في أبجدية المأساة السورية...
"السجن"
( 11 )
السجن هو الضمانة الأكثر عالمية وفعالية لممارسة الحرية الجماعية الخطرة على الأفراد.
اكتفى المُشرّع الإنساني الأول باعتبار السجن المكان الطبيعي والمناسب لقضاء العقوبات الفردية العادلة.
لا ترى المؤسسات الدينية وذراعها الإرهابي "المعارضات الدينية" في "السجن" فعالية كافية لممارسة التسلط والاستعباد والقهر الفردي، لذلك تعود الى عقوبات الانسان البدائي (متوحش ما قبل الحضارة)، لترسخ إشكالية "الغابة الشيطانية" على الأرض وحقيقة عبادة "الموت".
ترى المؤسسات السلطوية وذراعها الإرهابي "السلطة المدنية" في "السجن" المكان الطبيعي لممارسة التسلط والاستعباد والقهر الفردي، والمكان المثالي لتنفيذ عقوبات الانسان البدائي المتوحش، لترسيخ إشكالية "الفوضى الأمنية" على الأرض وحقيقة عبادة "الفرد".
وتجتمعان على اعتبار "الإعدام" حقا مشروعا لهما في مواجهة كلّ حرية فردية يريان فيها بنفس القوة تحديا وجوديا لتسلطهما الشيطاني واستبدادهما المتكامل، وهما يلعبان متجاورين في مواجهة جمهورهما لعبة الحرية والسجن والخوف والموت.
القمع الفردي ليس هدفا بذاته بل يتضمن تهديدا للجماعة التي لا يمكن سجنها أو تعذيبها أو ابادتها، بل تخويفها وتشتيتها ولذلك لا يكتفي (الجلاد السلطوي او الديني) بالإعدام السريع والحاسم، بل يركز على التعذيب الرهيب والسجن الطويل وعلى نشر قصص ذلك، بما يساعده على سحق رغبة الجماعة في الخروج عليه أو الانصياع التام له في الخروج على توأمه.
السجن في شرق الجماعات المتفلته من انسانيتها، معبد وقبلة لديانة "عبادة الفرد الاله"، والتعذيب طقوس تلك الديانة القديمة وشعائرها، والاعدام حقيقة دورها الداخلي الاستبدادي والخارجي التابع.
من الطبيعي ان ترى مؤسسات السلطة المدنية أو الدينية القمعية، في الفرد العاقل والواعي خطرا حقيقيا عليها.
ومن غير الطبيعي أن يرى ذلك الانسان الفرد في رمزية السجن وثقافة التعذيب خطرا يتفاداه بقمع نفسه وتقزيم وعيه وتحييد انسانيته.
10/2/2017
صافيتا/زياد هواش
..
"السجن"
( 11 )
السجن هو الضمانة الأكثر عالمية وفعالية لممارسة الحرية الجماعية الخطرة على الأفراد.
اكتفى المُشرّع الإنساني الأول باعتبار السجن المكان الطبيعي والمناسب لقضاء العقوبات الفردية العادلة.
لا ترى المؤسسات الدينية وذراعها الإرهابي "المعارضات الدينية" في "السجن" فعالية كافية لممارسة التسلط والاستعباد والقهر الفردي، لذلك تعود الى عقوبات الانسان البدائي (متوحش ما قبل الحضارة)، لترسخ إشكالية "الغابة الشيطانية" على الأرض وحقيقة عبادة "الموت".
ترى المؤسسات السلطوية وذراعها الإرهابي "السلطة المدنية" في "السجن" المكان الطبيعي لممارسة التسلط والاستعباد والقهر الفردي، والمكان المثالي لتنفيذ عقوبات الانسان البدائي المتوحش، لترسيخ إشكالية "الفوضى الأمنية" على الأرض وحقيقة عبادة "الفرد".
وتجتمعان على اعتبار "الإعدام" حقا مشروعا لهما في مواجهة كلّ حرية فردية يريان فيها بنفس القوة تحديا وجوديا لتسلطهما الشيطاني واستبدادهما المتكامل، وهما يلعبان متجاورين في مواجهة جمهورهما لعبة الحرية والسجن والخوف والموت.
القمع الفردي ليس هدفا بذاته بل يتضمن تهديدا للجماعة التي لا يمكن سجنها أو تعذيبها أو ابادتها، بل تخويفها وتشتيتها ولذلك لا يكتفي (الجلاد السلطوي او الديني) بالإعدام السريع والحاسم، بل يركز على التعذيب الرهيب والسجن الطويل وعلى نشر قصص ذلك، بما يساعده على سحق رغبة الجماعة في الخروج عليه أو الانصياع التام له في الخروج على توأمه.
السجن في شرق الجماعات المتفلته من انسانيتها، معبد وقبلة لديانة "عبادة الفرد الاله"، والتعذيب طقوس تلك الديانة القديمة وشعائرها، والاعدام حقيقة دورها الداخلي الاستبدادي والخارجي التابع.
من الطبيعي ان ترى مؤسسات السلطة المدنية أو الدينية القمعية، في الفرد العاقل والواعي خطرا حقيقيا عليها.
ومن غير الطبيعي أن يرى ذلك الانسان الفرد في رمزية السجن وثقافة التعذيب خطرا يتفاداه بقمع نفسه وتقزيم وعيه وتحييد انسانيته.
10/2/2017
صافيتا/زياد هواش
..