الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هل في الحب ما يخيف الظلامين ؟!بقلم:حميد طولست

تاريخ النشر : 2017-02-13
هل في الحب ما يخيف الظلامين ؟!بقلم:حميد طولست
هل في الحب ما يخيف الظلامين ؟؟

 قبل الرابع عشر من شهر فبراير من كل عام وبعده ، يكثر الجدل والنقاش الاجتماعي ، يحتد الخلاف الفقهي حول  مناسبة عيد الحب ، أو عيد العشاق، الذي تحتفل به الكثير من دول العالم المتحضر تقريبا، كما احتفلت به أقدم حضارات الأرض ، وفي تواريخ ومواعيد مختلفة ، من السومريين والبابليين، واليونيين، والعرب، الذين جعلوا من يوم 4 نونبر موعدا للاحتفال بهذا العيد القديم وغير المستحدث، كما يتصور الذين يقرنونه بقصة القديس "فلانتين"، الذي تعددت في الآونة الأخيرة، حولهالحكايات، والأقاويل والأساطير والفتاوى، كل الحدود، وفاقت كل التصورات، بين مؤيد ورافض، حيث يرى بعض  من علماء الدين، أنه بدعة وتقليد، يُرحم على المسلم القيام بها، بحجج غير مقنعة وعلى رأسها التشبه بالغرب .

كم هو عجيب، ويدعوا للدهشة والاستغراب، أمر هؤلاء الذين يُحرمون على المسلمين المحبة، ويستهجنون مشاعر المودة والتآلف والتآخي  كسمة إنسانية فِطر الله عليها خلقه قبل أن يكتسب الصفات المُجتمعية التي تجعله عنيفا حاقدا متجهما عبوسا غليظ القلب، ليس في قلبه رأفة ولا رحمة، ويكره مد جسور والتآزر مع أمثاله ، ويعوضونها بقذائف الدم وأسلحة الدمار التي تحول حياة العباد إلى جحيم..

فكيف لهذه العقول الضيقة والقلوب العنيفة، التي تعشق الظلام وتكره النور والزهور والورود، أن تتذوق لذة الحب، سواء في شقه المُطلق الشامل لكل مخلوقات الله التي تُشاركها الحياة، من إنسان وحيوان وطير ونبات وطبيعة، أو في شقه المتعلق بالمجال الرمانسي العاطفي ، الذي يأتي على رأسه حب الرجل للمرأة، الذي جعله الله غريزيا بينهما، مند خلق الله آدم وحيداً وخلق له حواء التي لن يقدر على العيش بدونها ك"مُعين ونظير له" مصداقا لقوله " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ، إِنَّ فِي ذَٰلِكَ  لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".

فكيف لهؤلاء الذين يقرنون الحب بالجنس الهمجي الفاحش، ويرفضون تعامل الذين الإسلامي الراقي مع ما يملأ جوانب النفس البشرية، من حب سامي مشبع بمعاني الانتماء الصادق، والولاء الخالص، والحرص الكامل على مد جسور المحبة والمودة، الحب الطبيعي المنفتح الراقي الذي لا مكان فيه للانفلات والانحلال والتنصل من المسؤوليات الأخلاقية او الحيثيات المنطقية.. كيف لهم أن يعرفوا حقيقة الحب النقي، لا ورب السماء ، لن يدركوا مشاعر الجب السامية الرقيقة النبيلة التي تحول الإنسان من وحش شرس إلى ملاك خير ووديع، وتُطلق لسان العيي، وتفتح حيلة البليد، وتبعث على النظافة وتزين الملبس والمسكن، وتطييب المطعم، وتدعو الى البدل والعطاء، فتحول البخيل إلى جواد، والقطوب إلى طلق بشوش، والجبان إلى شجاع مقدام، والغليظ إلى طيب سمح ، و الجاهل إلى لبق متأدب..

وأنى لهم أن يتمتعوا بتسامح وصفاء المحبين، الذي هيأها سبحانه وتعالى لعباده ليسعدوا في دنياهم ويفوزا في آخرتهم، ماداموا لا يؤمنون إلا بثقافة الموت والجهل، وبلغة الدم وأسلحة الدمار، ويسعون جاهدين إلى تحويل كل سُبل المحبة والسعادة إلى كراهية وتعاسة سوداء، بتطرفهم الشاذ الرافض لدعوات الله للمودة والمحبة بين البشر، والتي لم يحفل بها كتاب الله الكريم بالحديث عبثا، بل لغاية سامية، كما ورد فى قوله تعالى فى سورة المائدة آية 82 "لتجدنَ أشد الناس عداوةً للذين امنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدنَ أقربهم مودةً للذين أمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون" ص ق. وكما فى سورة الروم آية 21 قوله تعالى فى سورة هود آية 90 قوله تعالى "واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه ان ربي رحيم ودود" ص ق، أو كما جاء فى الآية 23 من سورة الشورى حيث قال تعالى "ذلك الذي يبشر الله عباده الذين امنوا وعملوا الصالحات قل لا أسالكم عليه اجراً إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور" ص ق، وكما ورد فى الآية 7 من سورة الممتحنة قوله تعالى "عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة ورحمة والله غفور رحيم" .وصدقت آيات الله الكريمة هته وغيرها كثير- والتي لا يتسع المجال لذكرها كلها هنا- في كل ما جاء في كتابه المبين لإظهار قدرة المحبة على إنارة أرواح البشر وتخليصها من شرور الكراهية والبغضاء ، وتذكره بإنسانيته وتميزه عن غيره من المخلوقات..

وحتى نخرج من ظروف العداوة ولغة الكراهية والموت القاسية، التى فُرضت علينا، في هذا الزمن المأزوم الذي يُصدق فيه الكاذب، ويُكذب فيه الصادق، ويُخون فيه الأمين، ويُؤتمن فيه الخائن ، وحتى تسود عالمنا المحبة والتسامح والصفاء والوفاء والإخلاص كل القلوب، أدعوا الجميع أن يحبوا ..ويعشقوا..ويغنوا..ويرقصوا، في هذا اليوم، وفي كل أيام الله الجميلة، وليحضن بعضنا البعض برغبة قوية في خلق عالم جديد لا يعكر صفوه مطبلي الأنظمة الظلامية الفاسدة والعتيقة، الذين ربما تصغي قلوبهم يوما لغنائنا ورقصنا، فيتسلل الحب إلى مشاعرهم، فينير النور ظلام قلوبهم ويبطل مفعول قذائفهم إلى مزهريات ورد تحول أجواء حياتهم إلى جنة على الأرض..  لأن الحب هو ما يجعلنا نتشبث بالأمل وننتظر الغد المُشرق دون أن نيأس أبدا ..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف