ان استعين بمن ظلمني لرفع الحيف عني ..كارثة !!
احمد الحاج
مغرم أنا ومنذ طفولتي بأسرار وعجائب الشعوب والكون والتأريخ وغرائبها ، ومتيقن بأن مرد جل الاكاذيب على الدوام انما يكمن في سرد نصف الحقيقة واخفاء نصفها اﻻخر عن المتلقي ، تلك المؤامرة الخبيثة التي قال فيها ، بنجامين فرانكلين " نصف الحقيقة كذبة كبيرة"، وقال فيها جبران خليل جبران "لا تختر نصف حل، ولا تقف في منتصف الحقيقة، لا تحلم نصف حلم، ولا تتعلق بنصف أمل" ، اذ ان النصف هنا يساوي ﻻشيء بالمطلق ولعل ماقاله " ابو نؤاس" في احدى قصائده الخمرية الفاسقة خير دليل على نصرة نصف الحق لجموع الباطل كله على طول الخط :
دع المساجد للــعباد تسكنها...وطف بنا حول خمار ليسقينا
ما قال ربك ويل للذين سكروا... ولكن قال ويل للمـصلينا
وما اكثر الاكاذيب في التأريخ البشري التي بنيت على انصاف حقائق بل وما اكثر ما ادرج منها ضمن المناهج الدراسية لتتحول بمرور الزمن الى بديهيات ﻻيمتلك احد حق نقضها او مناقشتها حتى ، ابرزها في تصوري هي " احتلال فرنسا للجزائر وقتل مليون جزائري على مدى اكثر من 100 عام ثأرا لكرامتها - بحسب المناهج - بعد اهانة ، الداي حسين، وضربه للقنصل الفرنسي ، بيار دوفال، بالمروحة ، فيما ﻻتذكر هذه المناهج بأن الداي كان قد طالب القنصل بتسديد ديون الجزائر البالغة 20مليون فرنك ثمن الحبوب التي اعطيت لفرنسا اثناء الحصار الاوربي لها بعد اعلان مبادئها بعيد الثورة الفرنسية ..وﻻتذكر كيف رد "القنصل " بكل وقاحة مستفزا مشاعر الداي ومن حوله قائلا له " ان حكومتي لا تتنازل لإجابة رجل مثلكم" !!
علمونا ان نابليون كان قصيرا ماشكل له عقدة نفسية لكونه قائدا عسكريا ، فيما لم يكن الرجل كذلك - مع ان لاعيب في قصره - بل كان أطول من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ، ومرد ذلك الى ان القياس البريطاني للبوصة يختلف عن نظيره الفرنسي !!
علمونا ان اسباب هزيمتنا في حرب 48 وضياع فلسطين كلها ماخلا الضفة الغربية وغزة والقدس والتي ضاعت بدورها في خدعة اخرى عام 1967قادها الكذوب الشهير ،احمد سعيد، من اذاعة صوت القاهرة الذي أعلن انتصار الجيش المصري في نكسة حزيران فيما كان يباد عن بكرة ابيه في ميادين القتال ، لقنونا ان الاسلحة الفاسدة هي سبب الهزيمة عام 1948 وهي كذبة فبركها الكاتب ، إحسان عبد القدوس، لعداء شخصي مع النظام الملكي في مصر ونشرها في مجلة روز اليوسف بعددها 149 الصادر في 20 / حزيران / 1950 .
وﻻشك ان كذبة امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل وعلاقته بأحداث الحادي عشر من سبتمر - وهي بدورها كذبة كبرى احتلت بسببها دول وحوصرت اخرى - كان بطلها " محمد البرادعي ، بصفته رئيس وكالة الطاقة الدولية والتي اقر بزيفها في كتابه " عصر الخداع " الصادر عن دار نشر متروبوليتان بوكس في نيويورك، وقد حمل على ادارة بوش الصغير ، مطالبا بفتح تحقيق من قبل المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في حرب ظالمة شنت على العراق بخدعة " كما ورد في كتابه وعلى لسانه بعد تأنيب الضمير وبرغم حصوله على جائزة نوبل للسلام سنة 2005 من جراء هذه الحرب ودوره المقيت فيها .
وعودا على بدء اذ تناهى الى سمعي اليوم وبالتزامن مع تظاهرات السبت التي تبودلت فيها الاتهامات بناء على انصاف الحقائق بين الجانبين فبينما أتهم المتظاهرون مندسين بقمعهم ما اسفر عن سقوط قتلى وجرحى بصفوفهم ، اتهم الطرف الاخر بوجود مندسين في صفوف المتظاهرين يحملون السكاكين والاسلحة النارية ما اسفر عن سقوط جرحى وقتلى في صفوف القوات الامنية ،لتسقط بعدها بساعات ثلاث صواريخ كاتيوشا داخل المنطقة الخضراء اطلقت من منطقة البلديات، لم يعرف هوية مطلقيها بعد وﻻ هدفهم ، اقول تناهى الى سمعي خبران مؤسفان ، الاول وعلى لسان وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون ، اكد فيه إن بريطانيا ستنهي في غضون أشهر عمل لجنة “فريق الادعاءات التاريخية العراقية” أو ما يسمى “فريق التحقيق في الانتهاكات بالعراق بتهم تعذيب وقتل واغتصاب عددها 3 اﻻف سيتم اختزالها الى 20 حالة فقط لغلق القضية ولما تزل صرخات الضحايا وعوائلهم تأن وجراحهم لم تبرأ بعد ، اما الخبر الثاني فهو عقد مؤتمر في بروكسل برعاية المؤتمر الاوربي للسلام للفترة بين 15- 17من الشهر الجاري بحضور البرادعي بصفة مراقب اضافة الى المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي اي"، الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس بصفة مراقب ايضا ،لتحقيق السلم المجتمعي في العراق ، ايعقل ان يبحث بعضهم عن حل شامل وسلام كامل برقابة هؤﻻء ورعايتهم ؟ ايعقل ان استعين بمن ظلمني لرفع الحيف عني؟ ايستساغ ان ابحث عند هؤلاء بناء لما هدم ، ترميما لما دمر ، تعويضا لما اتلف ،تهوينا لما أزهق ، انها الكارثة بعينها وﻻريب وحقا ماقاله الشاعر قديما :
المستجير بعمرو عند كربته ...كالمستجير من الرمضاء بالنار
اودعناكم اغاتي
احمد الحاج
مغرم أنا ومنذ طفولتي بأسرار وعجائب الشعوب والكون والتأريخ وغرائبها ، ومتيقن بأن مرد جل الاكاذيب على الدوام انما يكمن في سرد نصف الحقيقة واخفاء نصفها اﻻخر عن المتلقي ، تلك المؤامرة الخبيثة التي قال فيها ، بنجامين فرانكلين " نصف الحقيقة كذبة كبيرة"، وقال فيها جبران خليل جبران "لا تختر نصف حل، ولا تقف في منتصف الحقيقة، لا تحلم نصف حلم، ولا تتعلق بنصف أمل" ، اذ ان النصف هنا يساوي ﻻشيء بالمطلق ولعل ماقاله " ابو نؤاس" في احدى قصائده الخمرية الفاسقة خير دليل على نصرة نصف الحق لجموع الباطل كله على طول الخط :
دع المساجد للــعباد تسكنها...وطف بنا حول خمار ليسقينا
ما قال ربك ويل للذين سكروا... ولكن قال ويل للمـصلينا
وما اكثر الاكاذيب في التأريخ البشري التي بنيت على انصاف حقائق بل وما اكثر ما ادرج منها ضمن المناهج الدراسية لتتحول بمرور الزمن الى بديهيات ﻻيمتلك احد حق نقضها او مناقشتها حتى ، ابرزها في تصوري هي " احتلال فرنسا للجزائر وقتل مليون جزائري على مدى اكثر من 100 عام ثأرا لكرامتها - بحسب المناهج - بعد اهانة ، الداي حسين، وضربه للقنصل الفرنسي ، بيار دوفال، بالمروحة ، فيما ﻻتذكر هذه المناهج بأن الداي كان قد طالب القنصل بتسديد ديون الجزائر البالغة 20مليون فرنك ثمن الحبوب التي اعطيت لفرنسا اثناء الحصار الاوربي لها بعد اعلان مبادئها بعيد الثورة الفرنسية ..وﻻتذكر كيف رد "القنصل " بكل وقاحة مستفزا مشاعر الداي ومن حوله قائلا له " ان حكومتي لا تتنازل لإجابة رجل مثلكم" !!
علمونا ان نابليون كان قصيرا ماشكل له عقدة نفسية لكونه قائدا عسكريا ، فيما لم يكن الرجل كذلك - مع ان لاعيب في قصره - بل كان أطول من الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي ، ومرد ذلك الى ان القياس البريطاني للبوصة يختلف عن نظيره الفرنسي !!
علمونا ان اسباب هزيمتنا في حرب 48 وضياع فلسطين كلها ماخلا الضفة الغربية وغزة والقدس والتي ضاعت بدورها في خدعة اخرى عام 1967قادها الكذوب الشهير ،احمد سعيد، من اذاعة صوت القاهرة الذي أعلن انتصار الجيش المصري في نكسة حزيران فيما كان يباد عن بكرة ابيه في ميادين القتال ، لقنونا ان الاسلحة الفاسدة هي سبب الهزيمة عام 1948 وهي كذبة فبركها الكاتب ، إحسان عبد القدوس، لعداء شخصي مع النظام الملكي في مصر ونشرها في مجلة روز اليوسف بعددها 149 الصادر في 20 / حزيران / 1950 .
وﻻشك ان كذبة امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل وعلاقته بأحداث الحادي عشر من سبتمر - وهي بدورها كذبة كبرى احتلت بسببها دول وحوصرت اخرى - كان بطلها " محمد البرادعي ، بصفته رئيس وكالة الطاقة الدولية والتي اقر بزيفها في كتابه " عصر الخداع " الصادر عن دار نشر متروبوليتان بوكس في نيويورك، وقد حمل على ادارة بوش الصغير ، مطالبا بفتح تحقيق من قبل المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في حرب ظالمة شنت على العراق بخدعة " كما ورد في كتابه وعلى لسانه بعد تأنيب الضمير وبرغم حصوله على جائزة نوبل للسلام سنة 2005 من جراء هذه الحرب ودوره المقيت فيها .
وعودا على بدء اذ تناهى الى سمعي اليوم وبالتزامن مع تظاهرات السبت التي تبودلت فيها الاتهامات بناء على انصاف الحقائق بين الجانبين فبينما أتهم المتظاهرون مندسين بقمعهم ما اسفر عن سقوط قتلى وجرحى بصفوفهم ، اتهم الطرف الاخر بوجود مندسين في صفوف المتظاهرين يحملون السكاكين والاسلحة النارية ما اسفر عن سقوط جرحى وقتلى في صفوف القوات الامنية ،لتسقط بعدها بساعات ثلاث صواريخ كاتيوشا داخل المنطقة الخضراء اطلقت من منطقة البلديات، لم يعرف هوية مطلقيها بعد وﻻ هدفهم ، اقول تناهى الى سمعي خبران مؤسفان ، الاول وعلى لسان وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون ، اكد فيه إن بريطانيا ستنهي في غضون أشهر عمل لجنة “فريق الادعاءات التاريخية العراقية” أو ما يسمى “فريق التحقيق في الانتهاكات بالعراق بتهم تعذيب وقتل واغتصاب عددها 3 اﻻف سيتم اختزالها الى 20 حالة فقط لغلق القضية ولما تزل صرخات الضحايا وعوائلهم تأن وجراحهم لم تبرأ بعد ، اما الخبر الثاني فهو عقد مؤتمر في بروكسل برعاية المؤتمر الاوربي للسلام للفترة بين 15- 17من الشهر الجاري بحضور البرادعي بصفة مراقب اضافة الى المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي اي"، الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس بصفة مراقب ايضا ،لتحقيق السلم المجتمعي في العراق ، ايعقل ان يبحث بعضهم عن حل شامل وسلام كامل برقابة هؤﻻء ورعايتهم ؟ ايعقل ان استعين بمن ظلمني لرفع الحيف عني؟ ايستساغ ان ابحث عند هؤلاء بناء لما هدم ، ترميما لما دمر ، تعويضا لما اتلف ،تهوينا لما أزهق ، انها الكارثة بعينها وﻻريب وحقا ماقاله الشاعر قديما :
المستجير بعمرو عند كربته ...كالمستجير من الرمضاء بالنار
اودعناكم اغاتي