
من هنا نبدأ
أخذت مكاني بجانب السيده العجوز بعد أن أديت التحيه وكانت تتابع فيلما على شاشة التلفزيون – أخذت أتابع معها الفيلم فوقع نظري على لوحات السيارات اللوري والتي كانت مكتوبه باللغه العربيه فظننت للوهلة الاولى أن الفلم قد تم تصويره في احدى الدول العربيه – تابعت المشاهد فاذا أحداث الفلم تدور حول احتلال فلسطين عام 48
شاهدت شابا عربيا يرسم على التراب خطوطا ويقول للقائد الصهيوني من هنا من هنا طريق باب الواد !! يمكنكم الوصول للقدس ؟؟ ، أما منظر الشباب العرب الآخرين الذين يرتدون الكوفيه والثوب الفلسطين (القمباز) - فكانوا منشغلين داخل القدس بأعمال السلب والنهب ، ويحملون على ظهورهم أكياس الحبوب ويهربون --
قلت للسيده البريطانيه : هل تعرفين شيئا عن القضيه الفلسطينيه ؟ ، فقالت وهل لذلك علاقة بالفلم ؟ قلت هل تشاهدين اؤلئك اللصوص والخونه – انهم أنا – ركزت انتباهها نحوي وقالت : ماذا تعني بكلمة أنا ؟ قلت : هل تصدقين ان شابا مثلي قادم الى جامعة بورتسموث ( كان اسمها بورتسموث بوليتكنك ) جاء لعمل دراسات عليا في هندسة الطرق والمواصلات يمكن أن يكون لصا وخائنا لوطنه --- ان الاعلام الصهيوني قد أعمى بصائركم قبل أن يعمي أبصاركم – لقد وقفنا معكم في الحرب العالميه الاولى ضد اخوتنا في الدين ( العثمانيون ) ،وصدقنا وعودكم الكاذبه بجعل الوطن العربي موحدا حرا كريما بعد أن تنتصروا في الحرب ، في نفس الوقت الذي كنتم تتآمرون فيه مع الفرنسيين لتجزئة العالم العربي الى دويلات هزيله ، بل ذهب وزير خارجيتكم بلفور الى اعطاء وعد لمن لا يستحق بانشاء وطن قومي لهم في فلسطين وكأنها ملك لوالده – هؤلاء الغرباء عن هذه الارض والذين ليس للعرب يد فيما تعرضوا له على ايدي الأوروبيين ، وتسببتم انتم الانجليز في تشريد شعب من أرض آبائه وأجداده ، كان يعيش في أمن وسلام مع العالم كله – ان لعنات التاريخ ستطاردكم الى يوم الدين – انكم تتحملون المسؤولية الأخلاقيه عن تشريد هذا الشعب ان كان لكم بقية من الخلق ؟؟؟
ردت علي بابتسامة باهته –– أولا أعرفك بنفسي -- مارجريت – أستاذة القانون الدولي سابقا في احدى جامعات الشمال البريطاني ، جئت هنا لاستمتع بضعة ايام بدفء الجنوب – اصغ الي جيدا يا بني : أنتم الشباب في كل مكان تعيشون في مثاليات واهمه وأحلام زائقه – أريدك أن تفهم أن هذا العالم الذي نعيش فيه عباره عن غابة كبيره لا مكان فيه للضعفاء ، انهم يداسون تحت الأقدام ، ولا مكان فيه للأخلاق . تقوم العلاقات بين الدول على المصالح الماديه المجرده - وأن ما تسمعه عن الطلب من الدول الضعيفه التقيد بالديمقراطيه وحقوق الانسان ما هي الا وسائل لابتزاز تلك الدول ونهب خيراتها وجعلها فريسة سهله تدور في فلك الدول القويه ---
أما بالنسبة لما تسميها قضيتكم المركزيه فأنتم أيها العرب دائما ما تلقون باللوم على غيركم ، وعندكم كلمة المؤامره جاهزه لتبريرهزائمكم وأخطائكم - كما قال أحد الكتاب – ما أمهرنا في التماس المعاذير ---- يأتي زعماؤكم وأصحاب الملايين منكم للغرب وكل هم معظمهم ينصب على اللهو والعبث – دلني على واحد منهم فكر في شراء جريده أو محطة تلفزه أو أية وسيله لتوضيح قضاياكم ، انكم تكلمون أنفسكم وكأنكم في عالم آخر ، دلني على سفير عربي فكر في القاء محاضرة في احدى الجامعات البريطانيه ، انكم اسوأ محامين لأعدل قضيه ----
ان الشعوب الغربيه لا تتلقى المعلومات الا من طرف واحد ، وهذا الطرف هو الصهيوني المنظم تنظيما جيدا وبهذا ينالون التاييد من الغرب -----
ان العالم الغربي يا بني بحر واسع يستطيع أن يسبح فيه من يجيد السباحة فقط -- هل فهمت الآن ؟؟؟؟؟
قلت يا سيدتي هناك حقيقة أزليه وهي أن الظلم لن يدوم وأن الحق سوف يعلو ولو بعد حين --- ولن يضيع حق ووراءه مطالب --- أومأت لي برأسها وكأنها تجاملني ولسان حالها يقول -- بتحلم ؟؟؟؟؟
تذكرت كلامها بالأمس فقط ( وكان ذلك في بداية شهر تشرين اول عام 1973 حين وصلت من الكويت الى لندن لأبيت في فدق ليلة واحده قبل أن أتوجه الى بورتسموث للالتحاق بمعهدها ، وهذا الفندق يتجمع فيه الطلبه الخليجيون قبل ان يتوزعوا على جامعاتهم – لقد أستمعت الى مجموعة الطلبه وهم يجادلون الشيخ المسن وهم يطلب أن يصاحبهم الى الحفلة الماجنه في تلك الليله ، وهم يقولون له هذه الحفلات لا تصلح لك وهو يقول :( ويش عليكم مني ، أنا بكيفي ) ولا أدري هل ذهب معهم أم لا ---
بعد أيام من الدوام بالجامعه اشتعلت حرب 73 بين العرب واسرائيل اجتمع الطلاب المسلمون في مبنى اتحاد الطلبه المسلمين مساء وجرت الانتخابات وتم انتخاب رئيس لاتحاد الطلبه المسلمين ، وذهبنا في اليوم التالي بالحافلات الى لندن وشاركنا بالمظاهرات ، وكدنا نصطدم مع المظاهرة الأخرى الذي نظمها الصهاينه لولا تدخل الشرطه البريطانيه – مرت رئيسة وزراء اسرائيل آنذاك في طريقا الى امريكا فصرحت بانه لا يوجد شعب اسمه ( فلسطينيون ) ، هؤلاء أشباح فبعثت بعدة رسائل الى الصحف البريطانيه وقلت : أنا فلسطيني ولست شبحا ومن لم يصدق فليأت ليراني ، وكنت يوميا تقريبا أبعث برسائل للصحف وأشرح للطلبه عن عدالة قضيتنا ---
ذهبت في احدى الليالي مع زميل تايواني الى مبنى اتحاد الطلبه ليلة السبت واذا بي أفاجئ بالشخص الذي انتخبناه رئيسا لاتحاد الطلبه المسلمين وهويراقص فتاة بريطانيه ؟؟؟؟
دعاني طالب لبناني الى طعام غداء يحتوي على مادة الارز وهي نادرة هناك واذا بي أفاجئ مرة أخرى أن صاحبنا يسكن مع طالبتين بريطانيتين بنفس الشقه ورجاني ألا أخبر أهله في الكويت ؟؟؟؟؟؟
أما صاحبنا الليبي فقد كنا نهرول نازلين درجا عريضا يمر من بين المساكن عائدين من سهرة عند بعض الزملاء ، فاذا به يصرخ عاليا بعبارات مزعجه وباللغة العربيه !! فقلت له ما هذا !! فاذا به يقول أريد أن أنتقم من هؤلاء الذين أذلونا ؟؟ قلت له : ليست هذه الطريقه المثاليه لذلك فأنت تضيف حقدهم على العرب ولكن كن مثلا طيبا تعطي نتيجة أفضل ***
تذكرت العجوز الانجليزيه وأنا أمر على هذه الأحداث مع هؤلاء الطلبه فما بالك بأصحاب الملايين العرب ؟؟؟؟؟
لقد ترسخت في ذهني قناعة تامه ان الشعارات الجوفاء التي ننادي بها والتوسلات التي نتوسل بها للأعداء وللغرب لن توصلنا الى الحد الأدنى من حقوقنا ، ولا بد من اصلاح أنفسنا أولا وقبل كل شيء – لا بد من ثورة أخلاقيه عامه تقوم على قواعد ثابته مستمده من مبادئ ديننا الحنيف مقتفين تراث أجدادنا الذين فتحوا العالم ليس بقوة السلاح فحسب ، بل بالمثل والقيم الاسلاميه المرتكزه على العدل والتسامح والمحبة الصادقه وصدق الانتماء وعدالة التعامل – لابد أن نعتمد على أنفسنا بعد ان نتحصن بالقيم الاخلاقيه وأن نعيد الثقة لأنفسنا دون تواكل أو اتكال ----
( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم واذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال )
صدق الله العظيم
أخذت مكاني بجانب السيده العجوز بعد أن أديت التحيه وكانت تتابع فيلما على شاشة التلفزيون – أخذت أتابع معها الفيلم فوقع نظري على لوحات السيارات اللوري والتي كانت مكتوبه باللغه العربيه فظننت للوهلة الاولى أن الفلم قد تم تصويره في احدى الدول العربيه – تابعت المشاهد فاذا أحداث الفلم تدور حول احتلال فلسطين عام 48
شاهدت شابا عربيا يرسم على التراب خطوطا ويقول للقائد الصهيوني من هنا من هنا طريق باب الواد !! يمكنكم الوصول للقدس ؟؟ ، أما منظر الشباب العرب الآخرين الذين يرتدون الكوفيه والثوب الفلسطين (القمباز) - فكانوا منشغلين داخل القدس بأعمال السلب والنهب ، ويحملون على ظهورهم أكياس الحبوب ويهربون --
قلت للسيده البريطانيه : هل تعرفين شيئا عن القضيه الفلسطينيه ؟ ، فقالت وهل لذلك علاقة بالفلم ؟ قلت هل تشاهدين اؤلئك اللصوص والخونه – انهم أنا – ركزت انتباهها نحوي وقالت : ماذا تعني بكلمة أنا ؟ قلت : هل تصدقين ان شابا مثلي قادم الى جامعة بورتسموث ( كان اسمها بورتسموث بوليتكنك ) جاء لعمل دراسات عليا في هندسة الطرق والمواصلات يمكن أن يكون لصا وخائنا لوطنه --- ان الاعلام الصهيوني قد أعمى بصائركم قبل أن يعمي أبصاركم – لقد وقفنا معكم في الحرب العالميه الاولى ضد اخوتنا في الدين ( العثمانيون ) ،وصدقنا وعودكم الكاذبه بجعل الوطن العربي موحدا حرا كريما بعد أن تنتصروا في الحرب ، في نفس الوقت الذي كنتم تتآمرون فيه مع الفرنسيين لتجزئة العالم العربي الى دويلات هزيله ، بل ذهب وزير خارجيتكم بلفور الى اعطاء وعد لمن لا يستحق بانشاء وطن قومي لهم في فلسطين وكأنها ملك لوالده – هؤلاء الغرباء عن هذه الارض والذين ليس للعرب يد فيما تعرضوا له على ايدي الأوروبيين ، وتسببتم انتم الانجليز في تشريد شعب من أرض آبائه وأجداده ، كان يعيش في أمن وسلام مع العالم كله – ان لعنات التاريخ ستطاردكم الى يوم الدين – انكم تتحملون المسؤولية الأخلاقيه عن تشريد هذا الشعب ان كان لكم بقية من الخلق ؟؟؟
ردت علي بابتسامة باهته –– أولا أعرفك بنفسي -- مارجريت – أستاذة القانون الدولي سابقا في احدى جامعات الشمال البريطاني ، جئت هنا لاستمتع بضعة ايام بدفء الجنوب – اصغ الي جيدا يا بني : أنتم الشباب في كل مكان تعيشون في مثاليات واهمه وأحلام زائقه – أريدك أن تفهم أن هذا العالم الذي نعيش فيه عباره عن غابة كبيره لا مكان فيه للضعفاء ، انهم يداسون تحت الأقدام ، ولا مكان فيه للأخلاق . تقوم العلاقات بين الدول على المصالح الماديه المجرده - وأن ما تسمعه عن الطلب من الدول الضعيفه التقيد بالديمقراطيه وحقوق الانسان ما هي الا وسائل لابتزاز تلك الدول ونهب خيراتها وجعلها فريسة سهله تدور في فلك الدول القويه ---
أما بالنسبة لما تسميها قضيتكم المركزيه فأنتم أيها العرب دائما ما تلقون باللوم على غيركم ، وعندكم كلمة المؤامره جاهزه لتبريرهزائمكم وأخطائكم - كما قال أحد الكتاب – ما أمهرنا في التماس المعاذير ---- يأتي زعماؤكم وأصحاب الملايين منكم للغرب وكل هم معظمهم ينصب على اللهو والعبث – دلني على واحد منهم فكر في شراء جريده أو محطة تلفزه أو أية وسيله لتوضيح قضاياكم ، انكم تكلمون أنفسكم وكأنكم في عالم آخر ، دلني على سفير عربي فكر في القاء محاضرة في احدى الجامعات البريطانيه ، انكم اسوأ محامين لأعدل قضيه ----
ان الشعوب الغربيه لا تتلقى المعلومات الا من طرف واحد ، وهذا الطرف هو الصهيوني المنظم تنظيما جيدا وبهذا ينالون التاييد من الغرب -----
ان العالم الغربي يا بني بحر واسع يستطيع أن يسبح فيه من يجيد السباحة فقط -- هل فهمت الآن ؟؟؟؟؟
قلت يا سيدتي هناك حقيقة أزليه وهي أن الظلم لن يدوم وأن الحق سوف يعلو ولو بعد حين --- ولن يضيع حق ووراءه مطالب --- أومأت لي برأسها وكأنها تجاملني ولسان حالها يقول -- بتحلم ؟؟؟؟؟
تذكرت كلامها بالأمس فقط ( وكان ذلك في بداية شهر تشرين اول عام 1973 حين وصلت من الكويت الى لندن لأبيت في فدق ليلة واحده قبل أن أتوجه الى بورتسموث للالتحاق بمعهدها ، وهذا الفندق يتجمع فيه الطلبه الخليجيون قبل ان يتوزعوا على جامعاتهم – لقد أستمعت الى مجموعة الطلبه وهم يجادلون الشيخ المسن وهم يطلب أن يصاحبهم الى الحفلة الماجنه في تلك الليله ، وهم يقولون له هذه الحفلات لا تصلح لك وهو يقول :( ويش عليكم مني ، أنا بكيفي ) ولا أدري هل ذهب معهم أم لا ---
بعد أيام من الدوام بالجامعه اشتعلت حرب 73 بين العرب واسرائيل اجتمع الطلاب المسلمون في مبنى اتحاد الطلبه المسلمين مساء وجرت الانتخابات وتم انتخاب رئيس لاتحاد الطلبه المسلمين ، وذهبنا في اليوم التالي بالحافلات الى لندن وشاركنا بالمظاهرات ، وكدنا نصطدم مع المظاهرة الأخرى الذي نظمها الصهاينه لولا تدخل الشرطه البريطانيه – مرت رئيسة وزراء اسرائيل آنذاك في طريقا الى امريكا فصرحت بانه لا يوجد شعب اسمه ( فلسطينيون ) ، هؤلاء أشباح فبعثت بعدة رسائل الى الصحف البريطانيه وقلت : أنا فلسطيني ولست شبحا ومن لم يصدق فليأت ليراني ، وكنت يوميا تقريبا أبعث برسائل للصحف وأشرح للطلبه عن عدالة قضيتنا ---
ذهبت في احدى الليالي مع زميل تايواني الى مبنى اتحاد الطلبه ليلة السبت واذا بي أفاجئ بالشخص الذي انتخبناه رئيسا لاتحاد الطلبه المسلمين وهويراقص فتاة بريطانيه ؟؟؟؟
دعاني طالب لبناني الى طعام غداء يحتوي على مادة الارز وهي نادرة هناك واذا بي أفاجئ مرة أخرى أن صاحبنا يسكن مع طالبتين بريطانيتين بنفس الشقه ورجاني ألا أخبر أهله في الكويت ؟؟؟؟؟؟
أما صاحبنا الليبي فقد كنا نهرول نازلين درجا عريضا يمر من بين المساكن عائدين من سهرة عند بعض الزملاء ، فاذا به يصرخ عاليا بعبارات مزعجه وباللغة العربيه !! فقلت له ما هذا !! فاذا به يقول أريد أن أنتقم من هؤلاء الذين أذلونا ؟؟ قلت له : ليست هذه الطريقه المثاليه لذلك فأنت تضيف حقدهم على العرب ولكن كن مثلا طيبا تعطي نتيجة أفضل ***
تذكرت العجوز الانجليزيه وأنا أمر على هذه الأحداث مع هؤلاء الطلبه فما بالك بأصحاب الملايين العرب ؟؟؟؟؟
لقد ترسخت في ذهني قناعة تامه ان الشعارات الجوفاء التي ننادي بها والتوسلات التي نتوسل بها للأعداء وللغرب لن توصلنا الى الحد الأدنى من حقوقنا ، ولا بد من اصلاح أنفسنا أولا وقبل كل شيء – لا بد من ثورة أخلاقيه عامه تقوم على قواعد ثابته مستمده من مبادئ ديننا الحنيف مقتفين تراث أجدادنا الذين فتحوا العالم ليس بقوة السلاح فحسب ، بل بالمثل والقيم الاسلاميه المرتكزه على العدل والتسامح والمحبة الصادقه وصدق الانتماء وعدالة التعامل – لابد أن نعتمد على أنفسنا بعد ان نتحصن بالقيم الاخلاقيه وأن نعيد الثقة لأنفسنا دون تواكل أو اتكال ----
( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم واذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال )
صدق الله العظيم