الأخبار
لماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروت
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أنا تلميذ بقلم : محمود حسونة

تاريخ النشر : 2017-02-10
أنا تلميذ بقلم : محمود حسونة
أنا تلميذ ...
(اجرح شخصاً بالصدق لكن لا تسعده أبداً بالكذب )
إن الانغلاق يقود إلى التقوقع والتحجر وينذر بالانحطاط ، أما الانقتاح فلا يؤمن بالحدود ، إنه ينفتح إلى ما لا نهاية ويأخذ من كل شيء أحسنهُ ، والحكمة ضالة المؤمن ، لسنا نحن الآدميين فقط على هذا الكوكب ، فهناك بشر غيرنا لهم إنجازات وثقافات وعبقريات وعندهم تقدم وحضارة ،وعلينا أن نتواضع أمام العلم ونقف أمامه بعقلية التلميذ ، وألا نتعالى عليه ونظن أننا أهل العلم ورواده كنا ومازلنا !!! إن هذا التفكير يكرس حالة الجمود والانغلاق ، يقول المفكر الجزائري مالك بن نبي : ( مشكلة العربي أنه يقف أمام إنجازات العلم كزبون فهو يشتريها ويقتنيها ، أما الآخرون فيقفون أمامها كتلاميذ !!! )
إنها مأساة الإنسان العربي فهو ينظر إلى إنجازات العلم كبضاعة يمكن شراؤها ، وانتهى كل شيء !!! هذه النهاية !!! لماذا نقف عند هذه الحدود في التفكير ؟!! ما هذه البساطة و المحدودية والتسطيح في التفكير ؟؟!! هل هذا سر من أسرار جمودنا ؟!!
نحن مستهلكون أشاوس من ضروريات وكماليات !!! نجوب الأسواق كالأبطال بلا فكر أو رؤية ، نمتلك كل الأجهزة الحديثة بالشراء ، نتباهى بما ليس لنا ، نبدع في البحث عن المتع بأثمان خيالية ، ونعتقد أننا نمتلك العالم وللأسف نحن لا نملك إلاّ الوهم . تتسوق بشراهة عبر الإنترنت ، نتنافس في الاستهلاك وكأننا نتنافس في مجالس العلم ، نملأ البارات والحانات و الحفلات والملاهي ولقتل الوقت نلجأ إلى المقاهى نثرثر ونثرثر فقط . رحم الله الإمام الشافعي يقول :
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
ونهجوا ذا الزمان بغير ذنبٍ ولو نطق الزمان لنا هجانا
نتغنى بأمجاد الماضي !! كنا أسياد العالم !! وكنا أهل علم وعلوم وكنا وكنا ... لكن ، هل ذلك يكفي ؟!! إننا بذلك نغوص في وهم التفوق و نخدع أنفسنا ،الاعتزاز بالماضي والتغني به لا يكفي قد يحفز معنوياتنا ، لكن الاسترسال في ذلك يعني تضخيم الذات بلا معنى ،ليس هكذا يكون الأمر ، ولا هكذا يكون التقدم ، إنها أوهام التفوق ،نتفوق في الثرثرة ،ونستنزل اللعنات والشتائم ، ونصرخ ونجعجع بالهتافات ، ونرفع الشعارات ،وندعو للمقاطعة ثم نحتفل باننا انتصرنا !!! ما هذا الوهم ؟؟
صور الجمود والانغلاق كثيرة في حياتنا ، فهناك من يقرأ ويقرأ ،ولكنه لا يناقش ولا ينقد ، ولا يقبل النقد ،ولا يدافع عن قضية ، ولا يُعلم ، ،ويتعصب لرأي ، ويتبرأ من التزامه الإنساني ،وهناك من يصرخ ويثرثر ويعيد ويكرر كلاما مملا سمعناه مرات ومرات ،لا يجدد ولا يتأمل ،ينقل ما قرأ وما سمع دون رأي أو إخراج جديد يلائم الزمان والمكان والتطور ،يكرر بنفس الأسلوب ونفس العبارات ؛حتى أصبحت الأفكار فقيرة و مستنزفة وشحيحة ،إنهم جامدون ومملون ومالون مهما كانت مراتبهم وألقابهم، وتجد من يحصر نفسه في زاوية ضيقة من المعرفة ، في مجموعة من الكتب يقرأها ويقرأها ، ويظن أنه امتلك ناصية المعرفة ، يحفظ كم هائل من المعلومات لكنها مسطحة بدون عمق ،يستظهرها بتفاخر دون إضافة أو جديد ، ويتعفف عن القراءة للآخر ظناً منه أن ذلك لا يعنيه فلا يعرف عنه شيئا ، لا يعرف كيف يفكر ،ولا كيف يطور و لا كيف يوظف ولا كيف يعالج مشاكله ،مرواحة في المكان ،واحتراق للأفكار !!! لا شيء من خارج النمط والمعهود ، خارج المردد الذي طحن وعجن تكراراً ومرارا !!! ليس هكذا تصلح الحياة ، نفشل ونكرر الفشل بل ونغذيه وبعناد عجيب !!!
نحن قوم لا نُصارح أنفسنا و نداري أخطاءنا نتمادح ونتكاذب، نهزأ ببعضنا و نجامل بعضنا ، تملق ورياء ونفاق خسيس ،لا تفضح فشلي حتى لا أفضحك و أمرر لك فشلك !! لا شفافية ولا محاسبة !!! والنتيجة مزيداً من الانحطاط و والتردي و المهزلة ، نحول الهزائم إلى انتصارات، وتبقى الحقائق محجوبة ،كذب وتدهور ، ما هذه الثقافة المنحطة ؟؟!!
سنأخذ مثالا على وجه التمثيل به فقط ، مع أن البعض وأحياناً الكثير يرفضون هذا التمثيل من منظار الحلال والحرام ؛فيدخلون في معضلة فقهية ،إن هناك جوانب للتفكير والتعاطي مع تلك الأمثلة تدعم آراءنا ومواقفنا ،ولو أنها أمثلة من مصادر ثقافية عالمية
بعد أن أتم الفنان النحات مايكل أنجلو تمثال موسى وقف أمامه وتأمله وصرخ في وجهه قائلا : انهض يا موسى !!! تكلم يا موسى!!! ثم ركله وقذف بالإزميل الذي كان بيده . ينظر البعض إلى ذلك كمسألة فقهية من حيث هي: حلال أو حرام والاختلاف قد يقع بتحريم أو بتحليل ،ولكن للمسألة زوايا أخرى تدعم ترسيخ الإيمان بعظمة الله ، فالنحات الكبير أنجلو أظهر عبقريته في النحت ، و أعجبه إبداعه واغتر به وأبرز نرجسيته وتعاليه بعد أن أغراه إبداعه ؛ لدرجة أنه أمر التمثال أن ينطق !!! عندها شعر بالعجز أمام أمر لا يملكه مهما بلغ إبداعه وتفوقه ، وأعلن على الملأ إفلاسه أمام سر الله العظيم في الخلق ، لتتجلى قدرة الله العظيمة الواحد الأحد ، إن تمثال موسى آية من آيات الفن الإنساني الجميل والرائع ، لكنه يبقى كتلة من صخر صماء . (فَأَرَاهُ الْآَيَةَ الْكُبْرَى (20) فَكَذَّبَ وَعَصَى (21) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (22) فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24( فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26( أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27(
لقد أدرك إبراهيم عليه السلام بفطرته السوية قبل أنجلو بمئات السنين أنها تماثيل حجرية لا تضر ولا تنفع ( فَرَاغَ إِلَىٰ آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) مَا لَكُمْ لَا تَنطِقُونَ (92) فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94) قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96(
سكت أنجلو أمام دهشة وهول إبداعه ، وظن أنه بلغ الذروة ، بل وظن بغباء الزهو أنه سينطق الحجر لقد فتن أنجلو بتمثاله فهو يطلب منه أن ينهض ويتكلم ،إنه يطلب المستحيل ،إنه يهذي ،
ثمّ ركله كشيء تافه ، وأعلن عجزه ، انتبه إلى غرور الآدمي ،تأمل كيف يسوق الغرور الإنسان إلى أبعد من قدرته ظناً ، لقد نظر أنجلو إلى التمثال كذروة الإنجاز ، فكانت نهاية الذروة ، ليعلن أنه لا لا لا يستطيع أن يفعل أكثر من ذلك ،إقرار واعتراف قال تعالى: ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
نحن أهل حضارة ، عبارة لا تكفي ، نحن حملة مشاعل في رسالة لا بد أن تُؤدى ،وكما الأفراد تكون الأمم .
بقلم : محمود حسونة ( أبو فيصل )
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف