
بالأمس القريب كتبت منشوراً في صفحتي الشخصية على الفيس بوك مفاده " مين واسطتك ؟ واسطتي رب العالمين " ،
وأنا في رحلة البحث عن وظيفةٍ او عمل بعد الحصول على درجة الماجستير ، رأيت إعلاناً لوظيفة باحث قانوني في مؤسسةٍ ما لا داعي لذكر إسمها ، ومن ضمن شروطها بأن يكون المتقدم حاصل على درجة الماجستير في القانون ، فأرسلت سيرتي الذاتية وما شابه من الأوراق اللازمة للتسجيل في هذه الوظيفة ، وبعد أيام قليلة رنّ هاتفي ، فأجبت ، وإذ بهو ممثل عن هذه المؤسسة يقول لي لقد تم اختيارك من ضمن المرشحين للعمل لدينا، عليك بالحضور يوم الخميس للمقابلة ، فشكرته وأكدت له حضوري ، يوم الأربعاء ليلاً جهزت نفسي لهذه المقابلة ، فرحاً تغمرني سعادة لا توصف ، لم أقل لأحدٍ عنها لأسبابٍ عدة لا داعي لذكرها ، فكويت بدلتي وقميصي الأبيض ، ونمت واضعاً منبهاً لصلاةِ الفجر التي أعتدت بأن أصليها بالمسجد ، استيقظت وعينايّ تبرقان من الفرحة ، ولسان حالي يقول إنهض يا احمد لقد بدأت حياتك الآن ، حان وقت اعتمادك على نفسك وذاتك ، ومساعدة والديك اللذان فنيا حياتهما لأجلك، فذهبت لأتوضأ والصلاة بالمسجد ، ودعوت الله بأن يوفقني في هذه المقابلة وأن يحسن جوابي ، وبقيت مستيقظاً حتى الساعة الثامنة صباحاً ، جهزت نفسي ولبست بدلتي التي كويتها بالأمس وذهبت متوكلاً على الله إلى المقابلة ، وعند وصولي إلى هناك ، قالت لي السكرتيرة وأمامها كشف بالاسماء التي ستدخل المقابلة ما إسمك ، قلت لها أحمد ضاهر وقد دعوني للمقابلة ، فقالت لي نعم موجود إسمك بالكشف ، تفضل بالجلوس والانتظار حتى أنادي عليك ، أنتظرت بما يقارب الساعتين ، حتى جاء موعد مقابلتي ، فدخلت للغرفة التي فيها لجنة المقابلة متوكلاً على الله ، وإذ بستة أشخاص يجلسون على طاولة مستديرة ، يتوسطها كرسيٍ لأجلس عليه أمامهم ، سلمت عليهم جميعاً باليد وجلست ، فقال من يتوسطهم بالجلوس ، عرّف عن نفسك ، فعرفت عن نفسي ، وبعد عدة إسئلة من لجنة المقابلة والتي أجبتها بشكل ممتاز ، وجه أحدهم لي سؤلاً غريباً بالحرف " مين واسطتك ؟ " ، بقيت لمدة دقيقة صامتاً لغرابة السؤال ، حتى شعرت بأنه سؤال استفزازي ليقيّم شخصيتي عليه ، فقلت له : واسطتي رب العالمين ، فقال لي وبأسلوب غريب وغير متوقع : " وهل الله سينفعك " ؟ فقلت له : ما يريده الله سيكون ، وما لم يرده لن يكن . فابتسم في وجهي ابتسامة شعرت أنها ابتسامة سخرية ، وقال لي : شكرا أحمد انتهت المقابلة وربنا يوفقك ، فقلت لهم شكرا وخرجت من المقابلة تملؤني سعادة لا توصف ظناً مني أنني نجحت فيها مقابل اجاباتي المقنعة لهم ، فوجدت أكثر من شخص جالس ينتظر دوره للمقابلة ، فجاءوا مسرعين إليّ ليعرفوا ماهية الأسئلة التي سألوها لي ، فقلت لهم ، وبعدها ذهبت إلى البيت حاملاً الأمل والتفاؤل بالقبول في هذه الوظيفة ..
بعد أيام عديدة كنت أنتظر هاتفي أن يدق جرسه معلناً قبولي لهذه الوظيفة ، ولكن للأسف لم يدق وكأنه معلناً رفضي ، فقررت أخيراً أنا بالاتصال بهم للسؤال والاستفسار عن النتائج ، فردت موظفة المؤسسة قائلة : نأسف لم يحالفك الحظ ..
لأتفاجأ بعد عدة أيام بقبول شخص حديث التخرج من ليسانس الحقوق ، وعند سؤال بعض اصدقائي عن حظه الجميل بالقبول ، فقالوا لي أنه قريب من الدرجة الرابعة لنائب مدير المؤسسة ..
هكذا هي الواسطة والمحسوبية ، انتشرت وتفشت في مجتمعنا بشكل كبير ، وبدون أي اعتبار للكفاءة والشهادات العليا ، إن لم تكن منهم او معهم أو قريب منهم ، فحظك سيكون سيئاً ..
وبالنهاية فإن واسطتنا وتوكيلنا سيكون دائما على الله وليس على عبده ..
وأنا في رحلة البحث عن وظيفةٍ او عمل بعد الحصول على درجة الماجستير ، رأيت إعلاناً لوظيفة باحث قانوني في مؤسسةٍ ما لا داعي لذكر إسمها ، ومن ضمن شروطها بأن يكون المتقدم حاصل على درجة الماجستير في القانون ، فأرسلت سيرتي الذاتية وما شابه من الأوراق اللازمة للتسجيل في هذه الوظيفة ، وبعد أيام قليلة رنّ هاتفي ، فأجبت ، وإذ بهو ممثل عن هذه المؤسسة يقول لي لقد تم اختيارك من ضمن المرشحين للعمل لدينا، عليك بالحضور يوم الخميس للمقابلة ، فشكرته وأكدت له حضوري ، يوم الأربعاء ليلاً جهزت نفسي لهذه المقابلة ، فرحاً تغمرني سعادة لا توصف ، لم أقل لأحدٍ عنها لأسبابٍ عدة لا داعي لذكرها ، فكويت بدلتي وقميصي الأبيض ، ونمت واضعاً منبهاً لصلاةِ الفجر التي أعتدت بأن أصليها بالمسجد ، استيقظت وعينايّ تبرقان من الفرحة ، ولسان حالي يقول إنهض يا احمد لقد بدأت حياتك الآن ، حان وقت اعتمادك على نفسك وذاتك ، ومساعدة والديك اللذان فنيا حياتهما لأجلك، فذهبت لأتوضأ والصلاة بالمسجد ، ودعوت الله بأن يوفقني في هذه المقابلة وأن يحسن جوابي ، وبقيت مستيقظاً حتى الساعة الثامنة صباحاً ، جهزت نفسي ولبست بدلتي التي كويتها بالأمس وذهبت متوكلاً على الله إلى المقابلة ، وعند وصولي إلى هناك ، قالت لي السكرتيرة وأمامها كشف بالاسماء التي ستدخل المقابلة ما إسمك ، قلت لها أحمد ضاهر وقد دعوني للمقابلة ، فقالت لي نعم موجود إسمك بالكشف ، تفضل بالجلوس والانتظار حتى أنادي عليك ، أنتظرت بما يقارب الساعتين ، حتى جاء موعد مقابلتي ، فدخلت للغرفة التي فيها لجنة المقابلة متوكلاً على الله ، وإذ بستة أشخاص يجلسون على طاولة مستديرة ، يتوسطها كرسيٍ لأجلس عليه أمامهم ، سلمت عليهم جميعاً باليد وجلست ، فقال من يتوسطهم بالجلوس ، عرّف عن نفسك ، فعرفت عن نفسي ، وبعد عدة إسئلة من لجنة المقابلة والتي أجبتها بشكل ممتاز ، وجه أحدهم لي سؤلاً غريباً بالحرف " مين واسطتك ؟ " ، بقيت لمدة دقيقة صامتاً لغرابة السؤال ، حتى شعرت بأنه سؤال استفزازي ليقيّم شخصيتي عليه ، فقلت له : واسطتي رب العالمين ، فقال لي وبأسلوب غريب وغير متوقع : " وهل الله سينفعك " ؟ فقلت له : ما يريده الله سيكون ، وما لم يرده لن يكن . فابتسم في وجهي ابتسامة شعرت أنها ابتسامة سخرية ، وقال لي : شكرا أحمد انتهت المقابلة وربنا يوفقك ، فقلت لهم شكرا وخرجت من المقابلة تملؤني سعادة لا توصف ظناً مني أنني نجحت فيها مقابل اجاباتي المقنعة لهم ، فوجدت أكثر من شخص جالس ينتظر دوره للمقابلة ، فجاءوا مسرعين إليّ ليعرفوا ماهية الأسئلة التي سألوها لي ، فقلت لهم ، وبعدها ذهبت إلى البيت حاملاً الأمل والتفاؤل بالقبول في هذه الوظيفة ..
بعد أيام عديدة كنت أنتظر هاتفي أن يدق جرسه معلناً قبولي لهذه الوظيفة ، ولكن للأسف لم يدق وكأنه معلناً رفضي ، فقررت أخيراً أنا بالاتصال بهم للسؤال والاستفسار عن النتائج ، فردت موظفة المؤسسة قائلة : نأسف لم يحالفك الحظ ..
لأتفاجأ بعد عدة أيام بقبول شخص حديث التخرج من ليسانس الحقوق ، وعند سؤال بعض اصدقائي عن حظه الجميل بالقبول ، فقالوا لي أنه قريب من الدرجة الرابعة لنائب مدير المؤسسة ..
هكذا هي الواسطة والمحسوبية ، انتشرت وتفشت في مجتمعنا بشكل كبير ، وبدون أي اعتبار للكفاءة والشهادات العليا ، إن لم تكن منهم او معهم أو قريب منهم ، فحظك سيكون سيئاً ..
وبالنهاية فإن واسطتنا وتوكيلنا سيكون دائما على الله وليس على عبده ..