
عندما يكون الدبلوماسي مثقفاً
تقرير بقلم : الاعلامي علي السنتريسي
بدعوة وتنظيم من السفير الفلسطيني سعدي سلامة الطميزي ، زرت وفريق من تلفزيون فلسطين جمهورية فيتنام الاشتراكية قبل عدة سنوات حيث قمنا بتسجيل وتصوير فيلم وثائقي تناول العلاقات الفلسطينية الفيتنامية بمناسبة مرور 25 عاما على العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين، واجريت مقابلات عديدة اهمها لقاء مع الرئيس الفيتنامي ترانغ تان سانغ، وكذلك عدد من القادة السياسيين والعسكريين الحاليين والسابقين، كما قمنا بتوثيق زيارة عدة مواقع في هانوي العاصمة وفي خليج هالونج بي.
اثناء وجود فريق التصوير هناك تم دعوتنا للمشاركة في عدة لقاءات وفعاليات بمناسبة مرر 25 عاما على العلاقات الفسطينية الفيتنامية ، وكان الدبلوماسيون هم الفئة الاكثر حضورا في هذه النشاطات ، والمسؤولون الفيتناميون وكذلك افراد الجالية الفلسطينية الصغيرة بحجمها وعددها والكبيرة بفاعليتها ونشاطاتها.
من المعروف عن سعدي الطميزي السفير الفلسطيني في فيتنام، انه دبلوماسي فذ ومحنك ، سياسي ومثقف، لكن اكثر ما فاجأنا في شخصيته وقدراته انه يتقن اللغة الفيتنامية بادبياتها، وملما بثقافة وتاريخ وجغرافيا فيتنام، وله علاقات واسعة مع عديد من الفئات الرسمية والشعبية والمؤسسات، والعديد من المثقفين وقادة الرأي والمشاهير. ( فهو دبلوماسي شعبي ايضا ) .
شكل الطميزي لوبي شعبي فيتنامي ودبلوماسي لمناصرة قضايا امته وشعبه الفلسطيني بين هذه الطبقات والفئات من الفيتناميين والدبلوماسيين العرب والاجانب ، وخاصة .. الاعلاميين والاعلاميات الذين تكونت وتشكلت بينه وبينهم صداقات وتعاون، فاصبح نجم وطرف وهدف لعشرات بل مئات اللقاءات التلفزيونية والاذاعية، في معظم المناسبات المحلية الفيتنامية والدولية والعربية، وقدم قضيته وقضية فلسطين بصورة وشكل زاد من محبة وتعاطف واصطفاف الفيتناميون الشباب معنا، هذا الشعب والقيادة التي احتضنت القيادة الفلسطينية المؤسسة لحركة فتح والفصائل والنضال الفلسطيني ودعمتها، وتبادلت الخبرات والتدريب للمقاتلين والثوار من كلا الجانبين، وزار الشهداء ابو عمار وابو جهاد وابو اياد هذا البلد عشرات المرات في احلك الظروف واصعبها، فوقفت القيادة الفيتنامية الى جانب الثورة الفلسطينية في كل المراحل.
سعدي الطميزي الطالب الذي درس في فيتنام وتخرج منها سنة 1984 عمل في السلك الدبلوماسي في العديد من البلدان ممثلا عن منظمة التحرير الفلسطينية ، ثم اختارته القيادة الفلسطينية ليكون سفيرا في هانوي وسفيرا غير مقيم في لاووس وكمبوديا، عمل سريعا على اعادة الحياة وتنشيط العلاقة بين الشعبين والقيادتين الفيتنامية والفلسطينية، واثمرت عن زيارات للرئيس الفلسطيني سنة 2010 لهذا البلد وزيارة عدة وفود فيتنامية تخصصية الى فلسطين، كما اثمرت عن توفير فرص التعليم والمنح للطلبة الفلسطينيين.
قبل ايام قليلة وبتاريخ 31/1/2017 قام تلفزيون فيتنام الرسمي وفِي إطار الاحتفال برأس السنة القمرية الجديدة بدعوة السفير الفلسطيني للمشاركة في برنامج "من سيربح المليون" بالنسخة الفيتنامية.
بالرغم من عدم المامي باللغة الفيتنامية، الا ان ثقافة الطميزي ومعلوماته بدت جليه وواضحه وعميقة، مما جعلني اتصل بالسفير في فيتنام لاساله عن مضمون اللقاء ومحاوره، فبين لي ان الاسئلة تمحورت حول الثقافة والادب واللغة والتاريخ والجغرافيا الفيتنامية، وتدرج في الاجابات الصحيحة متقدما على العديد من الفيتنامين على مدار سنوات تقديم البرنامج الأكثر مشاهدة في فيتنام والتي يبلغ تعداد سكانها تسعون مليون نسمة ، ويستطيع مشاهد الحلقة الخاصة للبرنامج رؤية حجم التفاعل بين جمهور الاستديو والسفير المتسابق حيث فاز باحترام كبير من مقدم البرنامج والحضور في الاستوديو الذين تفاعلوا معه.حيث حظيت الحلقة الخاصة باهتمام إعلامي كبير مِن قبل وسائل الاعلام الفيتنامية حين اتضح تفوق السفير الطميزي على الجمهور المتواجد في المسرح حين طلب مساعدته في الإجابة على احد الأسئلة المتعلقة بالثقافة الشعبية الفيتنامية.. وقد تعثر الجمهور في منح النسبة العالية للإجابة الصحيحة في حين اختار المتسابق الطميزي الإجابة الصحية والتي لم يختارها الجمهور مما جعل وسائل الاعلام تعبر عن سخطها لتدني المستوى الثقافي لجمهور الاستديو وتشيد بالمستوى الثقافي الرفيع للسفير الطميزي.
من المهم ان يكون الممثل والسفير الفلسطيني ملما بالتقافة والحضارة وتاريخ شعبه والشعوب حول العالم، ويعتبر الطميزي احد هؤلاء السفراء الذين نجلهم ونحترمهم ونقدر دورهم، فهذا يقدمنا كفلسطينيين بصورة وكفاءة وتقدير نستحقه كابناء لهذا الشعب المناضل الذي يسعى للتخلص من الاحتلال وبناء دولته المستقلة على ترابه وارضه.
تقرير بقلم : الاعلامي علي السنتريسي
بدعوة وتنظيم من السفير الفلسطيني سعدي سلامة الطميزي ، زرت وفريق من تلفزيون فلسطين جمهورية فيتنام الاشتراكية قبل عدة سنوات حيث قمنا بتسجيل وتصوير فيلم وثائقي تناول العلاقات الفلسطينية الفيتنامية بمناسبة مرور 25 عاما على العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين البلدين، واجريت مقابلات عديدة اهمها لقاء مع الرئيس الفيتنامي ترانغ تان سانغ، وكذلك عدد من القادة السياسيين والعسكريين الحاليين والسابقين، كما قمنا بتوثيق زيارة عدة مواقع في هانوي العاصمة وفي خليج هالونج بي.
اثناء وجود فريق التصوير هناك تم دعوتنا للمشاركة في عدة لقاءات وفعاليات بمناسبة مرر 25 عاما على العلاقات الفسطينية الفيتنامية ، وكان الدبلوماسيون هم الفئة الاكثر حضورا في هذه النشاطات ، والمسؤولون الفيتناميون وكذلك افراد الجالية الفلسطينية الصغيرة بحجمها وعددها والكبيرة بفاعليتها ونشاطاتها.
من المعروف عن سعدي الطميزي السفير الفلسطيني في فيتنام، انه دبلوماسي فذ ومحنك ، سياسي ومثقف، لكن اكثر ما فاجأنا في شخصيته وقدراته انه يتقن اللغة الفيتنامية بادبياتها، وملما بثقافة وتاريخ وجغرافيا فيتنام، وله علاقات واسعة مع عديد من الفئات الرسمية والشعبية والمؤسسات، والعديد من المثقفين وقادة الرأي والمشاهير. ( فهو دبلوماسي شعبي ايضا ) .
شكل الطميزي لوبي شعبي فيتنامي ودبلوماسي لمناصرة قضايا امته وشعبه الفلسطيني بين هذه الطبقات والفئات من الفيتناميين والدبلوماسيين العرب والاجانب ، وخاصة .. الاعلاميين والاعلاميات الذين تكونت وتشكلت بينه وبينهم صداقات وتعاون، فاصبح نجم وطرف وهدف لعشرات بل مئات اللقاءات التلفزيونية والاذاعية، في معظم المناسبات المحلية الفيتنامية والدولية والعربية، وقدم قضيته وقضية فلسطين بصورة وشكل زاد من محبة وتعاطف واصطفاف الفيتناميون الشباب معنا، هذا الشعب والقيادة التي احتضنت القيادة الفلسطينية المؤسسة لحركة فتح والفصائل والنضال الفلسطيني ودعمتها، وتبادلت الخبرات والتدريب للمقاتلين والثوار من كلا الجانبين، وزار الشهداء ابو عمار وابو جهاد وابو اياد هذا البلد عشرات المرات في احلك الظروف واصعبها، فوقفت القيادة الفيتنامية الى جانب الثورة الفلسطينية في كل المراحل.
سعدي الطميزي الطالب الذي درس في فيتنام وتخرج منها سنة 1984 عمل في السلك الدبلوماسي في العديد من البلدان ممثلا عن منظمة التحرير الفلسطينية ، ثم اختارته القيادة الفلسطينية ليكون سفيرا في هانوي وسفيرا غير مقيم في لاووس وكمبوديا، عمل سريعا على اعادة الحياة وتنشيط العلاقة بين الشعبين والقيادتين الفيتنامية والفلسطينية، واثمرت عن زيارات للرئيس الفلسطيني سنة 2010 لهذا البلد وزيارة عدة وفود فيتنامية تخصصية الى فلسطين، كما اثمرت عن توفير فرص التعليم والمنح للطلبة الفلسطينيين.
قبل ايام قليلة وبتاريخ 31/1/2017 قام تلفزيون فيتنام الرسمي وفِي إطار الاحتفال برأس السنة القمرية الجديدة بدعوة السفير الفلسطيني للمشاركة في برنامج "من سيربح المليون" بالنسخة الفيتنامية.
بالرغم من عدم المامي باللغة الفيتنامية، الا ان ثقافة الطميزي ومعلوماته بدت جليه وواضحه وعميقة، مما جعلني اتصل بالسفير في فيتنام لاساله عن مضمون اللقاء ومحاوره، فبين لي ان الاسئلة تمحورت حول الثقافة والادب واللغة والتاريخ والجغرافيا الفيتنامية، وتدرج في الاجابات الصحيحة متقدما على العديد من الفيتنامين على مدار سنوات تقديم البرنامج الأكثر مشاهدة في فيتنام والتي يبلغ تعداد سكانها تسعون مليون نسمة ، ويستطيع مشاهد الحلقة الخاصة للبرنامج رؤية حجم التفاعل بين جمهور الاستديو والسفير المتسابق حيث فاز باحترام كبير من مقدم البرنامج والحضور في الاستوديو الذين تفاعلوا معه.حيث حظيت الحلقة الخاصة باهتمام إعلامي كبير مِن قبل وسائل الاعلام الفيتنامية حين اتضح تفوق السفير الطميزي على الجمهور المتواجد في المسرح حين طلب مساعدته في الإجابة على احد الأسئلة المتعلقة بالثقافة الشعبية الفيتنامية.. وقد تعثر الجمهور في منح النسبة العالية للإجابة الصحيحة في حين اختار المتسابق الطميزي الإجابة الصحية والتي لم يختارها الجمهور مما جعل وسائل الاعلام تعبر عن سخطها لتدني المستوى الثقافي لجمهور الاستديو وتشيد بالمستوى الثقافي الرفيع للسفير الطميزي.
من المهم ان يكون الممثل والسفير الفلسطيني ملما بالتقافة والحضارة وتاريخ شعبه والشعوب حول العالم، ويعتبر الطميزي احد هؤلاء السفراء الذين نجلهم ونحترمهم ونقدر دورهم، فهذا يقدمنا كفلسطينيين بصورة وكفاءة وتقدير نستحقه كابناء لهذا الشعب المناضل الذي يسعى للتخلص من الاحتلال وبناء دولته المستقلة على ترابه وارضه.
