الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المنتخب وسـيكولوجية الإخـوان بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2017-02-08
المنتخب وسـيكولوجية الإخـوان بقلم:حسن زايد
لم أتفاجأ علي أي نحو من الأنحاء بموقف الإخوان من مباريات مصر في بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم . فالكرة من وجهة نظري ، رغم أنها أصبحت سلعة يروج لها علي نطاق واسع ، ويعمل في قطاعاتها المختلفة العديد من الأفراد ، علي سبيل التخصص والإحتراف ، ولها اتحادات ، وأموال متدفقة دخولاً وخروجاً ، ويضخ فيها استثمارات بالملايين ، هي في النهاية مجرد لعبة . وكما يقول الشيخ الشعراوي ـ رحمه الله ـ أن آفتنا أننا قد نقلنا قوانين الجد للعب ، وقوانين اللعب للجد . أما وقد حدث ، أن أصبح الجد لعباً ، واللعب جد ، فقد انقسم الناس حوله إلي قسمين . القسم الأول ـ وهو القسم الذي لايهتم بهذه اللعبة ، ولا يكترث بها ، ولا ينشغل بأحداثها . والقسم الثاني ـ وهو القسم الذي يهتم لهذه اللعبة ، وينشغل بها ، وينتمي نفسياً إلي أحد الأندية الممارسة لها ، يشجعه دون بقية الفرق المتنافسة ، وتزداد حدة الإنتماء وتخفت بحسب الظروف النفسية والإجتماعية والإقتصادية المحيطة بكل فرد ، ويتناسب التشجيع طردياً مع مستوي الإنتماء . وهناك أندية يغلب عليها الطابع القومي ، وأخري يغلب عليها الطابع الإقليمي ، وثالثة يغلب عليها الطابع الخاص . وتنقسم جماهير البلد حول تشجيع الأندية القومية ، مع الإحتفاظ بانتماء وولاء للأندية الإقليمية أو الخاصة . ويظل المرء علي تشجيعه لفرق الأندية ذات الطابع القومي ، حتي تكون المواجهة بين أحد هذه الأندية وبين ناديه الإقليمي ، فتجده قد تحول بولاءه وانتماءه إلي ناديه الإقليمي . وهذا هو ما يتسق مع طبائع الأمور ، ويتماشي مع متطلبات النفس السوية . فإذا كان المنتخب هو الذي يلعب ، ذابت كل الولاءات والإنتماءات ، وانصهرت في انتماء واحد ، وولاء واحد ، هو الإنتماء القومي للجميع ، وأضحي الكل في واحد . فإن كانت المباراة قارية ، أو تلعب ضمن مسابقة ما يطلق عليه كأس العالم ، فلا ريب في الميل ولاءًا وانتماءاً للبلد أو الدولة المنتمية للقارة التي ينتمي إليها . وهكذا .
هذا إذا كانت الأمور تسير في خطها الطبيعي الذي يتسق مع الطبيعة البشرية ، والفطرة التي فطر الله الناس عليها . ولعلنا نجد في سورة الروم مثيلاً لهذا الخط الذي نتحدث عنه . فقد كانت هناك معركة بين الروم والفرس في عهد النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ وانتهت هذه المعركة بانتصار الفرس علي الروم . وقد كان الفرس من عبدة النار ، وكان الروم من أهل الكتاب . فألم الحزن برسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ لهذه النتيجة . والسر في ذلك هو انتصار عبدة النار من دون الله ، علي الروم الذين يؤمنون بوجود خط اتصال بين أهل السماء وأهل الأرض ، ويؤمنون بالله ، وإن اختلفنا معهم في العقيدة . وفي ذلك يقول المولي عز وجل في كتابه العزيز : " غُلِبَتِ الرُّومُ ﴿2﴾ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ﴿3﴾فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴿4﴾ " . إذن فالفرح والحزن ، مؤشران لهما دلالة تنبيء عما يعتمل في الصدور ، وما يترتب علي ذلك ، من أفكار ومسالك ومواقف .
إذن فحب الوطن من أرض وطين ، وهواء وماء ، وزروع وغذاء ، هو حب لسبب من أسباب استمرار الوجود . فمنه نبتت الأجساد ، ونمت ، وترعرعت . وبذا يكون ذلك المكان من أحب الأماكن إلي القلب ، بعد الأماكن المقدسة . فإن لم ننشغل بذلك ، استناداً إلي اعتباره من وجهة نظر البعض حفنة من التراب العفن ، فلا أقل من حب الناس الذين نشأ المرء في كنفهم ، وتربي في أحضانهم ، ابتداءًا بالأهل والأقارب ، وانتهاءًا بالمعارف والأحباب ، ورفقاء الدراسة ، وجماعة اللعب . وزملاء العمل ، والجيران ذوي القربي ، والجار الجنب ، والصاحب بالجنب .
فإذا كان الحب هو نبتة الخير داخل الإنسان ، فمن لا يحب وطنه ، ولا يحب ناسه ، فلا خير فيه لا لوطنه ، ولا لناسه . ولا يرجي من وراءه خير يبتغي .
وموقف جماعة الإخوان ، ومن لف لفها ، ودار حول محورها ، من المنتخب المصري لكرة القدم ، أثناء مشاركاته ، في كأس الأمم الأفريقية ، ينبيء بما لا يدع مجالاً للشك ، عما بداخل أعضاء هذه الجماعة ، من حقد ، وغل ، وسواد ، وكآبة ، حيال الوطن ، وحيال المجتمع . وقد بدا ذلك واضحاً ، في تغريدات اللجان الإلكترونية لتلك الجماعة المشئومة ، من شتائم ، وسباب ، ولعن ، وتشجيع للفرق المنافسة ، إلي حد إعلان انتمائهم لدولها ، من دون وطنهم الأم . ثم مظاهر الفرح والشماتة الطافحة حال انهزام المنتخب ، أمام فريق الكاميرون ، في المباراة النهائية ، لا لشيء سوي الإختلاف مع النظام السياسي القائم .
المسألة ليست مجرد مباراة كرة قدم ـ لعبة ـ وإنما خطأ في الجينات الوراثية ، وشذوذ فكري ونفسي ، وانحطاط في منظومة القيم ، وأساليب التربية ، لا نظير لها . فقط ارتدت مسوح الدين ، وتمسحت بقشوره ، ثم نصبت نفسها الناطق الحصري باسمه . إنهم قوم في حاجة إلي النزول في مصحات نفسية ، قبل أن يندمجوا بأمراضهم في المجتمع ، فيصيبونه بما أصيبوا به .
حــســـــــن زايــــــــــــــد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف