في أبجدية المأساة السورية...
"الحرّية"
( 10 )
يتحول السؤال الى "إشكالية" تصل في زمن الفراغ الإنساني هذا الى حالة "المأساة"، عندما تتعدد حدّ التناقض والتضاد رؤية الأفراد والجماعات في تعريف أبسط وأقدم تحديات الحضارات البشرية:
ما هي الحرّية...!
"الحرية الفردية" مقدسة، لها ضوابطها البسيطة والواضحة، ولها امتدادها الإنساني، ويأتي التطور المتسارع في وسائل الاتصال والتواصل أو التباعد الاجتماعي لا فرق هنا، ليكرسها حقيقة معاصرة وخلاقة بكل تأكيد.
"الحرية الجماعية" خطرة، في كل زمان ومكان، وهي خطرة بالتأكيد على الحرية الفردية أولا، تأسرها وتوجهها وتقيدها، وخصوصا عندما تعبر الجماعات عن هويات مدنية انفعالية متفلته وفوضوية أو عن هويات دينية ومذهبية مغلقة وعدائية.
تقوم شرعية أي سلطة على "قضية الحرية" تحديدا، ومع ذلك سرعان ما تتحول الحرية الى العدو الأول والوحيد لكل سلطة، وصولا الى اعتبار "حرية الأفراد" بخطورة "حرية الجماعات" وهنا تبلغ الإشكالية حد "المأساة الوطنية".
الحرية الجماعية في شرق (الجماعات الغائبة والهويات الغيبية) عبث انساني مخيف وخدعة أخلاقية كبرى، لأن المؤسستين التوأمين فعلا (السلطة المدنية والمعارضة الدينية) لا يمكن أن يكتسبا يوما شرعية من "قضية الحرية".
تُبادلك "السلطة المدنية" حق الحرية الفردي بحق الحياة في الزمن العادي وصولا الى الموت، وتبادلك "المعارضة الدينية" حق الحرية على الأرض بحتمية خلود ما بعد الموت...!
ويتبادلان في لعبة الصراع الشيطاني بينهما "إشكالية الحرية" وتعريفها، لضمان البقاء والاستمرار تحت شرعية (حقيقة الخوف والموت).
"الحرية في الشرق" حق فردي مهدد، تشكل الجماعات الخطر الأكبر عليه، ولا يمكن حمايته عبر نص او قانون بل من خلال الممارسة العاقلة له ضمن الجماعات المسعورة وفي مواجهة السلطات المجنونة.
"الحرية" هي العقلانية الفردية الحذرة، والوعي الاقتصادي الجمعي المنتج، وهي ليست حالة أو حاجة سياسية.
9/2/2017
صافيتا/زياد هواش
..
"الحرّية"
( 10 )
يتحول السؤال الى "إشكالية" تصل في زمن الفراغ الإنساني هذا الى حالة "المأساة"، عندما تتعدد حدّ التناقض والتضاد رؤية الأفراد والجماعات في تعريف أبسط وأقدم تحديات الحضارات البشرية:
ما هي الحرّية...!
"الحرية الفردية" مقدسة، لها ضوابطها البسيطة والواضحة، ولها امتدادها الإنساني، ويأتي التطور المتسارع في وسائل الاتصال والتواصل أو التباعد الاجتماعي لا فرق هنا، ليكرسها حقيقة معاصرة وخلاقة بكل تأكيد.
"الحرية الجماعية" خطرة، في كل زمان ومكان، وهي خطرة بالتأكيد على الحرية الفردية أولا، تأسرها وتوجهها وتقيدها، وخصوصا عندما تعبر الجماعات عن هويات مدنية انفعالية متفلته وفوضوية أو عن هويات دينية ومذهبية مغلقة وعدائية.
تقوم شرعية أي سلطة على "قضية الحرية" تحديدا، ومع ذلك سرعان ما تتحول الحرية الى العدو الأول والوحيد لكل سلطة، وصولا الى اعتبار "حرية الأفراد" بخطورة "حرية الجماعات" وهنا تبلغ الإشكالية حد "المأساة الوطنية".
الحرية الجماعية في شرق (الجماعات الغائبة والهويات الغيبية) عبث انساني مخيف وخدعة أخلاقية كبرى، لأن المؤسستين التوأمين فعلا (السلطة المدنية والمعارضة الدينية) لا يمكن أن يكتسبا يوما شرعية من "قضية الحرية".
تُبادلك "السلطة المدنية" حق الحرية الفردي بحق الحياة في الزمن العادي وصولا الى الموت، وتبادلك "المعارضة الدينية" حق الحرية على الأرض بحتمية خلود ما بعد الموت...!
ويتبادلان في لعبة الصراع الشيطاني بينهما "إشكالية الحرية" وتعريفها، لضمان البقاء والاستمرار تحت شرعية (حقيقة الخوف والموت).
"الحرية في الشرق" حق فردي مهدد، تشكل الجماعات الخطر الأكبر عليه، ولا يمكن حمايته عبر نص او قانون بل من خلال الممارسة العاقلة له ضمن الجماعات المسعورة وفي مواجهة السلطات المجنونة.
"الحرية" هي العقلانية الفردية الحذرة، والوعي الاقتصادي الجمعي المنتج، وهي ليست حالة أو حاجة سياسية.
9/2/2017
صافيتا/زياد هواش
..