين ، وإنما مرده أسباب داخلية متعلقة بمصالح الأمريكيين من وجهة نظر إدارتهم القائمة .
والواقع أنه ليس هناك إجماعاً أمريكياً ، حول إصدار قرار تنفيذي ، باعتبار جماعة الإخوان المسلمين ، منظمة إرهابية أجنبية . وقد انقسم الأمريكان حيال هذه القضية إلي فريقين :
الأول ـ وهو الفريق المؤيد لاعتبار الجماعة منظمة إرهابية . ويذهب هذا الفريق إلي القول بأن فلسفة الجماعة تقوم علي أسس إرهابية ، وأهدافها مماثلة لأهداف تنظيم القاعدة ، وحركة طالبان ، وداعش ، وبوكوحرام ، وجبهة النصرة . وهي تسعي للهيمنة الإسلامية ، أو التمكين ، بجعل الإسلام البديل الحضاري للحضارة الغربية ، والسعي نحو إقامة دولة الإسلام العالمية . وقد بدأت الجماعة بالفعل بالتسلل إلي داخل المجتمع الأمريكي ، وغزو مؤسساته ، بما في ذلك مؤسسة الرئاسة . وتلك مخاوف أمريكية مشروعة ، في ظل صعود إدارة أمريكية بروتستانتية ، تميل إلي العنصرية . ويتوافق اتجاه هذا الفريق ، مع ما تصبو إليه ، الدول التي أصابها الخريف العربي في مقتل ، وتلك التي لا زالت تقاوم آثاره وتداعياته . وقد عانت من انحياز الإدارة السابقة ، ومن تبعها من الأنظمة الغربية ، إلي جانب الجماعة الإرهابية ، في مواجهة الأنظمة العربية .
وهذه الأنظمة تمارس ضغطاً في اتجاه استصدار قرار إرهابية الجماعة .
الثاني ـ وهو الفريق الذي يري أن اعتبار الجماعة إرهابية لا سند له من القانون ، وأنه القرار الخطأ ، وأن الرغبة في إدراجها ، في هذه القائمة ، من جانب ترامب وفريقه ، هي مجرد حيلة تستهدف الحقوق المدنية لمسلمي أمريكا . والقرار هنا سيكون مجرد مسوغ قانوني للإدارة الأمريكية ، للتضييق علي الجمعيات الخيرية الإسلامية ، والمساجد ، والجماعات الأخري . لأن مجرد اعتبار الجماعة إرهابية ، سيعني تجميد أصول ، ومنع تأشيرات دخول ، وحظر التعاملات المالية . مع الأخذ في الإعتبار أن كل مسلمي أمريكا ليسوا إخوان ، ومع ذلك قد يشملهم مثل هذا القرار علي نحو أو آخر . وهذا الفريق يري أن إصدار مثل هذا القرار سيؤثر سلباً علي حلفاء أمريكا في محاربة الإرهاب .
ولابد من الإقرار بأن هناك مسلمين أمريكيين يؤيدون صدور مثل هذا القرار ، باعتبار أن الجماعة فعلاً جماعة إرهابية ، منشأً ، ووجوداً ، وفلسفة ، ووسائلاً ، وأهدافاً . وأن وجودها يضر بالإسلام والمسلمين .
وهنا يتبادر إلي الذهن تساؤل مشروع مفاده : ما هي الأهمية التي ينطوي عليها مثل هذا القرار ؟ . وإجابة هذا السؤال تكمن فيما سيرتبه من نتائج ، وهي من قبيل : تجريم تمويل الأمريكيين للجماعة ، والحظر علي البنوك الأمريكية من التعامل مع أعضائها ، وحظر قدوم من ينتمون إليها إلي الولايات المتحدة الأمريكية ، وتسهيل إجراءات ترحيل المهاجرين الذين ينتمون إليها ، أو يعملون معها .
وعما ما يمثله هذا القرار بالنسبة لمصر ، يمكن الذهاب إلي القول ، بأنه سيكون عاملاً حاسماً في معركتها ضد الإرهاب . فالجماعة بهذا القرار تكون قد فقدت أهم حليف استراتيجي لها ، وإحداث حالة من التراجعات من جانب حلفاء آخرين ، خوفاً من العقاب ، أو شراءًا للود . وكل ذلك يصب في اتجاه تقويض أركان الجماعة ، وضربها من القواعد ، واستئصال شأفتها ، وتعافي المجتمع من أدرانها ، لذا ـ فإننا ننتظر صدور القرار .
حـــســـــــن زايـــــــــــــد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف