
النَّاجي
-هلا تيسير ابوبكر
ها أنت اليوم قد حَقَّقْتَ حلم الكثيرين ممن بقي هناك محاصرا بالحرب بلا مخرج ،أنت الناجي الذي قطع كل تلك الطريق وحدك وأنت ذلك البطل التي تصارعت عليه وسائل الاعلام لتلتقط لك صورة ،أنت هو الذي كتب بخطاه قصة البؤساء عبر حدود القارات ،أنت الذي تحدى حمم المدافع و أمواج البحر و صقيع الغابات و أكثر من ذلك ، أنت الرجل الذي صمد أمام آلام و دموع كل أحبائه و لأني كنت جارتك عندما كنا أناس عاديون لا مساحة لنا في كتب التاريخ الا في الاحصائيات السنوية ،أعرف تماما كم كنت أبسط من كل ذلك الضجيج ،أنت الجار الذي كاد أن يقتل ابن جارنا بسبب كرة أصابت نافذتك و أنت نفسه الجار الذي نظف شارعنا يوم العيد لكن "دانييل" جارنا في السويد لا يعلم عنك شيء سوى أنك بطل من قصص التاريخ وهو يحدث كل أصدقائه عنك أما "بيتر" فهو يرى في وجودك خطر على أمنه فهو يعرف أنك اعتدت رؤية الدم وهذا بحد ذاته مشكلة اجتماعية .
أنت هو البطل والخطر ،أنت هو جاري العربي الكثير الغضب والطيبة ،ترى من أنت في معركة التناقضات هذه ؟..أعرف أنك متعب وأعرف أن الرقص كله الذي رقصته عندما حصلت على اقامتك هنا مزيف أو بالأحرى هو حجة لتعطي نفسك الحق في الفرح فأنت مثقل بالذنوب والندم لأنك غادرت من تحبهم لكن لا تنسى أن عدسات الكاميرات مازالت تلاحقك ولا تعتمد عليها كثيرا ففي أوروبا نفس العدسة تراك بنظرتين ، يبدو لم يعد من اللائق أن تنتقل بوسائل النقل دون أن تدفع ثمن التذكرة وليس من اللائق أبدا أن تستمر في السيطرة على زوجتك وليس من المحترم أن تشبع أطفالك الطائفية بطريقة جديدة حضارية وليس من اللائق أن تعتقدي أن حريتك تبدأ بانفصالك عن زوجك دون سبب ولم تعد صورة انسانية أن تحصل على معونات أكثر من احتياجاتك ويبدو أن لسانك الثرثار مازال يصنع الفتن ، أنت هو ضحية حرب مثلك مثل الشهيد لكن الفرق أن الحياة أعطتك فرصة أخرى لتسأل نفسك ماالذي فعلناه لنستحق هذا الموت من الغربة ،كونك ضحية لا ينفي أبدا أننا كلنا شركاء بما حصل ولو بذرة خطيئة، لا تخرج من جلدك ولا تتثبت بكل الأشياء التي جعلت علاقاتنا ببعض كابوس حقد ، ألم يقال أنه زمن التغيير ؟ نحن ياسيدي لا نقوى على أن نغير تسريحة شعرنا التقليدية .
أنت لم تصبح مليونيرا عندما أتيت الى هنا كما يعتقد الكثيرون لكن حاول أن تغير اسطوانة "مابكفي يا دوب ملحقين" شكر النعمة فضيلة و حد الكفاف نعمة ،أنا مثلك تماما مال الدنيا كله لا ينسيني ألمي لكني أريد أن أتغير ، أريد أن أحب هذه الحياة مجددا بدون خطايا فأنا ناج من كل شيء اﻻ من نفسي .
-هلا تيسير ابوبكر
ها أنت اليوم قد حَقَّقْتَ حلم الكثيرين ممن بقي هناك محاصرا بالحرب بلا مخرج ،أنت الناجي الذي قطع كل تلك الطريق وحدك وأنت ذلك البطل التي تصارعت عليه وسائل الاعلام لتلتقط لك صورة ،أنت هو الذي كتب بخطاه قصة البؤساء عبر حدود القارات ،أنت الذي تحدى حمم المدافع و أمواج البحر و صقيع الغابات و أكثر من ذلك ، أنت الرجل الذي صمد أمام آلام و دموع كل أحبائه و لأني كنت جارتك عندما كنا أناس عاديون لا مساحة لنا في كتب التاريخ الا في الاحصائيات السنوية ،أعرف تماما كم كنت أبسط من كل ذلك الضجيج ،أنت الجار الذي كاد أن يقتل ابن جارنا بسبب كرة أصابت نافذتك و أنت نفسه الجار الذي نظف شارعنا يوم العيد لكن "دانييل" جارنا في السويد لا يعلم عنك شيء سوى أنك بطل من قصص التاريخ وهو يحدث كل أصدقائه عنك أما "بيتر" فهو يرى في وجودك خطر على أمنه فهو يعرف أنك اعتدت رؤية الدم وهذا بحد ذاته مشكلة اجتماعية .
أنت هو البطل والخطر ،أنت هو جاري العربي الكثير الغضب والطيبة ،ترى من أنت في معركة التناقضات هذه ؟..أعرف أنك متعب وأعرف أن الرقص كله الذي رقصته عندما حصلت على اقامتك هنا مزيف أو بالأحرى هو حجة لتعطي نفسك الحق في الفرح فأنت مثقل بالذنوب والندم لأنك غادرت من تحبهم لكن لا تنسى أن عدسات الكاميرات مازالت تلاحقك ولا تعتمد عليها كثيرا ففي أوروبا نفس العدسة تراك بنظرتين ، يبدو لم يعد من اللائق أن تنتقل بوسائل النقل دون أن تدفع ثمن التذكرة وليس من اللائق أبدا أن تستمر في السيطرة على زوجتك وليس من المحترم أن تشبع أطفالك الطائفية بطريقة جديدة حضارية وليس من اللائق أن تعتقدي أن حريتك تبدأ بانفصالك عن زوجك دون سبب ولم تعد صورة انسانية أن تحصل على معونات أكثر من احتياجاتك ويبدو أن لسانك الثرثار مازال يصنع الفتن ، أنت هو ضحية حرب مثلك مثل الشهيد لكن الفرق أن الحياة أعطتك فرصة أخرى لتسأل نفسك ماالذي فعلناه لنستحق هذا الموت من الغربة ،كونك ضحية لا ينفي أبدا أننا كلنا شركاء بما حصل ولو بذرة خطيئة، لا تخرج من جلدك ولا تتثبت بكل الأشياء التي جعلت علاقاتنا ببعض كابوس حقد ، ألم يقال أنه زمن التغيير ؟ نحن ياسيدي لا نقوى على أن نغير تسريحة شعرنا التقليدية .
أنت لم تصبح مليونيرا عندما أتيت الى هنا كما يعتقد الكثيرون لكن حاول أن تغير اسطوانة "مابكفي يا دوب ملحقين" شكر النعمة فضيلة و حد الكفاف نعمة ،أنا مثلك تماما مال الدنيا كله لا ينسيني ألمي لكني أريد أن أتغير ، أريد أن أحب هذه الحياة مجددا بدون خطايا فأنا ناج من كل شيء اﻻ من نفسي .