الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ردا على مقالة " الاستغلال الجنسي للفلسطينيات بقلم: هانيا العيساوي

تاريخ النشر : 2017-02-13
ردا على مقالة " الاستغلال الجنسي للفلسطينيات بقلم: هانيا العيساوي
ردا على مقالة " الاستغلال الجنسي للفلسطينيات . 

لا وقت للرد على النميمة والتشويه 

الكاتبة : هانيا العيساوي – باحثة وكاتبه بواقع النساء العاملات في المستوطنات الاسرائيلية .

تعتبر قضية العمل في المستوطنات من القضايا الشائكة والتي طالما تحدثت عنها وسائل الاعلام المكتوبة والمرئية وما زال السؤال الازلي حول  البديل لعمل الفلسطينين في المستوطنات الاسرائيلية في ظل  غياب الدور الرسمي للجهات الفلسطينية لحل هذه المعضلة، ويزداد الحديث صعوبة عند الحديث عن  عمل النساء الفلسطينيات في المستوطنات الاسرائيلية، على الرغم من أنه يشكل نسبة ضئيلة من الطاقات البشرية الفلسطينية العاملة بالمستوطنات الاسرائيلية حيث ان عدد النساء العاملات في هذه المستوطنات الاسرائيلية هي 14% مقارنة بعدد الذكورالعاملين فيها .

ويتركز عمل النساء الفلسطينيات بمجال الزرعة والصناعة سواء في المستوطنات الاسرائيلية الزراعية المتواجدة في الأغوار الفلسطينية وتعتبر اكبر مستوطنة صناعية في الضفة الغربية هي مستوطنة ميشور ادوميم والتي تبلغ مساحتها 79 الف دونم وتليها معالي ادوميم 15 الف دونم ، ولذلك غالبا ما  يتركز عمل النساء الفلسطينيات فيهن لعدة اعتبارات اهمها قرب هذه المستوطنات لأماكن سكن النساء العاملات، في ظل انعدام توفر فرص عمل بالسوق المحلي، وازدياد قسوة الظروف الاقتصادية والاجتماعية للنساء العاملات، سيما أن غالبيتهن يعتبرن المعيل الأول للعائلة.

تعمل مئات النساء العاملات مثلهن مثل الرجال في ظل واقع عمالي مرير، وظروف عمل قاسية في ظل غياب الحقوق العمالية ، والتمييز بالاجور على اساس النوع والقومية والفحص الأمني  وظروف العمل الغير صحية والتي تفتقر لادنى مقومات السلامة باماكن العمل ، وغيرها من الصعوبات المختلفة التي تجعل لقمة العيش مغموسة بالقهر والذل، وبرغم عمل المؤسسات العمالية الحقوقية للدفاع عن  الحقوق العمالية للعمال الفلسطينين في المستوطنات الاسرائيلية الا انه ما زال هنالك  غياب وعي للحقوق العمالية لدى العمال الفلسطينين، ولكن الأسوأ على الإطلاق هو الأحكام المسبقة ووصم مئات النساء العاملات في المستوطنات بطريقة تحط من شرفهن وكرامتهم وأخلاقهن عبر مادة إعلامية تفتقر للمهنية مثل تلك التي نشرت مؤخرا على موقع"الحدث، تحت عنوان " الاستغلال الجنسي للفلسطينيات".

  افتقرت المادة ذات العنوان الصادم الذي اختار التعميم الظالم، للمهنية، حيث هدف العنوان الى استقطاب عدد من القارئين فقط ويفتقر لعنصر المهنية .

ركزت مادة"الحدث" على العنف الجنسي بكل مستوياته سواء بالتحرش او  محاولات الاستغلال او الابتزاز، وهي سلوكيات متواجدة بكل مكان وبالعديد من المؤسسات المختلفة،  لذلك فان اي امرأة  هي معرضة للتحرش مهما كان مكان عملها،  وإن مقدرة اي أمراة لتقول كلمة " لا" امام المحاولات المختلفة لتعنيفها هو غير مرتبط بالمكان الذي ستعمل به، كما أن الاسلوب المبتذل في القول بأن "الفتاة تكون جاهزة اصلا وليس هنالك ضرورة لرسم سيناريو للايقاع بها " هو اسلوب تعميم وكأن المحرك الاساسي للنساء العاملات شهوتهن او غياب الوازع الاجتماعي والاخلاقي لهن، وهذا تشويه وحشي، يحمل وصمة اجتماعية اضافية للنساء بشكل عام قبل أن يكون وصمة اجتماعية اضافية للنساء الفلسطينيات العاملات بالمستوطنات الاسرائيلية.

إن التعميم الذي غلب على مادة"الحدث" بتعرض النساء العاملات في المستوطنات للاستغلال الجنسي دون وجود دلائل وارقام وروايات حقيقية وكاملة من نساء تعرضن للتحرش او محاولات الاستغلال الجنسي هو اغتيال لسمعتهن وعائلاتهن، واعدام لكيانهن المعنوي والمادي في المجتمع، ولعل ذهاب الكاتبة للاقتباس على لسان شخص مجهول، عرّفه المقال بأنه"شاهد عيان" حيث روى هذا المجهول رواية أقرب لأحاديث النميمة والقيل والقال حول علاقة ما بين امرأة فلسطينية عاملة مع رب العمل الاسرائيلي حين قال " ما بحط بذمني شو بصير"، فأين المهنية في هذا الاقتباس الذي يفتح الباب للخوض بأعراض النساء، بناء على ما قاله مجهول دون قرائن أو معطيات أو معلومات تسنده.

قبل أن تقوم كاتبة المقال بوصم مئات النساء المعيلات لآلاف الأبناء والأخوة والوالدين، هل  فكرت الكاتبة بهؤلاء النساء اللواتي يعشن ويل الحصول على لقمة العيش وأن كل ما جاء في المقال لا يبنى عليه أي دليل أو معطى بل يرقى للنميمة والإشاعة، وحتى وإن كان هناك حالة هنا أو هناك تعرضت للاستغلال الجنسي، لماذا يتم الترويج للأمر وكأنه ظاهرة يتم التعايش معها من قبل العاملات الفلسطينيات؟ أين المهنية؟ ورسالة الصحافة؟ والمعلومة التي قدمتها الكاتبة؟

واخيرا ارحموا من في الارض ليرحمكم من في السماء، ارحموا هذه النساء  اللواتي يحصلن على لقمة  العيش المغمسة  بالقهر والتعب والاجحاف من حقوقهم العمالية واتركوهن بعيدا عن المنشيتات الاخبارية الجذابة التي تهدف لاستقطاب القارئ وطحن ما تبقى من إنسانية نساء ربما لا يعرف قسم كبير منهن القراءة والكتابة، ومن تعرف ليس لديها ترف الوقت للمتابعة أو الرد، فلرغيف الخبزالأولوية، أما النميمة والتشويه فليس هناك وقت للرد عليها.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف