الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الـصــدام بـين الأزهــر والــدولــة بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2017-02-12
الـصــدام بـين الأزهــر والــدولــة بقلم:حسن زايد
لقد انزعجت ـ وحق لي أن أنزعج ـ حقاً ، لما قرأته بشأن وجود فتنة تطل برأسها بين الأزهر والدولة . والسر في الإنزعاج مرده إلي ما ذهب إليه البعض من القول بأن الأزهر علي طريق الإخوان . ليس في مجال الإتفاق الفكري ، وخطي التربية ، ومنهج التفكير والبحث ، فكل هذه الأمور قابلة للمراجعة ، والمناقشة ، والإتفاق والإختلاف بشأنها ، وإنما علي طريق الإخوان في الصدام مع الدولة ، والإنحياز للجماعة الإرهابية ، في حربها المفتوحة ضدها ، فهذا ما يحتاج إلي مراجعة ، وتدقيق . وقد رمي من قال بذلك في وجهي بالدلائل والمؤشرات التي تشي صراحة أو ضمناً بما ذهب إليه . أولها : عدم الإقدام علي تكفير الدواعش ، والإقدام علي تكفير بعض من المثقفين . ثانيها : الإلتفاف حول ملف تجديد الخطاب الديني ، والإستياء من تجديد المطالبة به بين حين وآخر . وثالثها : تشكيل لجنة ضغط من المواطنين للوقوف في مواجهة الدولة دفاعاً عن شيخ الأزهر ، والتهديد بتنظيم مظاهرات لهذا الغرض في مقر إقامة فضيلته . رابعها : عدم الرد علي تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات في وقائع فساد داخل المؤسسة . وبالبحث في هذه النقاط نجد أن الأزهر قد اتخذ موقفاً غير حاسم من تنظيم الدواعش ، فلم يقل بكفر عناصره ، ولم يقل بصحة موقفهم . وهذا الموقف الرمادي يضع الدولة المصرية في حرج . فهي إزاء تنظيم يقتل ويذبح ويحرق ويخرب ويدمر باسم الدين ، وباسم الله ، وبزعم أننا كفار . فلو قال الأزهر استناداً إلي ما تقدم بكفرهم ، لخلع عنهم لباس الدين الذي يتدثرون به ، وتركهم عرايا في مواجهة الشرع ، ومواجهة الناس . ولو قال بشرعية ما يذهب إليه هذا التنظيم من أفعال وأقوال وتصرفات ، لوضع الدولة أمام مسئولياتها ، وأمام المجتمع ، بعد أن يخلع عنها الغطاء الديني ، الذي تتدثر به في مواجهة هذا التنظيم . أما الإمساك بالعصي من المنتصف ، والوقوف في المناطق الرمادية ، لا يصح في المسائل الدينية ؛ لأنه سيدفع بمن يتلمس الإستئناس برأي الدين إلي التصرف دون انتظار في مواجهة آلة القتل الجهنمية التي تحصد في أهله . وقد كان مبرر الأزهر في الإمتناع عن تكفير الدواعش ، أنه لا يرغب في الوقوع فيما وقع فيه هذا التنظيم . وبالقطع فإن هذا المبرر لاينهض سبباً في الإمتناع عن الفتيا ، وهذا الموقف تقاعس لا يصلح تبريره . وأنا أظن أن مطلب الدولة في بيان الموقف الشرعي له ما يسوغه ، وليس افتئاتاً علي الشرع ، ولا علي الأزهر . أما موقف الأزهر من ملف تجديد الخطاب الديني ، فهو موقف ملتبس ، يضع الناس في حيرة من أمرهم . فالدواعش والجماعة الإرهابية ، وأذنابها ، ينطلقون في مواقفهم الإرهابية استناداً إلي أقوال فقهية ، موجودة في بطون أمهات الكتب . هذه الأقوال هي اجتهادات فقهاء لزمانهم ، لا يصلح بعضها لزماننا . وكل المطلوب هو تجديد هذا الخطاب وتنقيته ، حتي لا يتصادم مع الواقع ، ولا يتصادم مع الدين ، عن طريق الإجتهاد ، خاصة وأن هناك مؤسسات قائمة علي شأن الفتوي ، وليس الأمر مجرد فتاوي فردية . وهذا الجهد الذي سيبذل في هذا الباب سيعود بالنفع علي الدين ، والدنيا ، ومناهج التعليم الأزهرية ، ويمثل حماية للمجتمع من الفتاوي المنحرفة ، التي ينساق البعض وراءها علي أساس أنها الديــن . فإذا نظرنا في التقاعس في ملف تجديد الخطاب الديني ، ونظرنا في موقفه من داعش ، لوجدنا رابط خفي بين الموقفين . لأن التحرك في ملف تجديد الخطاب الديني ، يمثل مواجهة صريحة مع الفكر الإرهابي الذي يقوم علي أساسه هذا التنظيم . وقد جف حلق الدولة في مطالبة الأزهر بالإسراع في التحرك في ملف تجديد الخطاب الديني . وهنا تساؤل : هل البحث في الملفين يعد مطلباً رئاسياً أم مطلباً مجتمعياً ؟ . أنا اعتقد أنهما مطلباً مجتمعياً ، قد تبنتهما أجهزة الدولة . والإلحاح علي هذا المطلب ، لا يعد انتقاصاً من قدر الأزهر ، ولا اعتداءًا عليه ، وإنما هو الحاح الحاجة . وليس مقصوداً من وراءه إحراج الأزهر ، ولا لي توجهاته لوجهة بعينها ، وإنما فقط تريد معرفة رأي الدين في مسألة تعرض للمجتمع . ولعل في موقف الأزهر ـ سواء استنتاجاً أو صراحة ـ فيما يتعلق بتشكيل لجنة وطنية للدفاع عن شيخ الأزهر ، والتهديد بتنظيم مظاهرات في مواجهة الدولة علي هذه الخلفية ، أمر في غاية الخطورة ، لأننا بذلك نكون قد انتقلنا من مربع الدين ، إلي مربع السياسة ، وتوظيف الدين لخدمة السياسة ، بدعوي الدفاع عن الإسلام والشريعة . وهنا يتماس الأزهر مع جماعة الإخوان الإرهابية ، وينحاز إلي جانبها ، ويقف في نفس خندقها . بما يعني أن هناك فكر معين قد يكون إخوانياً أو سلفياً يدفع بالأزهر في هذا الإتجاه . ولا أدري إن كان عدم الرد علي تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات يدور في هذا الإطار أم لا . وقد قرأ البعض موقف شيخ الأزهر بذهابه إلي مقر بلده لمدة أسبوعين ، وعدم حضوره مؤتمر الشباب في أسوان ، علي أنه يمثل موقفاً سلبياً تجاه الدولة ، ويصب في نفس الخانة . وهو موقف جديد علي الأزهر ومشايخه . ولا ريب أن اللعب في هذه المنطقة يمثل لمساً متعمداً لبؤرة الإنفجار ، لأن الوضع ملتهب لا يحتمل العبث ، أو اللعب ، ولو علي سبيل السهو أو الخطأ ؛ لأن الدولة حالياً معبأة في اتجاه الحرب علي الإرهاب ، ولا تحتمل الشغب عليها ، أو العبث بأفكار استقرت في نفوسها ، ووقائع حية سطرت من لحم ودم ، صنعت عقيدة راسخة حيال الإرهاب ، وعناصره ، وأطرافه ، ومصادره ، ومآلاته . وليست في وضع يسمح لها بمجابهة داخلية ، مع فريق يجرنا في الإتجاه الخطأ . أليس كذلك ؟ ! .
حـــســـــــــن زايـــــــــــــد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف